مُخَالَفَاتٌ يَقَعُ فِيهَا اَلْصَّائِمُونَ
+43
mrghozzi
jo seph
FlasH G!F
علي فايز
علي عدنان
YouNeSs ZiT
احمد30
ايوب
احمد12
علي الرسام
احمد11
احمد9
احمد8
AmEr-Dz
احمد4
احمد3
احمد2
sami-sami
احمد1
alfahloy
ربيعو
كرار15
كرار14
AAMER
كرار13
كرار12
imad max
كرار9
كرار8
كرار7
كرار6
كرار5
ĸɪиɢ вσy
AmEr DeSiGN
كرار4
كرار3
كرار2
Mr.CoDer
Hitch
G H O S T A H M E D
CR7
JOKER DZ
wailsalm
47 مشترك
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
- wailsalm
- عدد المساهمات : 868
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
نقاط النشاط : 4842
السٌّمعَة : 0
مُخَالَفَاتٌ يَقَعُ فِيهَا اَلْصَّائِمُونَ
25/06/14, 07:58 pm
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
مُخَالَفَاتٌ يَقَعُ فِيهَا اَلْصَّائِمُونَ
الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرِّف الشهور والأعوام، الملك القدوس السلام، المتفرِّد بالعظمة والبقاء والدوام، شَرَع الشرائع فأحكمها أيما إحكام، بقدرته تهب الرياح ويسير الغمام، وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالي والأيام، أحمده على جليل الصفات وجميل الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليما.
أَمَّا بَعْدُ،،،
فاعلم أنه مما لا شك فيه أنَّ العبادة يشترط لقبولها شرطان :
اَلْأَوَّلُ:اَلإِْخْلاَصُ: وهو أن يبتغي وجه الله لا رياءً ولا سمعةً .
اَلْثَّانِي:اَلْمُتَابَعَةُ: أي يقتفي فيه طريقة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلاً مردوداً على صاحبه كائناً من كان؛ لما في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ )) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).
قَالَ شَيْخُ اَلإِْسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى السُّنَّةِ وَالِاتِّبَاعِ لَا عَلَى الْأَهْوَاءِ وَالِابْتِدَاعِ وَإِنَّمَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمَا شَرَعَ لَا يُعْبَدُ بِالْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] أهـ ([2]).
ولا شك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له ويحرص عليه هو ما يتقرب به إلى الله من الطاعات هل وافق فيه مراد الله وتابع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
ألا وإنَّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار جملة من المخالفات التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان، راجين من الله أن ينفع بها القارئ الكريم وإليكموها:
(1) من المخالفات: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين : هذه الظاهرة منتشرة بين كثير من الناس في شهر الصيام الإسراف في المأكولات والمشروبات والمطعومات فترى كثيراً من الناس يضع على موائد الإفطار والسحور ما يكفي الجماعة من الناس فيسرف في الأكل والشرب في إفطاره وسحوره وما بين ذلك حتى يشعر بالامتلاء والضيق بسبب ذلك وهذا الفعل مخالف من عدة وجه :
أَوَّلاً: أن هذا الإسراف منهي عنه: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء: 26، 27]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم :« كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا ، فِى غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ » صَحِيحٌ ([3]).
ثَانِيًا: أن هذا الإسراف يناقض المقصود من الصيام إذ المقصود من الصيام أن يكسر الجوع والظمأ من حدتها فيتذكر حال الأكباد الجائعة من المساكين والمحاويج ويقصد منه أيضاً تضييق مجاري الشياطين من العبد وذلك بتضييق مجاري الطعام والشراب وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([4]).
ثَالِثًا: أن الإكثار من المطعومات يفوت على العبد خيرات كثيرة وذلك أنه:« مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ » صَحِيحٌ ([5])، فإن العبد إذا ملأ بطنه عند الإفطار ثقل عن العبادة وكسل عن الطاعة فيفوته عمل الليل ثم إذا جاء السحور أعاد الكرة وملأ جوفه بصنوف الأطعمة فيثقل عن عمل النهار وهكذا دواليك حتى تفوته نفحات هذا الشهر ومواسم الخير.
رَابِعًا: أن الإكثار من المطعومات فيه أيضاً إشغال للأهل وإرهاق لهم وتفويت لمواسم الخيرات عليهم حيث تذهب أكثر أوقاتهم في إعداد الإفطار والسحور وغيرهما.
خَامِسًا: فيه أيضاً مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم الذي كان يقلل من الطعام ويقول: « بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ » صَحِيحٌ ([6]).
(2) ومنها: ما يقع في السحور: من بعض الصائمين ، وهم فيه بين إفراط وتفريط :
أما الإفراط: فتعجيل السحور: وهذا مخالف للهدي وهو التأخير قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:« بَكِّرُوا بِالإِفْطَارِ وَأَخِّرُوا بِالسُّحُورِ» صَحِيحٌ ([7])، وَقَالَe :« إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَأَنْ نُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ »، وفي رواية :« ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ، وَوَضْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِى الصَّلاَةِ » صَحِيحٌ ([8]).
وأما التفريط: فترك السحور: وهذا أيضا مخالف للهدي المترتب عليه الأجر والمثوبة قَالَ e:« تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِى السُّحُورِ بَرَكَةً »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([9])، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»صَحِيحٌ ([10])، بل جعله e شعارا للأمة في مُخَالَفَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ: قَالَ صلى الله عليه وسلم:« فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ ([11]).
(3) ومنها: تأخير الإفطار حتى يتشهد المؤذن أو ينتهي من الآذان أو حتى تُرى النجوم : وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإسراع بالفطر قَالَصلى الله عليه وسلم :« لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: « لَا تَزَال أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ » صحيح الترغيب والترهيب ح (1074) ، وَقَالَصلى الله عليه وسلم :« لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ » صحيح الترغيب والترهيب ح (1075).
(4) ومنها: عدم تبييت نية الصيام من الليل: بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام ، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم:« مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ » صحيح: انظر: صحيح الجامع ح(6535)، وقوله صلى الله عليه وسلم:« مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ »صحيح: انظر: صحيح الجامع ح(6534)، قال الإمام الشوكاني-رَحِمَهُ اللَّهُ -:(( الْحَدِيثُ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ تَبْيِيتِ النِّيَّةِ وَإِيقَاعِهَا فِي جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ، وَقَدْ ذَهَبَ إلَى ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْفَرْضِ وَالنَّفَلِ )) نيل الأوطار (7/30)، وقال الإمام الصنعاني-رَحِمَهُ اللَّهُ-:((وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْأَصْلَ عُمُومُ حَدِيثِ التَّبْيِيتِ وَعَدَمُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْفَرْضِ وَالنَّفَلِ وَالْقَضَاءِ وَالنَّذْرِ وَلَمْ يَقُمْ مَا يَرْفَعُ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ فَتَعَيَّنَ الْبَقَاءُ عَلَيْهِمَا )) سبل السلام (3/308) .
(5) ومنها: التلفظ بالنية: وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه : قَالَصلى الله عليه وسلم :« إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([12])، قَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَة -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( وَالتَّكَلُّمُ بِالنِّيَّةِ لَيْسَ وَاجِبًا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا يَصُومُونَ بِالنِّيَّةِ ، وَصَوْمُهُمْ صَحِيحٌ بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ((أهـ (" مجموع الفتاوى " ( 25/214))، وقال العلَّامة الألباني-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( واعلم أنه لا يشرع التلفظ بالنية لا في الإحرام ولا في غيره من العبادات كالطهارة والصلاة والصيام وغيرها وإنما النية بالقلب فقط وأما التلفظ بها فبدعة ... فيتوقف عند هذا ولا يزاد عليه كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية )) أنظر: حجة النبي (ص: 48).
(6) ومنها : تعمد الشرب أثناء أذان الفجر: وبهذا الفعل قد أفسد صومه خاصةً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان. قال العلَّامة ابن عثيمين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع النداء، فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم- أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:« كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([13])، فإذا كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه . "فتاوى رمضان" (ص 204).
(7) ومنها : الإمساك قبل طلوع الفجر الصادق احتياطا : وذلك إما بأذكار معينة أو بما يسمى بمدفع الإمساك أو بجعل توقيت للإمساك قبل طلوع الفجر الصادق وهذا كله مخالف لأن الله تعالى أباح للصائم أن يأكل ويشرب حتى يتبين طلوع الفجر . قال الله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: 187]، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم- أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِe :«كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، قال الحافظ ابن حجر-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( مِنْ الْبِدَع الْمُنْكَرَة مَا أُحْدِثَ فِي هَذَا الزَّمَان مِنْ إِيقَاع الْأَذَان الثَّانِي قَبْل الْفَجْر بِنَحْوِ ثُلُثِ سَاعَةٍ فِي رَمَضَان، وَإِطْفَاء الْمَصَابِيح الَّتِي جُعِلَتْ عَلَامَةً لِتَحْرِيمِ الْأَكْل وَالشُّرْب عَلَى مَنْ يُرِيد الصِّيَام زَعْمًا مِمَّنْ أَحْدَثَهُ أَنَّهُ لِلِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَة وَلَا يَعْلَم بِذَلِكَ إِلَّا آحَاد النَّاس، وَقَدْ جَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ صَارُوا لَا يُؤَذِّنُونَ إِلَّا بَعْد الْغُرُوب بِدَرَجَةٍ لِتَمْكِينِ الْوَقْت زَعَمُوا فَأَخَّرُوا الْفِطْر وَعَجَّلُوا السُّحُور وَخَالَفُوا السُّنَّةَ، فَلِذَلِكَ قَلَّ عَنْهُمْ الْخَيْر كَثِيرٌ فِيهِمْ الشَّرُّ ، وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ )) أنظر: "الفتح" (4/199)، وسئل العلَّامة ابن عثيمين-رَحِمَهُ اللَّهُ- عما يوجد في بعض التقاويم من تحديد وقت للإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة فقال:(( هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه )) "فتاوى رمضان" (ص 204).
(8) ومنها: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته : قال العلَّامة ابن باز-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه - قُلْتُ: حسب القدرة والاستطاعة- ؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان )) أنظر: مجموع فتاويه (15/256).
(9) ومنها : تحرج بعض الناس إذا أكل أو شرب ناسياً ويشك في صحة صيامه: وقد قال تعالى:{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }[البقرة:286]، وهذه آية أقرها الله عز وجل هي دعاء من المؤمنين لكن أقرها الله وأعطاهم دعاءهم، قال: قد فعلت، وفيه حديث في نفس المسألة قَالَ e:« إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ، فَأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([14])، إذاً كل من أكل أو شرب وهو صائم ناسياً أو جاهلاً ليس عليه شيء للآية، ولقولهe وعليه أن يتم صوم يومه. إذاً نأخذ قاعدة: من فعل شيئاً من المفطرات ناسياً أو جاهلاً فصيامه صحيح أياً كان، حتى لو أن الرجل -مثلاً- كان معه أهله وظن أن الفجر لم يطلع فجامع أهله ثم تبين أنه قد طلع فليس عليه شيء لا قضاء، ولا كفارة، ولا إثم، هذا ما يتعلق بالصوم .أنظر: الباب المفتوح لابن عثيمين (147).
(10) ومنها: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان : وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحلال ، قال تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ } [البقرة: 187]، الرفث: هو الجماع ومقدماته . ففي هذه الآية الكريمة أباح الله للصائم في ليل الصيام كل ما يمنع منه في النهار من الطعام والشراب والجماع وسائر المباحات والاستعانة بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى. وترك المباح وحرمان النفس منه تعبدًا يعتبر من الغلو سواء في رمضان أو في غيره .
(11) ومنها : تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان : بعض الصائمين والصائمات يتحرج من استعمال السواك في نهار رمضان ولربما ظن البعض أن استعمال السواك في نهار رمضان يفطر، وهذا خطأ قَالَ e :« لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى - أَوْ عَلَى النَّاسِ- لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([15]). قال الإمام البخاري -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ( وَلَمْ يَخُصَّ الصَّائِمَ مِنْ غَيْرِهِ ).
(12) ومنها : امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر: ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها: وهذا خطأ، الحائض إذا طهرت قبل الفجر ولو بزمن قليل تصوم ذلك اليوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر، وتأخير الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر لا يؤثر على الصيام، إذ الطهارة ليست شرطا في صحة الصوم، لكن يلزمها الغسل لأداء الصلاة في وقتها . أنظر:" فتاوى اللجنة " الفتوى رقم (6288).
مُخَالَفَاتٌ يَقَعُ فِيهَا اَلْصَّائِمُونَ
الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرِّف الشهور والأعوام، الملك القدوس السلام، المتفرِّد بالعظمة والبقاء والدوام، شَرَع الشرائع فأحكمها أيما إحكام، بقدرته تهب الرياح ويسير الغمام، وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالي والأيام، أحمده على جليل الصفات وجميل الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليما.
أَمَّا بَعْدُ،،،
فاعلم أنه مما لا شك فيه أنَّ العبادة يشترط لقبولها شرطان :
اَلْأَوَّلُ:اَلإِْخْلاَصُ: وهو أن يبتغي وجه الله لا رياءً ولا سمعةً .
اَلْثَّانِي:اَلْمُتَابَعَةُ: أي يقتفي فيه طريقة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلاً مردوداً على صاحبه كائناً من كان؛ لما في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ )) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).
قَالَ شَيْخُ اَلإِْسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى السُّنَّةِ وَالِاتِّبَاعِ لَا عَلَى الْأَهْوَاءِ وَالِابْتِدَاعِ وَإِنَّمَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمَا شَرَعَ لَا يُعْبَدُ بِالْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] أهـ ([2]).
ولا شك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له ويحرص عليه هو ما يتقرب به إلى الله من الطاعات هل وافق فيه مراد الله وتابع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
ألا وإنَّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار جملة من المخالفات التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان، راجين من الله أن ينفع بها القارئ الكريم وإليكموها:
(1) من المخالفات: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين : هذه الظاهرة منتشرة بين كثير من الناس في شهر الصيام الإسراف في المأكولات والمشروبات والمطعومات فترى كثيراً من الناس يضع على موائد الإفطار والسحور ما يكفي الجماعة من الناس فيسرف في الأكل والشرب في إفطاره وسحوره وما بين ذلك حتى يشعر بالامتلاء والضيق بسبب ذلك وهذا الفعل مخالف من عدة وجه :
أَوَّلاً: أن هذا الإسراف منهي عنه: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}[الإسراء: 26، 27]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم :« كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا ، فِى غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ » صَحِيحٌ ([3]).
ثَانِيًا: أن هذا الإسراف يناقض المقصود من الصيام إذ المقصود من الصيام أن يكسر الجوع والظمأ من حدتها فيتذكر حال الأكباد الجائعة من المساكين والمحاويج ويقصد منه أيضاً تضييق مجاري الشياطين من العبد وذلك بتضييق مجاري الطعام والشراب وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([4]).
ثَالِثًا: أن الإكثار من المطعومات يفوت على العبد خيرات كثيرة وذلك أنه:« مَا مَلَأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ » صَحِيحٌ ([5])، فإن العبد إذا ملأ بطنه عند الإفطار ثقل عن العبادة وكسل عن الطاعة فيفوته عمل الليل ثم إذا جاء السحور أعاد الكرة وملأ جوفه بصنوف الأطعمة فيثقل عن عمل النهار وهكذا دواليك حتى تفوته نفحات هذا الشهر ومواسم الخير.
رَابِعًا: أن الإكثار من المطعومات فيه أيضاً إشغال للأهل وإرهاق لهم وتفويت لمواسم الخيرات عليهم حيث تذهب أكثر أوقاتهم في إعداد الإفطار والسحور وغيرهما.
خَامِسًا: فيه أيضاً مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم الذي كان يقلل من الطعام ويقول: « بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ » صَحِيحٌ ([6]).
(2) ومنها: ما يقع في السحور: من بعض الصائمين ، وهم فيه بين إفراط وتفريط :
أما الإفراط: فتعجيل السحور: وهذا مخالف للهدي وهو التأخير قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:« بَكِّرُوا بِالإِفْطَارِ وَأَخِّرُوا بِالسُّحُورِ» صَحِيحٌ ([7])، وَقَالَe :« إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَأَنْ نُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ »، وفي رواية :« ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ، وَوَضْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِى الصَّلاَةِ » صَحِيحٌ ([8]).
وأما التفريط: فترك السحور: وهذا أيضا مخالف للهدي المترتب عليه الأجر والمثوبة قَالَ e:« تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِى السُّحُورِ بَرَكَةً »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([9])، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»صَحِيحٌ ([10])، بل جعله e شعارا للأمة في مُخَالَفَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ: قَالَ صلى الله عليه وسلم:« فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ ([11]).
(3) ومنها: تأخير الإفطار حتى يتشهد المؤذن أو ينتهي من الآذان أو حتى تُرى النجوم : وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإسراع بالفطر قَالَصلى الله عليه وسلم :« لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: « لَا تَزَال أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ » صحيح الترغيب والترهيب ح (1074) ، وَقَالَصلى الله عليه وسلم :« لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ » صحيح الترغيب والترهيب ح (1075).
(4) ومنها: عدم تبييت نية الصيام من الليل: بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام ، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم:« مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ » صحيح: انظر: صحيح الجامع ح(6535)، وقوله صلى الله عليه وسلم:« مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ »صحيح: انظر: صحيح الجامع ح(6534)، قال الإمام الشوكاني-رَحِمَهُ اللَّهُ -:(( الْحَدِيثُ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ تَبْيِيتِ النِّيَّةِ وَإِيقَاعِهَا فِي جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ اللَّيْلِ، وَقَدْ ذَهَبَ إلَى ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْفَرْضِ وَالنَّفَلِ )) نيل الأوطار (7/30)، وقال الإمام الصنعاني-رَحِمَهُ اللَّهُ-:((وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْأَصْلَ عُمُومُ حَدِيثِ التَّبْيِيتِ وَعَدَمُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْفَرْضِ وَالنَّفَلِ وَالْقَضَاءِ وَالنَّذْرِ وَلَمْ يَقُمْ مَا يَرْفَعُ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ فَتَعَيَّنَ الْبَقَاءُ عَلَيْهِمَا )) سبل السلام (3/308) .
(5) ومنها: التلفظ بالنية: وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه : قَالَصلى الله عليه وسلم :« إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([12])، قَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَة -رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( وَالتَّكَلُّمُ بِالنِّيَّةِ لَيْسَ وَاجِبًا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا يَصُومُونَ بِالنِّيَّةِ ، وَصَوْمُهُمْ صَحِيحٌ بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ((أهـ (" مجموع الفتاوى " ( 25/214))، وقال العلَّامة الألباني-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( واعلم أنه لا يشرع التلفظ بالنية لا في الإحرام ولا في غيره من العبادات كالطهارة والصلاة والصيام وغيرها وإنما النية بالقلب فقط وأما التلفظ بها فبدعة ... فيتوقف عند هذا ولا يزاد عليه كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية )) أنظر: حجة النبي (ص: 48).
(6) ومنها : تعمد الشرب أثناء أذان الفجر: وبهذا الفعل قد أفسد صومه خاصةً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان. قال العلَّامة ابن عثيمين -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع النداء، فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم- أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:« كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([13])، فإذا كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه . "فتاوى رمضان" (ص 204).
(7) ومنها : الإمساك قبل طلوع الفجر الصادق احتياطا : وذلك إما بأذكار معينة أو بما يسمى بمدفع الإمساك أو بجعل توقيت للإمساك قبل طلوع الفجر الصادق وهذا كله مخالف لأن الله تعالى أباح للصائم أن يأكل ويشرب حتى يتبين طلوع الفجر . قال الله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: 187]، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم- أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِe :«كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، قال الحافظ ابن حجر-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( مِنْ الْبِدَع الْمُنْكَرَة مَا أُحْدِثَ فِي هَذَا الزَّمَان مِنْ إِيقَاع الْأَذَان الثَّانِي قَبْل الْفَجْر بِنَحْوِ ثُلُثِ سَاعَةٍ فِي رَمَضَان، وَإِطْفَاء الْمَصَابِيح الَّتِي جُعِلَتْ عَلَامَةً لِتَحْرِيمِ الْأَكْل وَالشُّرْب عَلَى مَنْ يُرِيد الصِّيَام زَعْمًا مِمَّنْ أَحْدَثَهُ أَنَّهُ لِلِاحْتِيَاطِ فِي الْعِبَادَة وَلَا يَعْلَم بِذَلِكَ إِلَّا آحَاد النَّاس، وَقَدْ جَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ صَارُوا لَا يُؤَذِّنُونَ إِلَّا بَعْد الْغُرُوب بِدَرَجَةٍ لِتَمْكِينِ الْوَقْت زَعَمُوا فَأَخَّرُوا الْفِطْر وَعَجَّلُوا السُّحُور وَخَالَفُوا السُّنَّةَ، فَلِذَلِكَ قَلَّ عَنْهُمْ الْخَيْر كَثِيرٌ فِيهِمْ الشَّرُّ ، وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ )) أنظر: "الفتح" (4/199)، وسئل العلَّامة ابن عثيمين-رَحِمَهُ اللَّهُ- عما يوجد في بعض التقاويم من تحديد وقت للإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة فقال:(( هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه )) "فتاوى رمضان" (ص 204).
(8) ومنها: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته : قال العلَّامة ابن باز-رَحِمَهُ اللَّهُ-: (( من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه - قُلْتُ: حسب القدرة والاستطاعة- ؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان )) أنظر: مجموع فتاويه (15/256).
(9) ومنها : تحرج بعض الناس إذا أكل أو شرب ناسياً ويشك في صحة صيامه: وقد قال تعالى:{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }[البقرة:286]، وهذه آية أقرها الله عز وجل هي دعاء من المؤمنين لكن أقرها الله وأعطاهم دعاءهم، قال: قد فعلت، وفيه حديث في نفس المسألة قَالَ e:« إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ، فَأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([14])، إذاً كل من أكل أو شرب وهو صائم ناسياً أو جاهلاً ليس عليه شيء للآية، ولقولهe وعليه أن يتم صوم يومه. إذاً نأخذ قاعدة: من فعل شيئاً من المفطرات ناسياً أو جاهلاً فصيامه صحيح أياً كان، حتى لو أن الرجل -مثلاً- كان معه أهله وظن أن الفجر لم يطلع فجامع أهله ثم تبين أنه قد طلع فليس عليه شيء لا قضاء، ولا كفارة، ولا إثم، هذا ما يتعلق بالصوم .أنظر: الباب المفتوح لابن عثيمين (147).
(10) ومنها: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان : وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحلال ، قال تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ } [البقرة: 187]، الرفث: هو الجماع ومقدماته . ففي هذه الآية الكريمة أباح الله للصائم في ليل الصيام كل ما يمنع منه في النهار من الطعام والشراب والجماع وسائر المباحات والاستعانة بذلك على طاعة الله سبحانه وتعالى. وترك المباح وحرمان النفس منه تعبدًا يعتبر من الغلو سواء في رمضان أو في غيره .
(11) ومنها : تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان : بعض الصائمين والصائمات يتحرج من استعمال السواك في نهار رمضان ولربما ظن البعض أن استعمال السواك في نهار رمضان يفطر، وهذا خطأ قَالَ e :« لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى - أَوْ عَلَى النَّاسِ- لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([15]). قال الإمام البخاري -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ( وَلَمْ يَخُصَّ الصَّائِمَ مِنْ غَيْرِهِ ).
(12) ومنها : امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر: ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها: وهذا خطأ، الحائض إذا طهرت قبل الفجر ولو بزمن قليل تصوم ذلك اليوم وتغتسل ولو بعد طلوع الفجر، وتأخير الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر لا يؤثر على الصيام، إذ الطهارة ليست شرطا في صحة الصوم، لكن يلزمها الغسل لأداء الصلاة في وقتها . أنظر:" فتاوى اللجنة " الفتوى رقم (6288).
- كرار15
- عدد المساهمات : 602
تاريخ التسجيل : 24/03/2014
نقاط النشاط : 4498
السٌّمعَة : 0
_da3m_3
26/06/14, 04:14 am
موضوع رائع بوركت
- imad max
- عدد المساهمات : 2931
تاريخ التسجيل : 13/12/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1998
المزاج : سعيد
نقاط النشاط : 7388
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
_da3m_17
26/06/14, 04:21 am
موضوع رائع بوركت
- CR7
- عدد المساهمات : 167
تاريخ التسجيل : 25/06/2014
نقاط النشاط : 3970
السٌّمعَة : 0
_da3m_7
26/06/14, 07:48 pm
موضوع رائع بوركت
- imad max
- عدد المساهمات : 2931
تاريخ التسجيل : 13/12/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1998
المزاج : سعيد
نقاط النشاط : 7388
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
_da3m_10
27/06/14, 02:01 am
موضوع رائع بوركت
- ربيعو
- عدد المساهمات : 2023
تاريخ التسجيل : 10/11/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 7083
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
_da3m_15
27/06/14, 02:02 am
موضوع رائع بوركت
- imad max
- عدد المساهمات : 2931
تاريخ التسجيل : 13/12/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1998
المزاج : سعيد
نقاط النشاط : 7388
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
_da3m_22
27/06/14, 02:08 am
موضوع رائع بوركت
- ĸɪиɢ вσy
- عدد المساهمات : 591
تاريخ التسجيل : 18/04/2014
نقاط النشاط : 4467
السٌّمعَة : 0
_da3m_1
27/06/14, 07:50 am
موضوع رائع بوركت
- احمد1
- عدد المساهمات : 834
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4735
السٌّمعَة : 0
_da3m_17
27/06/14, 08:07 am
موضوع رائع بوركت
- sami-sami
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
تاريخ الميلاد : 04/10/1982
المزاج : تمام
نقاط النشاط : 4961
السٌّمعَة : 0
العمر : 42
_da3m_10
27/06/14, 08:09 am
موضوع رائع بوركت
- احمد2
- عدد المساهمات : 880
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4773
السٌّمعَة : 0
_da3m_7
27/06/14, 08:14 am
موضوع رائع بوركت
- احمد3
- عدد المساهمات : 784
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4676
السٌّمعَة : 0
_da3m_21
27/06/14, 08:19 am
موضوع رائع بوركت
- احمد4
- عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4567
السٌّمعَة : 0
_da3m_16
27/06/14, 08:19 am
موضوع رائع بوركت
- AmEr-Dz
- عدد المساهمات : 556
تاريخ التسجيل : 24/10/2013
نقاط النشاط : 4620
السٌّمعَة : 0
_da3m_19
27/06/14, 09:10 am
موضوع رائع بوركت
- احمد8
- عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4384
السٌّمعَة : 0
_da3m_16
27/06/14, 09:32 am
موضوع رائع بوركت
- احمد9
- عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4387
السٌّمعَة : 0
_da3m_2
27/06/14, 09:34 am
موضوع رائع بوركت
- احمد11
- عدد المساهمات : 488
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4383
السٌّمعَة : 0
_da3m_15
27/06/14, 09:42 am
موضوع رائع بوركت
- علي الرسام
- عدد المساهمات : 1065
تاريخ التسجيل : 01/10/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1992
المزاج : عادي
نقاط النشاط : 15547
السٌّمعَة : 0
العمر : 32
_da3m_3
27/06/14, 09:45 am
موضوع رائع بوركت
- ĸɪиɢ вσy
- عدد المساهمات : 591
تاريخ التسجيل : 18/04/2014
نقاط النشاط : 4467
السٌّمعَة : 0
_da3m_3
27/06/14, 09:46 am
موضوع رائع بوركت
- AmEr-Dz
- عدد المساهمات : 556
تاريخ التسجيل : 24/10/2013
نقاط النشاط : 4620
السٌّمعَة : 0
_da3m_2
27/06/14, 09:46 am
موضوع رائع بوركت
- ĸɪиɢ вσy
- عدد المساهمات : 591
تاريخ التسجيل : 18/04/2014
نقاط النشاط : 4467
السٌّمعَة : 0
_da3m_9
27/06/14, 10:03 am
موضوع رائع بوركت
- ĸɪиɢ вσy
- عدد المساهمات : 591
تاريخ التسجيل : 18/04/2014
نقاط النشاط : 4467
السٌّمعَة : 0
_da3m_11
27/06/14, 10:03 am
موضوع رائع بوركت
- احمد12
- عدد المساهمات : 544
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4445
السٌّمعَة : 0
_da3m_8
27/06/14, 10:04 am
موضوع رائع بوركت
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى