هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

+14
احمد8
احمد7
احمد6
احمد5
احمد4
احمد3
احمد2
احمد1
mrghozzi
احمد16
روعة المعانى
AlFoROoN
G H O S T A H M E D
QUSAI N9NE
18 مشترك
اذهب الى الأسفل
QUSAI N9NE
QUSAI N9NE
عدد المساهمات : 15
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 20/03/2014
نقاط النشاط : 3960
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

20/03/14, 12:51 am

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم






اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ فيا ايها الاخوة الكرام؟ اِنَّ اَلْقُرْآنَ الْكَرِيمَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ يَدْخُلُ اِلَى اَغْوَارِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ وَيَسْتَخْرِجُ مِنْهَا مَكْنُونَاتِهَا؟ وَلَقَدْ حَدَّثَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ وَضْعِ بَعْضِ النَّاسِ اِذَا وَقَعُوا فِي الضُّرِّ وَالْكَرْبِ وَالضِّيقِ؟ نَسُوا كُلَّ شَيْءٍ اِلَّا الله وَلَجَؤُوا اِلَيْهِ سُبْحَانَه؟ ثُمَّ اِذَا كَشَفَ عَنْهُمُ الضُّرَّ عَادُوا اِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ مِنَ الْجُحُودِ لِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ اِلَّا اِيَّاه(أيْ غَابَ عَنْ عَقْلِكُمْ وَعَنْ فِكْرِكُمْ كُلَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنَ الْآلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ وَاَخْطَرُهَا اتِّبَاعُ آلِهَةِ الْهَوَى الشَّيْطَانِي الضَّاغِطِ عَلَى النَّفْسِ الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ بِقُوَّة{فَلَمَّا نَجَّاكُمْ اِلَى الْبَرِّ اَعْرَضْتُّمْ(عَنْ ضَغْطِ وَحْدَانِيَّةِ اللهِ عَلَى اَنْفُسِكُمْ بِقُوَّةٍ اَكْبَرَ مِنْ اَجْلِ الِاعْتِرَافِ بِفَضْلِهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلِتَتَفَضَّلُوا عَلَى اَنْفُسِكُمْ لَا عَلَى خَالِقِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ قَاصِرٍ لَايُكَافِىءُ سِلْعَتَهُ الْهَائِلَةَ الْغَالِيَةَ فِي جِنَانِ النَّعِيمِ وَلَايُكَافِىءُ رَحْمَتَهُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ؟ حَتَّى الذَّرَّةَ الصَّغِيرَةَ الضَّيِّقَةَ الصَّالِحَةَ مِنْ اَعْمَالِكُمْ نَمَّاهَا اللهُ لَكُمْ وَجَعَلَكُمْ تَدْخُلُونَ بِسَبَبِهَا مِنْ اَوْسَعِ اَبْوَابِ الْجَنَّة؟ وَلَكِنَّكُمْ عِوَضاً عَنْ ذَلِكَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ اخْتَرْتُمْ اَنْ تَسْتَسْلِمُوا لِضُغُوطَاتِ آلِهَةِ الْهَوَى الشَّيْطَانِي الَّتِي لَافَضْلَ لَهَا عَلَيْكُمْ؟ بَلْ تَطْلُبُ مِنْكُمْ اَنْ تَتَفَضَّلُوا اَنْتُمْ عَلَيْهَا لِتَكُونُوا وَقُوداً لَهَا فِي نَارِ الْجَحِيم؟ فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة؟ صَارَتِ الْجَنَّةُ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ تُغْلِقَ اَبْوَابَهَا فِي وُجُوهِكُمْ حَتَّى اَصْبَحَتْ تَضِيقُ عَلَيْكُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَاتُفَتَّحُ لَهُمْ اَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَايَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِين{وَكَانَ الْاِنْسَانُ كَفُوراً(أيْ جَحُوداً لِنِعْمَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْدَ اَنْ نَجَّاهُ مِنْ ضُرِّ الْبَحْرِ وَغَرَقِهِ وَوُحُوشِهِ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُصُورِ الْعَقْلِيِّ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِن؟ لِاَنَّ الْمُؤْمِنَ دَائِماً عَقْلُهُ كَبِيرٌ وَاُفُقُهُ وُاسِعٌ وَيَنْظُرُ اِلَى الْاَمَامِ وَاِلَى الْمُسْتَقْبَل؟ وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الْجَاحِدِينَ لِنِعْمَةِ اللهِ فَبِمُجَرَّدِ اَنْ تَطَاَ اَقْدَامُهُمْ عَلَى الشَّاطِىءِ وَيَنْزِلُونَ عَلَى الْاَرْضِ؟ فَاِنَّهُمْ يَنْسَوْنَ مَاحَدَثَ لَهُمْ وَمَااَصَابَهُمْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ؟ وَيَنْسَوْنَ مَنْ نَجَّاهُمْ سبحانه؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ لِهَؤُلَاء{اَاَمِنْتُمْ اَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ(فَاِذَا كَانَ الْبَحْرُ مُلْكاً لِله؟ اَلَيْسَ الْبَرُّ اَيْضاً مُلْكاً لَهُ سُبْحَانَهُ؟ بَلَى فَالَّذِي كَانَ قَادِراً عَلَى اَنْ يُغْرِقَكُمْ فِي الْبَحْرِ؟ هُوَ قَادِرٌ اَيْضاً سُبْحَانَهُ عَلَى اَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ{اَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبَا(وَالْحَاصِبُ هِي الرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَحْصُدُ الْحَصْبَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَجْعَلُ الْحِجَارَةَ الصَّغِيرَةَ تَتَطَايَر{اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى(نَعَمْ اَخِي الْبَحَّار يَامَنْ خَرَجْتَ اِلَى مُقَدِّمَةِ الْبَاخِرَةِ مُشْتَاقاً اِلَى الْيَابِسَةِ بِلَهْفَتِكَ الشَّدِيدَةِ اِلَيْهَا؟ ثُمَّ وَصَلَتْ بِكَ الْبَاخِرَةُ اِلَى الْمِينَاءِ؟ ثُمَّ خَرَجْتَ اِلَى الْبَرِّ؟ هَلْ تَاْمَنُ عَلَى نَفْسِكَ اَلَّا يُعِيدَكَ اللهُ مَرَّةً ثَانِيَةً اِلَى الْبَحْرِ لِتَسْعَى مِنْ جَدِيدٍ فِي لُقْمَةِ عَيْشِكَ الَّتِي تَبْقَى تُلِحُّ عَلَيْكَ فِي طَلَبِهَا اِلَى اَنْ تَمُوت{اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيح(وَالْقَاصِفُ هُوَ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَقْصِفُ كُلَّ شَيْء وَالَّتِي تُكَسِّرُ وَتُحَطّمُ اَكْبَرَ الْبَوَاخِرِ فِي الْعَالَم؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْبَحْرُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ الله؟ تَرَاهُ اَوَّلَ مَاتَرَاهُ هَادِئاً لَطِيفاً مَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ الْكَفِّ فِي يَدِكَ اَخِي اِذَا فَتَحْتَهَا؟ لَكِنْ اِذَا جُنَّ جُنُونُهُ؟ فَلَا تَسْتَطِيعُ أيُّ قُوَّةٍ فِي الْعَالَمِ اَنْ تَقِفَ اَمَامَهُ لِتَرْدَعَهُ اِلَّا قُوَّةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ {اَمْ اَمِنْتُمْ اَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً اُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ(أيْ بِسَبَبِ جُحُودِكُمْ لِنِعَمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَالْكُفْرُ هُنَا لَيْسَ كُفْرَ عَقِيدَةٍ؟ وَلَيْسَ مُخْرجاً عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ وَاِنَّمَا هُوَ كُفْرُ عَمَلٍ غَيْرُ مُخْرِجٍ اِلَّا اِذَا ضَلَّ صَاحِبُهُ بِدَعْوَةِ غَيْرِ اللهِ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِهِ مِنْ اَخْطَارِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اعْتَقَدَ بِوُجُودِ آلِهَةٍ مُزَيَّفَةٍ يُمْكِنُ اَنْ يَلْجَاَ اِلَيْهَا وَيَدْعُوَهَا لِتُخَلّصَهُ مِمَّا هُوَ فِيهِ وَاَنْكَرَ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَة{مَنْ اِلَهٌ غَيْرُ الله{اَاِلَهٌ مَعَ الله(فَهَلْ هُنَاكَ اِلَهٌ مِنْ هَذِهِ الْآلِهَةِ الْمُزَيَّفَةِ يَسْتَحِقُّ اَنْ يَكُونَ مَعَ اللهِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا كَانَ هَذَا الْاِلَهُ الْمُزَيَّفُ قَادِراً عَلَى شَيْءٍ مَا؟ فَهَلْ هُوَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ كَقُدْرَةِ اللهِ الْحَقِيقِي سُبْحَانَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيَخْرُجُ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ اَيْضاً مَنِ اسْتَهْزَاَ بِآيَاتِ اللهِ عَامِداً عَالِماً غَيْرَ جَاهِلٍ بِاَنَّ الِاسْتِهْزَاءَ يُخْرِجُهُ مِنْ دِينِ الْاِسْلَام؟ اَوْ كَذَّبَ اللهَ فِي حَلَالٍ اَحَلَّهُ اَوْ حَرَامٍ حَرَّمَهُ سُبْحَانَهُ عَامِداً عَالِماً غَيْرَ جَاهِل؟ لِاَنَّنَا اَخِي لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُخْرِجَ الْجَاهِلَ مِنْ دِينِ الْاِسْلَامِ الَّذِي فَطَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ اِلَّا اِذَا اَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحُجَّةَ فَاَصَرَّ عَلَى جَهْلِهِ وَاَعْنِي بِذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَجَحَدُوا بِهَا ظُلْماً وَعُلُوّاً وَاسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ الْحَقِيقَةَ اتَّضَحَتْ لِلْجَاهِلِ فَاَصَرَّ عَلَى جَهْلِهِ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَاَصْبَحَ جَاهِلاً لَا بِمَعْنَى الْجَهْلِ الْمَعْذُورِ فِيهِ وَلَكِنْ بِمَعْنَى اَنَّهُ جَاهِلٌ بِمَا يَنْتَظِرُهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ بِمَا لَاعَيْنٌ رَاَتْ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنَّهَا لَاتَعْمَى الْاَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور(بِمَعْنَى اَنَّهُ وَصَلَ اِلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْجَهْلِ اَعْمَتْهُ عَمَّا يَنْتَظِرُهُ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ حَتَّى وَلَوْ سَمِعَ عَنْهُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ بَلْ حَتَّى وَلَوِ اسْتَمَعَ اِلَى الْقُرْآنِ وَقَرَاَهُ عَشَرَاتِ الْمَرَّات؟ فَلَايَسْتَفِيدُ الظَّالِمُونَ شَيْئاً مِنْ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَلَاقِرَاءَتِهِ اِلَّا الْخَسَارَ الَّذي وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَزِيدُ الظَّالِمِينَ اِلَّا خَسَارَا{ ثُمَّ لَاتَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعَا(وَالْمَعْنَى اِذَا اَهْلَكْنَاكُمْ فِي الْبَرِّ اَوِ الْبَحْرِ؟ فَهَلْ يَتَجَرَّاُ اَحَدٌ مِنْ اَوْلِيَاءِ اُمُورِكُمْ اَنْ يَتَتَبَّعَنَا اَوْ يُتَابِعَنَا فِي الْقَضَاءِ وَالْمَحَاكِمِ وَغَيْرِهَا حَتَّى يُطَالِبَنَا بِدَمِكُمْ اَوْ بِدِيَةِ قَتْلَاكُمْ؟ كَلَّا بَلْ لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْكُمْ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُهُ اَنْ يُطَالِبَنَا بِشَيْءٍ اَبَداً وَسَتَذْهَبُ دِمَاؤُكُمْ رَخِيصَةً اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ الْعَاقِلَ يَذْكُرُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاء؟ فَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ؟ ذَكَرَهُ رَبُّهُ فِي الشِّدَّةِ وَنَجَّاهُ وَاَنْقَذَهُ؟ وَاَمَّا اَنْ تَذْكُرَ اللهَ اَخِي فِي الشِّدَّةِ فَقَطْ ثُمَّ تَنْسَاهُ فِي غَيْرِ الشِّدَّةِ؟ فَاِنَّكَ هُنَا تَتَعَلَّقُ بِالنِّعْمَةِ وَتَنْسَى الْمُنْعِمَ الْمُتَفَضِّلَ سبحانه وتعالى؟ وَلِذَلِكَ اَنْصَحُكَ اخي كَمَا نَصَحَ قَوْمُ مُوسَى قَارُونَ مِنْ قَبْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين}وَاَمَّا اَنْتَ اَيُّهَا الْغَنِيُّ الشَّاكِرُ؟ يَامَنْ تُطْعِمُ الْجَائِعِينَ؟ وَتَكْسُو الْعُرْيَانِينَ وَتُدْفِئُهُمْ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ؟ وَتُدَاوِي الْمَرْضَى؟ وَتَتَفَقَّدُ الْمَسَاجِينَ وَتُدَافِعُ عَنْ حُقُوقِهِمْ وَحُقُوقِ الْمَظْلُومِيَن؟ فَهَنِيئاً لَكَ؟ وَاَنْصَحُكَ اَنْ تَفْرَحَ وَتَفْرَحَ وَتَفْرَحَ؟ وَلَاتَتَوَقَّفْ عَنِ الْفَرَحِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون}وَاَمَّا اَنْتُمْ اَيُّهَا الْفُقَرَاءُ الْمَنْكُوبُونَ وَالْمَظْلُومُونَ الْمُضْطَّهَدُونَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ عَاَّمةً وَالشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمَظْلُومِ خَاصَّةً؟ فَاَنْصَحُكُمْ اَنْ تَبْقَوْا مُتَفَائِلِينَ وَاِلَى الْاَبَدِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَهِنُوا وَلَاتَحْزَنُوا وَاَنْتُمُ الْاَعْلَوْنَ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} نَعَمْ اَخِي الْبَحَّار؟ اِيَّاكَ مِنْ رُفَقَاءِ السُّوءِ الَّذِينَ تَرَاهُمْ فَوْراً وَبِمُجَرَّدِ حُدُوثِ الْاَنْوَاءِ وَالْاَعَاصِيرِ وَنَفْخِ الرِّيَاحِ فِي الْبَحْرِ؟ يَرْمُونَ زُجَاجَاتِ الْخَمْرِ فِي الْبَحْرِ؟ ثُمَّ يَقُولُونَ بِلِسَانِ الْمُنَافِقِينَ تُبْنَا اِلَى اللهِ تَعَالَى؟ فَاِذَا هَدَاَتِ الْعَاصِفَةُ؟ فَاِنَّهُمْ يُفَتِّشُونَ بِلَهْفَةِ الظَّمْآنِ عَنْ زُجَاجَةٍ مِنَ الْخَمْرِ خَبَّؤُوهَا اَوْ نَسُوا اَنْ يَرْمُوهَا؟ لِيَعُودُوا اِلَى اَحْضَانِ الشَّيْطَانِ مِنْ جَدِيدٍ؟ بَعْدَ اَنْ نَزَعُوا اَنْفُسَهُمْ بِالْقُوَّةِ مِنْ اَحْضَانِ الرَّحْمَنِ سُبْحَانَه؟ فَهَذَا جَهْلٌ مُرَكَّبٌ فَادِحٌ لَامَثِيلَ لَهُ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الله؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى قَاصِماً لِظُهُورِ هَؤُلَاءِ اِنْ لَمْ يَعُودُوا اِلَى اللهِ عَوْداً سَرِيعاً وَعَلَى نِيَّةِ الدَّوَامِ وَعَدَمِ الِانْقِطَاعِ عَنْهُ سَبْحَانَه{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَاغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك(نَعَمْ يَامَنْ كُنْتَ فِي الْبَحْرِ الْهَائِجِ تَلْتَقِطُ لِنَفْسِكَ صُورَةً تَذْكَارِيَّةً سَرِيعَةً خَاطِفَةً مَرَّتْ مُرُورَ الْكِرَامِ مَعَ الرَّحْمَنِ وَاَنْتَ تَتَضَرَّعُ اِلَيْهِ وَحْدَهُ اَنْ يُنْقِذَكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْغَرَق؟ مَاذَا دَهَاكَ الْآنَ وَاَنْتَ تَعُودُ لِتَلْتَقِطَ صُورَةً مُرَافِقَةً لَكَ فِي جَمِيعِ اَوْقَاتِكَ وَلَاتُفَارِقُ ذِكْرَيَاتِكَ اَبَداً مَعَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ وَحِزْبِهِ اللَّعِينِ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ اَمَا تَخْشَى عَلَى نَفْسِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي أيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَك(وَلَوْ شَاءَ سُبْحَانَهُ لَرَكَّبَكَ فِي صُورَةِ حِمَارٍ وَقِرْدٍ وَخِنْزِيرٍ كَمَا فَعَلَ اللهُ بِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الَّذِينَ ضَرَبَ اللهُ بِهِمُ الْمَثَلَ فِي قَوْلِهِ{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَارَا(حَتَّى اَصْبَحَتْ صُورَةُ شَارُونَ تُشْبِهُ صُورَةَ الْقِرْدِ وَالْخِنْزِيرِ فِي آخِرِ اَيَّامِهِ؟ مِمَّا جَعَلَ بَنِي اِسْرَائِيلَ يَمْنَعُونَ الصِّحَافَةَ وَالتَّصْوِيرَ مِنَ الْقُدُومِ اِلَى الْمَشْفَى الَّذِي كَانَ يَرْقُدُ فِيهِ؟ وَهَذِهِ هِيَ نِهَايَةُ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اَيْضاً اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا فِي نُصْرَةِ اِخْوَانِهِمُ الْمُسْلِمِينَ الْمَظْلُومِينَ فِي سُورِيَا وَاَرَاكَان وَجَمِيعِ بُلْدَانِ الْعَالَم؟ وَهِيَ اَنْ يَفْضَحَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ كَمَا فَعَلَ سُبْحَانَهُ بِمَنْ كَفَرَ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي اَنْزَلَهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ عِيسَى{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا اَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِاَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَاَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِين(فَاِيَّاكُمْ يَااَحْبَابِي وَيَاقُرَّةَ عَيْنِي مِنَ الشَّعْبِ السُّورِي اَنْ تَفْعَلُوا كَمَا فَعَلَ قَوْمُ عِيسَى مِنَ الْحَوَارِيِّين؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تَكْفُرُوا بِاَكْبَرِ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْنَا فِي شَعَائِرِ عِيدِ الْاَضْحَى وَمَنَاسِكِهِ بِحُجَّةِ احْتِرَامِكُمْ لِمَشَاعِرِ اَبْنَاءِ الشُّهَدَاء؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهَا حُجَّةٌ اَقْبَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ عِنْدَ الله؟ اِيَّاكُمْ بَعْدَ الْيَوْمِ وَاحْذَرُوا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالَ اللهُ اِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَاِنِّي اُعَذّبُهُ عَذَاباً لَااُعَذّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين( بَلْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَى مَوَائِدِ الْاَضَاحِي الْهَائِلَةِ الَّتِي يُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ رِزْقاً كَرِيماً مُبَارَكاً مِنْ لَدُنْهُ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْعِيدِ الْعَظِيمِ ثُمَّ يَقُولُ لَكُمْ سُبْحَانَه {فَكُلُوا مِنْهَا وَاَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرّ(فَعَلَى الْجَمِيعِ اَنْ يَاْكُلُوا مِنَ الْاُضْحِيَةِ صَدَقَةً وَاِهْدَاءً اِلَى الْقَانِعِينَ وَالْمُعْتَرِّينَ وَالْاَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ جَمِيعاً؟ وَاَمَّا مَشَاعِرُكُمْ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَضْبِطُوهَا عَلَى مُرَادِ شَرْعِ الله فَلَوْ كَانَ الْحُزْنُ وَاجِباً اِلَى الْاَبَدِ لَسَمَحَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ اَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ اَيَّام؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ اِلَّا لِلْمَرْاَةِ عَلَى زَوْجِهَا اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَعَشْرَا؟ وَاِلَّا لِمَنِ اتَّفَقَتْ اَيَّامُ الْعِيدِ مَعَ اَيَّامِ حِدَادِهِ وَحِدَادِهَا؟ وَالْاَفْضَلُ لِلْجَمِيعِ اَنْ يَتَقَبَّلُوا التَّهَانِي فِي اَيَّامِ عِيدِ الْاَضْحَى بِالْاَكْلِ مِنَ الْاُضْحِيَةِ اِهْدَاءً وَصَدَقَةً وَتَكْبِيراً فَقَطْ لِلْمَنْكُوبِين؟ وَبِمَاشَرَعَهُ اللهُ مِنَ الْفَرَحِ وَالتَّكْبِيرَاتِ وَالْاَكْلِ اَيْضاً لِغَيْرِهِمْ؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ؟ لِمَاذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي مَسَائِلِ الْعِلْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ واقول لك اخي؟ يَالَيْتَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ الَّذِينَ هُمْ مُتَدَيِّنُونَ وَمُتَحَمِّسُونَ يَفْهَمُونَ هَذِهِ الْحَقَائِقَ؟ حَتَّى لَايَحْدُثَ بَيْنَهُمْ هَذِهِ الْخُصُومَةُ وَالْجِدَالُ الَّذِي لَايُمْكِنُ اَنْ يَتَّفِقَ مَعَ الْعِلْمِ فِي شَيْء؟ وَكَثِيراً مَايَرِدُ هَذَا السُّؤَالُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاس؟ لِمَاذَا اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي اُمُورٍ فَرْعِيَّةٍ كَثِيرَة؟ لِمَاذَا لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَى رَاْيٍ وَاحِدٍ وَيُرِيحُونَا مِنْ هَذِهِ الْخِلَافَاتِ الَّتِي تَحْدُثُ بَيْنَ النَّاس؟ وَالْجَوَابُ عَلَى هَذَا اَوَّلاً هُوَ اَنَّ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ تَتَمَثَّلُ بِالنُّصُوص؟ وَالْمَقْصُودُ بِالنُّصُوصِ نُصُوصُ الْقُرْآنِ وَنُصُوصُ السُّنَّة؟ فَالشَّرِيعَةُ اِذاً تَتَمَثَّلُ فِي هَذِهِ النُّصُوص؟ وَهَذِهِ النُّصُوصُ الَّتِي تُمَثّلُ الشَّرِيعَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يَفْهَمَهَا النَّاسُ فَهْماً وَاحِداً؟ وَلَااَقْصُدُ بِالنَّاسِ أيَّ نَاس؟ بَلْ اَقْصِدُ الْفُقُهَاءَ وَالْعُلَمَاء؟ فَلَا يُمْكِنُ اَنْ نَاْتِيَ اِلَى اِنْسَانٍ جَاهِلٍ وَنَقُولَ لَهُ اَوْضِحْ لَنَا هَذَا النَّصَّ وَاشْرَحْ لَنَا كَيْفَ نَسِيرُ عَلَيْهِ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يَتَعَلَّمَ الدِّينَ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ فِي سَنَوَاتٍ طَوِيلَة؟ نَعَمْ اَيَّهُا الْاِخْوَةُ فَهَذَا شَيْءٌ مُسْتَحِيلٌ جِدّاً اَنْ يَتَّفِقَ النَّاسُ جَمِيعاً أيِ الْعُلَمَاء؟ اِلَّا اِذَا كَانَ فَهْمُهُمْ وَاحِداً وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ اَيْضاً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ الْفَهْمُ وَاحِداً حَتَّى عَلَى مُسْتَوَى لَهَجَاتِ الْعَرَب؟ فَقَدْ كَانَتْ بَعْضُ الْقَبَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ تَقْتُلُ الْاَسْرَى لِاَنَّهَا تَفْهَمُ مِنْ قَوْلِ زَعِيمِ الْقَبِيلَةِ لَهَا اَدْفِئُوا الْاَسْرَى بِمَعْنَى اقْتُلُوهُمْ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عَلَيْنَا؟ اَنَّ فَهْمَ النَّاسِ لِلْاُمُورِ لَيْسَ وَاحِداً؟ لِاَنَّهُ لَوْ فَهِمَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا كَانَتْ تَفْهَمُ هَذِهِ الْقَبِائِلُ؟ لَقَتَلُوا الْاَسْرَى فِي جَمِيعِ سُجُونِ الْاَرْض؟ نَعَمْ اَخِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَقَرَّ مِثْلَ هَذِهِ الِاجْتِهَادَاتِ مِنَ الصَّحَابَة؟ لَكِنْ اِنْ كَانُوا عَلَى خَطَاٍ؟ بَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَاَ؟ وَاِنْ كَانُوا عَلَى صَوَابٍ؟ اَقَرَّهُمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الِاجْتِهَادَ لَايَنْبَغِي اَنْ يَكُونَ قَائِماً بِوُجُودِ الْمَرْجِعِ اَوِ الْمَرْجِعِيَّةِ وَهُوَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحَ بِهِ رَسُولُ الله؟ اِلَّا اِذَا كَانَ اجْتِهَاداً يُؤَدِّي اِلَى التَّنَازُع؟ فَمَا هُوَ الْعَمَلُ هُنَا يَارَبّ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فَاِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ اِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ ذَلِكَ خَيْرٌ وَاَحْسَنُ تَاْوِيلَا} نَعَمْ اَخِي وَلْنَضْرِبْ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ وَهُوَ اَنَّهُ فِي غَزْوَةِ الْاَحْزَابِ؟ الَّتِي تُسَمَّى كَذَلِكَ غَزْوَةَ الْخَنْدَق؟ وَفِيهَا تَحَزَّبَتِ الْقَبَائِلُ الْعَرَبِيَّةُ؟ وَتَآمَرَتْ ضِدَّ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي الْمَدِينَة؟ وَسَاعَدَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَهُودُ وَنَقَضُوا الْعَهْدَ؟ وَخَاصَّةً يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَة؟ فَلَمَّا انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ{وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ(كَانَ لَابُدَّ اَنْ يُؤَدِّبَ اللهُ تَعَالَى بَنِي قُرَيْظَةَ التَّوْرَاتِيِّين؟ بِسَبَبِ خِيَانَتِهِمْ وَتَحَالُفِهِمْ مَعَ الْعَرَبِ الْوَثَنِيِّينَ ضِدَّ اَمْثَالِهِمْ مِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ الْقُرْآنِيِّينَ مِنَ الْمُسْلِمِين؟ لِاَنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودَ هُمْ اَهْلُ كِتَابٍ لَهُمْ اَصْلٌ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيّ؟ وَاَمَّا اُولَئِكُمُ الْوَثَنِيُّونَ؟ فَلَا اَصْلَ لَهُمْ مِنْ دِينٍ سَمَاوِيّ؟ وَاِنَّمَا اَصْلُ دِينِهِمْ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيم؟ وَاِنْ كَانَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ مِنْ دِينِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَكَيْفَ يَتَحَالَفُ الْيَهُودُ الْخَوَنَةُ مَعَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذِهِ هِيَ عَادَةُ الْيَهُودِ الْخَوَنَةِ قَدِيماً اَيْضاً؟ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودِيُّ الْكِتَابِيُّ يَتَحَالَفُ مَعَ الْوَثَنِيِّ الْاَوْسِيِّ ضِدَّ اَخِيهِ الْيَهُودِيِّ الْكِتَابِيِّ الْمُتَحَالِفِ مَعَ الْوَثَنِيِّ الْخَزْرَجِيِّ وَيَقْتُلُه؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودِيُّ الْاَوْسِيُّ يَرْحَمُ وَيَفْدِي اَخَاهُ الْيَهُودِيَّ الْخَزْرَجِيَّ اِذَا وَقَعَ جَرِيحاً اَسِيراً وَلَايُجْهِزُ عَلَيْهِ؟ بَلْ يَدْفَعُ فِدْيَتَهُ لِحَلِيفِهِ الْاَوْسِيِّ وَيُرْجِعُهُ سَالِماً اِلَى عَدُوِّهِ الْخَزْرَجِيّ؟ وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ اَيْضاً؟ (وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ هُنَا اَخِي عَنِ الْاَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ اَنْ يُسْلِمُوا) بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ثُمَّ اَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ اَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَان؟ وَاِنْ يَاْتُوكُمْ اُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ اِخْرَاجُهُمْ؟ اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَاب؟ وَمَااللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون(فَكَيْفَ تَقْتُلُونَ اَنْفُسَكُمْ وَتَتَحَالَفُونَ مَعَ عَدُوِّكُمْ وَقَدْ اَمَرَكُمُ اللهُ اَنْ تَكُونُوا يَداً وَاحِدَةً عَلَى عَدُوِّكُمُ الْوَثَنِيِّ وَتَقْتُلُوه؟ لَا اَنْ تَقْتُلُوا اَنْفُسَكُمْ اِرْضَاءً لِحَلِيفِكُمُ الْوَثَنِيّ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ الْيَهُودُ يَرْحَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اَخِي اِذَا وَقَعُوا اَسْرَى؟ وَاَمَّا الْخَوَارِجُ فِي اَيَّامِنَا وَزَعِيمُهُمْ بَشَّار؟ فَيَاوَيْلَ الْاَسْرَى اِذَا وَقَعُوا فِي اَيْدِيهِمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّهُمْ يَرْحَمُونَ اَسْرَى الْمُوسَادِ الْاِسْرَائِيلِي؟ وَلَايَرْحَمُونَ اَسْرَى الْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ نَعَمْ اَخِي فَكَانَ لَابُدَّ اَنْ يُؤَدِّبَ اللهُ تَعَالَى بَنِي قُرَيْظَةَ؟ وَاَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَى الْخِيَانَةِ الْعُظْمَى وَتَحَالُفِهِمْ مَعَ الْوَثَنِيِّينَ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُوَحِّدِين؟ وَهَذِهِ الْعُقُوبَةُ وَرَدَتْ اِشَارَةٌ اِلَيْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(فِي الْآيَةِ السَّابِقَة؟ وَلِذَلِكَ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ يَامُحَمَّدُ؟ يَارَسُولَ الله؟ هَلْ وَضَعْتَ السَّيْفَ؟ فَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَضَعِ السَّيْفَ بَعْدُ؟ وَاِنِّي ذَاهِبٌ اِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ؟ فَمُزَلْزِلٌ بِهِمُ الْاَرْضَ؟ نَعَمْ اَخِي وَهُنَا اَصْدَرَ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ اَوَامِرَهُ اِلَى اَصْحَابِهِ ؟ وَقَالَ لَايُصَلّيَنَ اَحَدُكُمُ الْعَصْرَ اِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ نَهَاهُمْ اَنْ يُصَلُّوا الْعَصْرَ اِلَّا فِي اَرْضِ بَنِي قُرَيْظَة؟ لِاَنَّ الْمَسِيرَ اِلَيْهِمْ يَحْتَاجُ اِلَى السُّرْعَةِ؟ حَتَّى لَايَاْخُذُوا احْتِيَاطَاتِهِمْ مِنْ اَجْلِ مَكِيدَةٍ اُخْرَى وَغَدْرٍ وَخِيَانَةٍ جَدِيدَةٍ وَاِيقَاعٍ بِالْمُسْلِمِين؟ لَكِنْ وَفَجْاَةً؟ تَبَاطَاَ رَسُولُ اللهِ لِظَرْفٍ مِنَ الظُّرُوف؟ وَكَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ؟ وَكَانَ الرَّسُولُ بَعِيداً عَنْهُمْ؟ وَلَمْ تَكْنُ تُوجَدُ اتِّصَالَاتٌ مَحْمُولَةٌ اَوْ غَيْرُ مَحْمُولَةٍ فِي اَيَّامِهِمْ كَمَا فِي اَيَّامِنَا؟ فَاخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ نُصَلّي الْعَصْرَ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ لَانُصَلّي الْعَصْرَ وَهُمُ الصَّحَابَةُ الْحَرْفِيُّونَ الَّذِينَ يَقِفُونَ عَلَى ظَاهِرِ الْكَلِمَةِ وَمَعْنَاهَا الْقَرِيبِ؟ وَلَايَخُوضُونَ فِي رُوحِهَا وَفِي مَعْنَاهَا الْبَعِيدِ؟ وَلَايَفْعَلُونَ كَمَا يَفْعَلُ عُلَمَاءُ التَّارِيخِ مَثَلاً حِينَمَا يَدْرُسُونَ الْغَزَوَاتِ وَالْحُرُوبَ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمَاضِي وَيَخُوضُونَ فِي اَسْبَابِهَا الْقَرِيبَةِ وَالْبَعِيدَةِ مَعاً؟ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الْحَرْفِيُّونَ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ قَالُوا نَهَانَا اَنْ نُصَلّيَ الْعَصْرَ اِلَّا فِي اَرْضِ بَنِي قُرَيْظَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ الْحَرْفِيِّين؟ رُبَّمَا لَانَجِدُ لَكُمْ فِي حَرْفِيَّتِكُمْ هَذِهِ اِلَّا عُذْراً وَاحِداً؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ رَسُولِ اللهِ الَّذِي تَاْخُذُونَ كَلَامَهُ بِحَرْفِيَّةٍ صَارِمَة{وَمَايَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى؟ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الْاَوَّلُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا لَا؟ نَحْنُ الرَّسُولُ اَمَرَنَا بِذَلِكَ مِنْ اَجْلِ السُّرْعَة؟ وَمَا دُمْنَا اَنَّنَا لَمْ نَخْرُجْ وَقَدْ اَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ بِالْبَقَاءِ لِحَرَاسَةِ الْمَدِينَةِ؟ فَلِمَاذَا لَانُصَلّي قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْس؟ وَقَالَ فَرِيقٌ مِنَ الْمُتَبَاطِئِينَ الَّذِينَ تَبَاطَؤُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ نَفْسَ هَذَا الْكَلَام؟ نَعَمْ اَخِي فَهَؤُلَاءِ الْحُرَّاسُ مَعَ الْمُتَبَاطِئِينَ اَخَذُوا بِرُوحِ النَّصِّ النَّبَوِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{لَايُصَلّيَنَّ اَحَدُكُمُ الْعَصْرَ اِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة(وَكَذَلِكَ خَافُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ مِنْ خُطُورَةِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ(بِمَعْنَى فَاتَهُ وَقْتُهَا بِمَعْنَى غَابَتِ الشَّمْسُ وَلَمْ يُصَلّهَا[ فَكَاَنَّمَا وَتِرَ[خَسِرَ[اَهْلَهُ وَمَالَه(وَالْعَجِيبُ الْغَرِيبُ اَخِي اَنَّكَ تَرَى بَعْضَ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءِ مِنْ اَصْحَابِ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ وَالْعَيَاذُ بِاللِه؟ يَنْظُرُونَ اِلَى الشَّمْسِ وَهِيَ تَكَادُ اَنْ تَغْرُبَ؟ ثُمَّ يَنْظُرُونَ لِاِنْسَانٍ مَا اَتَى اِلَى الْمَسْجِدِ يُرِيدُ اَنْ يُصَلّيَ فَرْضَ الْعَصْرِ الرُّبَاعِي؟ فَيَقُولُونَ لَهُ بِوَقَاحَةِ جَهْلِهِمُ الْمَشْؤُومَة؟ اِيَّاكَ اَنْ تُصَلّيَ؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ مَكْرُوهَةٌ فِي هَذِهِ الْاَوْقَات؟ ثُمَّ تَرَاهُمْ يُثَرْثِرُونَ وَلَايَشْبَعُونَ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلَامِ عَنِ الْبَوَاخِرِ وَاَخْبَارِ الْبَوَاخِرِ وَمَايُسَمَّى بِالْاُونَرِيَّةِ وَالْبَحَّارَةِ وَمَاذَا فَعَلُوا وَكَمْ يَمْلِكُونَ مِنَ الْاَسْهُمِ فِي هَذِهِ الْبَوَاخِر؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ نَحْنُ لَسْنَا ضِدَّ الْحَدِيثِ عَنْ دُنْيَاكُمْ وَاَعْمَالِكُمُ الْمَشْرُوعَةِ فِي الْبَوَاخِرِ وَغَيْرِهَا وَعَنْ نِعَمِ اللهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَلَيْكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟ لِاَنَّ الْعَمَلَ عِبَادَةٌ كَمَا اَنَّ الصَّلَاةَ عِبَادَة وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث(وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ عَنْهَا لِمُجَرَّدِ التَّسْلِيَةِ وَالْفُكَاهَةِ وَتَقْطِيعِ الْوَقْتِ لَايَكْفِي؟ اِذْ لَابُدَّ مِنْ اَنْ تَذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً لَا قَلِيلاً؟ لِتَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَعُقُولِكُمْ وَرُكُوعِكُمْ وَسُجُودِكُمْ وَبِاَمْوَالِكُمْ وَبِنَفْسِ اللّسَانِ الْمُسْتَهْتِرِ الَّذِي تُثَرْثِرُونَ بِهِ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ وَبِشِدَّةٍ حَدِيثَكُمُ الْمُجَرَّدَ عَنِ الدَّنْيَا؟ بِمَعْنَى اَنَّنا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ اَنَّهُ لَاحَدِيثَ لَكُمْ فِي الْمَسَاجِدِ اِلَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا وَاُمُورِ الدُّنْيَا؟ بِمَعْنَى اَوْضَح اَنَّنَا نُنْكِرُ عَلَيْكُمْ اَنَّكُمْ تَفْصِلُونَ الْآخِرَةَ عَنِ الدُّنْيَا وَلَاتَجْمَعُونَ بَيْنَهُمَا كَمَا اَمَرَ الله؟ بَلْ تَسْتَغْرِقُونَ مُعْظَمَ حَدِيثِكُمْ وَلَاتَتَحَدَّثُونَ اِلَّا عَنِ الدُّنْيَا؟ لِاَنَّ الْوَقْتَ لَيْسَ وَقْتَ الِاسْتِغْرَاقِ مَعَ الدُّنْيَا؟ بَلْ هُوَ وَقْتُ الِاسْتِغْرَاقِ مَعَ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (فَمَاذَا دَهَاكُمْ؟ هَلْ اَصْبَحَ التَّسْبِيحُ اَيْضاً كَالصَّلَاةِ مَكْرُوهاً عِنْدَكُمْ فِي الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَة؟ هَلْ اَصْبَحَتِ الدُّنْيَا حَبِيبَةَ قُلُوبِكُمْ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ هَلْ تَرْضَوْنَ اَنْ تَكُونُوا مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَالَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاق(اَلَا تَرْضَوْنَ اَنْ تَكُونُوا مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار؟ اُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا؟ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَاب(فَاِلَى مَتَى سَيَبْقَى حَدِيثُكُمْ مُقْتَصِراً عَلَى الدُّنْيَا؟ وَنَحْنُ لَسْنَا ضِدَّكُمْ مُطْلَقاً؟ وَلَسْنَا مَعَكُمْ اَيْضاً مُطْلَقَاً؟ لَكِنْ نَقُولُ لَكُمْ؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْتَادُوا مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِكُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار{اِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر{وَكُلَّ شَيْءٍ قَدَّرْنَاهُ تَقْدِيرَا{فَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ(فَلَايَجُوزُ اَنْ تَتَجَاوَزُوا حُدُودَكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ وَمِنْهُ حَدِيثُكُمْ عَنِ الدُّنْيَا فَقَطْ؟ وَنَحْنُ لَانُطَالِبُكُمْ كَذَلِكَ بِالزُّهْدِ الْمَشْؤُومِ فِي الدُّنْيَا وَالِاقْتِصَارِ عَلَى الْحَدِيثِ عَنِ الْآخِرَةِ فَقَطْ بَلْ اَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْاَمْرَيْنِ دُونَ تَغْلِيبِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخَرِةِ؟ وَاَنْ يَكُونَ الزُّهْدُ مُقْتَصِراً عَلَى الْحَرَامِ فَقَطْ وَعَدَمِ الْاِسْرَافِ فِي الْحَلَالِ اَيْضاً؟ وَصَدِّقُونِي اَنَّكُمْ بِذَلِكَ التَّقْدِيرِ الرَّبَّانِيِّ سَتَكُونُونَ مُرْتَاحِينَ جِدّاً فِي جَمِيعِ اُمُورِ حَيَاتِكُمْ اِذَا اعْتَدْتُّمْ عَلَيْه؟ وَقَدْ قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِقَارُونَ مِنْ قَبْلُ وَصَادَقَ اللهُ عَلَى كَلَامِهِمْ وَاَقَرَّهُمْ عَلَيْه{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ؟ وَلَاتَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}وَنَقُولُ لِهَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يُصَلّيَ فَرْضَ الْعَصْرِ فِي الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ؟ اِيَّاكَ اَنْ تَسْمَعَ لِهَؤُلَاءِ الْحَمْقَى؟ بَلْ صَلِّ مَعَ الْكَرَاهَة؟ فَلَوْ اَدْرَكْتَ رَكْعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ قَبْلَ اخْتِفَاءِ الشَّمْسِ عَنِ الْاَنْظَارِ؟ فَقَدْ اَدْرَكْتَ الْعَصْرَ كُلَّهُ؟ لَكِنْ اِيَّاكَ اَنْ تَتَّخِذَ ذَلِكَ عَادَةً؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ عُذْرٌ قَاهِرٌ؟ فَاِنَّ تَاْخِيرَ صَلَاةِ الْعَصْرِ اِلَى هَذِهِ الْاَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ حِينَ تَحْمَرُّ الشَّمْسُ؟ هِيَ مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثٍ لَمْ اَقِفْ عَلَى صِحَّتِهِ؟ فَاَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ التَّنْبِيهَ عَلَيْه؟ نَعَمْ اَخِي اَخَذَ فَرِيقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بِحَرْفِيَّةِ النَّصِّ؟ وَاَخَذَ الْآخَرُونَ بِرُوحِ النَّصّ؟ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِذَلِكَ؟ لَمْ يُعَنِّفْ؟ وَلَمْ يَنْهَرْ؟ وَلَمْ يُخَطّىءْ اَحَداً مِنَ الْفَرِيقَيْنِ؟ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَى فَرِيقٍ دُونَ الْآخَر؟ وَقَدْ كَانَ الرُّوحِيُّونَ يَتَوَقَّعُونَ اَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهِمْ؟ وَاَنْ يُبَارِكَ لِاِخْوَانِهِمْ مِنَ الْحَرْفِيِّينَ مَاصَنَعُوا؟ بَلْ تَبَسَّمَ وَقَالَ كِلَاكُمَا عَلَى صَوَابٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّسُولَ الْكَرِيمَ يَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الْاِسْلَامَ اَخِي يَدْعُو اِلَى اِعْمَالِ الْفِكْرِ مِنَ الطَّرَفَيْن؟ بَلْ يَعْتَرِفُ اَيْضاً بَوَاقِعِ الْاِنْسَان؟ بَلْ يُرَاعِي اَيْضاً اَنَّ النَّاسَ وَمِنْهُمُ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فِي فَهْمِ مَا يُلْقَى اِلَيْهِمْ مِنَ الْاَوَامِرِ الْاِلَهِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله اَنْتُمُ الَّذِينَ لَمْ تُصَلّوا اَخَذْتُمْ بِحَرْفِيَّةِ النَّصِّ وَاَمَّا الَّذِينَ صَلُّوا فَقَدْ اَخَذُوا بِرُوحِ النَّصّ؟ نَعَمْ اَخِي اَرْجُو مِنْكَ اَلَّا تَسْتَغْرِبَ مِنْ هَذَا الْكَلَام؟ لِاَنَّهُ حَتَّى فِي الْقَانُونِ الْوَضْعِي هُنَاكَ مَايُسَمَّى بِالْمَدْرَسَةِ الْحَرْفِيَّةِ الضَّيِّقَة؟ وَالْمَدْرَسَةِ الْاُخْرَى الْمُتَّسِعَة؟ وَكَذَلِكَ اَخِي فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِي هُنَاكَ مَايُسَمَّى مَدْرَسَةَ الرَّاْي؟ وَمَدْرَسَةَ الْحَدِيث؟ وَمَدْرَسَةً وَسَطاً بَيْنَ الرَّاْيِ وَبَيْنَ الْحَدِيث؟ وَاشْتُهِرَ بِالْاَخْذِ بِالرَّاْيِ الْفُقَهَاءُ الْحَنَفِيَّة وَلِذَلِكَ سُمُّوا بِاَهْلِ الرَّاْيِ؟ وَسُمُّوا بِالْآرْاَيْتِيِّينَ اَيْضاً؟ وَاشْتُهِرَ مِنْ مَدْرَسَةِ الْحَدِيثِ الْفُقَهَاءُ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنْبَلِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي فَالرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام اَقَرَّ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ عليهم؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَهِمَ النَّصَّ الْقُرَيْظِيَّ فِي الْاَمْرِ بِالصَّلَاةِ حَسَبَ اِدْرَاكِه؟ نَعَمْ اَخِي فَهَذَا مَعْنَاهُ اَنَّ الْاِسْلَامَ يُعْطِي النَّاسَ حَقَّ الِاجْتِهَادِ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ الِاجْتِهَادُ ضِمْنَ اِطَارِ النَّصِّ؟ وَلَيْسَ تَابِعاً لِلْهَوَى الشَّخْصِيِّ اَوِ الْجَمَاهِيرِيِّ الْمُخَالِفِ لِمَقَاصِدِ الشَّارِعِ اَوِ الْمُشَرِّعِ الْحَكِيمِ سُبْحَانَهُ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي هَذَا مَاكَانَ يَحْدُثُ اَيَّامَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنِ اجْتِهَادٍ نَتِيجَةَ اخْتِلَافِ الْمَفَاهِيم؟ فَنَتَجَ عَنْ ذَلِكَ اَنَّ الصَّحَابَةَ الْكِرَامَ انْقَسَمُوا اِلَى ثَلَاثَةِ اَقْسَام؟ مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّدُ؟ وَمِنْهُمُ الْمُتَرَخِّصُ؟ وَمِنْهُمُ الْمُتَوَسِّط؟ نَعَمْ اَخِي مِنْهُمُ الْمُتَشَدِّد؟ وَزَعِيمُ الْمُتَشَدِّدِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَزَعِيمُ الْمُتَرَخِّصِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَزَعِيمَا الْوَسَطِيَّةِ فِي ذَلِكَ عَلِيٌّ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ نَعَمْ اَخِي لَمْ يَكُنِ الصَّحَابَةُ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{خُذُوا مَاآتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة(فَقَدْ كَانَ الْبَعْضُ يَاْخُذُ مَاآتَاهُ اللهُ مِنَ الْآيَاتِ وَالذّكْرِ الْحَكِيمِ وَالْحِكْمَةِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ بِقُوَّةٍ صَارِمَةٍ مِنْ حَرْفِيَّةِ النَّصّ؟ وَاَمَّا الْآخَرُونَ فَكَانُوا يَاْخُذُونَهَا بِقُوَّةٍ صَارِمَةٍ اَيْضاً وَلَكِنْ مِنْ رُوحِ النَّصّ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ اَشْهَرِ الْمُتَشَدِّدِينَ ابْنُ عُمَر؟ وَلِذَلِكَ اَلَّفَ بَعْضُهُمْ كِتَاباً فِي شَدَائِدِ ابْنِ عُمَرَ وَرُخَصِ ابْنِ عَبَّاس؟ وَاَمَّا الْاِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ فَيَقُولُ عَنْ نَفْسِهِ حِينَمَا وَضَعَ كِتَابَ الْمُوَطّاْ؟ كُنْتُ وَسَطاً؟ لَمْ اَتَشَدَّدْ كَتَشَدُّدِ ابْنِ عُمَر؟ وَلَمْ اَتَرَخَّصْ كَتَرَخُّصِ ابْنِ عَبَّاس؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ مِنْ شَدَائِدِ ابْنِ عُمَرَ مَثَلاً اَنَّهُ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَتَوَضَّاَ؟ كَانَ يُدْخِلُ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ حِينَمَا يَغْسِلُ وَجْهَهُ لِيَفْعَلَ فَرْضاً مِنْ فَرَائِضِ الْوُضُوء؟ فَقِيلَ لَهُ لِمَاذَا تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ لِمَاذَا تُبَالِغُ فِي اِدْخَالِ الْمَاءِ اِلَى عَيْنَيْكَ؟ فَقَالَ لِاَنَّنَا اُمِرْنَا بِغَسْلِ الْوَجْهِ مَااسْتَطَعْنَا اَنْ نَصِلَ بِالْمَاءِ اِلَى جَمِيعِ اَجْزَاءِ الْوَجْه؟ وَالْعَيْنَانِ هُمَا مِنَ الْوَجْهِ كَمَا اَنَّ الْفَمَ وَالْاَنْفَ مِنَ الْوَجْهِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ بِوُجُوبِ الْمَضْمَضَةِ وَوُجُوبِ الِاسْتِنْشَاق؟ وَهُمَا وَاجِبَانِ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ اَيْضاً عِنْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ اَوِ النّفَاسِ اَوِ الْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ الْحَلَالِ اَوِ الْمُعَاشَرَةِ الْحَرَامِ عَنْ طَرِيقِ الزِّنَا اَوِ اللّوَاطِ اَوْ غَيْرِهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ اَوْ مُمَارَسَةِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ الضَّارَّةِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ اَوِ الْجَنَابَةِ وَهِيَ مَايُسَمَّى بِالِاحْتِلَامِ وَهِيَ الشَّهْوَةُ الْجِنْسِيَّةُ الَّتِي تَخْرُجُ فِي اَحْلَامِ النَّوْمِ مِنَ الصَّبِيٍّ الْبَالِغِ اَوِ الصَّبِيَّةِ الْبَالِغَةِ اَوِ الرَّجُلِ الْعَازِبِ اَوِ الْمَرْاَةِ اَثْنَاءَ النَّوْم؟ وَقَدْ سَاَلَنِي بَعْضُ الْاِخْوَةِ عَنْ هَذِهِ الْمَنَامَاتِ الْجِنْسِيَّةِ اللَّذِيذَةِ الَّتِي يَرَاهَا فِي نَوْمِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّهَا رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ لَكَ وَلِلْمَرْاَةِ حَتَّى لَاتَقَعَا فِي الْحَرَام؟ وَلَا اِثْمَ عَلَيْكَ وَلَاحَرَجَ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُطَاوِعَ الشَّيْطَانَ فِي النَّوْمِ بِشَرْط اَنْ تَنَامَ عَلَى وُضُوءٍ وَعَلَى ذِكْرِ اللهِ وَمِنْهُ اَذْكَارُ مَاقَبْلَ النَّوْم وَاَنْ تُصَلّيَ الْوَتْرَ قَبْلَ اَنْ تَنَام؟ نَعَمْ اَخِي لَا اِثْمَ عَلَيْكَ اِلَّا اِذَا طَاوَعْتَ الشَّيْطَانَ فِي الْيَقَظَةِ وَاَحْلَامِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاث وَمِنْهُمُ النَّائِمُ حَتَّى يَصْحُو( لِاَنَّ النَّوْمَ وَمَايُرَافِقُهُ مِنْ اَحْلَامٍ لَذِيذَةٍ اَوْ مُزْعِجَةٍ؟ فَاِنَّهُ يَاْتِيكَ رَغْماً عَنْكَ وَلَايُمْكِنُكَ التَّحَكُّمُ بِهِ وَلَابِاَحَاسِيسِكَ وَمَشَاعِرِك؟ وَاَمَّا الْيَقَظَةُ فَاِنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُكَ عَلَى مَا اَعْطَاكَ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى ضَبْطِ مَشَاعِرِكَ وَتَحْرِيضِكَ الْجِنْسِي؟ فَاِذَا اَصَرَّ عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ وَاَصَرَّتْ عَلَيْكَ نَفْسُكَ الْاَمَّارَةُ بِالسُّوءِ عَلَى الْوُقُوعِ فِي الْحَرَام؟ فَلَيْسَ اَمَامَكَ اِلَّا اَنْ تَاْخُذَ بِرُخْصَةِ الْاِمَامِ اَحْمَد رَحِمَهُ الله فِي مُمَارَسَةِ الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ الضَّارَّةِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى فَقَطْ لَاغَيْر وَاجْعَلْهَا اَخِي مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الشَّهْرِ فَقَطْ؟ لِاَنَّ ضَرَرَهَا اَخَفّ؟ وَضَرَرُ الْحَرَامِ اَشَدّ؟ وَكَذَلِكَ نَقُولُ لِلْمُدَخِّنِينَ الَّذِينَ لَايَسْتَطِيعُونَ تَرْكَ التَّدْخِينِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ لِاَنَّ اَجْسَامَهُمْ تَعَوَّدَتْ عَلَى هَذِهِ السُّمُومِ وَلَاتَسْتَطِيعُ التَّخَلُّصَ مِنْهَا بِهَذِهِ السُّهُولَةِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا وَقَدْ تَحْتَاجُ اِلَيْهَا مَرَّةً اُخْرَى بِكَمِّيَّاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْ اَجْلِ عِلَاجِ الْاِدْمَانِ عَلَى التَّدْخِين؟ فَكَمَا اَنَّ الدَّوَاءَ يُسْتَخْرَجُ مِنْ سُمِّ الْاَفَاعِي؟ فَاِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ اَيْضاً مِنْ سُمُومِ التَّدْخِين؟ وَلِذَلِكَ اَنْصَحُ الْاِخْوَةَ فِي الْاُرْدُنّ وَغَيْرِهَا قَبْلَ اَنْ يَقُومُوا بِهَذِهِ الْحَمْلَةِ الشَّعْوَاءِ عَلَى الْمُدَخِّنِينَ فِي الْاَمَاكِنِ الْعَامَّة؟ اَنْ يَدْعَمُوا اَوَّلاً الْمَرَاكِزَ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى عِلَاجِ الْاِدْمَانِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ مَادِّيَّةٍ وَمَعْنَوِيَّةٍ وَاَطِبَّاءَ نَفْسِيِّينَ وَصَدْرِيِّينَ وَغَيْرَهُمْ؟ كَمَا وَاَنْصَحُ الْمُدَخِّنِينَ بِالْكَشْفِ الْمُبَكِّرِ الْعَاجِلِ السَّرِيعِ عَنِ السَّرَطَانِ فِي اَجْسَامِهِمْ وَرِئَاتِهِمْ مِنْ مُخَلَّفَاتِ سُمُومِ التَّدْخِينِ مَرَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْاَقَلّ فِي كُلِّ سَنَةٍ حَتَّى وَلَوْ تَرَكُوا التَّدْخِين؟ كَمَا وَاَنْصَحُكَ اَخِي مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْ مَرَضِ السَّرَطَانِ بِالنَّوْمِ الْمُبَكِّرِ مَعَ اِطْفَاءِ الْاَنْوَارِ تَمَاماً؟ لِاَنَّ ذَلِكَ مِنْ اَحْسَنِ الْعِلَاجِ وَاَنْجَعِهِ لِهَذَا الْمَرَضِ الْخَبِيث؟ وَلِذَلِكَ اُوَجِّهُ نِدَائِي اِلَى وَزَارَاتِ الْكَهْرَبَاءِ بِقَطْعِ الْكَهْرَبَاءِ مِنَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ لَيْلاً اِلَى السَّاعَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَ مِنْ اَجْلِ التَّقْنِين لِاَنَّ النَّوْمَ فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ مَعَ اِطْفَاءِ الْاَنْوَارِ تَمَاماً مُفِيدٌ جِدّاً لِمَرْضَى السَّرَطَانِ الْخَبِيث؟ وَهُوَ اَيْضاً مُفِيدٌ جِدّاً مِنْ اَجْلِ الْوِقَايَةِ مِنْهُ لِغَيْرِ الْمَرْضَى كَمَا اَمَرَ بِذَلِكَ رَسُولُ الله؟ كَمَا وَاَنْصَحُكَ اَخِي بِعَدَمِ تَرْكِ التَّدْخِينِ اِذَا قَرَّرَ الْاَطِبَّاءُ اَنَّ تَرْكَهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً فِيهِ خَطَرٌ عَلَى حَيَاتِك؟ لَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَسْاَلَ الطَّبِيبَ الْمُعَالِجَ الْمُخْتَصَّ الْخَبِيرَ بِسُمُومِ التَّدْخِين؟ كَمْ سِيجَارَة اُدَخِّنُ فِي الْيَوْم؟ مَاهُوَ نَوْعُ السَّجَائِرِ اَوِ الْمُعَسَّلِ الَّذِي يُنَاسِبُنِي صِحِّيّاً؟ مَاهُوَ الْوَقْتُ الْمُنَاسِبُ لِلتَّدْخِين؟ هَلْ اُدَخِّنُ بَعْدَ الطَّعَامِ اَوْ قَبْلَ الطَّعَام؟ كَمْ نِسْبَةُ النِّيكُوتِين وَالْقَطِرَان وَبَقِيَّةُ السُّمُومِ الَّتِي تَكْفِينِي يَوْمِيّاً وَلَاتُهَدِّدُ صِحَّتِي؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ ت
G H O S T A H M E D
G H O S T A H M E D
عدد المساهمات : 45060
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 108162
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
مدير مميز
http://www.a-twer.com

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty رد: ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

20/03/14, 03:48 am
طرح في قمة الروعه يسلمو ع هذا الموضوع الجميل
AlFoROoN
AlFoROoN
عدد المساهمات : 438
مصر
ذكر
تاريخ التسجيل : 19/06/2013
نقاط النشاط : 4611
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty رد: ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

01/04/14, 08:08 pm
يسلمو على الموضوع
avatar
روعة المعانى
عدد المساهمات : 3017
االعراق
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 10177
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty رد: ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

02/04/14, 06:38 pm

جزاك الله خير

وبارك الله فيك ونفع بطرحك

وننتظر جديدك وفقك الله

تحياتي
احمد16
احمد16
عدد المساهمات : 293
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4184
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_15

02/04/14, 06:39 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
mrghozzi
mrghozzi
عدد المساهمات : 717
تونس
تاريخ التسجيل : 20/03/2013
تاريخ الميلاد : 12/07/1992
المزاج : :)
نقاط النشاط : 5198
السٌّمعَة : 0
العمر : 32

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty رد: ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم

03/04/14, 07:52 am
طرح رائع 
يعطيك الف عافية 
نترقب المزيد من روائع 
اطروحاتك 
احتراااامي
احمد1
احمد1
عدد المساهمات : 834
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4735
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_4

03/04/14, 12:12 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد2
احمد2
عدد المساهمات : 880
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4773
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_1

03/04/14, 12:17 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد3
احمد3
عدد المساهمات : 784
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4676
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_6

03/04/14, 12:22 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد4
احمد4
عدد المساهمات : 669
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4567
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_20

03/04/14, 12:27 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
G H O S T A H M E D
G H O S T A H M E D
عدد المساهمات : 45060
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 108162
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
مدير مميز
http://www.a-twer.com

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_13

03/04/14, 12:33 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد5
احمد5
عدد المساهمات : 554
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4446
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_21

03/04/14, 12:38 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد6
احمد6
عدد المساهمات : 511
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4406
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_15

03/04/14, 12:43 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد7
احمد7
عدد المساهمات : 479
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4394
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_15

03/04/14, 12:48 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد8
احمد8
عدد المساهمات : 492
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4384
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_7

03/04/14, 03:44 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد9
احمد9
عدد المساهمات : 492
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4387
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_17

03/04/14, 03:49 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد11
احمد11
عدد المساهمات : 488
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4383
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_1

03/04/14, 03:57 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد12
احمد12
عدد المساهمات : 544
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4445
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_2

03/04/14, 04:02 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
احمد13
احمد13
عدد المساهمات : 483
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 28/03/2014
نقاط النشاط : 4374
السٌّمعَة : 0

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_3

03/04/14, 04:07 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
G H O S T A H M E D
G H O S T A H M E D
عدد المساهمات : 45060
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 108162
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
مدير مميز
http://www.a-twer.com

ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم Empty _da3m_10

03/04/14, 04:17 pm
موضوع رائع بوركت
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 4
ماهي بعض الاسباب التي جعلت العلماء يختلفون في بعض مسائل العلم 128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى