سيدنا أدم عليه السلام (أبو الأنبياء) النسخة (1)
28/04/13, 07:56 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ نجدد ذاكرتنا ونعيش التسلسل الزمني
مع اول الانبياء وابو الانبياء أدم عليه السلام
سيدنا أدم
عليه السلام (أبو الأنبياء) النسخة (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ نجدد ذاكرتنا ونعيش التسلسل الزمني
مع اول الانبياء وابو الانبياء أدم عليه السلام
سيدنا أدم
عليه السلام (أبو الأنبياء) النسخة (1)
مقدمة تمهيدية
انصرفت مشيئة الله تعالى إلى خلق آدم.. قال الله تعالى
وتبارك للملائكةإِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةًاختلف الناس في معنى خلافة آدم.. فمن قائل إنه خليفة لجنس سبقعلى الأرض، وكان هذا الجنس
يفسد فيها ويسفك الدماء.. ومن قائل إنه كان خليفة للهتعالى، بمعنى أنه خليفة في
إمضاء أحكامه وأوامره، لأنه أول رسول إلى الأرض.. وهذاما نعتقده.سأل أبو ذر رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-، عنآدم: أنبيا كان مرسلا؟ قال: نعم.. قيل: لمن كان رسولا ولم يكن في
الأرض أحد؟ قال: كان رسولا إلى أبنائ.
يبين لنا الله تعالى بداية الأمر بقولهجل من قائل:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّيجَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَاوَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيأَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
وهذه آراء بعض المفسرين في هذهالآية:.
قال تفسير المنار: إن هذه الآيات من
المتشابهاتالتي لا يمكن حملها على
ظاهرها، لأنها بحسب قانون التخاطب إما استشارة من اللهتعالى، وذلك محال عليه
تعالى. وإما إخبار منه سبحانه للملائكة واعتراض منهم وجدال،وذلك لا يليق بالله تعالى
ولا بملائكته، واقترح صرف معنى القصة لشيءآخر.
وقال تفسير الجامع لأحكام
القرآن: إن الله تعالى كان قدأخبر ملائكته أنه إذا جعل
في الأرض خلقا أفسدوا وسفكوا الدماء، وحين قالتعالىإِنِّي جَاعِلٌ فِي
الأَرْضِ خَلِيفَةًقالوا أهذا هو الخليفة الذي حدثتنا عن إفساده في الأرض وسفكهللدماء، أم خليفة غيره؟
وقال تفسير "في ظلال القرآن": إن الملائكة بفطرتهم البريئةالتي لا تتصور إلا الخير
والنقاء قد حسبوا أن التسبيح بحمد الله وتقديسه هو الغايةالمطلقة للوجود، وهذه
الغاية متحققة بوجودهم هم، وسؤالهم يصور دهشتهم ولا يعبر عناعتراض من أي نوع.
رأينا كيف اجتهد كل واحد من
المفسرين لكشفالحقيقة. فكشف الله لكل واحد فيهم عمقا منها.. وإنما أوقع في
الحيرة عمق القرآن.. وتقديم القصة بأسلوب
الحوار، وهو أسلوب بالغ التأثير والنفاذ. إن الله تعالى يحكيلنا القصة بأسلوب الحوار،
وليس من الضروري أن تكون قد وقعت بنفس هذا الأسلوب.. ألاترى أن الله تعالى يقول في
سورة (فصلت)
(ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )
هل يتصور أحد من الناس أن الله عز وجل قد خاطب السماء والأرض، وردت عليه السماء والأرض ووقع
بينهما هذا الحوار..؟
إنما يأمر الله تعالى السماء والأرض فتطيع السماء
والأرض. وإنما صور الله ما حدث بأسلوب الحوار لتثبيته في الذهن، وتأكيد معناه وإيضاحه
إخبار الله
تبارك وتعالى الملائكة بخلق أدم :.
لذلك نرى أن الله تعالى حين قرر خلق آدم، حدث ملائكته من باب إعلامهم كي يسجدوا
له، لا من باب أخذ رأيهم أو استشارتهم.. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. حدثهم
الله تعالى أنه سيجعل في الأرض خليفة، وأن هذا الخليفة ستكون له ذرية وأحفاد، وأن
أحفاده وذريته سيفسدون في الأرض، ويسفكون فيها الدماء. وقامت الحيرة في نفوس الملائكة
الأطهار. إنهم يسبحون بحمد الله، ويقدسون له.. والخليفة المختار لن يكون منهم، فما
هو السر في ذلك؟ ما هي حكمة الله تبارك وتعالى في الأمر؟ لم تستمر حيرة الملائكة وتشوقهم
إلى شرف الخلافة في الأرض ودهشتهم من تشريف آدم بها، لم يستمر هذا الحوار الداخلي طويلا.. ثم ردهم إلى اليقين
والتسليم قوله تعالى) :- (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
وبهذه الإشارة إلى علمه المحيط
وعلمهم القاصر عاد التسليم واليقين.
نستبعد وقوع الحوار بين الله تعالى وملائكته تنزيها لله، وإكبارا لملائكته.. ونعتقد
أن الحوار قام في نفوس الملائكة لحمل شرف الخلافة في الأرض.. ثم أعلمهم الله تعالى أن طبيعتهم ليست مهيأة لذلك ولا
ميسرة له. إن التسبيح بحمد الله وتقديسه
هو أشرف شيء في الوجود ولكن الخلافة في الأرض لا تقوم بذلك وحده، إنما هي تحتاج
إلى طبيعة أخرى. طبيعة تبحث عن المعرفة وتجوز عليها الأخطاء.
يتبع ~
رد: سيدنا أدم عليه السلام (أبو الأنبياء) النسخة (1)
28/04/13, 07:57 pm
هذه الحيرة أو هذه الدهشة أو هذا الاستشراف.. هذاالحوار الداخلي الذي ثار في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم..
هذا كله يجوزعلى الملائكة، ولا ينقص من
أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له،وتكريمه لهم، لا يزيدون
على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفونحكمته الخافية، وغيبه
المستور، وتدبيره في الخفاء، ولا يعرفون حكمته العليا وأسبابتحقيقها في الأشياء.
ولسوف تفهم الملائكة فيما بعد أن آدم نوعجديد من المخلوقات، فهو
يختلف عنهم في أن عمله لن يكون تسبيح الله وتقديسه، ولنيكون مثل حيوانات الأرض
وكائناتها، يقتصر وجوده على سفك الدماء والإفساد فيها.. إنما سيكون آدم نوعا جديدا
من المخلوقات. وستتحقق بوجوده حكمة عليا لا يدريها أحدغير الله. وتلك حكمة
المعرفة.. قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )قرأها ابن عباس "إلاليعرفون".. فكأن
المعرفة هدف النوع الإنساني وغاية وجوده. وسوف يبين لنا اللهبأسلوب الحوار كيف كان ذلك .
ولعل اجمل اقتراب من تفسير هذهالآيات كلمة الشيخ محمد
عبده.. "إن الحوار في الآيات شأن من
شئون الله تعالى معملائكته.. صوره لنا في هذه القصة بالقول والمراجعة والسؤال
والجواب، ونحن لا نعرفحقيقة ذلك القول، ولكننا نعلم أنه ليس كما يكون منا نحنالبشر.."
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدرالله سبحانه وتعالى أمره
إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخفيه من روحه فيجب على
الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجودعبادة، لأن سجود العبادة
لا يكون إلا لله وحده.. قال تعالى(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌبَشَرًا مِن طِينٍ (71)
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوالَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّاإِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ )
طريقة خلق أدم عليه السلام والبشر :.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب
الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر، ولهذا يجيء الناسألوانا مختلفة.. ومزج الله
تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفنالطين وانبعثت له رائحة..
وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟ من هذاالصلصال خلق الله تعالى
آدم.. سواه بيديه سبحانه، ونفخ فيه من روحه سبحانه.. فتحركجسد آدم ودبت فيه الحياة..
فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له.. ما عداواحدا يقف هناك.. لم يكن آدم
قد عرف أي نوع من المخلوقات هذا الذي لم يسجد له.. لميكن يعرف اسمه.. كان إبليس
يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم.. كان من الجن.. والمفروض، بوصفه أقل من
الملائكة، أن تنطبق عليه الأوامر التي تصدر لهم.
هذا كله يجوزعلى الملائكة، ولا ينقص من
أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له،وتكريمه لهم، لا يزيدون
على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفونحكمته الخافية، وغيبه
المستور، وتدبيره في الخفاء، ولا يعرفون حكمته العليا وأسبابتحقيقها في الأشياء.
ولسوف تفهم الملائكة فيما بعد أن آدم نوعجديد من المخلوقات، فهو
يختلف عنهم في أن عمله لن يكون تسبيح الله وتقديسه، ولنيكون مثل حيوانات الأرض
وكائناتها، يقتصر وجوده على سفك الدماء والإفساد فيها.. إنما سيكون آدم نوعا جديدا
من المخلوقات. وستتحقق بوجوده حكمة عليا لا يدريها أحدغير الله. وتلك حكمة
المعرفة.. قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )قرأها ابن عباس "إلاليعرفون".. فكأن
المعرفة هدف النوع الإنساني وغاية وجوده. وسوف يبين لنا اللهبأسلوب الحوار كيف كان ذلك .
ولعل اجمل اقتراب من تفسير هذهالآيات كلمة الشيخ محمد
عبده.. "إن الحوار في الآيات شأن من
شئون الله تعالى معملائكته.. صوره لنا في هذه القصة بالقول والمراجعة والسؤال
والجواب، ونحن لا نعرفحقيقة ذلك القول، ولكننا نعلم أنه ليس كما يكون منا نحنالبشر.."
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدرالله سبحانه وتعالى أمره
إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخفيه من روحه فيجب على
الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجودعبادة، لأن سجود العبادة
لا يكون إلا لله وحده.. قال تعالى(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌبَشَرًا مِن طِينٍ (71)
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوالَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّاإِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ )
طريقة خلق أدم عليه السلام والبشر :.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب
الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر، ولهذا يجيء الناسألوانا مختلفة.. ومزج الله
تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفنالطين وانبعثت له رائحة..
وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟ من هذاالصلصال خلق الله تعالى
آدم.. سواه بيديه سبحانه، ونفخ فيه من روحه سبحانه.. فتحركجسد آدم ودبت فيه الحياة..
فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له.. ما عداواحدا يقف هناك.. لم يكن آدم
قد عرف أي نوع من المخلوقات هذا الذي لم يسجد له.. لميكن يعرف اسمه.. كان إبليس
يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم.. كان من الجن.. والمفروض، بوصفه أقل من
الملائكة، أن تنطبق عليه الأوامر التي تصدر لهم.
- ملك الاحساس
- عدد المساهمات : 1502
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
تاريخ الميلاد : 18/12/1987
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 5975
السٌّمعَة : 0
العمر : 36
رد: سيدنا أدم عليه السلام (أبو الأنبياء) النسخة (1)
01/05/13, 01:14 am
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا وَالْآخــــرَّة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى