تغريدات فلسطينية : السينياريو الكئيب .. وقصة السيدة اليابانية

■■ الحياة في رام الله إيقاعها سريع جدا ، وهناك الكثير من التفاصيل التي عشتها طوال يوم الثلاثاء ، بما لم يدع لي أي مجال للكتابة ، أو حتى متابعة الموقع كما أحب أن أفعل دائما من أي مكان في العالم أتواجد فيه.. وقبل أن أدخل بكم في تفاصيل يوم الثلاثاء الحافل بمناسبة عيد الإعلاميين العرب ،أحاول إستكمال قصة الأمس ومشوار ال12 ساعة من الامارات وحتى الاردن ومنها إلى فلسطين .

■■ منذ الوصول إلى العاصمة الأردنية عمان ، كان هاجس المرافقين لي سرعة التحرك في مشوار السفر إلى رام الله وشاء حظي ألا يكون معى أنا ومرافقي الفلسطيني سوى سيدة يابانية غامضة ،غريبة في ملامحها ، هزيلة البنية ،ولا تكاد تستطيع المشي وهي تبدو في نهاية الخمسينات من عمرها ، وهي زوجة لرجل ذو منصب في طوكيو وتقيم في فيلا ، وتستعد هي وزوجها لحياة ما بعد المعاش بعد أن انتهيا من تربية وتعليم ابنتيهما التي تعمل إحداهن طبيبىة والأخرى صحفية ، هذه السيدة جاءت من اليابان بمفردها لتلحق بوفد شعبي من بلادها ، في مهمة شعبية تطوعية لإثبات تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بالمشاركة في بعض الفعاليات الفنية والثقافية .

■■ طال كلامي مع المرافق لي الذي كان يقود السيارة ، ولاحظت السيدة اليابانية تجاهلنا لها ،حرصاً على تركها تجلس مستريحة في المقعد الخلفي من السيارة ، ولكنها أرادت أكثر من مرة مشاركتنا الحديث وطلب معلومات حول أمور تشاهدها على الطريق او في محاولة للتعارف .. ورغم صوتها الخافت جدا ، حاولت أن أتجاوب معها ظناُ مني أنها صحفية ، والغريب أنني اكتشفت أنها ربة بيت ، تعاني من الفراغ بعد تخرج ابنتيها ومغادرتهما المنزل وإنشغال زوجها ، ولها هوايات فنية في التمثيل، وقالت لي بعد أن عرفتني أن إسمها تومي أنها ستشارك في عرض درامي تعبيراً عن التعاطف مع القضية الفلسطينية .. وبعد ساعة وصلنا إلى نقطة الحدود على جسر الملك حسين ، وانتظرنا هناك نصف ساعة لنصعد في اوتوبيس عام بعد أن تركنا المرافق وترك هذه السيدة في رقبتي زاعماً أن مرافقين آخرين سيكونون في انتظارنا بعد عبورنا نقطة الحدود في الناحية الأخرى ، وأن الاسرائيليين لا يسمحون لهم بمرافقة أي زائر ..

■■ ولم يكن لي إختيار وحاولت إختصار الحديث مع هذه السيدة طوال الطريق ، وأخبرتني أنه ليس مطلوبا منها كيابانية تقديم التأشيرة أو إذن الدخول المسبق مثلما هو حالي، وتوقعت فور وصولنا للنقطة الحدودية المسماة هناك بجسر اللنبي أن تنتهي اليابانية من الإجراءات بسرعة وتنتظرني أو حتى تغادر بدوني ، فأتخلص من مسؤوليتها التي لم يستأذني أحد في تحملها ، ولم تكن الأمور سهلة كما أسرف في ذلك من أخبروني بالتفاصيل وعدم الاحتكاك أو رؤية الوجوه التي لا أحبها من الاسرائيليين واستغرق الأمر حوالي نصف ساعة تقريبا من الاكتئاب في النقطة الحدودية والتفتيش الشخصي ووصلت إلى الموظفة التي ستختم لي إذن الدخول في ورقة منفصلة عن جواز سفري وهو أفضل ما في هذه الإجراءات .. وبقيت أمام هذه الموظفة ربع ساعة وهي تفحص الورقة بتجهم وإستغراب ، وأنا أواجهها بإستعلاء وعدم إهتمام ، وخرجت من مكتبها وذهبت لمكتب آخر للحصول على استشارة ، وهنا أدركت أن هناك إعتراض على دخولي ففرحت لإنتهاء هذه المغامرة قبل أن تبدأ ، وبعد عودتها للمكتب جلست مرة أخرى تطيل النظر وعاملتها بنفس التجاهل ولكنها قالت أمامي دقيقتين لإنهاء المعاملة ، ولم أكترث لها نهائيا ، والغريب أنها رغم إجرائها عدة مكالمات ناولتني التأشيرة ممهورة بالموافقة ، ولكن الأغرب كان مفاجأة انتهاء إجراءاتي قبل السيدة اليابانية !.

■■ ووجدت السيدة اليابانية في مأزق ، حيث لم تتمكن من إقناع موظفة الجوازات بمبررات دخولها ، وجاءت تستعين بي وسألوني هل أنت زميلها ، فقلت لهم أنها ضيفة مثلي وهي مجرد مرافقة لي في رحلة العبور ولا أعرف عنها طبيعة استضافتها ، ووجدتها في حالة يرثى لها ولكني عجزت عن مساعدتها ، فقلت لها من الأفضل أن انصرف بسرعة لأخبر المرافق المنتظر بالخارج عن حالتك .. والحمد لله أنني لم أجد هذا المرافق المزعوم ، لأنني عرفت فيما بعد أنه لم يكن في استطاعته تقديم أي عون لها ، والغريب أنها كانت بلا وسيلة اتصال ولم أكن أعرف سوى اسمها الأول ، وبعد أن ركبت تاكسياً بمفردي ورفضت الانتظار ليلحق بي ضيوف محتمل قدومهم ، وكان قد حل بي الغضب والنرفزة مما حدث ، ومن عدم وجود مرافق في هذه التجربة الغريبة التي تركوني أواجهها بمفردي بل ووضعوا في رقبتي مسؤولية سيدة لا أعرفها .. كانت رحلة وصولي للفندق مع السائق أحمد ،أفضل فصول رحلتي لإنه إمتص غضبي وثورتي بإبتسامة ولطف المعاملة، ومعلوماته الرياضية الكبيرة حتى وصلت لفندق الموفنبيك ولما صعدت إلى غرفتي وكتبت مقالي السابق ، كان همي الأكبر الإبلاغ عن هذه السيدة ، ولم أجد من أبلغه .

■■ ولكن الحمد لله أنني رأيتها اليوم – عن بعد - في قصر رام الله الثقافي تحضر حفل عيد الإعلاميين الرياضيين العرب ، لم أعرف تفاصيل منعها ثم السماح بعودتها ولكني عرفت من مصادر خاصة أن سلوك الاسرائيليين على الحدود مع مثل هذه الجنسيات أنهم يبثون الرعب في قلوبهم ويزعمون امكانية تعرضهم لمخاطر أمنية حتى يطلبون بأنفسهم المغادرة وليس الدخول، ولكن يبدو أن العناد الياباني والتعاطف الجياش منهم مع القضية الفلسطينية ، شيء مختلف ، لدرجة صعودهم على المسرح وتقديمهم لوحة غنائية وطنية باللغة العربية من ألحانهم وهم يحملون العلم الفلسطيني .. حقا لقد كان أمراً مثيراً للدهشة ، جعل الدموع تذرف في عيون الكثير من الفلسطينيين ، لأن اليابانيين كانوا الأكثر تعاطفاً وحماساً من بين 36 جنسية شاركوا في الفعاليات هذا الأسبوع ومنهم كافة ممثلي الدول العربية !

سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگآلمميز

چزآگ آلله گل خير آخيآلگريم

آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوعآلمميز

پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمتآنآملگ

مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگآلقآدمة

شگرآ لمرورگم آلطيپ لموضوعي