تفسير سورة يس
17/10/12, 07:05 pm
تفسير سورة يس
اولا السورة كاملة
يس والقرءان الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم ءانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمو واثارهم وكل شيئ احصيناه في امام مبين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جائها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالو انا اليكم مرسلون قالو ما انتم الى بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيئ ان انتم الى تكذبون قالو ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الى البلاغ المبين قالو انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهو لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالو طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون وجاء من اقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعو المرسلين اتبعو من لا يسالكم اجراوهم مهتدون ومالي لا اعبد اللذي فطرني واليه ترجعون ءاتخذ من دونه اله ان يردن الرحمن بضر لا تغن عن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين اني ءامنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنه قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ان كانت الى صيحة واحدة فاذا هم خامدون ياحسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الى كانو بهم يستهزءون الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون وان كل لما جميع لدينا محضرون وايه لهم الارض الميته احييناها واخرجنا منها حبا فمنه ياكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون لياكلو من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون وءايه لهم اليل نسلخ منه النهار فاذا عم مظلمون والشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز العليم والقمرولا اليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وءاية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا ومتاعا الى حين واذا قيل لهم اتقو ما بين ايديكم وماخلقكم لعلكم ترحمون وما تاتيهم من ءايه من ءايات ربهم الا كانو عنها معرضين واذا قيل لهم انفقو مما رزقكم الله قال اللذين كفرو للذين ءامنو اانطعم من لو يشاء الله اطعمه وان انتم الا في ضلال مبين ويقولون متى هذى هاذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تاخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون ونفخ في الصور فاذا هم من الجداث الى ربهم بنسلون قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هاذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزن الا ما كنتم تعملون ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متئكون لم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم
----------------------------
تعريف بالسورة الكريمة
"يس" سورة مكية عدد اياتها 83 ايه ولها فضل عظيم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ان لكل شيئا قلبا وقل القران يس لوددت انها في قلب كل انسان من امتي"
ابتدات السورة الكريمة بالقسم على صحة الوحي وصدق رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم ساقت قصة اهل القرية الذين كذبو الرسل وموقف الرجل المؤمنين والكافرين يوم القيامة وختمت السورة بالحديث عن ادلة البعث
----------------------------
شرح الايات
قال الله تعالى "يس" ابتدأت السورة بهذين الحرفين وقد ذكر المفسرون ان مثل هذه الحروف في اوائل بعض الهجائية التي يعرفها العرب ويتكلمون بعا ومع ذلك عجزو عن الاتيان بمثله لانه كلام الله سبحانه وتعالى
قال تعالى "والقرءان الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم"
اقسم الله تعالى بالقران الحكيم الذي لا يلحقه نقص ولا تغيير على ان محمدا صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من رب العالمين لهداية الناس الى الطريقة الصحيح وان القران الكريم منزل من عند الله تعالى صاحب القوة في ملكه الرحيم بخلقه
قال تعالى"لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم ءانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم"
لقد انزل الله تعالى القران الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم ليحذر العرب وغيرهم من عذاب الله سبحانه وتعالى اذ لم ياتهم رسول منذ فترة طويله فاصبحو كفرة يعبدون الاصنام وقد ترتب على اصرارهم على ان الكفر ان
1- استحق اكثرهم العذاب
2- صورت حالهم بمن قديت يداه الى عنقه فلا يستطيع ان يحركها بخير
3- حجزوا عن الهداية فلم يسهلها الله لهم بسبب تكذيبهم تكذيبهم للرسل
4- لم يعد ينفع معهم التخويف من العذاب لان قلوبهم قاسية بسبب كفرهم
اما المؤمنون فهم من يخافون الله ويستحقون البشرى بالمغفرة والاجر العظيم
قال تعالى"انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمو واثارهم وكل شيئ احصيناه في امام مبين"
ان الله سبحانه وتعالى يحيي الموتى فيبعثهم من قبورهم يوم القيامة ليحاسبهم على اعمالهم التي عملوها في الدنيا بل على اثر هذه الاعمال بعد موتهم والله تعالى يدون اعمال الناس من خير وشر في صحائف اعمالهم ليحاسبهم عليها وفي ذلك تذكير وتهديد لكل من عاند واصر على الكفر.
قال تعالى
"واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جائها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالو انا اليكم مرسلون قالو ما انتم الى بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيئ ان انتم الى تكذبون قالو ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الى البلاغ المبين قالو انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهو لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالو طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون"
يامر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يضرب المسثل لقومه الذين كذبوه بقصة اهل القرية وذلك ليعتبروا ويتعظوا فيؤمنوا بالله عز وجل قبل ان ياتيهم العذاب الذي نزل على اهلى القرية
وقصة اهل القرية تتلخص في ان الله سبحانه ارسل لهم رسولا ثالثا يقوي ويؤيد ما جاء به الرسولان عليهما السلام فقالوا ان الله ارسلنا اليكم لهدايتكم الى عبادته فرد اهل القرية عليهم بقولهم ما انتم الا بشر مثلنا وان الله لم ينزل عليكم الرسالة فاكل الرسل انهم مرسلون من عند الله تعالى وانه سبحانه يعلم بذلك وبينوا لهم ان مهمتهم في ابلاغهم رسالة الله تبليغا واضحا
لم يستطع اهل القرية الكفرة مجادلة الرسل فلجازا الى تهديدهم بالرجم والتعذيب حيث قالو لهم تشاءمنا منكم فان لم تتركوا دعوتنا الى الايمان لنرجمنكم ولنعذبكم لكن لم يخف الرسل عليهم السلام من اهل القرية وردوا عليهم الرد المناسب اذ قالوا لهم: تشاؤمكم مردود عليكم بسبب كفركم وليس بسبب دعوتنا الى الايمان بالله تعالى فحقيقتكم انكم قوم تجاوزتم حدود الله بكفركم
ان الايمان بالله تعالى يحرر الانسان من الخوف ويجعله جريئا في الحق اذ يعتقد المؤمن ان الله هو القوي الجبار وما سواه ضعيف لا حول له ولا قوة ونجد في قصة اصحاب القرية ما يؤيد ذلك قال تعالى:
"وجاء من اقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعو المرسلين اتبعو من لا يسالكم اجراوهم مهتدون ومالي لا اعبد اللذي فطرني واليه ترجعون ءاتخذ من دونه اله ان يردن الرحمن بضر لا تغن عن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين اني ءامنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنه قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين"
فقد جاء رجل مؤمن من ابعد مكان في المدينه لينصح اهل القرية المكذبين باتباع الرسل اللذين يدعونهم لعبادة الله ولا يطلبون على ذلك اجرا ثم بدا يقنعهم ويعدد لهم الادلة التي جعلته يعبد الله دون غيره وهي:
1- ان الله هو اللذي خلقه
2- ان مرجعه يوم القيامة الى الله فيحاسبه على ما عمل
3- ان عبادة الاصنام لا تحميه من عذاب الله تعالى ولا تشفع له عنده وان في عبادته لها ضلال واضح فلما كشف لهم عن ايمانه قتلوه فقال الله تعالى له ادخل الجنه جزاءا لك على صدقك ويمانك وتمنى وهو في الجنه ان يعلم قومه بمغفرة الله له وبما اكرمه به الله من النعيم العظيم ليتركوا الكفر ويتبعوا الرسل ويؤمنوا بالله عز وجل
قال تعالى:
"وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ان كانت الى صيحة واحدة فاذا هم خامدون"
ان من سنه الله تعالى اهلاك الاقوام الذين لم يتبعوا الرسل حيث قال تعالى:
"الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون"
ومن هؤلاء اصحاب القرية الذين كذبو الرسل وقتلو الرجل الصالح الذي دعاهم الى الايمان بالله تعالى فاهلكهم الله بصيحة واحده من السماء فاذا هم ميتون فكانوا اهون على الله من ان ينزل عليهم جنودا من السماء
قال تعالى:
"ياحسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الى كانو بهم يستهزءون الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون وان كل لما جميع لدينا محضرون"
ان حال الناس الذين يكفرون بالله عز وجل يدعو الى الحزن والاسف لانهم يكذبون بدعوة الرسل ويستهزؤن بهم ولم يعتبروا بالامم السابقة الذين لن يعودوا الى الدنيا بعد ان اهلكهم الله عز وجل بسبب كفرهم بل ان من اهلكه الله ومن لم يهلكه سيجمع للحساب يوم القيامة
قال تعالى:
"وايه لهم الارض الميته احييناها واخرجنا منها حبا فمنه ياكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون لياكلو من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون"
حث الله الناس على استخدام المعقول في التفكير فيما خلق
قال تعالى:
"وءايه لهم اليل نسلخ منه النهار فاذا عم مظلمون والشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز العليم والقمرولا اليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"
قال تعالى
"وءاية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا ومتاعا الى حين" نجى الله تعالى نوحا من معه في السفينه وان السفن التي تسير بقدرة الله تعالى على الماء بما تحمله من الناس ومن الامتعه وما خلقه الله عز وجل لهم من وسائل مواصلات لدليل على قدرة الله تعالى فهو ان شاء يغرقهم فلا منقذ لهم الا هو ولكن رحمه منه ومتاعا لهم حتى يوم القيامة
بعد ان حث الله الانسان على النظر والتدبر في اياته البثوثة في الكون ليستدل على وحدانيه الله سبحانه فيؤمن به ويعبده فقد قال تعالى
"واذا قيل لهم اتقو ما بين ايديكم وماخلقكم لعلكم ترحمون وما تاتيهم من ءايه من ءايات ربهم الا كانو عنها معرضين واذا قيل لهم انفقو مما رزقكم الله قال اللذين كفرو للذين ءامنو اانطعم من لو يشاء الله اطعمه وان انتم الا في ضلال مبين"
بالرغم من الايات التي تثبت وحدانيه الله تعالى وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له الا ان الكفار يتعامون عن الحق والايمان واذا قيل لهم احذروا غضب الله تعالى وعذابه واعتبروا بما نزل بالامم السابقة من عذاب بسبب تكذيبهم للرسل واحفظوا انفسكم من عذاب يوم القيامة بالايمان بالله عز وجل عسى ان يرحمكم تجدهم يعرضون ويكذبون تلك الايات والمعجزات التي جاءهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادة في الكفر فانهم اذا طلب منهم المؤمنون ان يتصدقوا من المال الذي رزقهم الله به قالوا انكم مخطئون خطا واضحا فكيف تطلبون منا ان ننفق اموالنا على من افقرهم الله لذلك فلن نتصدق عليهم
قال تعالى
"ويقولون متى هذى هاذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تاخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون ونفخ في الصور فاذا هم من الجداث الى ربهم بنسلون قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هاذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون"
يتساءل الكفار مستبعدين وقوع يوم القيامة متى يكون هذا اليوم فيرد الله عليهم ان يوم القيامة ياتي فجأة حيث يكونون مشغولين في تخاصمهم مع بعضهم بعضا في بيعهم وشرائهم واعلالهم فاذا بصيحة الهلاك تهلكهم فلا يستطيعون الرجوع الى اهلهم ومنازلهم وينفخ في البوق تفخة البعث والنشور فيخرج الموتى من قبورهم مسرعين ويقول الكفار وهم خائفون مذعورون يا ويلنا من بعثنا من قبورنا التي كنا فيها فتجيبهم الملائكة: هذا البعث الذي وعدكم الله به واخبركم به رسله الكرام ثم تكون صيحة الحشر فاذا هم جميعا محضرون امام الله ليحاسبهم على اعمالهم قال تعالى
"فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزن الا ما كنتم تعملون ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متئكون لم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم"
ففي يوم القيامة يتحقق العدل فالله لا يظلم احدا فكل انسان يجزى بمثل ما عمل فالمؤمنون الذين امنوا بالله وعملو الصالحات هم اصحاب الجنه اللذين ينشغلون هم وازواجهم بالتمتع بنعيم الجنه حيث يجلسون على سرر فخمة في ظلال الجنه اذ لا برد هناك ولا حر وياكلون من جميع انواع فاكهتها ولهم فيها كل ما يتمنون ويشتهون ويكفيهم نعيما ان الله تعالى الرحيم بهم يلقي عليهم تحية السلام فهنئا لهم
اولا السورة كاملة
يس والقرءان الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم ءانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمو واثارهم وكل شيئ احصيناه في امام مبين واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جائها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالو انا اليكم مرسلون قالو ما انتم الى بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيئ ان انتم الى تكذبون قالو ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الى البلاغ المبين قالو انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهو لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالو طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون وجاء من اقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعو المرسلين اتبعو من لا يسالكم اجراوهم مهتدون ومالي لا اعبد اللذي فطرني واليه ترجعون ءاتخذ من دونه اله ان يردن الرحمن بضر لا تغن عن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين اني ءامنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنه قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ان كانت الى صيحة واحدة فاذا هم خامدون ياحسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الى كانو بهم يستهزءون الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون وان كل لما جميع لدينا محضرون وايه لهم الارض الميته احييناها واخرجنا منها حبا فمنه ياكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون لياكلو من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون وءايه لهم اليل نسلخ منه النهار فاذا عم مظلمون والشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز العليم والقمرولا اليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وءاية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا ومتاعا الى حين واذا قيل لهم اتقو ما بين ايديكم وماخلقكم لعلكم ترحمون وما تاتيهم من ءايه من ءايات ربهم الا كانو عنها معرضين واذا قيل لهم انفقو مما رزقكم الله قال اللذين كفرو للذين ءامنو اانطعم من لو يشاء الله اطعمه وان انتم الا في ضلال مبين ويقولون متى هذى هاذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تاخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون ونفخ في الصور فاذا هم من الجداث الى ربهم بنسلون قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هاذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزن الا ما كنتم تعملون ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متئكون لم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم
----------------------------
تعريف بالسورة الكريمة
"يس" سورة مكية عدد اياتها 83 ايه ولها فضل عظيم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ان لكل شيئا قلبا وقل القران يس لوددت انها في قلب كل انسان من امتي"
ابتدات السورة الكريمة بالقسم على صحة الوحي وصدق رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم ساقت قصة اهل القرية الذين كذبو الرسل وموقف الرجل المؤمنين والكافرين يوم القيامة وختمت السورة بالحديث عن ادلة البعث
----------------------------
شرح الايات
قال الله تعالى "يس" ابتدأت السورة بهذين الحرفين وقد ذكر المفسرون ان مثل هذه الحروف في اوائل بعض الهجائية التي يعرفها العرب ويتكلمون بعا ومع ذلك عجزو عن الاتيان بمثله لانه كلام الله سبحانه وتعالى
قال تعالى "والقرءان الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم"
اقسم الله تعالى بالقران الحكيم الذي لا يلحقه نقص ولا تغيير على ان محمدا صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من رب العالمين لهداية الناس الى الطريقة الصحيح وان القران الكريم منزل من عند الله تعالى صاحب القوة في ملكه الرحيم بخلقه
قال تعالى"لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم ءانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة واجر كريم"
لقد انزل الله تعالى القران الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم ليحذر العرب وغيرهم من عذاب الله سبحانه وتعالى اذ لم ياتهم رسول منذ فترة طويله فاصبحو كفرة يعبدون الاصنام وقد ترتب على اصرارهم على ان الكفر ان
1- استحق اكثرهم العذاب
2- صورت حالهم بمن قديت يداه الى عنقه فلا يستطيع ان يحركها بخير
3- حجزوا عن الهداية فلم يسهلها الله لهم بسبب تكذيبهم تكذيبهم للرسل
4- لم يعد ينفع معهم التخويف من العذاب لان قلوبهم قاسية بسبب كفرهم
اما المؤمنون فهم من يخافون الله ويستحقون البشرى بالمغفرة والاجر العظيم
قال تعالى"انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمو واثارهم وكل شيئ احصيناه في امام مبين"
ان الله سبحانه وتعالى يحيي الموتى فيبعثهم من قبورهم يوم القيامة ليحاسبهم على اعمالهم التي عملوها في الدنيا بل على اثر هذه الاعمال بعد موتهم والله تعالى يدون اعمال الناس من خير وشر في صحائف اعمالهم ليحاسبهم عليها وفي ذلك تذكير وتهديد لكل من عاند واصر على الكفر.
قال تعالى
"واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جائها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالو انا اليكم مرسلون قالو ما انتم الى بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيئ ان انتم الى تكذبون قالو ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الى البلاغ المبين قالو انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهو لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالو طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون"
يامر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يضرب المسثل لقومه الذين كذبوه بقصة اهل القرية وذلك ليعتبروا ويتعظوا فيؤمنوا بالله عز وجل قبل ان ياتيهم العذاب الذي نزل على اهلى القرية
وقصة اهل القرية تتلخص في ان الله سبحانه ارسل لهم رسولا ثالثا يقوي ويؤيد ما جاء به الرسولان عليهما السلام فقالوا ان الله ارسلنا اليكم لهدايتكم الى عبادته فرد اهل القرية عليهم بقولهم ما انتم الا بشر مثلنا وان الله لم ينزل عليكم الرسالة فاكل الرسل انهم مرسلون من عند الله تعالى وانه سبحانه يعلم بذلك وبينوا لهم ان مهمتهم في ابلاغهم رسالة الله تبليغا واضحا
لم يستطع اهل القرية الكفرة مجادلة الرسل فلجازا الى تهديدهم بالرجم والتعذيب حيث قالو لهم تشاءمنا منكم فان لم تتركوا دعوتنا الى الايمان لنرجمنكم ولنعذبكم لكن لم يخف الرسل عليهم السلام من اهل القرية وردوا عليهم الرد المناسب اذ قالوا لهم: تشاؤمكم مردود عليكم بسبب كفركم وليس بسبب دعوتنا الى الايمان بالله تعالى فحقيقتكم انكم قوم تجاوزتم حدود الله بكفركم
ان الايمان بالله تعالى يحرر الانسان من الخوف ويجعله جريئا في الحق اذ يعتقد المؤمن ان الله هو القوي الجبار وما سواه ضعيف لا حول له ولا قوة ونجد في قصة اصحاب القرية ما يؤيد ذلك قال تعالى:
"وجاء من اقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعو المرسلين اتبعو من لا يسالكم اجراوهم مهتدون ومالي لا اعبد اللذي فطرني واليه ترجعون ءاتخذ من دونه اله ان يردن الرحمن بضر لا تغن عن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين اني ءامنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنه قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين"
فقد جاء رجل مؤمن من ابعد مكان في المدينه لينصح اهل القرية المكذبين باتباع الرسل اللذين يدعونهم لعبادة الله ولا يطلبون على ذلك اجرا ثم بدا يقنعهم ويعدد لهم الادلة التي جعلته يعبد الله دون غيره وهي:
1- ان الله هو اللذي خلقه
2- ان مرجعه يوم القيامة الى الله فيحاسبه على ما عمل
3- ان عبادة الاصنام لا تحميه من عذاب الله تعالى ولا تشفع له عنده وان في عبادته لها ضلال واضح فلما كشف لهم عن ايمانه قتلوه فقال الله تعالى له ادخل الجنه جزاءا لك على صدقك ويمانك وتمنى وهو في الجنه ان يعلم قومه بمغفرة الله له وبما اكرمه به الله من النعيم العظيم ليتركوا الكفر ويتبعوا الرسل ويؤمنوا بالله عز وجل
قال تعالى:
"وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ان كانت الى صيحة واحدة فاذا هم خامدون"
ان من سنه الله تعالى اهلاك الاقوام الذين لم يتبعوا الرسل حيث قال تعالى:
"الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون"
ومن هؤلاء اصحاب القرية الذين كذبو الرسل وقتلو الرجل الصالح الذي دعاهم الى الايمان بالله تعالى فاهلكهم الله بصيحة واحده من السماء فاذا هم ميتون فكانوا اهون على الله من ان ينزل عليهم جنودا من السماء
قال تعالى:
"ياحسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الى كانو بهم يستهزءون الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون وان كل لما جميع لدينا محضرون"
ان حال الناس الذين يكفرون بالله عز وجل يدعو الى الحزن والاسف لانهم يكذبون بدعوة الرسل ويستهزؤن بهم ولم يعتبروا بالامم السابقة الذين لن يعودوا الى الدنيا بعد ان اهلكهم الله عز وجل بسبب كفرهم بل ان من اهلكه الله ومن لم يهلكه سيجمع للحساب يوم القيامة
قال تعالى:
"وايه لهم الارض الميته احييناها واخرجنا منها حبا فمنه ياكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون لياكلو من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون"
حث الله الناس على استخدام المعقول في التفكير فيما خلق
قال تعالى:
"وءايه لهم اليل نسلخ منه النهار فاذا عم مظلمون والشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز العليم والقمرولا اليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"
قال تعالى
"وءاية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا ومتاعا الى حين" نجى الله تعالى نوحا من معه في السفينه وان السفن التي تسير بقدرة الله تعالى على الماء بما تحمله من الناس ومن الامتعه وما خلقه الله عز وجل لهم من وسائل مواصلات لدليل على قدرة الله تعالى فهو ان شاء يغرقهم فلا منقذ لهم الا هو ولكن رحمه منه ومتاعا لهم حتى يوم القيامة
بعد ان حث الله الانسان على النظر والتدبر في اياته البثوثة في الكون ليستدل على وحدانيه الله سبحانه فيؤمن به ويعبده فقد قال تعالى
"واذا قيل لهم اتقو ما بين ايديكم وماخلقكم لعلكم ترحمون وما تاتيهم من ءايه من ءايات ربهم الا كانو عنها معرضين واذا قيل لهم انفقو مما رزقكم الله قال اللذين كفرو للذين ءامنو اانطعم من لو يشاء الله اطعمه وان انتم الا في ضلال مبين"
بالرغم من الايات التي تثبت وحدانيه الله تعالى وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له الا ان الكفار يتعامون عن الحق والايمان واذا قيل لهم احذروا غضب الله تعالى وعذابه واعتبروا بما نزل بالامم السابقة من عذاب بسبب تكذيبهم للرسل واحفظوا انفسكم من عذاب يوم القيامة بالايمان بالله عز وجل عسى ان يرحمكم تجدهم يعرضون ويكذبون تلك الايات والمعجزات التي جاءهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادة في الكفر فانهم اذا طلب منهم المؤمنون ان يتصدقوا من المال الذي رزقهم الله به قالوا انكم مخطئون خطا واضحا فكيف تطلبون منا ان ننفق اموالنا على من افقرهم الله لذلك فلن نتصدق عليهم
قال تعالى
"ويقولون متى هذى هاذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تاخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون ونفخ في الصور فاذا هم من الجداث الى ربهم بنسلون قالو ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هاذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون"
يتساءل الكفار مستبعدين وقوع يوم القيامة متى يكون هذا اليوم فيرد الله عليهم ان يوم القيامة ياتي فجأة حيث يكونون مشغولين في تخاصمهم مع بعضهم بعضا في بيعهم وشرائهم واعلالهم فاذا بصيحة الهلاك تهلكهم فلا يستطيعون الرجوع الى اهلهم ومنازلهم وينفخ في البوق تفخة البعث والنشور فيخرج الموتى من قبورهم مسرعين ويقول الكفار وهم خائفون مذعورون يا ويلنا من بعثنا من قبورنا التي كنا فيها فتجيبهم الملائكة: هذا البعث الذي وعدكم الله به واخبركم به رسله الكرام ثم تكون صيحة الحشر فاذا هم جميعا محضرون امام الله ليحاسبهم على اعمالهم قال تعالى
"فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزن الا ما كنتم تعملون ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متئكون لم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم"
ففي يوم القيامة يتحقق العدل فالله لا يظلم احدا فكل انسان يجزى بمثل ما عمل فالمؤمنون الذين امنوا بالله وعملو الصالحات هم اصحاب الجنه اللذين ينشغلون هم وازواجهم بالتمتع بنعيم الجنه حيث يجلسون على سرر فخمة في ظلال الجنه اذ لا برد هناك ولا حر وياكلون من جميع انواع فاكهتها ولهم فيها كل ما يتمنون ويشتهون ويكفيهم نعيما ان الله تعالى الرحيم بهم يلقي عليهم تحية السلام فهنئا لهم
- &BrInC EgYpT&
- عدد المساهمات : 873
تاريخ التسجيل : 17/08/2012
نقاط النشاط : 15393
السٌّمعَة : 0
رد: تفسير سورة يس
18/10/12, 02:44 am
پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ
- Amiir
- عدد المساهمات : 3023
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
تاريخ الميلاد : 24/06/1998
المزاج : عبقري
نقاط النشاط : 17863
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
رد: تفسير سورة يس
18/04/13, 07:50 am
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى