مميز ← الفارس المغوار علي الكرار ( علي ابن ابي طالب ) رضي الله عنه
16/10/12, 12:17 am
كيفكم إخواني وأخواتي الكرام ؟ إن شاء الله الكل بخير وأحسن حال ...
يسعدني و ويشرفني أن أتولى الحديث عن خير الصحابة و أحبهم إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وأن شاء الله تشعرو
بالمتعة كما تمتعة أنا با بحث والكتابة عنه رضي الله عنه وأرضاه .... فهو
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة ، وصهر على فاطمة
سيدة نساء العالمين رضي الله عنها ، وأحد السابقين للإسلام ، وأحد العلماءالربانين ، والشجعان
المشهورين ، والزهاد المذكورين ، و الخطباء المعروفين ، وأحد من جمع القرآن الكريم وعرضه
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أول خليفة من بني هشام .
هو علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن نضر بن كنانة وقيل أنه كنى بأبو الحسن
وأبو تراب ، كناه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه فاطمة بنت أسد هاشم ، وهي
أول هاشمية ولدت هاشمياً ، وقد أسلمت وهاجرت مع المهاجرين والأنصار.
كان رضي الله عنه شيخاً ،سميناً، أصلع، كثير شعر ، ربعة إلى القصير ، عظيم البطن
عظيم اللحية جداً قد ملأت مابين منكبية بيضاء كأنها القطن ، آدم شديد الأدمة.
وروي عن البخاري في الأدب عن سهل بن سعد قال: إن كان أحب الأسماء على علي رضي الله
عنه " أبو تراب" وإن كان يفرح أن يدعى به، وما سماه أبا تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أنه كان غاضباً يوماً فاطمة ، فخرج، فاضطجع إلى الجدار في المسجد ، فجاءه النبي صلى
الله عليه وسلم ، وقد امتلأ ظهره تراباً ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح التراب
عن ظهره ويقول: ( اجلس أبا تراب).
روي أن تزوج من ـ
فاطمة رضي الله عنها وأنجبت له الحسن والحسين وزينب الكبرى
وأم كلثوم الكبرى، و قد تزوج علي رضي الله عنه بزوجات أخريات بعد وفاة فاطمة
رضي الله عنها، منهن:
ـ أم البنين بنت حرام الكلبية وولدت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان وقُتُلوا
مع الحسين رضي الله عنهم جميعاً.
ـ ليلي بنت مسعود بن خالد النهشلية التميمة وولدت له عبيد الله وأبا بكر ، وأسماء
بنت عميس الخثعمية وولدت له محمداًالأصغر ويحيى.
ـ إمامة بنت أبي العاص وهي بنت زينب بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وولدت له محمداً الأوسط.
ـ أم سعيد ابنة عروة بن مسعود الثقفية فولدت له أم الحسن،و مخبئة بنت
امرئ القيس بن عدي الكلبية.
وله من السراري : ـ الصهباء بنت ربيعة التغلبية من السبي الذين أغار عليهم
خالد بن الوليد بعين التمر.
ـ خولة بنت جعفر الحنفية وله منها محمد المعروف بابن الحنفية.
أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص " أن رسول الله صلى الله عنه وسلم خلف علي بن أبي
طالب في غزوة تبوك ، فقال (( يار سول الله تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي )) أخرجه أحمد .
وأخرجا عن سهل بن سعد (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال يوم خيبر :
لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله
فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين على بن أبي طالب؟
فقيل : هو يشتكي عينيه ، قال : ودعا له ، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية )).
و أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما تنزلت ه ه الآية
( بدع أبناءنا و أبناءكم )آل عمران ـ61 . دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً
وفاطمة ،وحسناً وحسيناً ،فقال " اللهم هؤلاء أهلي ").
وأخرجه أحمد عن علي ، وأبي أيوب الأنصاري ، وزيد بن أرقم ، وعمرو ذي مر ، يعلي
عن أبي هريرة ، والطبراني عن ابن عمر ، ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة
وجرير ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي سعد الخدري ، وأنس ، والبزار عن ابن عباس ،
وعمارة ، وبريدة ، وفي أكثرها زيادة (( اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه )).
وأخرج الترميذي ، والحاكم وصححه ، وعن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ((إن الله أمرني بحب أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم ،قيل : يا رسول الله صبى الله عليه
وسلم سمهم لنا ، قال : علي منهم ــ يقول ذلك ثلاثاً ــ وأبو ذر والمقداد ، وسلمان).
وأخرجه البزار ، و الطبراني في الأوسط عن جابر ابن عبد الله ، وأخرج الترميذي ،
والحاكم عن علي ز قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا مدينة العلم ،وعلي
بابها )) هذا حسن على الصواب .
وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : كان لعلي ماشئت من ضرس قاطع في العلم
وكان له البسيطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والعهد برسول الله صلى
الله عليه وسلم ، والفقة في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال .
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( الناس من شجرتي ، وأنا وعلي من شجرة واحدة )).
ـ حركة السرايا: بمجرد الاستقرار الذي حصل للمسلمين بقيادة الرسول في المدينة بدأت
حركة السرايا التي استهدفت بسط هيبة الدولة في الداخل والخارج، وكسب بعض
القبائل وتحجيم دور الأعراب، وتربية الصحابة على الإعداد القتالي للغزوات الكبرى
وحركة الفتوحات ميدان لصناعة القادة عمليًا، وقد شارك في هذه السرايا أمير المؤمنين
على رضي الله عنه التي حدثت قبل بدر وما بعدها.
- غزوة العشيرة: وفيها غزا قريشًا، واستعمل على المدينة أبا سلمه بن عبد الأسد
وسميت هذه الغزوة بغزوة العشيرة، فأقام بها جمادي الأولى وليالي من جمادي
الآخرة، وادع فيها بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق
كيدًا، وذلك أن الforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/? التي خرج لها قد مضت ذلك بأيام ذاهبة إلى الشام, فساحلة على
البحر وبلغ قريشًا خبرها فخرجوا يمنعونها، فلقوا رسول الله ووقعت عزوة بدر الكبرى
وقد حدثنا عمار بن ياسر عن مشاركته وعلى رضي الله عنهما في تلك الغزوة، فعن
عمار ابن ياسر قال: كنت أنا وعلى رفيقين في غزوة ذى العشيرة، فلما نزلها رسول
الله وأقام بها رأينا ناسًا من بنى مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي على:
يا أبا اليقظان هل لك أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون؟ فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم
ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلى، فاضطجعنا في صور من النخل، في دقعاء
من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنّا إلا رسول الله يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء
فيومئذ قال رسول الله لعلي: يا أبا تراب، لما رأى عليه التراب قال: «ألا أحدثكما بأشقى
الناس رجلين؟» فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: «أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك
يا علي على هذه يعنى قرنهحتى تُبَل منه هذه }يعنى لحيته»,وقد تكرر نداء رسول الله لعلي
بأبي تراب.
ـ غزوة بدر الأولى: سببها: أن كرز بن جابر الفهري، قد أغار على سَرْح المدينة ونهب بعض الإبل
والمواشي، فخرج رسول الله في طلبه، حتى بلغ واديًا يقال له «سفوان» من ناحية بدر، وفاته
كرز بن جابر، فلم يدركه، فرجع رسول الله إلى المدينة, وقد أعطى الحبيب المصطفى أمير المؤمنين
عليًا رضي الله عنه لواءه الأبيض.وتعتبر حركة السرايا بداية الجهاد القتالي ضد أعداء الدعوة، مع
حركة السرايا والبعوث والغزوات التي خاضها رسول الله ضد المشركين ظهرت جليًا سنة التدافع التي
تعامل معها النبي وأصحابه ومن بينهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وهذه السنة متعلقة تعلقًا
وطيدًا بالتمكين لهذا الدين، وقد أشار الله تعالى إليها في كتابه العزيز وجاء التنصيص عليها في قوله
تعالى: وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" البقرة:251،
وفي قوله تعالى: الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ
مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"الحج:40.
ـ غزوة بدر: قال النووي رحمه الله:وأجمع أهل التواريخ على شهوده بدرًا، وسائر المشاهد
غير تبوك، قالوا: وأعطاه النبي اللواء في مواطن كثيرة.
كان على بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المجاهدين الذين شاركوا في غزوة بدر، فعن حارثة
بن مضرب بن على أبى طالب رضي الله عنه قال: وكان النبي يتخبَّر عن بدر، فلما بلغنا أن
المشركين قد أقبلوا، سار رسول الله إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين
منهم، رجلاً من قريش ومولى لعقبة بن أبى معيط، فأما القرشي فانقلب، وأما مولى عقبة فأخذناه
فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك
ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي ، فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد
النبي أن يخبره كم هم، فأبى، ثم إن النبي سأله: «كم ينحرون من الجزر»، فقال: عشرًا كل يوم،
فقال رسول الله : «القوم ألف، كل جزور لمئة وتبعها»، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فأنطلقنا
تحت الشجر والحجف نستظل تحتها، من المطر، وبات رسول الله يدعو ربه عز وجل يقول: «اللهم إنك
إن تهلك هذه الفئة لا تعبد»، قال: فلما طلع نادى: الصلاة عباد الله، فجاء الناس، من تحت الشجرة
والحجف، فصلى بنا رسول الله ، وحرض على القتال، ثم قال: إن جمع قريش تحت هذه الصَّلع
الحمراء من الجبل. فلما دنا القوم منا وصففناهم، إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير
في القوم، فقال رسول الله : يا على ناد حمزة.وكان أقربهم من المشركين: من صاحب الجمل
الأحمر، وماذا يقول لهم، ثم قال رسول الله : «إن يكن في القوم أحد يأمر بخير، فعسى أن يكون
صاحب الجمل الأحمر»، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهي عن القتال، ويقول لهم:
يا قوم إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي، وقولوا:
جَبُن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أني لست بأبجبنكم، قال، فسمع ذلك أبو جهل، فقال: أنت
تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملئت رئتك وجوفك رعبًا. قال عتبة: إياى
تُعيّر يا مُصفَّر إسته؟ ستعلم اليوم أينا الجبان. قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية،
فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا
من بنى عمنا، من بنى عبد المطلب، فقال رسول الله : «قم يا على، قم يا حمزة، وقم يا عبيدة
بن الحارث بن المطلب». فقتل الله تعالى عتبة وشيبة ابنى ربيعة، والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة
، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا،
فقال العباس: يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس
وجهًا، على فرس أبلق، ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله. فقال:
اسكت فقد أيدك الله تعالى بملك كريم.فقال على: فأسرنا من بنى عبد المطلب: العباس وعقيلاً،
ونوفل بن الحارث، ومن وصف على رضي الله عنه لغزوة بدر نلاحظ دروسًا وعبرًا وفوائد كثيرة
يمكن الرجوع إليها في كتابي السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث.
وأخرج عن زر بن حبيش قال : جلس رجلان يتغديان ، مع أحدهما خمسة أرغفة ، ومع الآخر ثلاثة
أرغفة، فلما وضع الغداء بين أيدهما مر بهما رجل ، فسلم ، فقالا : أجلس وتغذ ، فجلس وأكل معهما
واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم ، وقال : خذاها عوضا
مما أكلت لكما ، ونلته من طعامكما ، فتنازعا ، فقال صاحب الخمسة أغرفة لي خمسة دراهم ولك
ثلاثة ، وقال صاحب الأرغفة الثلاثة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين ، فارتفعا إلى أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه ، فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة ، قد عرض عليك صاحبك ما
عرض ، وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة ، فقال : والله رضيت عنه إلا بمر الحق ، فقال علي :
لس لك في مر الحق إلا درهم واحد ، وله سبعة دراهم ، فقال الرجل : سبحان الله! قال : هو ذلك،
وقال :فعرفني الوجه في مر الحق حتى أقبله ، فقال علي: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون
ثلثاً أكلتموها وأنتم ثلاث أنفس ، ولا يعلم الأكثر منكم أكلاً ولا أقل ؟ وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل
صاحبك ثمانية أثلاث ، وله خمسة عشرا ثلثاً ، أكل منها ثمانية ، وبقي له سبعة ، فقال الرجل :
رضيت الآن.
وأخرج ابن أبي شيبة في المنصف عن عطاء قال : أتى علي برجل وشهد عليه رجلان أنه سرق
فأخذ في شيء من أمور الناس ، وتهدد شهود الزور ، وقال : لا أوتي بشاهد زور إلا فعلت به كذا
وكذا ثم طلب الشاهدين ، فلم يجدهما فخلى سبيله.
وأخرج عن الشعبي قال : كان أبي بكر يقول الشعر , و وكان عمر يقول الشعر ، و كان
عثمان يوق الشعر ، و كان علي أشعر ثلاثة.
وأخرج عن نبيط الأشجعي قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا اشتملت علي اليأس القلوب وضاق بهما الصـدر الرحيبُ
وأوطنت المـــــكاره واطــمأنت وأرست في أماكنها الخطوب َ
ولم ير لانكـشاف الـضر وجــه ولا أغنــى بحــيلته الأريــــبُ
أتاك على قنـــوط منـــك غوث يجيء به القريب المستجـيبُ
وكـــل الـــحادثات إذا تـــناهت فموصل بها الفرج القريــــبُ
وأخرج عن الشعبي قال : قال علي بن أبي طالب لرجل كره له صحبة رجل:
فـــــــلا تصـــــحب أخــــــــــا الجـــــــــــهل وإيـــاك وإيــاه
فــكم مـــن جـــــــــاهل أردى حليـــمـــاً حـــــــينا آخـــــاه
يقــــــاس المــــرء بالمــــرء إذا ما هــــــو مــــا شــــــاه
وللشــــــيء مـــن الشـــــيء مقـــــــايـــيس وأشـــــــباه
وأخرج عن المبرد قال : كان مكتوباً على سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
للناس حرص على الدنيا بتدبير وصفوها لك ممزوج بتكدير
لم يرزقهما بعقل بعد ما قسمت لكنهم رزقوها بالمقاديـــــر
كم من أديب لبيب لا تــسـاعد؟ وأحمق نال دنــياه بتقـصير
لو كان عن قوة أو عن مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير
قال علي رضي الله عنه : الحزم سوء الظن.
وقال : القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه ، والبعيد من باعته العداوة وإن قرب نسبه،
ولا شيء أقرب من يد جسد ، وإن اليد فسدت قطعت ، وإذا قطعت حسمت ، أخرجه أبو نعيم.
وقال : خمس خذوهن عني : لا يخافن أحد منكم إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي من
لا يعلم ، ولا يستحي من لا يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم ، وإن الصبر من
الإيمان ، وإذا هب الرأس دهب الجسد ، أخرجه سعيد منصور في سننه.
وقال :سبع من الشطان : الشدة الغضب ، الشدة العطاس ، الشدة التثاؤب ، والقيء
والرعاف ، النجوى ، والنوم عند ذكره .
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي ،قال ابن حجر في ترجمة ابن ملجم : من كبار
الخوارج ، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل
علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد عليّ ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضي الله عنه : أشقى الناس الذي عقر
الناقة ، والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب ذه يعنى لحيته .
رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر .
يسعدني و ويشرفني أن أتولى الحديث عن خير الصحابة و أحبهم إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وأن شاء الله تشعرو
بالمتعة كما تمتعة أنا با بحث والكتابة عنه رضي الله عنه وأرضاه .... فهو
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة ، وصهر على فاطمة
سيدة نساء العالمين رضي الله عنها ، وأحد السابقين للإسلام ، وأحد العلماءالربانين ، والشجعان
المشهورين ، والزهاد المذكورين ، و الخطباء المعروفين ، وأحد من جمع القرآن الكريم وعرضه
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أول خليفة من بني هشام .
هو علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن نضر بن كنانة وقيل أنه كنى بأبو الحسن
وأبو تراب ، كناه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه فاطمة بنت أسد هاشم ، وهي
أول هاشمية ولدت هاشمياً ، وقد أسلمت وهاجرت مع المهاجرين والأنصار.
كان رضي الله عنه شيخاً ،سميناً، أصلع، كثير شعر ، ربعة إلى القصير ، عظيم البطن
عظيم اللحية جداً قد ملأت مابين منكبية بيضاء كأنها القطن ، آدم شديد الأدمة.
وروي عن البخاري في الأدب عن سهل بن سعد قال: إن كان أحب الأسماء على علي رضي الله
عنه " أبو تراب" وإن كان يفرح أن يدعى به، وما سماه أبا تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أنه كان غاضباً يوماً فاطمة ، فخرج، فاضطجع إلى الجدار في المسجد ، فجاءه النبي صلى
الله عليه وسلم ، وقد امتلأ ظهره تراباً ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح التراب
عن ظهره ويقول: ( اجلس أبا تراب).
روي أن تزوج من ـ
فاطمة رضي الله عنها وأنجبت له الحسن والحسين وزينب الكبرى
وأم كلثوم الكبرى، و قد تزوج علي رضي الله عنه بزوجات أخريات بعد وفاة فاطمة
رضي الله عنها، منهن:
ـ أم البنين بنت حرام الكلبية وولدت له العباس وجعفر وعبد الله وعثمان وقُتُلوا
مع الحسين رضي الله عنهم جميعاً.
ـ ليلي بنت مسعود بن خالد النهشلية التميمة وولدت له عبيد الله وأبا بكر ، وأسماء
بنت عميس الخثعمية وولدت له محمداًالأصغر ويحيى.
ـ إمامة بنت أبي العاص وهي بنت زينب بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وولدت له محمداً الأوسط.
ـ أم سعيد ابنة عروة بن مسعود الثقفية فولدت له أم الحسن،و مخبئة بنت
امرئ القيس بن عدي الكلبية.
وله من السراري : ـ الصهباء بنت ربيعة التغلبية من السبي الذين أغار عليهم
خالد بن الوليد بعين التمر.
ـ خولة بنت جعفر الحنفية وله منها محمد المعروف بابن الحنفية.
أخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص " أن رسول الله صلى الله عنه وسلم خلف علي بن أبي
طالب في غزوة تبوك ، فقال (( يار سول الله تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي )) أخرجه أحمد .
وأخرجا عن سهل بن سعد (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال يوم خيبر :
لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله
فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين على بن أبي طالب؟
فقيل : هو يشتكي عينيه ، قال : ودعا له ، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية )).
و أخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما تنزلت ه ه الآية
( بدع أبناءنا و أبناءكم )آل عمران ـ61 . دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً
وفاطمة ،وحسناً وحسيناً ،فقال " اللهم هؤلاء أهلي ").
وأخرجه أحمد عن علي ، وأبي أيوب الأنصاري ، وزيد بن أرقم ، وعمرو ذي مر ، يعلي
عن أبي هريرة ، والطبراني عن ابن عمر ، ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة
وجرير ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي سعد الخدري ، وأنس ، والبزار عن ابن عباس ،
وعمارة ، وبريدة ، وفي أكثرها زيادة (( اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه )).
وأخرج الترميذي ، والحاكم وصححه ، وعن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ((إن الله أمرني بحب أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم ،قيل : يا رسول الله صبى الله عليه
وسلم سمهم لنا ، قال : علي منهم ــ يقول ذلك ثلاثاً ــ وأبو ذر والمقداد ، وسلمان).
وأخرجه البزار ، و الطبراني في الأوسط عن جابر ابن عبد الله ، وأخرج الترميذي ،
والحاكم عن علي ز قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا مدينة العلم ،وعلي
بابها )) هذا حسن على الصواب .
وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : كان لعلي ماشئت من ضرس قاطع في العلم
وكان له البسيطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والعهد برسول الله صلى
الله عليه وسلم ، والفقة في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في المال .
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( الناس من شجرتي ، وأنا وعلي من شجرة واحدة )).
ـ حركة السرايا: بمجرد الاستقرار الذي حصل للمسلمين بقيادة الرسول في المدينة بدأت
حركة السرايا التي استهدفت بسط هيبة الدولة في الداخل والخارج، وكسب بعض
القبائل وتحجيم دور الأعراب، وتربية الصحابة على الإعداد القتالي للغزوات الكبرى
وحركة الفتوحات ميدان لصناعة القادة عمليًا، وقد شارك في هذه السرايا أمير المؤمنين
على رضي الله عنه التي حدثت قبل بدر وما بعدها.
- غزوة العشيرة: وفيها غزا قريشًا، واستعمل على المدينة أبا سلمه بن عبد الأسد
وسميت هذه الغزوة بغزوة العشيرة، فأقام بها جمادي الأولى وليالي من جمادي
الآخرة، وادع فيها بنى مدلج وحلفاءهم من بنى ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق
كيدًا، وذلك أن الforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/? التي خرج لها قد مضت ذلك بأيام ذاهبة إلى الشام, فساحلة على
البحر وبلغ قريشًا خبرها فخرجوا يمنعونها، فلقوا رسول الله ووقعت عزوة بدر الكبرى
وقد حدثنا عمار بن ياسر عن مشاركته وعلى رضي الله عنهما في تلك الغزوة، فعن
عمار ابن ياسر قال: كنت أنا وعلى رفيقين في غزوة ذى العشيرة، فلما نزلها رسول
الله وأقام بها رأينا ناسًا من بنى مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي على:
يا أبا اليقظان هل لك أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون؟ فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم
ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلى، فاضطجعنا في صور من النخل، في دقعاء
من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنّا إلا رسول الله يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء
فيومئذ قال رسول الله لعلي: يا أبا تراب، لما رأى عليه التراب قال: «ألا أحدثكما بأشقى
الناس رجلين؟» فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: «أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك
يا علي على هذه يعنى قرنهحتى تُبَل منه هذه }يعنى لحيته»,وقد تكرر نداء رسول الله لعلي
بأبي تراب.
ـ غزوة بدر الأولى: سببها: أن كرز بن جابر الفهري، قد أغار على سَرْح المدينة ونهب بعض الإبل
والمواشي، فخرج رسول الله في طلبه، حتى بلغ واديًا يقال له «سفوان» من ناحية بدر، وفاته
كرز بن جابر، فلم يدركه، فرجع رسول الله إلى المدينة, وقد أعطى الحبيب المصطفى أمير المؤمنين
عليًا رضي الله عنه لواءه الأبيض.وتعتبر حركة السرايا بداية الجهاد القتالي ضد أعداء الدعوة، مع
حركة السرايا والبعوث والغزوات التي خاضها رسول الله ضد المشركين ظهرت جليًا سنة التدافع التي
تعامل معها النبي وأصحابه ومن بينهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وهذه السنة متعلقة تعلقًا
وطيدًا بالتمكين لهذا الدين، وقد أشار الله تعالى إليها في كتابه العزيز وجاء التنصيص عليها في قوله
تعالى: وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" البقرة:251،
وفي قوله تعالى: الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ
مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"الحج:40.
ـ غزوة بدر: قال النووي رحمه الله:وأجمع أهل التواريخ على شهوده بدرًا، وسائر المشاهد
غير تبوك، قالوا: وأعطاه النبي اللواء في مواطن كثيرة.
كان على بن أبى طالب رضي الله عنه أحد المجاهدين الذين شاركوا في غزوة بدر، فعن حارثة
بن مضرب بن على أبى طالب رضي الله عنه قال: وكان النبي يتخبَّر عن بدر، فلما بلغنا أن
المشركين قد أقبلوا، سار رسول الله إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين
منهم، رجلاً من قريش ومولى لعقبة بن أبى معيط، فأما القرشي فانقلب، وأما مولى عقبة فأخذناه
فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك
ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي ، فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجهد
النبي أن يخبره كم هم، فأبى، ثم إن النبي سأله: «كم ينحرون من الجزر»، فقال: عشرًا كل يوم،
فقال رسول الله : «القوم ألف، كل جزور لمئة وتبعها»، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فأنطلقنا
تحت الشجر والحجف نستظل تحتها، من المطر، وبات رسول الله يدعو ربه عز وجل يقول: «اللهم إنك
إن تهلك هذه الفئة لا تعبد»، قال: فلما طلع نادى: الصلاة عباد الله، فجاء الناس، من تحت الشجرة
والحجف، فصلى بنا رسول الله ، وحرض على القتال، ثم قال: إن جمع قريش تحت هذه الصَّلع
الحمراء من الجبل. فلما دنا القوم منا وصففناهم، إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير
في القوم، فقال رسول الله : يا على ناد حمزة.وكان أقربهم من المشركين: من صاحب الجمل
الأحمر، وماذا يقول لهم، ثم قال رسول الله : «إن يكن في القوم أحد يأمر بخير، فعسى أن يكون
صاحب الجمل الأحمر»، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهي عن القتال، ويقول لهم:
يا قوم إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي، وقولوا:
جَبُن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أني لست بأبجبنكم، قال، فسمع ذلك أبو جهل، فقال: أنت
تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملئت رئتك وجوفك رعبًا. قال عتبة: إياى
تُعيّر يا مُصفَّر إسته؟ ستعلم اليوم أينا الجبان. قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية،
فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا
من بنى عمنا، من بنى عبد المطلب، فقال رسول الله : «قم يا على، قم يا حمزة، وقم يا عبيدة
بن الحارث بن المطلب». فقتل الله تعالى عتبة وشيبة ابنى ربيعة، والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة
، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا،
فقال العباس: يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس
وجهًا، على فرس أبلق، ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله. فقال:
اسكت فقد أيدك الله تعالى بملك كريم.فقال على: فأسرنا من بنى عبد المطلب: العباس وعقيلاً،
ونوفل بن الحارث، ومن وصف على رضي الله عنه لغزوة بدر نلاحظ دروسًا وعبرًا وفوائد كثيرة
يمكن الرجوع إليها في كتابي السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث.
وأخرج عن زر بن حبيش قال : جلس رجلان يتغديان ، مع أحدهما خمسة أرغفة ، ومع الآخر ثلاثة
أرغفة، فلما وضع الغداء بين أيدهما مر بهما رجل ، فسلم ، فقالا : أجلس وتغذ ، فجلس وأكل معهما
واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم ، وقال : خذاها عوضا
مما أكلت لكما ، ونلته من طعامكما ، فتنازعا ، فقال صاحب الخمسة أغرفة لي خمسة دراهم ولك
ثلاثة ، وقال صاحب الأرغفة الثلاثة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين ، فارتفعا إلى أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه ، فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة ، قد عرض عليك صاحبك ما
عرض ، وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة ، فقال : والله رضيت عنه إلا بمر الحق ، فقال علي :
لس لك في مر الحق إلا درهم واحد ، وله سبعة دراهم ، فقال الرجل : سبحان الله! قال : هو ذلك،
وقال :فعرفني الوجه في مر الحق حتى أقبله ، فقال علي: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون
ثلثاً أكلتموها وأنتم ثلاث أنفس ، ولا يعلم الأكثر منكم أكلاً ولا أقل ؟ وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل
صاحبك ثمانية أثلاث ، وله خمسة عشرا ثلثاً ، أكل منها ثمانية ، وبقي له سبعة ، فقال الرجل :
رضيت الآن.
وأخرج ابن أبي شيبة في المنصف عن عطاء قال : أتى علي برجل وشهد عليه رجلان أنه سرق
فأخذ في شيء من أمور الناس ، وتهدد شهود الزور ، وقال : لا أوتي بشاهد زور إلا فعلت به كذا
وكذا ثم طلب الشاهدين ، فلم يجدهما فخلى سبيله.
وأخرج عن الشعبي قال : كان أبي بكر يقول الشعر , و وكان عمر يقول الشعر ، و كان
عثمان يوق الشعر ، و كان علي أشعر ثلاثة.
وأخرج عن نبيط الأشجعي قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا اشتملت علي اليأس القلوب وضاق بهما الصـدر الرحيبُ
وأوطنت المـــــكاره واطــمأنت وأرست في أماكنها الخطوب َ
ولم ير لانكـشاف الـضر وجــه ولا أغنــى بحــيلته الأريــــبُ
أتاك على قنـــوط منـــك غوث يجيء به القريب المستجـيبُ
وكـــل الـــحادثات إذا تـــناهت فموصل بها الفرج القريــــبُ
وأخرج عن الشعبي قال : قال علي بن أبي طالب لرجل كره له صحبة رجل:
فـــــــلا تصـــــحب أخــــــــــا الجـــــــــــهل وإيـــاك وإيــاه
فــكم مـــن جـــــــــاهل أردى حليـــمـــاً حـــــــينا آخـــــاه
يقــــــاس المــــرء بالمــــرء إذا ما هــــــو مــــا شــــــاه
وللشــــــيء مـــن الشـــــيء مقـــــــايـــيس وأشـــــــباه
وأخرج عن المبرد قال : كان مكتوباً على سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
للناس حرص على الدنيا بتدبير وصفوها لك ممزوج بتكدير
لم يرزقهما بعقل بعد ما قسمت لكنهم رزقوها بالمقاديـــــر
كم من أديب لبيب لا تــسـاعد؟ وأحمق نال دنــياه بتقـصير
لو كان عن قوة أو عن مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير
قال علي رضي الله عنه : الحزم سوء الظن.
وقال : القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه ، والبعيد من باعته العداوة وإن قرب نسبه،
ولا شيء أقرب من يد جسد ، وإن اليد فسدت قطعت ، وإذا قطعت حسمت ، أخرجه أبو نعيم.
وقال : خمس خذوهن عني : لا يخافن أحد منكم إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي من
لا يعلم ، ولا يستحي من لا يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم ، وإن الصبر من
الإيمان ، وإذا هب الرأس دهب الجسد ، أخرجه سعيد منصور في سننه.
وقال :سبع من الشطان : الشدة الغضب ، الشدة العطاس ، الشدة التثاؤب ، والقيء
والرعاف ، النجوى ، والنوم عند ذكره .
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي ،قال ابن حجر في ترجمة ابن ملجم : من كبار
الخوارج ، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل
علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد عليّ ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضي الله عنه : أشقى الناس الذي عقر
الناقة ، والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب ذه يعنى لحيته .
رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر .
- روعة المعانى
- عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 10181
السٌّمعَة : 0
رد: مميز ← الفارس المغوار علي الكرار ( علي ابن ابي طالب ) رضي الله عنه
16/10/12, 07:17 am
جزاااااك الله الفردوس الأعـــــــــــلى
رد: مميز ← الفارس المغوار علي الكرار ( علي ابن ابي طالب ) رضي الله عنه
17/10/12, 01:56 am
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوع آلمميز
پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ
مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگ آلقآدمة
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوع آلمميز
پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ
مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگ آلقآدمة
- Amiir
- عدد المساهمات : 3023
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
تاريخ الميلاد : 24/06/1998
المزاج : عبقري
نقاط النشاط : 17867
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
رد: مميز ← الفارس المغوار علي الكرار ( علي ابن ابي طالب ) رضي الله عنه
10/04/13, 07:54 pm
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى