من المستطيل الأخضر إلى أناقة التنس .. رياح 2014 تعصف بالكبار

20/04/14, 05:00 pm


شهد عام 2014 في شهوره الأربعة الأولى الكثير من المؤشرات على حدوث تغيرات في موازين القوى بمختلف الرياضات، من معترك المستطيل الأخضر بالليجا أو ال"بريميير ليج" إلى أناقة التنس أو متعة سرعة حلبات سيارات الفئة الأولى (فورمولا1).. تغييرات جاءت ب"حلوها ومرها" لتضع البعض على بداية طريق المجد مجددا أو لتقرب آخرين من خطر السقوط في هوة الفشل. البداية بالحدث الأقرب: خسارة برشلونة من ريال مدريد في كلاسيكو نهائي كأس الملك والمستوى المتدني الذي ظهر به الفريق في الفترة الأخيرة، بعد أن كان في السنوات القليلة الماضية مصدر رعب لكل الفرق داخل وخارج إسبانيا، ولكن ها هو العملاق بدأ في التهاوي بعد أن فشل في تضميد "جراح" خروجه من دوري أبطال أوروبا وتقهقره للمركز الثالث في الليجا ليسدد له الملكي "طعنة" أخيرة بحرمانه من أخر فرصة "ممكنة" للخروج بلقب هذا الموسم. سقوط كل عملاق لا بد أن يتبعه صحوة عملاق آخر، هو الريال الذي توج بكأس الملك ولا يزال ينافس في دوري الأبطال حيث سيواجه بايرن ميونخ الألماني في نصف النهائي، كما أن فرص منافسته على لقب الليجا لم تنعدم ولا تزال أقرب من البرسا. ولكن الأمر لا يتعلق دائما بصحوة عملاق أخر، بل ربما بظهور "مارد" جديد على الساحة، في هذه الحالة هو أتلتيكو مدريد الإسباني الذي يقدم موسما ولا أروع، حيث يتصدر الليجا، التي لم يخسر فيها هذا الموسم أمام أي من قطبيها الأساسيين الريال والبرسا، فضلا عن تأهله لنصف نهائي ال"تشامبيونز" لمواجهة تشيلسي الإنجليزي، بعد اقصاء النادي الكتالوني من البطولة. أمر مشابه يحدث وتحديدا في الملاعب الإنجليزية حيث نجح المدير الفني الأيرلندي لليفربول الإنجليزي برندان رودجرز في التوصل إلى خلطة "سحرية" لاحياء جثمان ال"ريدز" الهامد من ثباته ليتصدروا ال"بريميير ليج" حتى الآن مع تبقي أربع مباريات له على نهاية البطولة، وبفارق نقطتين عن أقرب منافسيه تشيلسي الإنجليزي الذي يدربه الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو، وذلك في ظل وجود فرصة لتوسيع الفارق لخمس نقاط عقب خسارة ال"بلوز" اليوم من سندرلاند متذيل البطولة. وإذا ما نجح ال"ريدز" في مهمتهم وكان فأل 2014 سعيدا عليهم سيكون انجازا تاريخيا خاصة وأنهم أنهوا الموسم الماضي بالمركز السابع فيما كانت أخر مرة توجوا خلالها باللقب كانت في موسم 1989-1990. ولكن بكل تأكيد عام 2014 ليس سعيدا بالنسبة لمانشستر يونايتد الإنجليزي الذي تحول خلاله من حامل اللقب إلى فريق لا ينافس على أي بطولة هذا الموسم بخروجه من كل منافسات الكؤوس المحلية واحتلاله المركز السابع في ال"بريمير ليج" حتى الآن، وخروجه أيضا من ربع نهائي دوري الأبطال على يد بايرن ميونخ الألماني. وبعيدا عن نهاية الموسم الكروي الحالي وشغف الملاعب والطمي والعشب المتطاير نتيجة لتسديدات ال"وحش" الأوروجوائي لويس سواريز في ملاعب ال"بريميير" أو سقطات البرازيلي نيمار "المسرحية" في أراضي الليجا، فإن الأمور لا تزال في بدايتها على الأراضي الأسفلتية لمضامير منافسات سيارات الفئة الأولى (فورمولا1). كل المؤشرات توحي بأن نفس لعبة "الكراسي الموسيقية" بدأت وبنفس سرعة دوران اطارات سيارات ال(فورمولا1) وهو الأمر الذي ربما ينتج عنه تغيير أكثر عنفا في موازين القوى هذا الموسم، حيث إن الألماني سباستيان فيتل بطل العالم في أخر أربع نسخ من بطولة العالم لسيارات (فورمولا1) فشل حتى الآن في التتويج بأي منافسة من أصل ثلاثة سباقات أقيمت حتى الآن وهي أستراليا وماليزيا والبحرين، هذا بل أنه لم يدخل ضمن زمرة الثلاثة الأوائل، سوى في سباق الجائزة الكبرى الماليزي. هذا بل ويحتل السائق الألماني حتى الآن المرتبة السادسة برصيد 23 نقطة وبفارق 38 نقطة عن مواطنه نيكو روزبرج المتصدر، ولا يبدو في نفس الوقت قادرا على تكرار انجازات المواسم الأربعة الماضية، خاصة عقب تغيير قواعد اللعبة، إلا أن الموسم لا يزال طويلا وأي شيء قد يحدث حيث يتبقى 16 سباقا، أقربها الجائزة الكبرى الصيني غدا الأحد. وينطبق نفس الأمر على صعيد الصانعين، فمع أفول نجم "ميسي ال(فورمولا1)" أو سباستيان فيتل منذ بداية الموسم الجاري، أثر هذا بالتبعية على ترتيب فريقه (رد بول) بطل المواسم الثلاثة الماضية على صعيد الصانعين هذا الموسم، حيث يحتل حتى الآن المركز الرابع برصيد 35 نقطة وبفارق 76 نقطة كاملة عن (مرسيدس) صاحب الصدارة. وفي عالم "اللعبة البيضاء" التي اقترب موسمها من منتصفه لا يزال كل من الإسباني رافائيل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش يتبادلان دوري "القط والفأر" في صراعهما المتكرر كل موسم تقريبا على صدارة التصنيف، منذ أن خمد وهج السويسري روجيه فيدرير. هذه المرة نادال الذي نجح العام الماضي، وتحديدا في السابع من أكتوبر/تشرين أول بالظفر بصدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين على حساب ديوكوفيتش، بات يواجه شبح خسارة المركز الأول لصالح "نولى"، خاصة عقب خروجه أمس من الدور الرابع لبطولة مونت كارلو لأساتذة التنس على يد مواطنه ديفيد فيرير. ويدافع نادال في موسم الأراضي الترابية عن خمسة آلاف و100 نقطة مقارنة بديوكوفيتش الذي يدافع عن ألف و910 نقاط فقط، مع العلم بأن الأخير يتأخر عن ال"ثور الإسباني" بألفين و50 نقطة، وهو الأمر الذي قد يخدم اللاعب الصربي ويجعله يستعيد المركز الأول قبل بطولة رولان جاروس. وكان نادال قد فاز ببطولات برشلونة ومدريد وروما ورولان جاروس في 2013 فيما توج ديوكوفيتش في نفس العام بمونت كارلو ووصل لنصف نهائي رولان جاروس، لكنه خرج من مدريد في الجولة الثانية وخسر في روما من ربع النهائي، مما يجعله يدافع عن عدد أقل من النقاط. هذا أيضا بخلاف شبح الاصابات الذي لا يتوقف عن مطاردة نادال، حيث تسببت آلام الظهر في خسارته لنهائي بطولة أسترالية المفتوحة، وأيضا خروجه المفاجىء من الدور الثالث لبطولة إنديان ويلز، حتى ولو لم يوجه أصابع الاتهام لهذا الأمر صراحة. ومن ناحيته فإن ديوكوفيتش الذي لم يفز بأي بطولي في يناير/كانون ثان وفبراير/شباط نجح بعدها في التتويج بشكل متتالي ببطولتي إنديان ويلز وميامي للأساتذة، مع العلم بأن أخر مرة نجح "نولي" في تحقيق هذا الأمر وكانت في 2011 ، انتهى به الأمر بالتتويج ب10 ألقاب واحتلال صدارة التصنيف. ولكن القدر قد يكون رحيما بنادال حيث أن ديوكوفيتش خرج اليوم من بطولة مونت كارلو على يد فيدرير مصابا في معصمه، وأشار في تصريحات تلت المباراة إلى أنه سيتوقف عن المشاركة بالبطولات لفترة بغرض التعافي. .
[size=undefined]حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها -- جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق[/size]