لنتخلق بأخلاق العباس ( عليه السلام )

العباس (ع) عطش أخيه ، ومن معه من النساء والاَطفال ، فرمى الماء من يديه ، وامتنع
أن يروي عطشه، وقال:


يا نفس من بعد
الحسين هوني * وبعده لا كنت
أو تكوني
هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين
والله ما هذا فعال ديني

--

وأشاع فيهم القتل والدمار وهو يقول:

انا الذي اعرف عند الزمجرة *
بابن علي المسمى حيدرة
انا
الذي اعرف عند الزمجرة *بابن علي المسمى حيدرة


لا
أرهب الموت إذ الموت رقى *حتى أوارى في المصاليت لقى
ني أنا العباس أغدو بالسقا *
ولا أخاف الشر يوم الملتقى


بعد أن قطعت يمينه أخذ (ع) يردد:

والله ان قطعتموا يميني * اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام
صادق اليقين * سبط النبي
الطاهر الأمين



وبعد أن قطعت شماله
أخذ (ع) يردد:

الا ترون معشر الفجار

قد قطعوا ببغيهم يساري * فاصلهم يا رب حر النار

يا نفس لا تخشي من الكفار * وابشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار


لقد أعلن بهذا الرجز عن
شجاعته النادرة ، وانّه لا يخشى الموت ، وانّما يستقبله بثغر باسم دفاعاً عن الحق ،
وفداءً لاَخيه سبط النبيّ صلى الله عليه وآله .. وانه لفخور أن يغدو بالسقاء مملوءً
من الماء ليروي به عطاشى أهل البيت.


وقد وصف السيّد جعفر الحلّي حالته
بقوله:

فمشى لمصرعه الحسين وطرفه * بيـن
الخيـام وبينـه مـتقسم
ألفـاه محجـوب الجمال كـأنّه *بـدر بمنحطـم الـوشيج ملثم
فأكب منحنيـاً عليـه ودمعـه
* صبـغ البسيط كأنّما هـو عندم
قـد رام يلثمه فلم
يـر موضعاً * لـم يدمه عـضّ السلاح فيلثم
نـادى وقد
ملاَ البوادي صيحة * صـم الصخـور لهولهـا تتألّم

أأخـي يهنيك النعيم ولـم أخل * ترضى بأن أرزى وأنت
مـنعم
أأخي مـن يحمي بنـات محمد *اذ صرن يسترحمن
من لا يرحم

مـا خلت بعدك أن تشلّ سواعدي * وتكف
بـاصرتي وظهري يقصم
لسـواك يـلطم بـالاَكف وهـذه *
بيض الضبا لك فـي جبيني تلطم
ما بين مصرعك الفضيع ومصرعي *إلاّ كمـا أدعـوك قبـل وتنعـم
هـذا حسامك من يذلّ بـه
العـدا * ولـواك هـذا مـن بـه يتقـدم
هونت يا باابن
أبي مصارع فتيتي * والجـرح يسكنـه الذي هـو آلم



اهداء الى سيدي ومولاي ابا الفظل العباس ( ع )