هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ميرو السندباد
عدد المساهمات : 313
مصر
ذكر
تاريخ التسجيل : 03/09/2012
نقاط النشاط : 4918
السٌّمعَة : 0

 الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون Empty الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون

27/10/12, 08:25 am
من سنة الله في الكون هذا التفاوت الحاصل بين الناس، فمنهم الغني والفقير،
ومنهم الشريف ودون ذلك، ومنهم ذو الجاه والمنزلة ومنهم دون ذلك. والناس
يحتاج بعضهم إلى بعض، كما قد يخطئ بعضهم فيتعرض لعقوبة من يستطيع
عقوبته،فيحتاج إلى من يساعده في دفع العقوبة عنه –في حدود ما يسمح به
الشرع- من أجل ذلك وغيره حث الإسلام على الشفاعة ورغَّب فيها، فعن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه
السائل أو طلب إليه حاجة قال: " اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه
ما شاء".

مظهر من مظاهر الرحمة:

إن الشفاعة مظهر من مظاهر
الرحمة؛ فحين يخطئ الإنسان خطأً ليس له حدٌ شرعي واجب التنفيذ، لكنه يعرض
المخطئ لعقوبة ذي سلطان أو قادر على الانتقام، فمن الرحمة بالمخطئ حين يقر
بخطئه ويرجو العفو أن يشفع له من تنفعه شفاعته عند هؤلاء، وقد حدث ذلك مع
الحر بن قيس مع عمه عيينة بن حصن حين دخل الأخير على عمر بن الخطاب فأغضبه
قائلاً: "والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل". فلما رأى الحر ما
طرأ على أمير المؤمنين جراء هذا الكلام السيئ وخاف على عيينة غضب الفاروق
شفع عنده قائلاً: يا أمير المؤمنين، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
[الأعراف:199] وإن هذا من الجاهلين – يقصد عمه عيينة – فعفا عنه أمير
المؤمنين".

الشفاعة لقضاء الحاجات:

حين تكون لإنسان حاجة
مباحة عند إنسان آخر، فمن الرحمة بصاحب الحاجة أن يشفع له من يستطيع من
المسلمين لقضاء حاجته. وقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادر إلى
الشفاعة عند الآخرين ليقضوا حوائج غيرهم، فقد توفي والد جابر بن عبد الله
وترك عليه ثلاثين وَسْقًا لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبى أن ينظره،
فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه، فجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخلة بالتي له فأبى، فدخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها، ثم قال لجابر: "جُدَّ له فأوف له
الذي له". فجده بعد ما رجع رسول الله فأوفاه ثلاثين وَسْقًا، وفضلت له
سبعة عشر وَسْقًا...".

ورأيناه في موقف آخر يشفع عند امرأة لترجع
لزوجها، فقد ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان زوج
بريرة عبدًا أسود يقال له: مُغيث ، كأني أنظر إليه يطوف خلفها في سكك
المدينة يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
للعباس: "ألا تعجب من حُبِّ مغيث بريرة، ومن بُغض بريرة مغيثًا؟" فقال
النبي لبريرة: "لو راجعته" قالت: يا رسول الله، تأْمُرني؟ قال: "إنما
أشفع". قالت: لا حاجة لي فيه".

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يتأخر عن الشفاعة خدمة للمسلمين وقضاءً لحوائجهم، فيبذل من وقته
وجهده وجاهه، وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته.

الشفاعة قسمان:

إن الشفاعة تنقسم إلى قسمين: حسنة، وسيئة.

وقد
ورد بيان ذلك في القرآن: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ
نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ
مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} [النساء:85].
فالشفاعة الحسنة هي كل شفاعة لرفع ظلم عن مظلوم، أو لقضاء حوائج الناس، أو
لإيصال الحق لصاحبه، أو العفو عمَّا رغب الإسلام فيه بالعفو، أو للإحسان في
كل ما رغب فيه الإسلام بالإحسان، أو للإصلاح بين المتخاصمين، أو نحو ذلك.

وصاحب هذه الشفاعة مأجور عند الله تعالى.

أما الشفاعة السيئة فهي ما كان في حد من حدود الله تعالى أو لهضم حق من الحقوق دون طيب نفس صاحب الحق ومسامحته، أو نحو ذلك.

وصاحب
هذه الشفاعة له نصيب من الوزر والإثم، ولهذا غضب رسول الله صلى الله عليه
وسلم من شفاعة أسامة بين زيد في حد من حدود الله وهو السرقة، فعن عائشة رضي
الله عنها أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من
يُكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة
بن زيد حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فكلمه أسامة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟". ثم قال: "إنما أهلك
الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف
أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

إن
الشفاعة الحسنة بين المسلمين مظهر من مظاهر التعاون والتراحم والتعاطف،
وتلمح في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته: "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله
على لسان نبيه ما شاء".

إن الشفاعة لا ينبغي أن تربط برجاء الإجابة، وإن الأجر متحقق لمن شفع مهما كانت النتائج.

وفقنا الله وجميع المسلمين لما يحب ويرضى.
avatar
خالد القيم
عدد المساهمات : 336
الأردن
تاريخ التسجيل : 17/09/2012
تاريخ الميلاد : 24/12/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 4835
السٌّمعَة : 0
العمر : 26

 الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون Empty رد: الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون

27/10/12, 10:04 am
 الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون Images?q=tbn:ANd9GcSu4CxPHpJ-YnHQY_xs8okZFcvFpRrEidUFnewcYz447RyUBLPXqA
**saad**
**saad**
عدد المساهمات : 1375
الجزائر
تاريخ التسجيل : 19/10/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1999
المزاج : lfs;ù
نقاط النشاط : 5817
السٌّمعَة : 0
العمر : 25

 الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون Empty رد: الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون

27/10/12, 06:41 pm
شكرا على الموضوع الرائئع
Amiir
Amiir
عدد المساهمات : 3023
المغرب
ذكر
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
تاريخ الميلاد : 24/06/1998
المزاج : عبقري
نقاط النشاط : 17864
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
مدير مميز

 الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون Empty رد: الشفاعة.. من مظاهر الرحمة والتعاون

18/04/13, 08:07 am
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى