- المساعد الفوري
- عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 12/10/2012
تاريخ الميلاد : 27/05/1998
المزاج : فلسطيني
نقاط النشاط : 4590
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
كيفية الدعوة الي الله واسلوبها الحكيم
29/10/12, 10:06 pm
بسم الله الرحمن الرحيـــم
الأخوة الفضلاء ... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... أما بعد :
فهذه كلمات طيبات ، ونصائح وتوجيهات ، كان قد تفضل بها إمام أهل السنة والجماعة العلامة الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله وأعلى درجته في المهديين -.
وقد تحدث الشيخ رحمه الله عن الدعوة إلى الله وفضلها وكيفيتها وأخلاق الدعاة إلى الله ، وقد اخترت جزءا من كلامه المبارك - رحمه الله - حول كيفية الدعوة إلى الله تعالى وأسلوبها الصحيح حتى تؤتي الدعوة ثمارها ، وينتفع بها من شاء الله من عباده.
قال الإمام الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي المملكة العربية السعودية سابقا ما نصه :
أما كيفية الدعوة وأسلوبها فقد بينها الله
عز وجل في كتابه الكريم، وفيما جاء في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن
أوضح ذلك قوله جل وعلا: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ".
فأوضح سبحانه الكيفية
التي ينبغي أن يتصف بها الداعية ويسلكها يبدأ أولا بالحكمة، والمراد بها
الأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق، والداحضة للباطل، ولهذا قال بعض
المفسرين:
المعنى بالقرآن، لأنه الحكمة العظيمة، لأن فيه البيان والإيضاح للحق بأكمل
وجه، وقال بعضهم معناه بالأدلة من الكتاب والسنة، وبكل حال، فالحكمة كلمة
عظيمة، معناها الدعوة إلى الله
بالعلم والبصيرة، والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق، والمبينة له، وهي
كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة، تطلق على النبوة وعلى العلم والفقه في
الدين وعلى العقل، وعلى الورع وعلى أشياء أخرى، وهي في الأصل كما قال
الشوكاني رحمه الله: الأمر الذي يمنع عن السفه، هذه هي الحكمة،
والمعنى: أن كل كلمة وكل مقالة تردعك عن السفه، وتزجرك عن الباطل فهي حكمة،
وهكذا كل مقال واضح صريح، صحيح في نفسه، فهو حكمة، فالآيات القرآنية أولى
بأن تسمى حكمة، وهكذا السنة الصحيحة أولى بأن تسمى حكمة بعد كتاب الله، وقد سماها الله
حكمة في كتابه العظيم، كما في قوله جل وعلا: " وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ يعني السنة، وكما في قوله سبحانه: يُؤْتِي
الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْرًا كَثِيرًا " الآية، فالأدلة الواضحة تسمى حكمة، والكلام الواضح
المصيب للحق، يسمى حكمة كما تقدم، ومن ذلك الحكمة التي تكون في فم الفرس:
وهي بفتح الحاء والكاف سميت بذلك، لأنها تمنع الفرس من المضي في السير، إذا
جذبها صاحبها بهذه الحكمة.
فالحكمة كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل، وتدعوه إلى الأخذ بالحق والتأثر به، والوقوف عند الحد الذي حده الله عز وجل، فعلى الداعية إلى الله
عز وجل أن يدعو بالحكمة، ويبدأ بها ويعنى بها، فإذا كان المدعو عنده بعض
الجفا والاعتراض، دعوته بالموعظة الحسنة بالآيات والأحاديث التي فيها الوعظ
والترغيب، فإن كان عنده شبهة جادلته بالتي هي أحسن، ولا تغلظ عليه، بل
تصبر عليه ولا تعجل ولا تعنف، بل تجتهد في كشف الشبهة، وإيضاح الأدلة
بالأسلوب الحسن، هكذا ينبغي لك أيها الداعية، أن تتحمل وتصبر ولا تشدد، لأن
هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وتأثر المدعو، وصبره على المجادلة
والمناقشة،
وقد أمر الله جل وعلا موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولا لينا وهو أطغى الطغاة، قال الله جل وعلا في أمره لموسى وهارون: " فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " وقال الله
سبحانه في نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ " الآية، فعلم بذلك أن الأسلوب الحكيم والطريق المستقيم في
الدعوة أن يكون الداعي حكيما في الدعوة، بصيرا بأسلوبها، لا يعجل ولا
يعنف، بل يدعو بالحكمة، وهي المقال الواضح المصيب للحق من آيات والأحاديث،
وبالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن هذا هو الأسلوب الذي ينبغي لك في الدعوة إلى الله عز وجل، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع، كما يأتي بيان ذلك إن شاء الله عند ذكر أخلاق الدعاة، لأن الدعوة مع الجهل بالأدلة، قول على الله بغير علم، وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها أكثر، وإنما الواجب والمشروع هو الأخذ بما بينه الله
عز وجل في سورة النحل وهو قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ الآية، إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم، فلا مانع من
الإغلاظ عليه كما قال الله سبحانه: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " الآية، وقال تعالى: " وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ "
والله من وراء القصد
وبارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من الدعاه الي الله
الأخوة الفضلاء ... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... أما بعد :
فهذه كلمات طيبات ، ونصائح وتوجيهات ، كان قد تفضل بها إمام أهل السنة والجماعة العلامة الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله وأعلى درجته في المهديين -.
وقد تحدث الشيخ رحمه الله عن الدعوة إلى الله وفضلها وكيفيتها وأخلاق الدعاة إلى الله ، وقد اخترت جزءا من كلامه المبارك - رحمه الله - حول كيفية الدعوة إلى الله تعالى وأسلوبها الصحيح حتى تؤتي الدعوة ثمارها ، وينتفع بها من شاء الله من عباده.
قال الإمام الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي المملكة العربية السعودية سابقا ما نصه :
أما كيفية الدعوة وأسلوبها فقد بينها الله
عز وجل في كتابه الكريم، وفيما جاء في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن
أوضح ذلك قوله جل وعلا: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ".
فأوضح سبحانه الكيفية
التي ينبغي أن يتصف بها الداعية ويسلكها يبدأ أولا بالحكمة، والمراد بها
الأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق، والداحضة للباطل، ولهذا قال بعض
المفسرين:
المعنى بالقرآن، لأنه الحكمة العظيمة، لأن فيه البيان والإيضاح للحق بأكمل
وجه، وقال بعضهم معناه بالأدلة من الكتاب والسنة، وبكل حال، فالحكمة كلمة
عظيمة، معناها الدعوة إلى الله
بالعلم والبصيرة، والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق، والمبينة له، وهي
كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة، تطلق على النبوة وعلى العلم والفقه في
الدين وعلى العقل، وعلى الورع وعلى أشياء أخرى، وهي في الأصل كما قال
الشوكاني رحمه الله: الأمر الذي يمنع عن السفه، هذه هي الحكمة،
والمعنى: أن كل كلمة وكل مقالة تردعك عن السفه، وتزجرك عن الباطل فهي حكمة،
وهكذا كل مقال واضح صريح، صحيح في نفسه، فهو حكمة، فالآيات القرآنية أولى
بأن تسمى حكمة، وهكذا السنة الصحيحة أولى بأن تسمى حكمة بعد كتاب الله، وقد سماها الله
حكمة في كتابه العظيم، كما في قوله جل وعلا: " وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ يعني السنة، وكما في قوله سبحانه: يُؤْتِي
الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْرًا كَثِيرًا " الآية، فالأدلة الواضحة تسمى حكمة، والكلام الواضح
المصيب للحق، يسمى حكمة كما تقدم، ومن ذلك الحكمة التي تكون في فم الفرس:
وهي بفتح الحاء والكاف سميت بذلك، لأنها تمنع الفرس من المضي في السير، إذا
جذبها صاحبها بهذه الحكمة.
فالحكمة كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل، وتدعوه إلى الأخذ بالحق والتأثر به، والوقوف عند الحد الذي حده الله عز وجل، فعلى الداعية إلى الله
عز وجل أن يدعو بالحكمة، ويبدأ بها ويعنى بها، فإذا كان المدعو عنده بعض
الجفا والاعتراض، دعوته بالموعظة الحسنة بالآيات والأحاديث التي فيها الوعظ
والترغيب، فإن كان عنده شبهة جادلته بالتي هي أحسن، ولا تغلظ عليه، بل
تصبر عليه ولا تعجل ولا تعنف، بل تجتهد في كشف الشبهة، وإيضاح الأدلة
بالأسلوب الحسن، هكذا ينبغي لك أيها الداعية، أن تتحمل وتصبر ولا تشدد، لأن
هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وتأثر المدعو، وصبره على المجادلة
والمناقشة،
وقد أمر الله جل وعلا موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولا لينا وهو أطغى الطغاة، قال الله جل وعلا في أمره لموسى وهارون: " فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " وقال الله
سبحانه في نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ " الآية، فعلم بذلك أن الأسلوب الحكيم والطريق المستقيم في
الدعوة أن يكون الداعي حكيما في الدعوة، بصيرا بأسلوبها، لا يعجل ولا
يعنف، بل يدعو بالحكمة، وهي المقال الواضح المصيب للحق من آيات والأحاديث،
وبالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن هذا هو الأسلوب الذي ينبغي لك في الدعوة إلى الله عز وجل، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع، كما يأتي بيان ذلك إن شاء الله عند ذكر أخلاق الدعاة، لأن الدعوة مع الجهل بالأدلة، قول على الله بغير علم، وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها أكثر، وإنما الواجب والمشروع هو الأخذ بما بينه الله
عز وجل في سورة النحل وهو قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ الآية، إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم، فلا مانع من
الإغلاظ عليه كما قال الله سبحانه: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " الآية، وقال تعالى: " وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ "
والله من وراء القصد
وبارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من الدعاه الي الله
- The Crazy
- عدد المساهمات : 850
تاريخ التسجيل : 21/09/2012
تاريخ الميلاد : 02/01/1998
المزاج : xddddd
نقاط النشاط : 5299
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
رد: كيفية الدعوة الي الله واسلوبها الحكيم
29/10/12, 11:49 pm
مشكورر
- énergie
- عدد المساهمات : 410
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
تاريخ الميلاد : 01/03/1987
المزاج : الحمد لله
نقاط النشاط : 4756
السٌّمعَة : 0
العمر : 37
رد: كيفية الدعوة الي الله واسلوبها الحكيم
29/11/13, 11:45 pm
شكرا على الموضوع بارك الله فيكم اخوكم انيرجى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى