تغريدات فلسطينية : الذهاب للمسجد الأقصى وسط هدير الدبابات

■■ الحمد لله رب العالمين تعالى ، على كل نعمه وأفضاله ، فلم يردني خائباً من فلسطين الغالية ، وإنما أنعم عليَ بزيارة المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ، فقد كان من بين ما عملت له خلال زيارتي لفلسطين أن أشد الرحال إلى هذا المسجد كي أزوره وأصلي فيه ، وأقف عند قبة الصخرة التي صلى فيها الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم إماماً بالأنبياء والرسل الكرام ،بعد أن أٌسري به ، ثم عٌرج به من المكان ذاته في رحلة الإسراء والمعراج وهي المعجزة التي خص بها المولى سبحانه وتعالى،نبيه المصطفى وهي أعظم رحلة في التاريخ من الأرض إلى السماء.

■■ شَعٌرت براحة كبيرة تسري في صدري وكل أوصالي وأنا في طريقي من مسجد قبة الصخرة ، إلى المسجد الأقصى الذي وصفه المولى سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ب " الذي باركنا حوله" ، مسحت عني الوجوه العكرة التي شاهدتها في طريقي وهي تزاحم أبناء فلسطين المقدسيين ومن الزائرين العرب والمسلمين، وتناهت إلى أسماعي من المحلات ،موسيقى تصويرية مطمئنة إلى أن أبناء القدس رابضين على عاصمتهم العربية التي تحظى بتسامح ديني لا يعكره إلا عنصرية الصهاينة ومحاولاتهم وحفرياتهم وخططهم الشيطانية لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل داوود مكانه.

■■ وكان طريقنا من رام الله إلى القدس حافلاً بالدراما والغضب المتفجر ونحن نتابع قوات الاحتلال الصهيوني التي أعلنت حالة الاستنفار، تحرك آلة البطش العسكرية الغاشمة عبر أرتال محمولة من الدبابات ، في طريقها إلى غزة الصامدة إستعداداً لشن هجوم بري تأتي به على الأخضر واليابس، حيث لم تكتف بالغارات الجوية الشرسة التي لم تفرق مابين المدنيين العزل والمجاهدين الفلسطينيين.

■■ و وسط هذه الأجواء كانت الرحلة من رام الله إلى القدس ، وكان تصميم المرافق الذي اصطحبنا بسيارته، على توصيلنا للمسجد الأقصى ، وكأنه يؤدي مهمة وطنية، وبعد أن رفض جنود الاحتلال دخولنا من أحد المعابر القريبة للقدس ، عاد للمرور إلى معبر آخر ، فأعمى الله سبحانه وتعالى بصائرهم عنا ونحن نقرأ قوله تعالى من سورة يسِ" وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً ، فأغشيناهم فهم لا يبصرون".
أغشى الله بصائرهم عنا ، لنمر و ندخل البلدة القديمة و شوارعها و أهلها و نرى نبض العروبة الذي يسري في اوصال هذه الشوارع و نرى وجهاً آخر من الصمود لأبناء القدس ، في رحلة المواجهة التي ستستمر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .

■■ اللهم إحفظ فلسطين وأهلها الصامدين و انصرهم على أعدائنا الغاصبين .