كيف نُحيــي قلوبنــا في رمضـــان؟
10/07/13, 04:06 am
24- رمضان
مع القرآن:
مدارسة آيات القرآن تعنى التعرف على الآيات من كل جوانبها من علم وأحكام ومعان إيمانية، وأسبابٍ للنزول، وأعمال تدل عليها..
قال عبد الله بن مسعود: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
فليكن ذلك دأبنا حين نحفظ القرآن.. وليكن لنا في شهر رمضان سورة نبدأ بحفظها بطريقة الصحابة، فنأخذ بضع آيات ونتعلم ما فيها، ونتعرف على الأعمال التي تدل عليها، ولا نتجاوز هذه الآيات إلا إذا قمنا بتنفيذ ما دلت عليه من أعمال.
?الســؤال:في قصة مؤمن آل فرعون في سورة غافر يظهر بوضوح مدى حرص الداعية على قومه وعلى هدايتهم، وخوفه عليهم، واستخدام أساليب الترغيب قبل الترهيب في ذلك.. اذكر ثلاث آيات تؤكد على هذا المعنى مع تعليق مختصر عليها.
العمل الصالح:
كان عمر بن الخطاب يقول: كل يوم يقال: مات فلان بن فلان، ولابد من يوم يقال فيه: مات عمر.
إن أغلب من في القبور قد فاجأه الموت: إما في الطريق وهو يسير، وإما وهو بين أهله وأصحابه، وإما وهو نائم على فراشه، وإما.... ]أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ[[النساء: 78].والسعيد من استعد لهذا اللقاء الحتمي وتجهز له.
فلنفكر في هذا الأمر، ولنبحث عما ينبغي أن نفعله قبل أن يفاجئنا الموت.
25- رمضان
مع القرآن:
ليس هناك تعارض بين مدارسة القرآن وبين التلاوة اليومية، فالتلاوة اليومية هي التي تزيد الإيمان، وتولّد الطاقة وتحيي القلب، والمدارسة تزيد المرء علمًا، وتدله على أعمال صالحة قد تكون غائبة عنه، وأهم ضامن يضمن تنفيذ هذه الأعمال هو وجود الطاقة والقوة الدافعة المتولدة من القراءة اليومية بتفهم وترتيل وتباكٍ.
يقول عبد الله بن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأحدنا يؤتي الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن نقف عليه منها.
?الســؤال:في سورة الشورى تبدو بوضوح مظاهر الإرادة والمشيئة الإلهية الكونية النافذة، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؟ اذكر ثلاثة مظاهر لهذا المعنى مع ذكر الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
لنتذكر من مات من أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا، ونتخيل أمنياتهم لو عادوا للدنيا.. ماذا سيفعلون؟! ونسجل تلك الأمنيات ونحاول أن نقوم بها لأنفسنا حتى لا نندم وقت لا ينفع فيه الندم.
26- رمضان
مع القرآن:
تقول السيدة عائشة: لما نزلت هذه الآية: ]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ[[آل عمران: 190] على النبي صلى الله عليه وسلم، قام يصلى، فأتاه بلال يُؤذنه بالصلاة، فرآه يبكي، فقال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: «يا بلال، أفلا أكون عبداً شكورًا، وما لي لا أبكي وقد نزل علىَّ الليلة ]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ[[آل عمران: 190] ثم قال: «ويل لمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر بها» [رواه ابن حبان].
?الســؤال:في سورة الأحقاف آيات تبين حال نفر من الجن عند استماعهم للقرآن وكيف سارعوا إلى قومهم يصفون لهم القرآن.. اذكر صفتين من هذه الصفات كما بينتها الآيات.
العمل الصالح:
نحتاج دومًا ونحن نسير في هذه الحياة إلى وقفات مع النفس نحاسبها فيها على ما مضى من أعمال.. ونُحصي عليها الذنوب وأوجه التقصير، ثم نسارع بالتوبة إلى الله.
لقد خف الحساب يوم القيامة على قوم دققوا الحساب مع أنفسهم في الدنيا، فلنكن من هؤلاء ولنكثر من تلك الجلسات التي نخلو فيها بأنفسنا لننتزع منها اعترافًا بالتقصير، فمعرفة الداء والاعتراف به نصف الدواء، والندم هو جوهر التوبة.
27- رمضان
مع القرآن:
القرآن أفضل وسيلة تزيد حب الله في القلب.. قال صلى الله عليه وسلم: «ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله، فإن مثل القرآن كمثل جراب مسك أي وقت فتحه فاح ريحه» [رواه الديلمي]
ومما يمكن لحب الله في القلب من خلال القرآن: تتبع الآيات التي تتحدث عن مظاهر حب الله لعباده، والتي تتمثل في توالي نعمه وإمداداته لعباده، وتسخير الكون لهم، وسعة عفوه ورحمته، وحلمه وستره وإمهاله للعصاة، وخطابه الودود المطمئن الذي يخاطب به عباده.
فحبذا لو تتبعنا هذه المظاهر خلال قراءتنا للقرآن، واجتهدنا في تجاوب القلب معها.
?الســؤال:اذكر خمسة من مظاهر حب الله لعباده والآيات الدالة عليها من خلال قراءتك للقرآن.
العمل الصالح:
هناك مجالات كثيرة لمحاسبة النفس تتناول حياة المسلم من جميع جوانبها، علينا أن نقف أمام كل جانب من جوانبها، ونقتبس منها أوجه التقصير لنتداركها.
هذه الجوانب هي:
1- عبادات الجوارح كالصلاة والصيام والأعمال الصالحة البدنية.
2- عبادات القلوب: كالشكر والصبر والرضا.
3- معاصي الجوارح: كالتقصير في الصلاة، وكإطلاق البصر والغيبة والنميمة.
4- معاصي القلوب: كالحسد والغرور والإعجاب بالنفس.
5- حقوق الآخرين: كحق الوالدين والزوجة والأولاد.
28- رمضان
مع القرآن:
يقول الحسن البصري: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من أوله. قال الله تعالى: ]كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ[[ص: 29]، وما تدبُّر آياته إلا اتباعه لعلمه، أما- والله- ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن كله وما أسقطت منه حرفًا.. قد والله قد أسقطه كله، ما رُئي القرآن له في خلق ولا عمل، وإن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة في نَفَس. ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الورعة. متى كان القراء يقولون مثل هذا؟! لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء.
?الســؤال: المعاملة على قدر المعرفة.. هذه القاعدة تظهر بوضوح في تعاملنا مع الله عز وجل، فنحن لا نعامله بما يليق بجلاله لأننا لا نعرفه، اذكر آية من سورة الحشر تؤكد هذا المعنى.
العمل الصالح:
حقيقة الشكر هو الشعور بالامتنان تجاه المنعم.
ولقد أكرمنا الله عز وجل في هذا الشهر وتفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، فإن أردنا أن يزداد شكرنا له سبحانه، فلنبدأ بتذكر نعم الله علينا خلال هذا الشهر، وحبذا لو كتبنا هذه النعم، وأشركنا معنا الزوجة والأولاد.
29- رمضان
مع القرآن:
نزل رجل من العرب على عامر بن ربيعة رضي الله عنه فأكرم عامر مثواه، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء الرجل إليه فقال: إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا، ما في العرب أفضل منه، ولقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك. فقال عامر: لا حاجة لي في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا ]اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ[[الأنبياء:1] .. هكذا كان تعاملهم مع القرآن.. وهكذا كان فعل القرآن فيهم.
?الســؤال:في سورة المُلك هناك آيات كثيرة تعرفنا بالله عز وجل وأنه على كل شيء قدير.. اذكر ثلاثة مظاهر تؤكد هذا المعنى مع الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
من صور الشكر: سجود الشكر والثناء على الله وشكره على نِعمه التي أنعم بها علينا، ومن صور الشكر كذلك: الإكثار من حمد الله، وكذلك إخراج زكاة الفطر امتنانًا لله الذي يسر لنا الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة التي قمنا بها.
30- رمضان
مع القرآن:
لنستمر في قراءة القرآن بعد رمضان بنفس الطريقة التي كنا نفعلها في رمضان، فالقرآن هو غيث قلوبنا، فإن أردنا لتلك القلوب حياة حقيقية فما علينا إلا أن نجعلها تتعرض دومًا لهذا الغيث المبارك.
جاء في الحديث: «مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث، بينما الأرض ميتة هامدة، إذ أرسل الله عليها الغيث فاهتزت، ثم يرسل الوابل فتهتز وتربو، ثم لا يزال يرسل أودية حتى تبذر وتنبت ويزهو نباتها، ويُخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس والبهائم، وكذلك فعل هذا القرآن بالناس» كل ذلك أخي الحبيب سيتحقق بمشيئة الله إن أحسنا التعامل مع القرآن، وأكثرنا من اللقاء به.
?الســؤال: قال تعالى: ]إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ` لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ[[التكوير: 27، 28] في هاتين الآيتينعدة صفات للقرآن وكذلك شرط أساس من شروط الانتفاع به.. وضح ذلك؟!
العمل الصالح:
الإكثار من الاستغفار.. فلعلنا نكون قد أُعجبنا ببعض أعمالنا خلال هذا الشهر، ولعلنا نكون قد قصرنا في بعض الأعمال، ولعلنا نكون قد ظننا خيرًا في أنفسنا ونسينا أن الله عز وجل هو سبب كل خير قمنا به.
ولنتذكر أن الاستغفار بعد الطاعة هو دأب الصالحين ]ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ[[البقرة: 199].
أما بعد..
أخي..
إن كان رمضان قد مضى فإن الله معنا في رمضان وفي غير رمضان ]وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى[[طه: 73].. وإن كان رمضان قد مضى فإن القرآن مازال بين أيدينا، ولعل أهم ما قصدت إليه هذه الورقات هو أن نتعامل مع القرآن تعاملاً جديدًا يجعلنا نتذوق حلاوة الإيمان من خلاله، لتبقى هذه الحلاوة أكبر عِوض لنا عن غياب رمضان فلنداوم على القراءة اليومية للقرآن- مهما كانت ظروفنا- وذلك بتفهُّم، وتباكٍ، وترتيل- كما تعودنا في رمضان-، ولنردد الآية التي تجاوبت معها مشاعرنا لنزداد بها إيماناً، فيستمر تيار الحياة في التدفق لقلوبنا، ونستمر في السير إلى الله بتلك القلوب الحية ]وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى[[النجم: 42].
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
([1]) الحُشَّ: هو المكان الذي تجتمع فيه القاذورات والأنجاس.
([2]) المقصود من مسجد البيت: المكان الذي تخصصه الأخت للصلاة فيه، وحبذا لو كان مكانًا ثابتًا يكفي لصلاتها.
مع القرآن:
مدارسة آيات القرآن تعنى التعرف على الآيات من كل جوانبها من علم وأحكام ومعان إيمانية، وأسبابٍ للنزول، وأعمال تدل عليها..
قال عبد الله بن مسعود: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
فليكن ذلك دأبنا حين نحفظ القرآن.. وليكن لنا في شهر رمضان سورة نبدأ بحفظها بطريقة الصحابة، فنأخذ بضع آيات ونتعلم ما فيها، ونتعرف على الأعمال التي تدل عليها، ولا نتجاوز هذه الآيات إلا إذا قمنا بتنفيذ ما دلت عليه من أعمال.
?الســؤال:في قصة مؤمن آل فرعون في سورة غافر يظهر بوضوح مدى حرص الداعية على قومه وعلى هدايتهم، وخوفه عليهم، واستخدام أساليب الترغيب قبل الترهيب في ذلك.. اذكر ثلاث آيات تؤكد على هذا المعنى مع تعليق مختصر عليها.
العمل الصالح:
كان عمر بن الخطاب يقول: كل يوم يقال: مات فلان بن فلان، ولابد من يوم يقال فيه: مات عمر.
إن أغلب من في القبور قد فاجأه الموت: إما في الطريق وهو يسير، وإما وهو بين أهله وأصحابه، وإما وهو نائم على فراشه، وإما.... ]أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ[[النساء: 78].والسعيد من استعد لهذا اللقاء الحتمي وتجهز له.
فلنفكر في هذا الأمر، ولنبحث عما ينبغي أن نفعله قبل أن يفاجئنا الموت.
25- رمضان
مع القرآن:
ليس هناك تعارض بين مدارسة القرآن وبين التلاوة اليومية، فالتلاوة اليومية هي التي تزيد الإيمان، وتولّد الطاقة وتحيي القلب، والمدارسة تزيد المرء علمًا، وتدله على أعمال صالحة قد تكون غائبة عنه، وأهم ضامن يضمن تنفيذ هذه الأعمال هو وجود الطاقة والقوة الدافعة المتولدة من القراءة اليومية بتفهم وترتيل وتباكٍ.
يقول عبد الله بن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأحدنا يؤتي الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن نقف عليه منها.
?الســؤال:في سورة الشورى تبدو بوضوح مظاهر الإرادة والمشيئة الإلهية الكونية النافذة، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؟ اذكر ثلاثة مظاهر لهذا المعنى مع ذكر الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
لنتذكر من مات من أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا، ونتخيل أمنياتهم لو عادوا للدنيا.. ماذا سيفعلون؟! ونسجل تلك الأمنيات ونحاول أن نقوم بها لأنفسنا حتى لا نندم وقت لا ينفع فيه الندم.
26- رمضان
مع القرآن:
تقول السيدة عائشة: لما نزلت هذه الآية: ]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ[[آل عمران: 190] على النبي صلى الله عليه وسلم، قام يصلى، فأتاه بلال يُؤذنه بالصلاة، فرآه يبكي، فقال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: «يا بلال، أفلا أكون عبداً شكورًا، وما لي لا أبكي وقد نزل علىَّ الليلة ]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ[[آل عمران: 190] ثم قال: «ويل لمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر بها» [رواه ابن حبان].
?الســؤال:في سورة الأحقاف آيات تبين حال نفر من الجن عند استماعهم للقرآن وكيف سارعوا إلى قومهم يصفون لهم القرآن.. اذكر صفتين من هذه الصفات كما بينتها الآيات.
العمل الصالح:
نحتاج دومًا ونحن نسير في هذه الحياة إلى وقفات مع النفس نحاسبها فيها على ما مضى من أعمال.. ونُحصي عليها الذنوب وأوجه التقصير، ثم نسارع بالتوبة إلى الله.
لقد خف الحساب يوم القيامة على قوم دققوا الحساب مع أنفسهم في الدنيا، فلنكن من هؤلاء ولنكثر من تلك الجلسات التي نخلو فيها بأنفسنا لننتزع منها اعترافًا بالتقصير، فمعرفة الداء والاعتراف به نصف الدواء، والندم هو جوهر التوبة.
27- رمضان
مع القرآن:
القرآن أفضل وسيلة تزيد حب الله في القلب.. قال صلى الله عليه وسلم: «ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله، فإن مثل القرآن كمثل جراب مسك أي وقت فتحه فاح ريحه» [رواه الديلمي]
ومما يمكن لحب الله في القلب من خلال القرآن: تتبع الآيات التي تتحدث عن مظاهر حب الله لعباده، والتي تتمثل في توالي نعمه وإمداداته لعباده، وتسخير الكون لهم، وسعة عفوه ورحمته، وحلمه وستره وإمهاله للعصاة، وخطابه الودود المطمئن الذي يخاطب به عباده.
فحبذا لو تتبعنا هذه المظاهر خلال قراءتنا للقرآن، واجتهدنا في تجاوب القلب معها.
?الســؤال:اذكر خمسة من مظاهر حب الله لعباده والآيات الدالة عليها من خلال قراءتك للقرآن.
العمل الصالح:
هناك مجالات كثيرة لمحاسبة النفس تتناول حياة المسلم من جميع جوانبها، علينا أن نقف أمام كل جانب من جوانبها، ونقتبس منها أوجه التقصير لنتداركها.
هذه الجوانب هي:
1- عبادات الجوارح كالصلاة والصيام والأعمال الصالحة البدنية.
2- عبادات القلوب: كالشكر والصبر والرضا.
3- معاصي الجوارح: كالتقصير في الصلاة، وكإطلاق البصر والغيبة والنميمة.
4- معاصي القلوب: كالحسد والغرور والإعجاب بالنفس.
5- حقوق الآخرين: كحق الوالدين والزوجة والأولاد.
28- رمضان
مع القرآن:
يقول الحسن البصري: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من أوله. قال الله تعالى: ]كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ[[ص: 29]، وما تدبُّر آياته إلا اتباعه لعلمه، أما- والله- ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن كله وما أسقطت منه حرفًا.. قد والله قد أسقطه كله، ما رُئي القرآن له في خلق ولا عمل، وإن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة في نَفَس. ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الورعة. متى كان القراء يقولون مثل هذا؟! لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء.
?الســؤال: المعاملة على قدر المعرفة.. هذه القاعدة تظهر بوضوح في تعاملنا مع الله عز وجل، فنحن لا نعامله بما يليق بجلاله لأننا لا نعرفه، اذكر آية من سورة الحشر تؤكد هذا المعنى.
العمل الصالح:
حقيقة الشكر هو الشعور بالامتنان تجاه المنعم.
ولقد أكرمنا الله عز وجل في هذا الشهر وتفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، فإن أردنا أن يزداد شكرنا له سبحانه، فلنبدأ بتذكر نعم الله علينا خلال هذا الشهر، وحبذا لو كتبنا هذه النعم، وأشركنا معنا الزوجة والأولاد.
29- رمضان
مع القرآن:
نزل رجل من العرب على عامر بن ربيعة رضي الله عنه فأكرم عامر مثواه، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء الرجل إليه فقال: إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا، ما في العرب أفضل منه، ولقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك. فقال عامر: لا حاجة لي في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا ]اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ[[الأنبياء:1] .. هكذا كان تعاملهم مع القرآن.. وهكذا كان فعل القرآن فيهم.
?الســؤال:في سورة المُلك هناك آيات كثيرة تعرفنا بالله عز وجل وأنه على كل شيء قدير.. اذكر ثلاثة مظاهر تؤكد هذا المعنى مع الآيات الدالة عليها.
العمل الصالح:
من صور الشكر: سجود الشكر والثناء على الله وشكره على نِعمه التي أنعم بها علينا، ومن صور الشكر كذلك: الإكثار من حمد الله، وكذلك إخراج زكاة الفطر امتنانًا لله الذي يسر لنا الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة التي قمنا بها.
30- رمضان
مع القرآن:
لنستمر في قراءة القرآن بعد رمضان بنفس الطريقة التي كنا نفعلها في رمضان، فالقرآن هو غيث قلوبنا، فإن أردنا لتلك القلوب حياة حقيقية فما علينا إلا أن نجعلها تتعرض دومًا لهذا الغيث المبارك.
جاء في الحديث: «مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث، بينما الأرض ميتة هامدة، إذ أرسل الله عليها الغيث فاهتزت، ثم يرسل الوابل فتهتز وتربو، ثم لا يزال يرسل أودية حتى تبذر وتنبت ويزهو نباتها، ويُخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس والبهائم، وكذلك فعل هذا القرآن بالناس» كل ذلك أخي الحبيب سيتحقق بمشيئة الله إن أحسنا التعامل مع القرآن، وأكثرنا من اللقاء به.
?الســؤال: قال تعالى: ]إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ` لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ[[التكوير: 27، 28] في هاتين الآيتينعدة صفات للقرآن وكذلك شرط أساس من شروط الانتفاع به.. وضح ذلك؟!
العمل الصالح:
الإكثار من الاستغفار.. فلعلنا نكون قد أُعجبنا ببعض أعمالنا خلال هذا الشهر، ولعلنا نكون قد قصرنا في بعض الأعمال، ولعلنا نكون قد ظننا خيرًا في أنفسنا ونسينا أن الله عز وجل هو سبب كل خير قمنا به.
ولنتذكر أن الاستغفار بعد الطاعة هو دأب الصالحين ]ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ[[البقرة: 199].
أما بعد..
أخي..
إن كان رمضان قد مضى فإن الله معنا في رمضان وفي غير رمضان ]وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى[[طه: 73].. وإن كان رمضان قد مضى فإن القرآن مازال بين أيدينا، ولعل أهم ما قصدت إليه هذه الورقات هو أن نتعامل مع القرآن تعاملاً جديدًا يجعلنا نتذوق حلاوة الإيمان من خلاله، لتبقى هذه الحلاوة أكبر عِوض لنا عن غياب رمضان فلنداوم على القراءة اليومية للقرآن- مهما كانت ظروفنا- وذلك بتفهُّم، وتباكٍ، وترتيل- كما تعودنا في رمضان-، ولنردد الآية التي تجاوبت معها مشاعرنا لنزداد بها إيماناً، فيستمر تيار الحياة في التدفق لقلوبنا، ونستمر في السير إلى الله بتلك القلوب الحية ]وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى[[النجم: 42].
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
([1]) الحُشَّ: هو المكان الذي تجتمع فيه القاذورات والأنجاس.
([2]) المقصود من مسجد البيت: المكان الذي تخصصه الأخت للصلاة فيه، وحبذا لو كان مكانًا ثابتًا يكفي لصلاتها.
رد: كيف نُحيــي قلوبنــا في رمضـــان؟
10/07/13, 05:18 am
اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا لكلماتكِ الراقية
حروفكِ عندما تصافـح شرفـات البـوح ...
تتـسـاقـط ابــداعـا وشــهــدا..
وتتغنى السطور كشدو عصافير ..
دمتِ بصحة وسعاده
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى