هل نحن تلاميذ في مدرستك
+15
احمد7
احمد6
احمد5
احمد4
احمد3
احمد2
احمد1
mrghozzi
كرار7
Alsultan sluman
احمد16
روعة المعانى
AlFoROoN
G H O S T A H M E D
QUSAI N9NE
19 مشترك
- QUSAI N9NE
- عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 20/03/2014
نقاط النشاط : 3960
السٌّمعَة : 0
هل نحن تلاميذ في مدرستك
20/03/14, 12:52 am
هل نحن تلاميذ في مدرستك
اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَنَا اُمَّةً وَسَطاً لِنَكُونَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْنَا شَهِيدَا؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ سُوء؟ وَنَسْاَلُهُ الْاَمْنَ بَعْدَ الْخَوْف؟ وَنَسْاَلُهُ حِفْظاً لِدِينِنَا وَاَوْطَانِنَا وَاُمَّتِنَا وَاَعْرَاضِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ؟ فَمَنِ اتَّقَى فَقَدْ رَشَد؟ وَمَنْ عَصَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينَا؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ جَعَلَ الْمُؤْمِنَ وَلِيّاً لِلْمُؤْمِنِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ اُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله(فَلَا يَتَحَقَّقُ مَعْنَى الْوَلَاءِ الْايمَانِيِّ اِلَّا بِمَا ذَكَرَتْهُ هَذِهِ الْآيَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَكُونُ وَلَاءً شَيْطَانِيّاً تَابِعاً لِهَوَى شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْض؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ كَوَّنَ مُجْتَمَعاً كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ اِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْاَكْرَمِ وَالرَّسُولِ الْاَعْظَمِ مُحَمَّدٍ اِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَاِمَامِ الْمُرْسَلِين؟ وَعَلَى آلِهِ الْاَطْهَارِ مِنْ اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَعَصَبَاتِهِ الَّذِينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرَا؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْاَخْيَارِ الَّذِينَ مَازَالُوا عَلَى الْحَقِّ حَتَّى انْتَقَلُوا اِلَى جِوَارِ رَبِّهِمْ رَاضِينَ مَرْضِيِّين؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَسُنَّتِهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ حَتَّى تَكُونَ اَنْتَ يَا رَبَّنَا رَاضِياً عَنْهُمْ وَعَنَّا اِلَى يَوْمِ الدِّينِ خَالِدِينَ فِي جِنَانِ رِضْوَانِكَ اَبَدَا؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله ؟فَحِينَمَا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ رَاَى فِي حَيَاةِ الْبَرْزَخِ اَقْوَاماً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَار؟ فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ يَااَخِي يَاجِبْرِيل؟ فَقَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ الْفِتْنَة؟ فَمَا مَعْنَى خُطَبَاءِ الْفِتْنَةِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَقُولُونَ شَيْئاً وَيَفْعَلُونَ خِلَافَهُ؟ فَتَقَعُ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَيْفَ تَقَعُ هَذِهِ الْفِتْنَة؟ أيْ يَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنْ تَلْبِيَةِ مَايَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْخُطَبَاءُ وَالْوُعَّاظُ عَلَى الْمَنَابِر؟ لِاَنَّهُمْ يُرَسِّخُونَ فِي اَفْكَارِ النَّاسِ وَاَذْهَانِهِمْ؟ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ؟ وَاَنَّ الْفِعْلَ شَيْءٌ آخَر؟ وَبِذَلِكَ يَصِيرُ الْكَلَامُ غَيْرَ مُؤَثّر؟ وَقَدْ وَرَدَ اَنَّهُ فِي آخِرِ الزَّمَان؟ يَكْثُرُ الْكَلَامُ؟ وَتَقِلُّ الْفِعَال؟ وَاَمَّا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَابَعْدَه؟ فَقَدْ كَانَتِ الْاَقْوَالُ قَلِيلَة؟ وَالْاَفْعَالُ كَثِيرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ عَلَى كُلِّ اِنْسَانٍ يَدْعُو اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؟اَلَّا يَقُومَ بِهَذِهِ الدَّعْوَةِ عَلَى اَنَّهَا وَظِيفَةٌ اَوْ مِهْنَةٌ يَسْتَرْزِقُ بِهَا اَوْ مِنْهَا فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ اَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً بِمَا يَقُول؟ وَاَنْ يُطَبِّقَ مَا يَاْمُرُ بِهِ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي اِسْرَائِيل{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون(وَلِهَذَا اَخِي؟ مَنْ اَرَادَ اَنْ يُنَصِّبَ نَفْسَهُ لِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ لِاَنَّهُ يَقُومُ بِوَظِيفَةِ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِاَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فِي حِكَمِهِ الرَّائِعَةِ الْغَالِيَةِ يَقُول[مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ فَلْيُعَلّمْ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَاْدِيبِهِ بِلِسَانِه(نَعَمْ اَخِي؟ مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ أيْ لِيَكُونَ قُدْوَةً يَقْتَدِي بِهِ النَّاسُ؟ فَمَا الْوَاجِبُ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي اَنْ يُعَلّمَ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ غَيْرَه؟ بِمَعْنَى اَنْ يَقُومَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ هُمْ مَعَ الْاَسَفِ اَدْعِيَاءُ عِلْمٍ؟ وَلَيْسُوا عُلَمَاء؟ وَمَعَ الْاَسَفِ اَيْضاً؟ فَاِنَّهُمْ رُبَّمَا يَتَكَلَّمُونَ بِشَيْءٍ لَيْسَ مِنِ اخْتِصَاصِهِمْ؟ يَجْعَلُهُمْ بِالنَّتِيجَةِ يُضِلُّونَ اَنْفُسَهُمْ وَيُضِلّونَ غَيْرَهُمْ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ(نَعَمْ اَخِي فَعَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ اَنْ يَقُومَ اَوّلاً بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ عَلَى الْاَقَلِّ رُؤوسَ اَقْلَامِ الْاِسْلَامِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ؟ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ فَاِذَا سَاَلَهُ اَحَدٌ فِي مَسْاَلَةٍ لَايَعْرِفُهَا؟ فَلْيَقُلْ لَا اَدْرِي فَاِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيّ؟ وَمَنْ قَالَ لَااَدْرِي فَقَدْ اَفْتَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ تَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ سُبْحَانَه؟ فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ رِضَى اللهِ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْاِمَامُ عَلِيّ[وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ تَاْدِيبُهُ بِلِسَانِه(وَالْمَعْنَى لِتَكُنْ سِيرَتُهُ حَسَنَةً وَنَمُوذَجاً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ مِمَّا يَجْعَلُ النَّاسَ يَقْتَدُونَ بِسِيرَتِهِ وَبِسُلُوكِهِ قَبْلَ اَنْ يَسْتَجِيبُوا لِلِسَانِهِ وَيَقْتَدُوا بِهِ اَيْضاً فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى الله؟ وَلِهَذَا لَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تَاْخُذَ هَذِهِ الْمُلَاحَظَةَ التَّالِيَةَ بِعَيْنِ الِاعْتِبَار؟ فَمَثَلاً اَخِي حِينَمَا تَاْمُرُ وَلَدَكَ بِالصِّدْقِ وَتَقُولُ لَهُ يَابُنَيَّ اَوْ يَابُنَيَّتِي اَلصِّدْقُ فَضِيلَة وَالْكَذِبُ رَذِيلَة وَالصِّدْقُ يُحِبُّهُ الله وَالْكَذِبُ يَمْقُتُهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا بِاِرَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحِكْمَتِهِ تَخْتَبِرُكَ وَتَجْعَلُ جَرَسَ الْهَاتِفِ اَوِ التِّلِفُونِ يَرُنّ؟ فَاِذَا بِكَ تَقُولُ لِزَوْجَتِكِ اَمَامَ ابْنِكَ وَابْنَتِكَ؟ اِذَا سَاَلَ عَنِّي اِنْسَانٌ فَقُولِي لَهُ لَسْتُ مَوْجُوداً فَمَاذا سَيَحْدُثُ هُنَا يااخي؟ نعم اخي اَلطّفْلُ هُنَا طَبْعاً سَيَرْسُخُ وَيَنْطَبِعُ فِي ذِهْنِهِ شَيْءٌ خَطِيرٌ جِدّاً عَلَى تَرْبِيَتِهِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَهُوَ اَنَّ الْكَلَامَ يَخْتَلِفُ عَنِ الْفِعْلِ؟ فَمَا اَسْهَلَ اَنْ يَدْعُوَ اَحَدُنَا غَيْرَهُ اِلَى الْفَضِيلَةِ مِنَ الصِّدْقِ مَثَلاً دُونَ اَنْ يُطَبِّقَهَا وَدُونَ اَنْ يَتَمَثَّلَ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ عِنْدَ اللهِ هُوَ الْكَذِبُ الَّذِي لَمْ يَجِدِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَصْفاً يَصِفُهُ بِهِ وَيَجْعَلُهُ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ اِلَّا اَنْ وَصَفَهُ بِذَاتِهِ فِي كَلِمَةِ الْكَاذِبُون فِي الْآيَةِ الَّتِي تَقُول{اِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون (سُبْحَانَ الله؟ فَقَدْ وَصَفَ جَلَّ جَلَالُهُ الشَّيْءَ بِنَفْسِهِ فِي هَذِهِ الْآيَة وَهَذَا مِنْ اَبْلَغِ الْوَصْفِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة فَاِذَا قُلْنَا اَخِي مَثَلاً فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ اَلشَّمْسُ شَمْس؟ فَهُنَا وَصَفْتَ الشَّمْسَ بِاَنَّهَا شَمْسٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصِفَهَا بِشَيْءٍ آخَرَ اَبْلَغَ مِنْ هَذَا الْوَصْفِ الْمَادِحِ لَهَا؟ لِاَنَّهُ لَايُوجَدُ مِنَ الْمَوْصُوفِينَ مَايَتَّصِفُ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّمْسَ شَمْس؟ فَاِذَا وَصَفْنَا اللهَ تَعَالَى بِاَنَّهُ شَمْسٌ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نَعْبُدُ الشَّمْسَ وَلَانَعْبُدُ اللهَ الَّذِي خَلَقَهَا؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ آخَر؟ اَلرَّسُولُ رَسُول؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي هُنَا لَنْ تَجِدَ صِفَةً لِلْمَخْلُوقِينَ اَسْمَى وَاَسْنَى وَاَمْدَحَ وَاَعْلَى مِنْ هَذِهِ الصِّفَة وَهِيَ اَنَّهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا مَا يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى الْكَذِبِ ذَمّاً وَقَدْحاً لَا مَدْحاً* (اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ اسْتِثْنَائِيَّةٍ مِنَ الْحَرْبِ الْخَادِعَةِ الَّتِي فَعَلَهَا نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْاَشْجَعِيّ مَعَ كُفَّارِ الْيَهُودِ وَقُرَيْش وَاَقَرَّهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ فِي قَوْلِهِ خَذّلْ عَنَّا مَااسْتَطَعْت) *فِي قَوْلِنَا اَلْكَذِبُ كَذِب وَفِي قَوْلِ اللهِ اَيْضاً{وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِي يَكْذِبُ لَايُؤْمِنُ بِآيَاتِ الله؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْكَذِبَ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ تُخْرِجُ صَاحِبَهَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اِذَا اسْتَحَلَّهَا كَمَا كَانَ الْيَهُودُ يَسْتَحِلُّونَ الْكَذِبَ عَلَى اللهِ فِي قَوْلِهِمْ مَثَلاً{لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْاُمِّيِّينَ سَبِيل(وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَسْتَحِلَّهَا صَاحِبُهَا؟ فَاِنَّهَا اَيْضاً كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُنَافِقٍ بِعَمَلِهِ وَلَكِنَّهُ لَايَخْرُجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ اِلَّا اِذَا نَافَقَ بِعَقِيدَتِه؟ نَعَمْ اَخِي وَيَزْدَادُ قُبْحُ الْكَذِبِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ اِذَا اقْتَرَنَ بِالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ الْغَمُوس؟ لِاَنَّ صَاحِبَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَكُونُ قَدِ ارْتَكَبَ كَبِيرَتَيْنِ مِنَ الْكَبَائِر؟ وَتَكْفِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لِتَغْمِسَهُ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَلِذَلِكَ تُسَمَّى هَذِهِ الْيَمِينُ بِالْيَمِينِ الْغَمُوسِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ اِجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَات(فَذَكَرَ الشِّرْكَ بِالله؟ وَذَكَرَ مِنْهَا اَيْضاً الْيَمِينَ الْغَمُوس؟ وَهِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ حِينَمَا يُقْسِمُ صَاحِبُهَا وَهُوَ يَعْلَمُ بِاَنَّهُ كَاذِبٌ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْجَرِيمَةِ الْكُبْرَى فِي جَرِيمَتَيْنِ اجْتَمَعَتَا؟ فَمَا هِيَ عُقُوبَتُهُمَا يَارَسُولَ الله؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِع(وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ هِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الَّتِي تَدَعُ الدِّيَارَ أيْ تَتْرُكُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ أيْ هَلَاكاً وَدَمَاراً وَخَرَاباً عَلَى الدِّيَارِ وَاَصْحَابِهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَا هُوَ ذَنْبُ الدِّيَارِ وَهِيَ جَمَادٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّسْبِيحِ بِحَمْدِ اللهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَمَادَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا الله؟ اَنْ تَنْشَقَّ الْاَرْضُ لِتَبْتَلِعَ الظَّالِمِينَ غَضَباً لِلهِ وَغَيْرَةً عَلَى مَحَارِمِهِ اَنْ تُنْتَهَكَ؟ وَاَنْ تَنْهَدَّ الْجِبَالُ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ؟ وَاَنْ يُسْقِطَ اللهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ كِسَفاً؟ وَاَنْ تَنْهَارَ بُيُوتُهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا وَيَتَدَارَكُوا اَنْفُسَهُمْ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي لَنْ تَاْتِيَهُمْ اِلَّا بِتَوْبَتِهِمُ النَّصُوحِ كَمَا حَدَثَ مَعَ قَوْمِ يُونُسَ الْمَحْظُوظِينَ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي جَاءَتْهُمْ فِي آخِرِ لَحْظَة وَمَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهَلَاكِ اِلَّا قِيدَ اَنْمُلَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين{وَاِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا اَمْثَالَكُمْ{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا اِيمَانُهَا؟ اِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ اِلَى حِين(نَعَمْ اَخِي فَاِذَا دَمَّرَ اللهُ النَّاسَ فِي اَمْوَالِهِمْ وَفِي اَرْزَاقِهِمْ؟ فَلَا يَلُومُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَلُومُوا الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِين؟ وَلْيُفَكِّرُوا قَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ هَلْ هُمْ كَانُوا سَبَباً فِي هَذَا التَّدْمِير؟ هَلْ هُمْ جَلَبُوا ذَلِكَ الْهَلَاكَ وَالْخَرَابَ لِاَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ مَا يَرْتَكِبُونَهُ مِنْ مَعَاصِي وَآثَام وَاَيْمَانٍ كَاذِبَة وَرُبَّمَا يَقْتَطِعُونَ بِهَا حَقَّ غَيْرِهِمْ فَيَبُوؤُونَ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَالْكَذِبُ اَرْذَلُ الرَّذَائِل؟ وَالْمُؤْمِنُ لَايَكُونُ كَذّاباً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَتَّصِفَ بِالْكَذِب؟ وَلِذَلِكَ لَاسَمَحَ اللهُ اِذَا كُنْتَ اَخِي كَاذِباً اَوْ كَذّاباً؟ فَثِقْ بِاَنَّ اِيمَانَكَ ضَئِيلٌ جِدّاً جِدّاً جِدّاً؟ فَاِذَا لَمْ تَسْتَدْرِكْ مَافَاتَكَ مِنْ بَقِيَّةِ الْاِيمَانِ لِتَعُودَ اِلَى الصِّدْقِ؟ فَاِنَّ طَرِيقَا الدَّمَارِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَنْتَظِرَانِك؟ فَلْنَتَّقِ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين(وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْ يُعَلّقَ فِي مَحَلّهِ التِّجَارِي لَوْحَةً مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا؟ اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ الْكَاذِبَةُ الْغَمُوسُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ وَخَرَاباً وَخَاصَّةً فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي يَبِيعُونَ فِيهَا لُحُومَ الْاَغْنَامِ وَالْاَبْقَارِ وَالْمَاعِزِ وَالْجِمَالِ وَالدَّجَاجِ وَالسَّمَكِ؟ وَيَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ بِاسْمِ اللهِ صَادِقِينَ اَوْ كَاذِبِينَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ اللُّحُومَ قَدِ اشْتَرَوْهَا طَازَجَةً غَيْرَ مُسْتَوْرَدَة؟ فَهَؤُلَاءِ اِنْ كَانُوا كَاذِبِينَ فِيمَا يَقُولُون؟ فَاِنَّهُمْ يَبِيعُونَ اللهَ فِي اَسْوَاقِهِمْ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَة؟ وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ وَلَامُبَالَغَةَ اَخِي؟ فَاِنَّنَا قَدْ نَسْمَعُهُمْ بِآذَانِنَا يَشْتُمُونَ اللهَ وَلَانُحَرِّكُ سَاكِناً وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ وَكَاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ شَيْئاً يُثِيرُ غَيْرَتَنَا وَحَمِيَّتَنَا عَلَى دِينِنَا وَرَبِّنَا؟ فَاِذَا بِهِ سُبْحَانَهُ وَبِسَبَبِ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ يُدَمِّرُنَا تَدْمِيراً وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله؟ وَهَذَا بِالضَّبْطِ مَايُرِيدُهُ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَاد؟ اَنْ يُدَمِّرَ اللهُ عَلَيْنَا تَدْمِيرَا وَاَنْ تَكُونَ مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدَ لِتَبْقَى لَهُمُ الدُّنْيَا وَحْدَهُمْ وَلِتُجَّارِ الْحُرُوبِ سُوقاً سَوْدَاءَ يَتَمَتَّعُونَ بِحُطَامِهَا الْفَانِيَةِ وَلَايُشَارِكُهُمْ اَحَدٌ فِيهَا اَبَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْفُقَرَاء ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَسْمَعُ نَغْمَةَ التَّصَوُّفِ الْمُرْتَزِقِ الْمَقِيتِ الَّتِي تَدْعُو اِلَى الزُّهْدِ الْحَقِيرِ الَّذِي يَحْرِمُ الْاَخْيَارَ مِنْ كُلِّ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِتَبْقَى بَعْدَهَا خَالِصَةً لِلْاَشْرَارِ وَمُرْتَزَقَتِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفَة؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَنَبْدَاُ الْآنَ بِمَوْضُوعِ الْمُشَارَكَةِ مِنْ سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ وَهِيَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون؟ وَلَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات؟ وَاُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن اَنْتَ عُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِنْسَانِيٍّ عَالَمِيّ؟ وَعُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِيمَانِيّ؟ وَعُضْوٌ اَيْضاً فِي مُجْتَمَعٍ وَطَنِيّ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُؤَدِّيَ لِكُلِّ نَاحِيَةٍ حَقَّهَا؟ لِتَتَحَقَّقَ فِيكَ الْاِنْسَانِيَّةُ الْمُتَكَامِلَةُ بِكُلِّ مُثُلِهَا وَوَاقِعِهَا؟ فَلَسْتَ اَخِي مَسْؤُولاً عَنْ نَفْسِكَ فَحَسْب؟ وَاَنَا لَسْتُ مَسْؤُولَةً عَنْ نَفْسِي فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ هَذِهِ الْحُرِّيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ الْغَرْبِيَّةَ وَالشَّرْقِيَّةَ وَالَّتِي يَتَشَدَّقُ بِهَا خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة؟ تُرِيدُ اَنْ تَجْعَلَ مِنَ الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ مُجْتَمَعاً مُتَفَكِّكاً غَيْرَ مُتَرَابِطٍ؟ وَغَيْرَ مُتَآزِرٍ؟ وَغَيْرَ مُتَعَاضِدٍ وَمُتَآلِفٍ؟ وَغَيْرَ آمِرٍ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاهٍ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاغِمٍ بِانْسِجَامٍ مُسْتَقِيمٍ يُرْضِي الله؟ بَلْ بِانْسِجَامٍ شَاذّ اِيقَاعُهُ مُزْعِجٌ جِدّاً كُلٌّ يُغَنِّي فِيهِ عَلَى لَيْلَاهُ؟ بِاَنْغَامٍ شَاذّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ مُزْعِجَة؟ اِنَّهَا حُرِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ بَغِيضَةٌ مَقِيتَةٌ حَقِيرَةٌ؟ لَاتُرِيدُ الْمُجْتَمَعَاتِ الْحَضَارِيَّةَ الْاِنْسَانِيَّةَ الرَّائِعَة؟ وَالَّتِي كُلُّ عُضْوٍ مِنْ اَعْضَائِهَا يَشْعُرُ بِمَشَاعِرِ اَخِيه؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الشُّعُورِيُّ الْاِيمَانِيُّ الَّذِي يَسْعَى الْقُرُودُ الْخَنَازِيرُ الْيَهُودُ وَالصُّلْبَانُ الْمُجْرِمُونَ الْخَوَنَةُ وَعُمَلَاؤُهُمْ وَمُرْتَزَقَتُهُمْ اِلَى تَحْطِيمِهِ بِاسْمِ الْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي تُرِيدُ اسْتِعْبَادَ النَّاس؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ الْفَاضِلُ الْمُتَرَابِطُ الَّذِي اَنْشَاَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَحِينَمَا تَرَكَ النَّاسُ الْاِيمَانَ؟ وَانْزَوَوْا نَحْوَ الْمَادَّةِ وَنَحْوَ الْمَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ الضَّيِّقَة؟ حَدَثَ مَاحَدَثَ فِي هَذَا الْعَالَمِ مِنْ تَبَاغُضٍ وَتَدَابُرٍ وَتَشَاحُنٍ وَتَقَاتُلٍ بَيْنَ اُمَّةٍ وَاحِدَةٍ وَبَيْنَ شَعْبٍ وَاحِدٍ؟ حَتَّى اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي؟ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون{اِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى(وَالْبِرُّ وَالتَّقْوَى الْمَقْصُودُ هُنَا فِي هَذِهِ النَّجْوَى؟ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ(وَهُوَ مَايَفْعَلُونَهُ مِنْ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ{اِلَّا مَنْ اَمَرَ بِصَدَقَةٍ اَوْ مَعْرُوفٍ اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ؟ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا؟ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ(بِنَجْوَى مَعْصِيَتِهِ{ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ(وَهُوَ تَفْعِيلُ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَالْمُشَاحَنَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ وَهُوَعَدَمُ تَفْعِيلِ الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ اَيْضاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين{نُوَلّهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرَا(فَمَاذَا تَنْتَظِرُ هَذِهِ الْقَنَوَاتُ التَّحْرِيضِيَّةُ الَّتِي تَزِيدُ النَّارَ اشْتِعَالَا؟ مَاذَا تَنْتَظِرُ اِلَّا النَّارَ وَغَضَبَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار؟ وَيَالَيْتَهَا تُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْخَيْرِ وَتَوْحِيدِ اللهِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْحُسْنَى كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ مَشَايِخِ الْوَهَّابِيَّةِ الْاَفَاضِلِ وَمِنْهُمُ الْعُرِيفِي اَجَلَّهُ اللهُ وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِه {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّة(أيْ جَمَاعَة{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر(وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ اَنْ تَكُونَ النَّصِيحَةُ وَالْاِرْشَادُ مَحْصُوراً فِي فِئَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ النَّاس؟ بَلْ كُلُّ فَرْدٍ مِنَ النَّاسِ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ نَاصِحاً اَمِيناً لِلنَّاسِ بِرُؤُوسِ الْاَقْلَامِ الَّتِي تَعَلَّمَهَا؟ وَاَمَّا هَذِهِ الْاُمَّةُ اَوْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ فَهِيَ الْمُتَخَصِّصَةُ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَعْرِفُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَلَاتَكْتَفِي بِذَلِكَ؟ بَلْ تَعْرِفُ اَيْضاً مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ؟ حَتَّى تُعِينَ النَّاسَ الْآخَرِينَ الَّذِينَ لَايَعْرِفُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ اِلَّا رُؤُوسَ اَقْلَامٍ فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى اللهِ بِدَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ مُتَخَصِّصَةٍ لَاتَطُولُ مُدَّتُهَا؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْفَتْوَى الَّتِي لَايَجُوزُ اَنْ يَتَصَدَّى لَهَا عَامَّةُ النَّاسِ هَؤُلَاءِ مِنْ اَصْحَابِ رُؤُوسِ الْاَقْلَامِ؟ اِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ وَالتَّقْوَى وَالْوَرَعِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاء؟ لِاَنَّكَ اَخِي الدَّاعِيَةُ اِلَى الله قَدْ تَكُونُ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَكَ تَقْوَى وَلَا وَرَع؟ وَاِنَّمَا تَتَّبِعُ اَهْوَاءَ الْخَلْقِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ وَبِالْعَكْسِ فَقَدْ يَكُونُ عِنْدَكَ وَرَعٌ وَتَقْوَى؟ وَلَكِنَّكَ لَسْتَ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ فَلَا تُقْحِمْ نَفْسَكَ فِيمَا لَايَعْنِيكَ مِمَّا لَسْتَ اَهْلاً لَهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ابْنَةَ شُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَام عَرَفَتْ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ فَقَالَتْ{يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْاَمِين(نَعَمْ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْ مُوسَى لِيَكُونَ دَاعِيَةً اِلَى الله؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَاْجِرَهُ اَوّلاً فِي رَعْيِ الْغَنَمِ لِيَتَدَرَّبَ عَلَى رَعْيِ الرَّعِيَّةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ حِينَمَا يَدْعُوهُمْ اِلَى اللهِ بِمَا يُقَرِّبُهُمْ اِلَى اللهِ حَتَّى يَسِيرُوا مَعَهُ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ كَمَا يُدَرِّبُ الرَّاعِي قَطِيعَ الْغَنَمِ اَنْ يَسِيرَ اِلَى حَيْثُ اَرَادَ وَلَايَنْحَرِفَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال؟ نَعَمْ{ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيّ(وَالْقَوِيُّ هُوَ الَّذِي لَهُ اخْتِصَاصٌ قَوِيٌّ وَبَاعٌ قَوِيٌّ طَوِيلٌ بِمَا يَعْمَلُ فِي كَافَّةِ مَجَالَاتِ الْحَيَاة؟ وَلَابُدَّ مِنْ قُوَّتِهِ فِي اخْتِصَاصِهِ الشَّرْعِي مِنْ اَجْلِ الْفُتْيَا؟ وَحَبَّذَا لَوْ كَانَ قَوِيّاً فِي جَسَدِهِ وَصِحَّتِهِ وَمَالِهِ مِنْ اَجْلِ رَعْيِ الرَّعِيَّةِ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَشَرِ وَالْجِنّ؟ لِاَنَّ [الْمُؤْمِنَ الْقَوِيَّ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْر وَاَمَّا{اَلْاَمِين(فَهُوَ الَّذِي يُؤْتَمَنُ وَلَايَخُون؟ نعم اخي؟ وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى الْقَوِيِّ صَاحِبِ الِاخْتِصَاص وَعَلَى الْاَمِينِ التَّقِيِ الوَرِعِ الَّذِي لَايَخُون؟ كَلَّا بَلْ قَالَ الْعُلَمَاءُ اِنَّه يَجِبُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَنْ يُخَالِفُ فِي سُلُوكِهِ اَيْضاً وَلَايُطِيعُ اَمْرَ اللهِ فِي مَعْرُوفٍ وَلَا مُنْكَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَا لَاتَفْعَلُون(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ اَنَا اَتَّفِقُ مَعَكَ لِاَنَّ هَذَا كَلَامُ اللهِ وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَجَاهَلَه؟ لَكِنْ حِينَمَا تَرْتَكِبُ الْمُنْكَرَ وَلَاتَنْهَى غَيْرَكَ عَنْهُ؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْمُخْزِيَةِ اخي قَدْ اَتَيْتَ بِثَلَاثَةِ مُحَرَّمَاتٍ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ نَهَى اللهُ عَنْهَا جَمِيعاً؟ وَالْمُحَرَّمُ الْاَوَّلُ هُوَ اَنَّكَ ارْتَكَبْتَ هَذَا الْمُنْكَر؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّانِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ نَفْسَكَ لِتَنْتَهِيَ عَنْهُ؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّالِثُ وَهُوَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى عَلَيْكَ اَخِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ غَيْرَكَ مِنْ اَوْلَادِكَ وَاَرْحَامِكَ وَجِيرَانِكَ وَالنَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً لِيَنْتَهُوا عَنْهُ اَيْضاً؟ فَاِذَا كَانَ رَبُّ الْعَالَمِينَ يَقْبَلُ مِنْكَ النَّصِيحَةَ اَخِي؟ فَكَيْفَ اَنْتَ لَاتَقْبَلُ اَنْ تَنْصَحَهُ وَلَا اَنْ تَنْصَحَ خَلْقَه؟ هَلْ تَخْجَلُ مِنْهُ اَخِي وَمِنْ خَلْقِهِ بِسَبَبِ مَعَاصِيك؟ اِسْمَحْ لِي اَنْ اَقُولَ لَكَ اَنَّ خَجَلَكَ هَذَا هُوَ خَجَلٌ شَيْطَانِيٌّ غَيْرُ مُبَرَّرٍ؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا نَصَحْتَ خَلْقَهُ اَلَّا يَرْتَكِبُوا مَعْصِيَةً اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَاَبْشِرْ اَخِي بِخَيْرٍ عَظِيم؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ لَسْتَ مُصِرّاً عَلَيْهَا وَاَنَّكَ تَخْجَلُ مِنَ اللهِ وَمِنْ خَلْقِهِ حَقّاً؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لَهُ بِمَعْنَى تَرَكْتَ رَجَاءَكَ لَهُ اَنْ يَغْفِرَهَا لَكَ سُبْحَانَهُ وَاَنْ يَهْدِيَكَ اِلَى الْاِقْلَاعِ عَنْهَا وَعَنْ جَمِيعِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِر؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لِخَلْقِهِ اَيْضاً وَهِيَ اَنْ يُقْلِعُوا عَنْ مَعْصِيَةٍ اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَثِقْ بِاللهِ اَخِي؟ اَنَّكَ هُنَا لَاتَخْجَلُ مِنَ الله؟ وَلَاتَخْجَلُ مِنْ خَلْقِهِ؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَى هَذِهِ الْمَعْصِيَة؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا؟ اَلدَّلِيلُ هُوَ بِكُلِّ بَسَاطَة؟ اَنَّكَ مَا زِلْتَ نَاسِياً اَنَّ لَكَ رَبّاً غَفُوراً رَحِيماً لَاتَذْكُرُهُ وَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنْهَا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا(وَاَنَّكَ اَيْضاً اَنَانِي لَاتَتَمَنَّى الْخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَلَالِغَيْرِكَ لِاَنَّكَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَ خَلْقِهِ بِنَصِيحَتِهِمْ بِالِابْتِعَادِ وَاِقْلَاعِهِمْ عَنْهَا لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ مِمَّا حَصَلَ لَكَ مِنْ مُنَغّصَاتٍ بِسَبَبِهَا حَتَّى لَايَقَعُوا هُمْ اَيْضاً فِي شِرَاكِهَا؟ نَعَمْ اَخِي وَمِنْ عَجَائِبِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ وَعَلَى النَّاسِ جَمِيعاً اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ اَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِ اللهِ{لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون( فِي تَفْعِيلِ قَضِيَّةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر؟ فَاِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ اِنْسَانٌ مَا فِي هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ فَاِنَّكَ تُجِيبُهُ فَوْراً وَبِكُلِّ ثِقَة اِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِل لِاَنَّنِي فِعْلاً آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَوْ لَمْ اَفْعَلْهُ وَاَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَوْ فَعَلْتُهُ؟ وَاَمَّا اِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ مَثَلاً لِمَاذَا تَاْمُرُ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ وَلَاتُصَلّي لِمَاذَا تَنْهَى النَّاسَ عَنِ الْخَمْرِ وَتَشْرَبُهَا؟ فَاِنَّهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا حَقٌّ؟ لَكِنْ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمْنَعَ مُدْمِنَ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ مَثَلاً اَنْ يَرْوِيَ تَجَارِبَهُ الْمَرِيرَةَ اَمَامَ الْمُدْمِنِينَ اَمْثَالَهُ وَيَنْصَحَهُمْ اَوْ اَمَامَ مَنْ مَازَالُوا فِي بِدَايَةِ الطَّرِيقِ مِنْ اَجْلِ الصُّعُودِ اِلَى هَاوِيَةِ الشَّيْطَانِ لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ وَالْمَوْعِظَةَ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَرْعَوُا وَيَمْتَنِعُوا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين(وَهَؤُلَاءِ الْمُدْمِنِينَ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا ضَحَايَا مَسَاكِين وَاِمَّا اَنْ يَكُونُوا مُجْرِمِينَ بِحَقِّ اَنْفُسِهِمْ اَوْ بِحَقِّ زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ اَوْ بِحَقِّ الْمُجْتَمَع؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا كُنْتَ مُرْتَكِباً لِلْمُنْكَرِ؟ فَهَذَا لَايَمْنَعُكَ مِنْ اَنْ تَنْصَحَ وَخَاصَةً لِاَوْلَادِكَ اَخِي؟ فَكَيْفَ تَاْمُرُهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَلَاتَبَرُّهُمْ اَنْتَ اَخِي الْاَبُ اَيْضاً؟ نَعَمْ لَاتَبَرُّهُمْ لِاَنَّكَ لَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ؟ وَلَمْ تَاْمُرْهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنْ يَبَرُّوا خَالِقَهُمْ وَرُسُلَهُ وَاَنْبِيَاءَهُ وَعَلَى رَاْسِهِمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَاَزْوَاجُهُ وَذُرِّيَّتُهُ وَبَقِيَّةُ آلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابُه؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَّ الْبِرَّ وَالْاِحْسَانَ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ مِنْ اَجْلِكَ فَقَطْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ مِنْ اَجْلِهِمْ اَيْضاً؟ وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى(أيْ وَبِذِي الْقُرْبَى اِحْسَاناً اَيْضاً وَلَيْسَ لِلْوَالِدَيْنِ فَقَط؟بَلْ وَلِلْيَتَامَى اَيْضاً وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا سَيَاْتِي؟وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّ اَوْلَادَكَ هُمْ مِنْ ذِي الْقُرْبَى بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَقْرِبَاؤُكَ بَلْ اَقْرَبُ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْكَ الَّذِينَ اَمَرَكَ اللهُ بِبِرِّهِمْ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ كَمَا اَمَرَكَ بِبِرِّ وَالِدَيْكَ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا وَكَمَا اَمَرَ اَوْلَادَكَ بِبِرِّكَ اَيْضاً وَبِبِرِّ اُمِّهِمْ؟ وَقَدْ جَاءَتْ بَاءُ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ لِتَاْمُرَكَ اَنْ تَلْتَصِقَ بِاَوْلَادِكَ وَاَبَوَيْكَ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ اِحْسَاناً مُلَاصِقاً لَهُمْ قَرِيباً مِنْهُمْ وَلَيْسَ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ بَلْ لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تَنْتَظِرَ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَلْتَصِقُوا بِكَ بَلْ اَنْتَ بَادِرْ اِلَى الْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ وَالِالْتِصَاقِ بِهِمْ؟ وَهَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ عَلَى اَوْلَادِكَ اَيْضاً لِوُجُودِ بَاءِ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ وَالَّتِي تَاْمُرُ جَمِيعَ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ اَنْ يَتَبَادَلُوا الْاِحْسَانَ وَالْالْتِصَاقَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيُبَادِرَالْجَمِيعُ اِلَى ذَلِكَ فَوْراً دُونَ اَنْ يَنْتَظِرَ مُبَادَرَةَ الطَّرَفِ الْآخَر؟ نَعَمْ اَخِي وَالْاِحْسَانُ الْمُلَاصِقُ الَّذِي تَاْمُرُ بِهِ هَذِهِ الْآيَةُ لَايَكُونُ بِاَنْ تَبْعَثَ اِلَى اَبَوَيْكَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مَبْلَغاً مِنَ الْمَالِ وَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ بَلْ يَكُونُ بِاَنْ تَاْتِيَ اِلَيْهِمَا وَتُقَبِّلَ اَيْدِيَهُمَا وَاَقْدَامَهُمَا قَبْلَ اَنْ تُعْطِيَهُمَا الْمَال ؟ ثُمَّ اَنْتَ اَخِي الْاَبْ؟ كيف تُرِيدُ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَبَرُّوكَ وَاَنْتَ لَاتَاْمُرُهُمْ وَلَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ وَبِرِّخَالِقِهِمْ وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا ذَكَرْتُ لَكَ؟ كَيْفَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ(اَلَيْسَ اَوْلَادُكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النّاسِ يَااَخِي يَامَنْ اَنْتَ اَبُوهُمْ[وَرَحِمَ اللهُ وَالِدَاً اَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ(كَمَاَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَقَدْ نَسِيتَ نَفْسَكَ اَخِي الْاَب كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ وَلَمْ تَبَرَّهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام بِتَرْبِيَتِهِمْ عَلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَة؟ اَنْتَ وَاهِمٌ وَاَنْتَ مُخْطِىءٌ اَخِي الْاَب؟ بَلْ اَنْتَ اَكْبَرُ الْكَاذِبِينَ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون اِذَا ظَنَنْتَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام اَنَّ الْبِرَّ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ فَقَطْ مِنْ اَجْلِكَ وَمِنْ اَجْلِ اُمِّهِمْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ وَلَا مِنْ اُمِّهِمْ مِنْ اَجْلِهِمْ؟ بَلْ لَقَدْ عَقَقْتَ اَوْلَادَكَ قَبْلَ اَنْ يَعُقُّوكَ اَنْتَ وَاُمُّهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي الْاَبْ؟ نَعَمْ اُخْتِي الْاُمّ؟ اَنْتُمَا وَاهِمَانِ وَمُخْطِئَانِ وَاَنَانِيَّانِ اَيْضاً؟ اِذَا ظَنَنْتُمَا اَنَّ بِرَّ اَوْلَادِكُمَا يَجِبُ اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَيْكُمَا فَقَطْ؟ بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَبَرُّوا وَتَبَرُّوا وَتَبَرُّوا؟ وَعَلَى اَوْلَادِكُمْ اَيْضاً اَنْ يَبَرُّوا وَيَبَرُّوا وَيَبَرُّوا مِمَّا لَاتَتَّسِعُ الْمُشَارَكَةُ لِذِكْرِهِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْعَامِّ الشَّامِلِ الْوَاسِعِ جِدّاً؟ وَاِلَّا فَلَا تَسْتَغْرِبُوا اَبَداً اَنْ يَكُونَ اَوْلَادُكُمْ مَغْضُوبِينَ عَاقّينَ لَكُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ لِاَنَّكُمْ عَقَقْتُمْ اَوْلَادَكُمْ وَرَبَّكُمْ وَرَسُولَهُ وَاَزْوَاجَهُ وَذُرِّيَّتَهُ وَآلَ بَيْتِهِ وَاَصْحَابَهُ قَبْلَ اَنْ يَعُقَّكُمْ اَوْلَادُكُمْ؟ وَاَكْتَفِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْوَاسِعِ جِدَّاً{لَيْسَ الْبِرَّ اَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ؟ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ وَالْمَلَائِكَةِ؟ وَالْكِتَابِ؟ وَالنَّبِيِّينَ؟ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ؟ ذَوِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينَ؟ وَابْنَ السَّبِيلِ؟ وَالسَّائِلِينَ؟ وَفِي الرِّقَابِ؟ وَاَقَامَ الصَّلَاةَ؟ وَآتَى الزَّكَاةَ(وَلَكِنَّ الْبِرَّ اَيْضاً هُوَ{الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ اِذَا عَاهَدُوا(وَكَلِمَةُ الْمُوفُون خَبَر لَكِنَّ مَرْفُوع وَعَلَامَة رَفْعِهِ الْوَاو لِاَنَّهُ جَمْع مُذَكَّر سَالِم وَالنُّون عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِين فِي الِاسْمِ الْمُفْرَد؟ وَكَلِمَة هُوَ ضَمِير فَصْل لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَاب؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَه وَاَمْدَحُ وَاَخُصُّ{الصَّابِرِينَ؟ فِي الْبَاْسَاءِ؟ وَالضَّرَّاءِ؟ وَحِينَ الْبَاْسِ؟ اُولَئِكَ الَّذِين صَدَقُوا؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون(وَكَلِمَة الصَّابِرِين مَفْعُول بِهِ لِلْفِعْل اَمْدَحُ اَوْ لِلْفِعْل اَخُصُّ الْمَحْذُوفَيْن؟ اَوْ نَقُول مَنْصُوب عَلَى الْمَدْح اَوْ عَلَى الِاخْتِصَاص وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْيَاء لِاَنَّه جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟ وَبِمَاذَا تَمْدَحُهُمْ يَارَبّ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{اِنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ اَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب( ثُمَّ يَاْمُرُنَا اللهُ بِالْبِرِّ وَالْاِحْسَانِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ قَائِلاً سُبْحَانَه{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً[وَالْاِحْسَانُ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّكَ تَرَاهُ فَاِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاك{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً؟ وَبِذِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَالْجَارِ الْجُنُبِ؟ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورَا اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَاآتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه} نَعَمْ اَخِي كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ اَنَّ الْاَطْفَالَ قَدْ يَنْطَبِعُ فِي اَذْهَانِهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ وَالسُّلُوكَ شَيْءٌ آخَرُ لِاَنَّهُمْ اَطْفَالٌ لَمْ يَنْضُجُوا وَلَمْ تَكْتَمِلْ عُقُولُهُمْ بَعْدُ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ حِينَمَا يَكْبُرُونَ فَرُبَّمَا يَقُولُونَ مَالَايَفْعَلُون؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي الْكَبِير فَلَسْتَ طِفْلاً مُدَلّلاً بَلْ اَنْتَ رَاشِدٌ نَاضِجٌ وَعَقْلُكَ مُكْتَمِلٌ وَتَسْتَوْعِبُ الْاُمُورَ الَّتِي لَايَسْتَوْعِبُهَا الْاَطْفَالُ عَادَةً فَلَا عُذْرَ لَكَ وَلَاحُجَّةَ لَكَ عِنْدَ اللهِ اَبَداً وَخَاصَّةً حِينَمَا تَذْهَبُ اِلَى الطَّبِيبِ مَثَلاً وَيَقُولُ لَكَ لَاتُدَخِّنْ وَهُوَ يُدَخِّن؟ فَهَلْ اَنْتَ هُنَا اَخِي تَسْتَمِعُ اِلَى سُلُوكِهِ اَمْ اِلَى قَوْلِهِ؟ بِمَعْنَى اَوْضَح هَلْ تُرِيدُ النَّاطُورَ اَمْ تُرِيدُ الْعِنَبَ اَوِ الْعَسَلَ الشَّافِي؟ طَبْعاً اَخِي اَنْتَ مَاْمُورٌ بَلْ اَنْتَ مُلْزَمٌ هُنَا اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى قَوْلِهِ؟ وَلَيْسَ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَبَداً اَنْ تَقُولَ فِي نَفْسِكَ لَنْ اَتْرُكَ التَّدْخِينَ حَتَّى يَتْرُكَهُ هُوَ اَوّلاً؟وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً يَااَخِي اَرْجُو اَنْ تَسْتَوْعِبَهُ وَتَتَفَهَّمَه؟ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً يُرِيدُ اَنْ يَرْمِيَ نَفْسَهُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَيُحْرِقَهَا؟ ثُمَّ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَا اُرِيدُ اَنْ اَرْمِيَ بِنَفْسِي فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ وَاَمُوت اَمَّا اَنْتَ فَلَاتَرْمِ نَفْسَكَ بِهَا؟ فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَهُ لَا طَالَمَا اَنْتَ سَتَرْمِي نَفْسَكَ فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ فَاَنَا سَاَرْمِي بِنَفْسِي اَيْضاً وَاَحْتَرِقُ مَعَكَ وَاَمُوتُ مَوْتاً سَرِيعاً؟ هَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَنْ تَقُولَ لِلطَّبِيبِ لَا طَالَمَا اَنْتَ تُدَخِّنُ فَسَاَبْقَى اُدَخِّنُ مَعَكَ وَلَوْ مُتُّ مَعَكَ مَوْتاً بَطِيئاً؟ لَا يَااَخِي فَهَذَا لَيْسَ دَيْدَنَ الْعُقَلَاء؟ لِاَنَّ الْعُقَلَاءَ يَاْخُذُونَ النَّصِيحَةَ الرَّاشِدَةَ مِنْ كُلِّ اِنْسَانٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ سُلُوكُهُ يُخَالِفُ قَوْلَهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ طِفْلاً صَغِيراً؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ عَلَّقَ اللهُ تَعَالَى فَلَاحَ الْمُجْتَمَعِ عَلَى ثَلَاثَةِ اُمُور؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ؟ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَعَالَ مَعِي اَخِي اِلَى سُنَّةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكَاَنَّهُ الْآنَ يَعِيشُ مَعَنَا حِينَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ الْمُتَنَافِرَة؟ اِنَّهَا الْمُجْتَمَعَاتُ الضَّبَابِيَّةُ الَّتِي اخْتَلَطَتْ عَلَيْهَا الرُّؤَى؟ فَصَارَتْ رُؤَى ضَبَابِيَّة؟ وَلَيْسَتْ شَفّافَة؟ بَلْ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَنْظُرَ مِنْ خِلَالِهَا اِلَى الْحَقِّ وَلَا اِلَى الْحَقِيقَة؟ فَعَنْ اَبِي اُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم[كَيْفَ اَنْتُمْ اِذَا طَغَى نِسَاؤُكُمْ وَفَسَقَ اَبْنَاؤُكُمْ وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ(نَعَمْ اَخِي [كَيْفَ اَنْتُمْ(بِمَعْنَى عَلَى أيِّ حَالَةٍ سَتَكُونُونَ فِيهَا اِذَا[طَغَى نِسَاؤُكُمْ(أيْ صَارَتِ الْكَلِمَةُ لِلْمَرْاَةِ فِي الْبَيْتِ وَلَوْ كَانَتْ عَلَى خَطَاْ؟ حَتَّى اَصْبَحَ زَوْجُهَا جَحْشاً لَهَا وَحِمَاراً تَسُوقُهُ كَيْفَ تَشَاء؟ نَعَمْ اخي وَهَكَذَا كَانَ اَبُوهَا اَيْضاً قَبْلَ اَنْ يُزَوِّجَهَا يَسْمَحُ لَهَا اَنْ تَمْشِيَ فِي الشَّارِعِ بِلِبَاسِ الرِّجَالِ وَلَوْ كَانَتْ مُتَحَجِّبَة؟ اِنَّهُ حِجَابُ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمُنَافِقَاتِ اللَّوَاتِي قَالَ فِيهِنَّ رَسُولُ الله[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَال[لَعَنَ اللهُ الْمَرْاَةَ تَلْبَسُ لِبَاسَ الرَّجُل[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاء(وَهَذَا هُوَ جَحْشُ الْمَرْاَةِ وَحِمَارُهَا[لَعَنَ اللهُ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبَاسَ الْمَرْاَة(وَكَيْفَ لَاتَطْغَى نِسَاؤُنَا وَقَدْ رَبَّاهُنَّ آبَاؤُهُنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِنَّ عَلَى اَنْ يَكُنَّ مُتَرَجِّلَات؟ وَكَيْفَ لَايُصْبِحُ الرَّجُلُ جَحْشاً وَحِمَاراً لِلْمَرْاَةِ وَقَدْ رَبَّاهُ آبَاؤُهُ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ عَلَى التَّخَنُّثِ وَالْمُيُوعَةِ وَعَلَى اَنْ يُصْبِحُوا طَنْطَاتِ الْمُسْتَقْبَل؟ اِتْفُووووعَلَى شَرَف هَكَذَا آبَاء وَاَمَّهَات وَاَبْنَائِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَنَحْنُ هُنَا لَانُنْقِصُ مِنْ ق
اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَنَا اُمَّةً وَسَطاً لِنَكُونَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْنَا شَهِيدَا؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ سُوء؟ وَنَسْاَلُهُ الْاَمْنَ بَعْدَ الْخَوْف؟ وَنَسْاَلُهُ حِفْظاً لِدِينِنَا وَاَوْطَانِنَا وَاُمَّتِنَا وَاَعْرَاضِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِهِ؟ فَمَنِ اتَّقَى فَقَدْ رَشَد؟ وَمَنْ عَصَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينَا؟ وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ جَعَلَ الْمُؤْمِنَ وَلِيّاً لِلْمُؤْمِنِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ اُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله(فَلَا يَتَحَقَّقُ مَعْنَى الْوَلَاءِ الْايمَانِيِّ اِلَّا بِمَا ذَكَرَتْهُ هَذِهِ الْآيَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَكُونُ وَلَاءً شَيْطَانِيّاً تَابِعاً لِهَوَى شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْض؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ كَوَّنَ مُجْتَمَعاً كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ اِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْاَكْرَمِ وَالرَّسُولِ الْاَعْظَمِ مُحَمَّدٍ اِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَاِمَامِ الْمُرْسَلِين؟ وَعَلَى آلِهِ الْاَطْهَارِ مِنْ اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَعَصَبَاتِهِ الَّذِينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرَا؟ وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْاَخْيَارِ الَّذِينَ مَازَالُوا عَلَى الْحَقِّ حَتَّى انْتَقَلُوا اِلَى جِوَارِ رَبِّهِمْ رَاضِينَ مَرْضِيِّين؟ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَسُنَّتِهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ حَتَّى تَكُونَ اَنْتَ يَا رَبَّنَا رَاضِياً عَنْهُمْ وَعَنَّا اِلَى يَوْمِ الدِّينِ خَالِدِينَ فِي جِنَانِ رِضْوَانِكَ اَبَدَا؟ اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله ؟فَحِينَمَا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ رَاَى فِي حَيَاةِ الْبَرْزَخِ اَقْوَاماً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَار؟ فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ يَااَخِي يَاجِبْرِيل؟ فَقَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ الْفِتْنَة؟ فَمَا مَعْنَى خُطَبَاءِ الْفِتْنَةِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَقُولُونَ شَيْئاً وَيَفْعَلُونَ خِلَافَهُ؟ فَتَقَعُ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَيْفَ تَقَعُ هَذِهِ الْفِتْنَة؟ أيْ يَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنْ تَلْبِيَةِ مَايَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْخُطَبَاءُ وَالْوُعَّاظُ عَلَى الْمَنَابِر؟ لِاَنَّهُمْ يُرَسِّخُونَ فِي اَفْكَارِ النَّاسِ وَاَذْهَانِهِمْ؟ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ؟ وَاَنَّ الْفِعْلَ شَيْءٌ آخَر؟ وَبِذَلِكَ يَصِيرُ الْكَلَامُ غَيْرَ مُؤَثّر؟ وَقَدْ وَرَدَ اَنَّهُ فِي آخِرِ الزَّمَان؟ يَكْثُرُ الْكَلَامُ؟ وَتَقِلُّ الْفِعَال؟ وَاَمَّا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَابَعْدَه؟ فَقَدْ كَانَتِ الْاَقْوَالُ قَلِيلَة؟ وَالْاَفْعَالُ كَثِيرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ عَلَى كُلِّ اِنْسَانٍ يَدْعُو اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؟اَلَّا يَقُومَ بِهَذِهِ الدَّعْوَةِ عَلَى اَنَّهَا وَظِيفَةٌ اَوْ مِهْنَةٌ يَسْتَرْزِقُ بِهَا اَوْ مِنْهَا فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ اَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً بِمَا يَقُول؟ وَاَنْ يُطَبِّقَ مَا يَاْمُرُ بِهِ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَنْ بَنِي اِسْرَائِيل{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون(وَلِهَذَا اَخِي؟ مَنْ اَرَادَ اَنْ يُنَصِّبَ نَفْسَهُ لِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ لِاَنَّهُ يَقُومُ بِوَظِيفَةِ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِاَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاء؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فِي حِكَمِهِ الرَّائِعَةِ الْغَالِيَةِ يَقُول[مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ فَلْيُعَلّمْ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَاْدِيبِهِ بِلِسَانِه(نَعَمْ اَخِي؟ مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ اِمَاماً؟ أيْ لِيَكُونَ قُدْوَةً يَقْتَدِي بِهِ النَّاسُ؟ فَمَا الْوَاجِبُ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي اَنْ يُعَلّمَ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ غَيْرَه؟ بِمَعْنَى اَنْ يَقُومَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ هُمْ مَعَ الْاَسَفِ اَدْعِيَاءُ عِلْمٍ؟ وَلَيْسُوا عُلَمَاء؟ وَمَعَ الْاَسَفِ اَيْضاً؟ فَاِنَّهُمْ رُبَّمَا يَتَكَلَّمُونَ بِشَيْءٍ لَيْسَ مِنِ اخْتِصَاصِهِمْ؟ يَجْعَلُهُمْ بِالنَّتِيجَةِ يُضِلُّونَ اَنْفُسَهُمْ وَيُضِلّونَ غَيْرَهُمْ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ(نَعَمْ اَخِي فَعَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ اَنْ يَقُومَ اَوّلاً بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ عَلَى الْاَقَلِّ رُؤوسَ اَقْلَامِ الْاِسْلَامِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ؟ قَبْلَ اَنْ يُعَلّمَ النَّاس؟ فَاِذَا سَاَلَهُ اَحَدٌ فِي مَسْاَلَةٍ لَايَعْرِفُهَا؟ فَلْيَقُلْ لَا اَدْرِي فَاِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ الشَّرْعِيّ؟ وَمَنْ قَالَ لَااَدْرِي فَقَدْ اَفْتَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ تَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ سُبْحَانَه؟ فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ رِضَى اللهِ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْاِمَامُ عَلِيّ[وَلْيَكُنْ تَاْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ تَاْدِيبُهُ بِلِسَانِه(وَالْمَعْنَى لِتَكُنْ سِيرَتُهُ حَسَنَةً وَنَمُوذَجاً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ مِمَّا يَجْعَلُ النَّاسَ يَقْتَدُونَ بِسِيرَتِهِ وَبِسُلُوكِهِ قَبْلَ اَنْ يَسْتَجِيبُوا لِلِسَانِهِ وَيَقْتَدُوا بِهِ اَيْضاً فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى الله؟ وَلِهَذَا لَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تَاْخُذَ هَذِهِ الْمُلَاحَظَةَ التَّالِيَةَ بِعَيْنِ الِاعْتِبَار؟ فَمَثَلاً اَخِي حِينَمَا تَاْمُرُ وَلَدَكَ بِالصِّدْقِ وَتَقُولُ لَهُ يَابُنَيَّ اَوْ يَابُنَيَّتِي اَلصِّدْقُ فَضِيلَة وَالْكَذِبُ رَذِيلَة وَالصِّدْقُ يُحِبُّهُ الله وَالْكَذِبُ يَمْقُتُهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا بِاِرَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحِكْمَتِهِ تَخْتَبِرُكَ وَتَجْعَلُ جَرَسَ الْهَاتِفِ اَوِ التِّلِفُونِ يَرُنّ؟ فَاِذَا بِكَ تَقُولُ لِزَوْجَتِكِ اَمَامَ ابْنِكَ وَابْنَتِكَ؟ اِذَا سَاَلَ عَنِّي اِنْسَانٌ فَقُولِي لَهُ لَسْتُ مَوْجُوداً فَمَاذا سَيَحْدُثُ هُنَا يااخي؟ نعم اخي اَلطّفْلُ هُنَا طَبْعاً سَيَرْسُخُ وَيَنْطَبِعُ فِي ذِهْنِهِ شَيْءٌ خَطِيرٌ جِدّاً عَلَى تَرْبِيَتِهِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَهُوَ اَنَّ الْكَلَامَ يَخْتَلِفُ عَنِ الْفِعْلِ؟ فَمَا اَسْهَلَ اَنْ يَدْعُوَ اَحَدُنَا غَيْرَهُ اِلَى الْفَضِيلَةِ مِنَ الصِّدْقِ مَثَلاً دُونَ اَنْ يُطَبِّقَهَا وَدُونَ اَنْ يَتَمَثَّلَ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ عِنْدَ اللهِ هُوَ الْكَذِبُ الَّذِي لَمْ يَجِدِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَصْفاً يَصِفُهُ بِهِ وَيَجْعَلُهُ مِنْ اَقْبَحِ الصِّفَاتِ اِلَّا اَنْ وَصَفَهُ بِذَاتِهِ فِي كَلِمَةِ الْكَاذِبُون فِي الْآيَةِ الَّتِي تَقُول{اِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون (سُبْحَانَ الله؟ فَقَدْ وَصَفَ جَلَّ جَلَالُهُ الشَّيْءَ بِنَفْسِهِ فِي هَذِهِ الْآيَة وَهَذَا مِنْ اَبْلَغِ الْوَصْفِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة فَاِذَا قُلْنَا اَخِي مَثَلاً فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ اَلشَّمْسُ شَمْس؟ فَهُنَا وَصَفْتَ الشَّمْسَ بِاَنَّهَا شَمْسٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصِفَهَا بِشَيْءٍ آخَرَ اَبْلَغَ مِنْ هَذَا الْوَصْفِ الْمَادِحِ لَهَا؟ لِاَنَّهُ لَايُوجَدُ مِنَ الْمَوْصُوفِينَ مَايَتَّصِفُ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّمْسَ شَمْس؟ فَاِذَا وَصَفْنَا اللهَ تَعَالَى بِاَنَّهُ شَمْسٌ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نَعْبُدُ الشَّمْسَ وَلَانَعْبُدُ اللهَ الَّذِي خَلَقَهَا؟ نَعَمْ اَخِي مِثَالٌ آخَر؟ اَلرَّسُولُ رَسُول؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي هُنَا لَنْ تَجِدَ صِفَةً لِلْمَخْلُوقِينَ اَسْمَى وَاَسْنَى وَاَمْدَحَ وَاَعْلَى مِنْ هَذِهِ الصِّفَة وَهِيَ اَنَّهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا مَا يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى الْكَذِبِ ذَمّاً وَقَدْحاً لَا مَدْحاً* (اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ اسْتِثْنَائِيَّةٍ مِنَ الْحَرْبِ الْخَادِعَةِ الَّتِي فَعَلَهَا نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْاَشْجَعِيّ مَعَ كُفَّارِ الْيَهُودِ وَقُرَيْش وَاَقَرَّهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ فِي قَوْلِهِ خَذّلْ عَنَّا مَااسْتَطَعْت) *فِي قَوْلِنَا اَلْكَذِبُ كَذِب وَفِي قَوْلِ اللهِ اَيْضاً{وَاُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِي يَكْذِبُ لَايُؤْمِنُ بِآيَاتِ الله؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْكَذِبَ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ تُخْرِجُ صَاحِبَهَا عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اِذَا اسْتَحَلَّهَا كَمَا كَانَ الْيَهُودُ يَسْتَحِلُّونَ الْكَذِبَ عَلَى اللهِ فِي قَوْلِهِمْ مَثَلاً{لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْاُمِّيِّينَ سَبِيل(وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَسْتَحِلَّهَا صَاحِبُهَا؟ فَاِنَّهَا اَيْضاً كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُنَافِقٍ بِعَمَلِهِ وَلَكِنَّهُ لَايَخْرُجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ اِلَّا اِذَا نَافَقَ بِعَقِيدَتِه؟ نَعَمْ اَخِي وَيَزْدَادُ قُبْحُ الْكَذِبِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ اِذَا اقْتَرَنَ بِالْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ الْغَمُوس؟ لِاَنَّ صَاحِبَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يَكُونُ قَدِ ارْتَكَبَ كَبِيرَتَيْنِ مِنَ الْكَبَائِر؟ وَتَكْفِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لِتَغْمِسَهُ فِي نَارِ جَهَنَّم؟ وَلِذَلِكَ تُسَمَّى هَذِهِ الْيَمِينُ بِالْيَمِينِ الْغَمُوسِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ اِجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَات(فَذَكَرَ الشِّرْكَ بِالله؟ وَذَكَرَ مِنْهَا اَيْضاً الْيَمِينَ الْغَمُوس؟ وَهِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ حِينَمَا يُقْسِمُ صَاحِبُهَا وَهُوَ يَعْلَمُ بِاَنَّهُ كَاذِبٌ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْجَرِيمَةِ الْكُبْرَى فِي جَرِيمَتَيْنِ اجْتَمَعَتَا؟ فَمَا هِيَ عُقُوبَتُهُمَا يَارَسُولَ الله؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِع(وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ هِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الَّتِي تَدَعُ الدِّيَارَ أيْ تَتْرُكُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ أيْ هَلَاكاً وَدَمَاراً وَخَرَاباً عَلَى الدِّيَارِ وَاَصْحَابِهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَا هُوَ ذَنْبُ الدِّيَارِ وَهِيَ جَمَادٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّسْبِيحِ بِحَمْدِ اللهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْجَمَادَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا الله؟ اَنْ تَنْشَقَّ الْاَرْضُ لِتَبْتَلِعَ الظَّالِمِينَ غَضَباً لِلهِ وَغَيْرَةً عَلَى مَحَارِمِهِ اَنْ تُنْتَهَكَ؟ وَاَنْ تَنْهَدَّ الْجِبَالُ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ؟ وَاَنْ يُسْقِطَ اللهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ كِسَفاً؟ وَاَنْ تَنْهَارَ بُيُوتُهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا وَيَتَدَارَكُوا اَنْفُسَهُمْ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي لَنْ تَاْتِيَهُمْ اِلَّا بِتَوْبَتِهِمُ النَّصُوحِ كَمَا حَدَثَ مَعَ قَوْمِ يُونُسَ الْمَحْظُوظِينَ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي جَاءَتْهُمْ فِي آخِرِ لَحْظَة وَمَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهَلَاكِ اِلَّا قِيدَ اَنْمُلَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين{وَاِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا اَمْثَالَكُمْ{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا اِيمَانُهَا؟ اِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ اِلَى حِين(نَعَمْ اَخِي فَاِذَا دَمَّرَ اللهُ النَّاسَ فِي اَمْوَالِهِمْ وَفِي اَرْزَاقِهِمْ؟ فَلَا يَلُومُونَ اِلَّا اَنْفُسَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَلُومُوا الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِين؟ وَلْيُفَكِّرُوا قَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ هَلْ هُمْ كَانُوا سَبَباً فِي هَذَا التَّدْمِير؟ هَلْ هُمْ جَلَبُوا ذَلِكَ الْهَلَاكَ وَالْخَرَابَ لِاَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ مَا يَرْتَكِبُونَهُ مِنْ مَعَاصِي وَآثَام وَاَيْمَانٍ كَاذِبَة وَرُبَّمَا يَقْتَطِعُونَ بِهَا حَقَّ غَيْرِهِمْ فَيَبُوؤُونَ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ الله؟ نَعَمْ اَخِي فَالْكَذِبُ اَرْذَلُ الرَّذَائِل؟ وَالْمُؤْمِنُ لَايَكُونُ كَذّاباً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَتَّصِفَ بِالْكَذِب؟ وَلِذَلِكَ لَاسَمَحَ اللهُ اِذَا كُنْتَ اَخِي كَاذِباً اَوْ كَذّاباً؟ فَثِقْ بِاَنَّ اِيمَانَكَ ضَئِيلٌ جِدّاً جِدّاً جِدّاً؟ فَاِذَا لَمْ تَسْتَدْرِكْ مَافَاتَكَ مِنْ بَقِيَّةِ الْاِيمَانِ لِتَعُودَ اِلَى الصِّدْقِ؟ فَاِنَّ طَرِيقَا الدَّمَارِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَنْتَظِرَانِك؟ فَلْنَتَّقِ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين(وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْ يُعَلّقَ فِي مَحَلّهِ التِّجَارِي لَوْحَةً مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا؟ اَلْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ الْكَاذِبَةُ الْغَمُوسُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ وَخَرَاباً وَخَاصَّةً فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي يَبِيعُونَ فِيهَا لُحُومَ الْاَغْنَامِ وَالْاَبْقَارِ وَالْمَاعِزِ وَالْجِمَالِ وَالدَّجَاجِ وَالسَّمَكِ؟ وَيَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ بِاسْمِ اللهِ صَادِقِينَ اَوْ كَاذِبِينَ عَلَى اَنَّ هَذِهِ اللُّحُومَ قَدِ اشْتَرَوْهَا طَازَجَةً غَيْرَ مُسْتَوْرَدَة؟ فَهَؤُلَاءِ اِنْ كَانُوا كَاذِبِينَ فِيمَا يَقُولُون؟ فَاِنَّهُمْ يَبِيعُونَ اللهَ فِي اَسْوَاقِهِمْ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَة؟ وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ وَلَامُبَالَغَةَ اَخِي؟ فَاِنَّنَا قَدْ نَسْمَعُهُمْ بِآذَانِنَا يَشْتُمُونَ اللهَ وَلَانُحَرِّكُ سَاكِناً وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ وَكَاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ شَيْئاً يُثِيرُ غَيْرَتَنَا وَحَمِيَّتَنَا عَلَى دِينِنَا وَرَبِّنَا؟ فَاِذَا بِهِ سُبْحَانَهُ وَبِسَبَبِ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادِ يُدَمِّرُنَا تَدْمِيراً وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله؟ وَهَذَا بِالضَّبْطِ مَايُرِيدُهُ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَاد؟ اَنْ يُدَمِّرَ اللهُ عَلَيْنَا تَدْمِيرَا وَاَنْ تَكُونَ مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدَ لِتَبْقَى لَهُمُ الدُّنْيَا وَحْدَهُمْ وَلِتُجَّارِ الْحُرُوبِ سُوقاً سَوْدَاءَ يَتَمَتَّعُونَ بِحُطَامِهَا الْفَانِيَةِ وَلَايُشَارِكُهُمْ اَحَدٌ فِيهَا اَبَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَظْلُومِينَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْفُقَرَاء ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَسْمَعُ نَغْمَةَ التَّصَوُّفِ الْمُرْتَزِقِ الْمَقِيتِ الَّتِي تَدْعُو اِلَى الزُّهْدِ الْحَقِيرِ الَّذِي يَحْرِمُ الْاَخْيَارَ مِنْ كُلِّ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِتَبْقَى بَعْدَهَا خَالِصَةً لِلْاَشْرَارِ وَمُرْتَزَقَتِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفَة؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَنَبْدَاُ الْآنَ بِمَوْضُوعِ الْمُشَارَكَةِ مِنْ سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ وَهِيَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون؟ وَلَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات؟ وَاُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم(صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم؟ نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن اَنْتَ عُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِنْسَانِيٍّ عَالَمِيّ؟ وَعُضْوٌ فِي مُجْتَمَعٍ اِيمَانِيّ؟ وَعُضْوٌ اَيْضاً فِي مُجْتَمَعٍ وَطَنِيّ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُؤَدِّيَ لِكُلِّ نَاحِيَةٍ حَقَّهَا؟ لِتَتَحَقَّقَ فِيكَ الْاِنْسَانِيَّةُ الْمُتَكَامِلَةُ بِكُلِّ مُثُلِهَا وَوَاقِعِهَا؟ فَلَسْتَ اَخِي مَسْؤُولاً عَنْ نَفْسِكَ فَحَسْب؟ وَاَنَا لَسْتُ مَسْؤُولَةً عَنْ نَفْسِي فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ هَذِهِ الْحُرِّيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ الْغَرْبِيَّةَ وَالشَّرْقِيَّةَ وَالَّتِي يَتَشَدَّقُ بِهَا خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة؟ تُرِيدُ اَنْ تَجْعَلَ مِنَ الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ مُجْتَمَعاً مُتَفَكِّكاً غَيْرَ مُتَرَابِطٍ؟ وَغَيْرَ مُتَآزِرٍ؟ وَغَيْرَ مُتَعَاضِدٍ وَمُتَآلِفٍ؟ وَغَيْرَ آمِرٍ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاهٍ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؟ وَغَيْرَ مُتَنَاغِمٍ بِانْسِجَامٍ مُسْتَقِيمٍ يُرْضِي الله؟ بَلْ بِانْسِجَامٍ شَاذّ اِيقَاعُهُ مُزْعِجٌ جِدّاً كُلٌّ يُغَنِّي فِيهِ عَلَى لَيْلَاهُ؟ بِاَنْغَامٍ شَاذّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ مُزْعِجَة؟ اِنَّهَا حُرِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ بَغِيضَةٌ مَقِيتَةٌ حَقِيرَةٌ؟ لَاتُرِيدُ الْمُجْتَمَعَاتِ الْحَضَارِيَّةَ الْاِنْسَانِيَّةَ الرَّائِعَة؟ وَالَّتِي كُلُّ عُضْوٍ مِنْ اَعْضَائِهَا يَشْعُرُ بِمَشَاعِرِ اَخِيه؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الشُّعُورِيُّ الْاِيمَانِيُّ الَّذِي يَسْعَى الْقُرُودُ الْخَنَازِيرُ الْيَهُودُ وَالصُّلْبَانُ الْمُجْرِمُونَ الْخَوَنَةُ وَعُمَلَاؤُهُمْ وَمُرْتَزَقَتُهُمْ اِلَى تَحْطِيمِهِ بِاسْمِ الْحُرِّيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي تُرِيدُ اسْتِعْبَادَ النَّاس؟ اِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ الْفَاضِلُ الْمُتَرَابِطُ الَّذِي اَنْشَاَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا؟ فَحِينَمَا تَرَكَ النَّاسُ الْاِيمَانَ؟ وَانْزَوَوْا نَحْوَ الْمَادَّةِ وَنَحْوَ الْمَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ الضَّيِّقَة؟ حَدَثَ مَاحَدَثَ فِي هَذَا الْعَالَمِ مِنْ تَبَاغُضٍ وَتَدَابُرٍ وَتَشَاحُنٍ وَتَقَاتُلٍ بَيْنَ اُمَّةٍ وَاحِدَةٍ وَبَيْنَ شَعْبٍ وَاحِدٍ؟ حَتَّى اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَقُولُ نَفْسِي نَفْسِي؟ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون{اِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى(وَالْبِرُّ وَالتَّقْوَى الْمَقْصُودُ هُنَا فِي هَذِهِ النَّجْوَى؟ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ(وَهُوَ مَايَفْعَلُونَهُ مِنْ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ{اِلَّا مَنْ اَمَرَ بِصَدَقَةٍ اَوْ مَعْرُوفٍ اَوْ اِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ؟ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا؟ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ(بِنَجْوَى مَعْصِيَتِهِ{ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ(وَهُوَ تَفْعِيلُ نَجْوَى الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَالْمُشَاحَنَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ وَهُوَعَدَمُ تَفْعِيلِ الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ اَيْضاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين{نُوَلّهِ مَاتَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرَا(فَمَاذَا تَنْتَظِرُ هَذِهِ الْقَنَوَاتُ التَّحْرِيضِيَّةُ الَّتِي تَزِيدُ النَّارَ اشْتِعَالَا؟ مَاذَا تَنْتَظِرُ اِلَّا النَّارَ وَغَضَبَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار؟ وَيَالَيْتَهَا تُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَى الْخَيْرِ وَتَوْحِيدِ اللهِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْحُسْنَى كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ مَشَايِخِ الْوَهَّابِيَّةِ الْاَفَاضِلِ وَمِنْهُمُ الْعُرِيفِي اَجَلَّهُ اللهُ وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِه {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّة(أيْ جَمَاعَة{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر(وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ اَنْ تَكُونَ النَّصِيحَةُ وَالْاِرْشَادُ مَحْصُوراً فِي فِئَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ النَّاس؟ بَلْ كُلُّ فَرْدٍ مِنَ النَّاسِ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ نَاصِحاً اَمِيناً لِلنَّاسِ بِرُؤُوسِ الْاَقْلَامِ الَّتِي تَعَلَّمَهَا؟ وَاَمَّا هَذِهِ الْاُمَّةُ اَوْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ فَهِيَ الْمُتَخَصِّصَةُ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَعْرِفُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَلَاتَكْتَفِي بِذَلِكَ؟ بَلْ تَعْرِفُ اَيْضاً مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ؟ حَتَّى تُعِينَ النَّاسَ الْآخَرِينَ الَّذِينَ لَايَعْرِفُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ اِلَّا رُؤُوسَ اَقْلَامٍ فِي دَعْوَتِهِمْ اِلَى اللهِ بِدَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ مُتَخَصِّصَةٍ لَاتَطُولُ مُدَّتُهَا؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْفَتْوَى الَّتِي لَايَجُوزُ اَنْ يَتَصَدَّى لَهَا عَامَّةُ النَّاسِ هَؤُلَاءِ مِنْ اَصْحَابِ رُؤُوسِ الْاَقْلَامِ؟ اِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ وَالتَّقْوَى وَالْوَرَعِ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاء؟ لِاَنَّكَ اَخِي الدَّاعِيَةُ اِلَى الله قَدْ تَكُونُ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَكَ تَقْوَى وَلَا وَرَع؟ وَاِنَّمَا تَتَّبِعُ اَهْوَاءَ الْخَلْقِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ وَبِالْعَكْسِ فَقَدْ يَكُونُ عِنْدَكَ وَرَعٌ وَتَقْوَى؟ وَلَكِنَّكَ لَسْتَ مِنْ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ؟ فَلَا تُقْحِمْ نَفْسَكَ فِيمَا لَايَعْنِيكَ مِمَّا لَسْتَ اَهْلاً لَهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ابْنَةَ شُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَام عَرَفَتْ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ فَقَالَتْ{يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْاَمِين(نَعَمْ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْ مُوسَى لِيَكُونَ دَاعِيَةً اِلَى الله؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَسْتَاْجِرَهُ اَوّلاً فِي رَعْيِ الْغَنَمِ لِيَتَدَرَّبَ عَلَى رَعْيِ الرَّعِيَّةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ حِينَمَا يَدْعُوهُمْ اِلَى اللهِ بِمَا يُقَرِّبُهُمْ اِلَى اللهِ حَتَّى يَسِيرُوا مَعَهُ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ كَمَا يُدَرِّبُ الرَّاعِي قَطِيعَ الْغَنَمِ اَنْ يَسِيرَ اِلَى حَيْثُ اَرَادَ وَلَايَنْحَرِفَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال؟ نَعَمْ{ يَااَبَتِ اسْتَاْجِرْهُ اِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاْجَرْتَ الْقَوِيّ(وَالْقَوِيُّ هُوَ الَّذِي لَهُ اخْتِصَاصٌ قَوِيٌّ وَبَاعٌ قَوِيٌّ طَوِيلٌ بِمَا يَعْمَلُ فِي كَافَّةِ مَجَالَاتِ الْحَيَاة؟ وَلَابُدَّ مِنْ قُوَّتِهِ فِي اخْتِصَاصِهِ الشَّرْعِي مِنْ اَجْلِ الْفُتْيَا؟ وَحَبَّذَا لَوْ كَانَ قَوِيّاً فِي جَسَدِهِ وَصِحَّتِهِ وَمَالِهِ مِنْ اَجْلِ رَعْيِ الرَّعِيَّةِ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَشَرِ وَالْجِنّ؟ لِاَنَّ [الْمُؤْمِنَ الْقَوِيَّ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْر وَاَمَّا{اَلْاَمِين(فَهُوَ الَّذِي يُؤْتَمَنُ وَلَايَخُون؟ نعم اخي؟ وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى الْقَوِيِّ صَاحِبِ الِاخْتِصَاص وَعَلَى الْاَمِينِ التَّقِيِ الوَرِعِ الَّذِي لَايَخُون؟ كَلَّا بَلْ قَالَ الْعُلَمَاءُ اِنَّه يَجِبُ الْاَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَنْ يُخَالِفُ فِي سُلُوكِهِ اَيْضاً وَلَايُطِيعُ اَمْرَ اللهِ فِي مَعْرُوفٍ وَلَا مُنْكَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلَا تَعْقِلُون{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَا لَاتَفْعَلُون(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ اَنَا اَتَّفِقُ مَعَكَ لِاَنَّ هَذَا كَلَامُ اللهِ وَلَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَجَاهَلَه؟ لَكِنْ حِينَمَا تَرْتَكِبُ الْمُنْكَرَ وَلَاتَنْهَى غَيْرَكَ عَنْهُ؟ فَاِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْمُخْزِيَةِ اخي قَدْ اَتَيْتَ بِثَلَاثَةِ مُحَرَّمَاتٍ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ نَهَى اللهُ عَنْهَا جَمِيعاً؟ وَالْمُحَرَّمُ الْاَوَّلُ هُوَ اَنَّكَ ارْتَكَبْتَ هَذَا الْمُنْكَر؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّانِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ نَفْسَكَ لِتَنْتَهِيَ عَنْهُ؟ وَالْمُحَرَّمُ الثَّالِثُ وَهُوَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى عَلَيْكَ اَخِي اَنَّكَ لَمْ تَنْصَحْ بِهِ غَيْرَكَ مِنْ اَوْلَادِكَ وَاَرْحَامِكَ وَجِيرَانِكَ وَالنَّاسِ وَالْجَانِّ جَمِيعاً لِيَنْتَهُوا عَنْهُ اَيْضاً؟ فَاِذَا كَانَ رَبُّ الْعَالَمِينَ يَقْبَلُ مِنْكَ النَّصِيحَةَ اَخِي؟ فَكَيْفَ اَنْتَ لَاتَقْبَلُ اَنْ تَنْصَحَهُ وَلَا اَنْ تَنْصَحَ خَلْقَه؟ هَلْ تَخْجَلُ مِنْهُ اَخِي وَمِنْ خَلْقِهِ بِسَبَبِ مَعَاصِيك؟ اِسْمَحْ لِي اَنْ اَقُولَ لَكَ اَنَّ خَجَلَكَ هَذَا هُوَ خَجَلٌ شَيْطَانِيٌّ غَيْرُ مُبَرَّرٍ؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا نَصَحْتَ خَلْقَهُ اَلَّا يَرْتَكِبُوا مَعْصِيَةً اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَاَبْشِرْ اَخِي بِخَيْرٍ عَظِيم؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ لَسْتَ مُصِرّاً عَلَيْهَا وَاَنَّكَ تَخْجَلُ مِنَ اللهِ وَمِنْ خَلْقِهِ حَقّاً؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لَهُ بِمَعْنَى تَرَكْتَ رَجَاءَكَ لَهُ اَنْ يَغْفِرَهَا لَكَ سُبْحَانَهُ وَاَنْ يَهْدِيَكَ اِلَى الْاِقْلَاعِ عَنْهَا وَعَنْ جَمِيعِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِر؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَكْتَ النَّصِيحَةَ لِخَلْقِهِ اَيْضاً وَهِيَ اَنْ يُقْلِعُوا عَنْ مَعْصِيَةٍ اَنْتَ تَرْتَكِبُهَا؟ فَثِقْ بِاللهِ اَخِي؟ اَنَّكَ هُنَا لَاتَخْجَلُ مِنَ الله؟ وَلَاتَخْجَلُ مِنْ خَلْقِهِ؟ لِاَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَى هَذِهِ الْمَعْصِيَة؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى اَنَّكَ مُصِرٌّ عَلَيْهَا؟ اَلدَّلِيلُ هُوَ بِكُلِّ بَسَاطَة؟ اَنَّكَ مَا زِلْتَ نَاسِياً اَنَّ لَكَ رَبّاً غَفُوراً رَحِيماً لَاتَذْكُرُهُ وَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنْهَا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا(وَاَنَّكَ اَيْضاً اَنَانِي لَاتَتَمَنَّى الْخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَلَالِغَيْرِكَ لِاَنَّكَ لَاتُنْكِرُهَا اَمَامَ خَلْقِهِ بِنَصِيحَتِهِمْ بِالِابْتِعَادِ وَاِقْلَاعِهِمْ عَنْهَا لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ مِمَّا حَصَلَ لَكَ مِنْ مُنَغّصَاتٍ بِسَبَبِهَا حَتَّى لَايَقَعُوا هُمْ اَيْضاً فِي شِرَاكِهَا؟ نَعَمْ اَخِي وَمِنْ عَجَائِبِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَبَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ وَعَلَى النَّاسِ جَمِيعاً اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ اَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِ اللهِ{لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون( فِي تَفْعِيلِ قَضِيَّةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَر؟ فَاِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ اِنْسَانٌ مَا فِي هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ فَاِنَّكَ تُجِيبُهُ فَوْراً وَبِكُلِّ ثِقَة اِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِل لِاَنَّنِي فِعْلاً آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَوْ لَمْ اَفْعَلْهُ وَاَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَوْ فَعَلْتُهُ؟ وَاَمَّا اِذَا اعْتَرَضَ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ مَثَلاً لِمَاذَا تَاْمُرُ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ وَلَاتُصَلّي لِمَاذَا تَنْهَى النَّاسَ عَنِ الْخَمْرِ وَتَشْرَبُهَا؟ فَاِنَّهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا حَقٌّ؟ لَكِنْ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمْنَعَ مُدْمِنَ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ مَثَلاً اَنْ يَرْوِيَ تَجَارِبَهُ الْمَرِيرَةَ اَمَامَ الْمُدْمِنِينَ اَمْثَالَهُ وَيَنْصَحَهُمْ اَوْ اَمَامَ مَنْ مَازَالُوا فِي بِدَايَةِ الطَّرِيقِ مِنْ اَجْلِ الصُّعُودِ اِلَى هَاوِيَةِ الشَّيْطَانِ لِيَاْخُذُوا الْعِبْرَةَ وَالْمَوْعِظَةَ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَرْعَوُا وَيَمْتَنِعُوا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين(وَهَؤُلَاءِ الْمُدْمِنِينَ اِمَّا اَنْ يَكُونُوا ضَحَايَا مَسَاكِين وَاِمَّا اَنْ يَكُونُوا مُجْرِمِينَ بِحَقِّ اَنْفُسِهِمْ اَوْ بِحَقِّ زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ اَوْ بِحَقِّ الْمُجْتَمَع؟ نَعَمْ اَخِي فَاِذَا كُنْتَ مُرْتَكِباً لِلْمُنْكَرِ؟ فَهَذَا لَايَمْنَعُكَ مِنْ اَنْ تَنْصَحَ وَخَاصَةً لِاَوْلَادِكَ اَخِي؟ فَكَيْفَ تَاْمُرُهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَلَاتَبَرُّهُمْ اَنْتَ اَخِي الْاَبُ اَيْضاً؟ نَعَمْ لَاتَبَرُّهُمْ لِاَنَّكَ لَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ؟ وَلَمْ تَاْمُرْهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنْ يَبَرُّوا خَالِقَهُمْ وَرُسُلَهُ وَاَنْبِيَاءَهُ وَعَلَى رَاْسِهِمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَاَزْوَاجُهُ وَذُرِّيَّتُهُ وَبَقِيَّةُ آلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابُه؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَّ الْبِرَّ وَالْاِحْسَانَ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ مِنْ اَجْلِكَ فَقَطْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ مِنْ اَجْلِهِمْ اَيْضاً؟ وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى(أيْ وَبِذِي الْقُرْبَى اِحْسَاناً اَيْضاً وَلَيْسَ لِلْوَالِدَيْنِ فَقَط؟بَلْ وَلِلْيَتَامَى اَيْضاً وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا سَيَاْتِي؟وَدَلِيلِي عَلَى ذَلِكَ اَخِي اَنَّ اَوْلَادَكَ هُمْ مِنْ ذِي الْقُرْبَى بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَقْرِبَاؤُكَ بَلْ اَقْرَبُ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْكَ الَّذِينَ اَمَرَكَ اللهُ بِبِرِّهِمْ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ كَمَا اَمَرَكَ بِبِرِّ وَالِدَيْكَ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا وَكَمَا اَمَرَ اَوْلَادَكَ بِبِرِّكَ اَيْضاً وَبِبِرِّ اُمِّهِمْ؟ وَقَدْ جَاءَتْ بَاءُ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ لِتَاْمُرَكَ اَنْ تَلْتَصِقَ بِاَوْلَادِكَ وَاَبَوَيْكَ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ اِحْسَاناً مُلَاصِقاً لَهُمْ قَرِيباً مِنْهُمْ وَلَيْسَ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ بَلْ لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تَنْتَظِرَ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَلْتَصِقُوا بِكَ بَلْ اَنْتَ بَادِرْ اِلَى الْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ وَالِالْتِصَاقِ بِهِمْ؟ وَهَذَا الْكَلَامُ يَنْطَبِقُ عَلَى اَوْلَادِكَ اَيْضاً لِوُجُودِ بَاءِ الْمُلَاصَقَةِ فِي الْآيَةِ وَالَّتِي تَاْمُرُ جَمِيعَ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ اَنْ يَتَبَادَلُوا الْاِحْسَانَ وَالْالْتِصَاقَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيُبَادِرَالْجَمِيعُ اِلَى ذَلِكَ فَوْراً دُونَ اَنْ يَنْتَظِرَ مُبَادَرَةَ الطَّرَفِ الْآخَر؟ نَعَمْ اَخِي وَالْاِحْسَانُ الْمُلَاصِقُ الَّذِي تَاْمُرُ بِهِ هَذِهِ الْآيَةُ لَايَكُونُ بِاَنْ تَبْعَثَ اِلَى اَبَوَيْكَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مَبْلَغاً مِنَ الْمَالِ وَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ بَلْ يَكُونُ بِاَنْ تَاْتِيَ اِلَيْهِمَا وَتُقَبِّلَ اَيْدِيَهُمَا وَاَقْدَامَهُمَا قَبْلَ اَنْ تُعْطِيَهُمَا الْمَال ؟ ثُمَّ اَنْتَ اَخِي الْاَبْ؟ كيف تُرِيدُ مِنْ اَوْلَادِكَ اَنْ يَبَرُّوكَ وَاَنْتَ لَاتَاْمُرُهُمْ وَلَاتُعِينُهُمْ عَلَى بِرِّكَ وَبِرِّخَالِقِهِمْ وَكَذَا وَكَذَا مِمَّا ذَكَرْتُ لَكَ؟ كَيْفَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ(اَلَيْسَ اَوْلَادُكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النّاسِ يَااَخِي يَامَنْ اَنْتَ اَبُوهُمْ[وَرَحِمَ اللهُ وَالِدَاً اَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ(كَمَاَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يَبَرُّوكَ وَقَدْ نَسِيتَ نَفْسَكَ اَخِي الْاَب كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ وَلَمْ تَبَرَّهُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام بِتَرْبِيَتِهِمْ عَلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَة؟ اَنْتَ وَاهِمٌ وَاَنْتَ مُخْطِىءٌ اَخِي الْاَب؟ بَلْ اَنْتَ اَكْبَرُ الْكَاذِبِينَ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون اِذَا ظَنَنْتَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام اَنَّ الْبِرَّ مَطْلُوبٌ مِنْ اَوْلَادِكَ فَقَطْ مِنْ اَجْلِكَ وَمِنْ اَجْلِ اُمِّهِمْ وَلَيْسَ مَطْلُوباً مِنْكَ وَلَا مِنْ اُمِّهِمْ مِنْ اَجْلِهِمْ؟ بَلْ لَقَدْ عَقَقْتَ اَوْلَادَكَ قَبْلَ اَنْ يَعُقُّوكَ اَنْتَ وَاُمُّهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي الْاَبْ؟ نَعَمْ اُخْتِي الْاُمّ؟ اَنْتُمَا وَاهِمَانِ وَمُخْطِئَانِ وَاَنَانِيَّانِ اَيْضاً؟ اِذَا ظَنَنْتُمَا اَنَّ بِرَّ اَوْلَادِكُمَا يَجِبُ اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَيْكُمَا فَقَطْ؟ بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَبَرُّوا وَتَبَرُّوا وَتَبَرُّوا؟ وَعَلَى اَوْلَادِكُمْ اَيْضاً اَنْ يَبَرُّوا وَيَبَرُّوا وَيَبَرُّوا مِمَّا لَاتَتَّسِعُ الْمُشَارَكَةُ لِذِكْرِهِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْعَامِّ الشَّامِلِ الْوَاسِعِ جِدّاً؟ وَاِلَّا فَلَا تَسْتَغْرِبُوا اَبَداً اَنْ يَكُونَ اَوْلَادُكُمْ مَغْضُوبِينَ عَاقّينَ لَكُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ لِاَنَّكُمْ عَقَقْتُمْ اَوْلَادَكُمْ وَرَبَّكُمْ وَرَسُولَهُ وَاَزْوَاجَهُ وَذُرِّيَّتَهُ وَآلَ بَيْتِهِ وَاَصْحَابَهُ قَبْلَ اَنْ يَعُقَّكُمْ اَوْلَادُكُمْ؟ وَاَكْتَفِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ مِنْ مَفْهُومِ الْبِرِّ الْوَاسِعِ جِدَّاً{لَيْسَ الْبِرَّ اَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ؟ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ وَالْمَلَائِكَةِ؟ وَالْكِتَابِ؟ وَالنَّبِيِّينَ؟ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ؟ ذَوِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينَ؟ وَابْنَ السَّبِيلِ؟ وَالسَّائِلِينَ؟ وَفِي الرِّقَابِ؟ وَاَقَامَ الصَّلَاةَ؟ وَآتَى الزَّكَاةَ(وَلَكِنَّ الْبِرَّ اَيْضاً هُوَ{الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ اِذَا عَاهَدُوا(وَكَلِمَةُ الْمُوفُون خَبَر لَكِنَّ مَرْفُوع وَعَلَامَة رَفْعِهِ الْوَاو لِاَنَّهُ جَمْع مُذَكَّر سَالِم وَالنُّون عِوَضٌ عَنِ التَّنْوِين فِي الِاسْمِ الْمُفْرَد؟ وَكَلِمَة هُوَ ضَمِير فَصْل لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَاب؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَه وَاَمْدَحُ وَاَخُصُّ{الصَّابِرِينَ؟ فِي الْبَاْسَاءِ؟ وَالضَّرَّاءِ؟ وَحِينَ الْبَاْسِ؟ اُولَئِكَ الَّذِين صَدَقُوا؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون(وَكَلِمَة الصَّابِرِين مَفْعُول بِهِ لِلْفِعْل اَمْدَحُ اَوْ لِلْفِعْل اَخُصُّ الْمَحْذُوفَيْن؟ اَوْ نَقُول مَنْصُوب عَلَى الْمَدْح اَوْ عَلَى الِاخْتِصَاص وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْيَاء لِاَنَّه جَمْع مُذَكَّر سَالِم؟ وَبِمَاذَا تَمْدَحُهُمْ يَارَبّ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{اِنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ اَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب( ثُمَّ يَاْمُرُنَا اللهُ بِالْبِرِّ وَالْاِحْسَانِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ قَائِلاً سُبْحَانَه{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً[وَالْاِحْسَانُ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّكَ تَرَاهُ فَاِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاك{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَاناً؟ وَبِذِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَالْجَارِ الْجُنُبِ؟ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورَا اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَاآتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه} نَعَمْ اَخِي كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي بِدَايَةِ الْمُشَارَكَةِ اَنَّ الْاَطْفَالَ قَدْ يَنْطَبِعُ فِي اَذْهَانِهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ اَنَّ الْقَوْلَ شَيْءٌ وَالسُّلُوكَ شَيْءٌ آخَرُ لِاَنَّهُمْ اَطْفَالٌ لَمْ يَنْضُجُوا وَلَمْ تَكْتَمِلْ عُقُولُهُمْ بَعْدُ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ حِينَمَا يَكْبُرُونَ فَرُبَّمَا يَقُولُونَ مَالَايَفْعَلُون؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي الْكَبِير فَلَسْتَ طِفْلاً مُدَلّلاً بَلْ اَنْتَ رَاشِدٌ نَاضِجٌ وَعَقْلُكَ مُكْتَمِلٌ وَتَسْتَوْعِبُ الْاُمُورَ الَّتِي لَايَسْتَوْعِبُهَا الْاَطْفَالُ عَادَةً فَلَا عُذْرَ لَكَ وَلَاحُجَّةَ لَكَ عِنْدَ اللهِ اَبَداً وَخَاصَّةً حِينَمَا تَذْهَبُ اِلَى الطَّبِيبِ مَثَلاً وَيَقُولُ لَكَ لَاتُدَخِّنْ وَهُوَ يُدَخِّن؟ فَهَلْ اَنْتَ هُنَا اَخِي تَسْتَمِعُ اِلَى سُلُوكِهِ اَمْ اِلَى قَوْلِهِ؟ بِمَعْنَى اَوْضَح هَلْ تُرِيدُ النَّاطُورَ اَمْ تُرِيدُ الْعِنَبَ اَوِ الْعَسَلَ الشَّافِي؟ طَبْعاً اَخِي اَنْتَ مَاْمُورٌ بَلْ اَنْتَ مُلْزَمٌ هُنَا اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى قَوْلِهِ؟ وَلَيْسَ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَبَداً اَنْ تَقُولَ فِي نَفْسِكَ لَنْ اَتْرُكَ التَّدْخِينَ حَتَّى يَتْرُكَهُ هُوَ اَوّلاً؟وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً يَااَخِي اَرْجُو اَنْ تَسْتَوْعِبَهُ وَتَتَفَهَّمَه؟ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً يُرِيدُ اَنْ يَرْمِيَ نَفْسَهُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ وَيُحْرِقَهَا؟ ثُمَّ قَالَ لَكَ اَخِي اَنَا اُرِيدُ اَنْ اَرْمِيَ بِنَفْسِي فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ وَاَمُوت اَمَّا اَنْتَ فَلَاتَرْمِ نَفْسَكَ بِهَا؟ فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَهُ لَا طَالَمَا اَنْتَ سَتَرْمِي نَفْسَكَ فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ فَاَنَا سَاَرْمِي بِنَفْسِي اَيْضاً وَاَحْتَرِقُ مَعَكَ وَاَمُوتُ مَوْتاً سَرِيعاً؟ هَلْ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَنْ تَقُولَ لِلطَّبِيبِ لَا طَالَمَا اَنْتَ تُدَخِّنُ فَسَاَبْقَى اُدَخِّنُ مَعَكَ وَلَوْ مُتُّ مَعَكَ مَوْتاً بَطِيئاً؟ لَا يَااَخِي فَهَذَا لَيْسَ دَيْدَنَ الْعُقَلَاء؟ لِاَنَّ الْعُقَلَاءَ يَاْخُذُونَ النَّصِيحَةَ الرَّاشِدَةَ مِنْ كُلِّ اِنْسَانٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ سُلُوكُهُ يُخَالِفُ قَوْلَهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ طِفْلاً صَغِيراً؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ عَلَّقَ اللهُ تَعَالَى فَلَاحَ الْمُجْتَمَعِ عَلَى ثَلَاثَةِ اُمُور؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ؟ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ؟ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَعَالَ مَعِي اَخِي اِلَى سُنَّةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكَاَنَّهُ الْآنَ يَعِيشُ مَعَنَا حِينَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ الْمُتَنَافِرَة؟ اِنَّهَا الْمُجْتَمَعَاتُ الضَّبَابِيَّةُ الَّتِي اخْتَلَطَتْ عَلَيْهَا الرُّؤَى؟ فَصَارَتْ رُؤَى ضَبَابِيَّة؟ وَلَيْسَتْ شَفّافَة؟ بَلْ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَنْظُرَ مِنْ خِلَالِهَا اِلَى الْحَقِّ وَلَا اِلَى الْحَقِيقَة؟ فَعَنْ اَبِي اُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم[كَيْفَ اَنْتُمْ اِذَا طَغَى نِسَاؤُكُمْ وَفَسَقَ اَبْنَاؤُكُمْ وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ(نَعَمْ اَخِي [كَيْفَ اَنْتُمْ(بِمَعْنَى عَلَى أيِّ حَالَةٍ سَتَكُونُونَ فِيهَا اِذَا[طَغَى نِسَاؤُكُمْ(أيْ صَارَتِ الْكَلِمَةُ لِلْمَرْاَةِ فِي الْبَيْتِ وَلَوْ كَانَتْ عَلَى خَطَاْ؟ حَتَّى اَصْبَحَ زَوْجُهَا جَحْشاً لَهَا وَحِمَاراً تَسُوقُهُ كَيْفَ تَشَاء؟ نَعَمْ اخي وَهَكَذَا كَانَ اَبُوهَا اَيْضاً قَبْلَ اَنْ يُزَوِّجَهَا يَسْمَحُ لَهَا اَنْ تَمْشِيَ فِي الشَّارِعِ بِلِبَاسِ الرِّجَالِ وَلَوْ كَانَتْ مُتَحَجِّبَة؟ اِنَّهُ حِجَابُ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ الْمُنَافِقَاتِ اللَّوَاتِي قَالَ فِيهِنَّ رَسُولُ الله[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَال[لَعَنَ اللهُ الْمَرْاَةَ تَلْبَسُ لِبَاسَ الرَّجُل[لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاء(وَهَذَا هُوَ جَحْشُ الْمَرْاَةِ وَحِمَارُهَا[لَعَنَ اللهُ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبَاسَ الْمَرْاَة(وَكَيْفَ لَاتَطْغَى نِسَاؤُنَا وَقَدْ رَبَّاهُنَّ آبَاؤُهُنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِنَّ عَلَى اَنْ يَكُنَّ مُتَرَجِّلَات؟ وَكَيْفَ لَايُصْبِحُ الرَّجُلُ جَحْشاً وَحِمَاراً لِلْمَرْاَةِ وَقَدْ رَبَّاهُ آبَاؤُهُ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ عَلَى التَّخَنُّثِ وَالْمُيُوعَةِ وَعَلَى اَنْ يُصْبِحُوا طَنْطَاتِ الْمُسْتَقْبَل؟ اِتْفُووووعَلَى شَرَف هَكَذَا آبَاء وَاَمَّهَات وَاَبْنَائِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَنَحْنُ هُنَا لَانُنْقِصُ مِنْ ق
- AlFoROoN
- عدد المساهمات : 438
تاريخ التسجيل : 19/06/2013
نقاط النشاط : 4611
السٌّمعَة : 0
رد: هل نحن تلاميذ في مدرستك
01/04/14, 08:07 pm
يسلمو على الموضوع
- روعة المعانى
- عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 10177
السٌّمعَة : 0
رد: هل نحن تلاميذ في مدرستك
02/04/14, 06:37 pm
جزاك الله خيراً
بارك الله في طرحك القيم
بارك الله في طرحك القيم
- احمد16
- عدد المساهمات : 293
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4184
السٌّمعَة : 0
_da3m_3
02/04/14, 06:40 pm
موضوع رائع بوركت
- Alsultan sluman
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 11/06/2013
نقاط النشاط : 4352
السٌّمعَة : 0
رد: هل نحن تلاميذ في مدرستك
03/04/14, 12:43 am
جزاك الله خيرا
- كرار7
- عدد المساهمات : 688
تاريخ التسجيل : 24/03/2014
نقاط النشاط : 4586
السٌّمعَة : 0
_da3m_2
03/04/14, 12:44 am
موضوع رائع بوركت
- mrghozzi
- عدد المساهمات : 717
تاريخ التسجيل : 20/03/2013
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
المزاج : :)
نقاط النشاط : 5198
السٌّمعَة : 0
العمر : 32
رد: هل نحن تلاميذ في مدرستك
03/04/14, 07:49 am
جزاكم الله الجِنَان ... ورضي عنكم الرحمـــن
بارك الله فيكم
ودمتم و دام نوركم ساطع في جميع أنحاء المنتدى
بارك الله فيكم
ودمتم و دام نوركم ساطع في جميع أنحاء المنتدى
- احمد1
- عدد المساهمات : 834
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4735
السٌّمعَة : 0
_da3m_7
03/04/14, 12:13 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد2
- عدد المساهمات : 880
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4773
السٌّمعَة : 0
_da3m_9
03/04/14, 12:15 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد3
- عدد المساهمات : 784
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4676
السٌّمعَة : 0
_da3m_14
03/04/14, 12:24 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد4
- عدد المساهمات : 669
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4567
السٌّمعَة : 0
_da3m_9
03/04/14, 12:26 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد5
- عدد المساهمات : 554
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4446
السٌّمعَة : 0
_da3m_6
03/04/14, 12:37 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد6
- عدد المساهمات : 511
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4406
السٌّمعَة : 0
_da3m_8
03/04/14, 12:44 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد7
- عدد المساهمات : 479
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4394
السٌّمعَة : 0
_da3m_20
03/04/14, 12:47 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد8
- عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4384
السٌّمعَة : 0
_da3m_21
03/04/14, 03:45 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد9
- عدد المساهمات : 492
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4387
السٌّمعَة : 0
_da3m_3
03/04/14, 03:48 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد12
- عدد المساهمات : 544
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4445
السٌّمعَة : 0
_da3m_7
03/04/14, 04:04 pm
موضوع رائع بوركت
- احمد13
- عدد المساهمات : 483
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4374
السٌّمعَة : 0
_da3m_4
03/04/14, 04:05 pm
موضوع رائع بوركت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى