هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
رودى رودى
عدد المساهمات : 37
مصر
انثى
تاريخ التسجيل : 02/09/2012
نقاط النشاط : 4547
السٌّمعَة : 0

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Empty لغة الأشياء في القرآن الكريم

02/04/13, 08:51 pm

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Basmla

الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات

أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله

واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات

والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات

وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا

أما بعد :

فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،

وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار

ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ

ثم أما بعد :

تحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستار تايمز وبالأخص منتدانا الحبيب

~ منتدى القرآن الكريم ~







 لغة الأشياء في القرآن الكريم A44c





[b]لغة الأشياء في القرآن الكريم





يتحدث القرآن
الكريم عن لغة الموجودات وشعورها وعبادتها ووظائفها، سواء كانت حيّة أو
ميتة. ونقف في هذا الصدد على الآيات التي تتحدث عن الأشياء من غير الملائكة
ونقارنها مع الإنسان.

1. السموات والأض

كانت السموات والأرض ملتصقة بعضها ببعض فانفصلت بانفجار كبير كما أخبرنا الله تعالى عن ذلك بقوله: «أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا
رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
» (الأنبياء، 21 / 30).

1. 1. عهد السموات والأرض إلى الله

وقد قال الله تعالى بعد أن خلق الأرض: « قُلْ
أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا
أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ.
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ
سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»
(فصلت، 41 / 9-12).

وحين تكمل السموات مهمتها تنفجر وتحدث فيها التغيرات. كما أخبرنا الله تعالى عن ذلك بقوله: «إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ. وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ.
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ. وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
» (الانشقاق، 84 / 1-5).

1. 2. تلقي السموات والأرض الأمر من الله تعالى

وفي طوفان نوح قال الله تعال: «وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ
وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا
لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
» (هود، 11 / 44).

وحين أراد النمرود القاء إبراهيم عليه السلام في النار قال الله تعالى للنار: « يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ» (الأنبياء، 21 / 69).

1. 3. حزن السموات والأرض

إنّ السموات والأرض تتأثر من سلوك الناس. قال الله تعالى: « وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا. تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا. وَمَا يَنْبَغِي
لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا
» (مريم، 19 / 88-92).

ومعاقبة المجرمين لا يؤثر على السموات والأرض، كما نفهم ذلك من الآيات التالية قال الله تعالى: « وَلَقَدْ
فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ. أَنْ
أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. وَأَنْ
لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. وَإِنِّي
عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ. وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا
لِي فَاعْتَزِلُونِ. فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ.
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ. وَاتْرُكِ الْبَحْرَ
رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ. كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ.وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا
فَاكِهِينَ. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ. فَمَا بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ
» (الدخان، 44 / 17-29).

1. 4. الجبال والأحجار

قال الله تعالى: « ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ
أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ
الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ
بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
» (البقرة، 2 / 74).

وقال تعالى: «لَوْ
أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(الحشر، 59 / 21).

2. عالم الطيور

الطيور
هي مخلوقات تطير في جو السماء. وتدخل النّملة تحت مسمى الطير؛ لأنه يمكنها
أن تطير. وقد عرف سليمان عليه السلام لغة الطير، وقد أخبرنا القرآن عن ذلك
بقول الله تعالى:

« وَحُشِرَ
لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا
مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا
تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ
مِنَ الْغَائِبِينَ. لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ
لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. فَمَكَثَ غَيْرَ
بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ
بِنَبَإٍ يَقِينٍ. إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا
يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ. أَلَّا
يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. قَالَ سَنَنْظُرُ
أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا
فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا
يَرْجِعُونَ. قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ
كِتَابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ.
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ
قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ
» (النمل، 27 / 17-32).

3. عبادة الأشياء

ما من شيء في الكون إلا وهو يسبح الله تعالى. قال الله تعالى: « تُسَبِّحُ
لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
» (الإسراء، 17 / 44).

والطيور
تختلف عن الأشياء، وهي تصلي مع التسبيح مثل الموجودات العاقلة. فكلمة
الصلاة تأتي في القرآن الكريم بمعنى الدعاء. قال الله تعالى: « أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ
» (النور، 24 / 41).

4. حديث الأرض يوم القيامة

تتحدث الأرض يوم القيامة وتخبر ما فيها من المعلومات. قال الله تعالى: « إِذَا
زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا.
وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا. يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا.
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا
» (الزلزلة، 99 /1-5).

5. الإنسان والأشياء

وقد خلق الله السموات والأرض ثم قال للسماوات والأرض «ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا» قالتا «أَتَيْنَا طَائِعِينَ».[1]
ولم يكن بإمكانهما إلا أن تقولا أتينا طائعين. لذا لو حمل الله تعالى
الأمانة (أي إطاعة أمره والعمل حسب ما أوحى في كتابه) على السموات والأرض
فلم يكن لهما سوى امتثال الأمر؛ لأنها مسيرة لا مخيرة. وقد أخبرنا الله
تعالى عنه في سورة الحشر حيث قال: «لَوْ أَنْزَلْنَا
هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ
» (الحشر، 59 / 21).

فلا يمكن الحديث عن
عصيان السماوات والأرض، لأنها لا تستطيعان ذلك. ولكن الإنسان مختلف؛ فلديه
من القوة والإرادة ما يمكنه من أن يكون طائعا أو عاصيا، فيثاب على طاعته
ويعاقب على عصيانه. قال الله تعالى: «إِنَّا
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ
سَمِيعًا بَصِيرًا. إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا
وَإِمَّا كَفُورًا
» (الإنسان، 76 / 3).

وقد خلق الله
الإنسان وأعطاه الحرية والقدرة على الإختيار، فيختار الكفر أو الإيمان. فلا
يتحقق معنى الإبتلاء والإمتحان إلا بحرية الإنسان وقدرته على الإختيار؛
لأنه يختلف عن المخلوقات الأخرى مثل السماوات والأرض. فالإنسان إذا أراد
الخروج من أمر الله فله ذلك؛ لأنّ الإيمان لا يُقبل من الإنسان إلا أن يكون
باختياره ومن صميم قلبه. قال الله تعالى في كتابه الكريم: « إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
» (الأحزاب، 33 / 72).

وكلمة
"الجهل" في الآية ليست ضد العلم بل هو وصف الشخص الذي لم يكن سلوكه منطبقا
مع علمه.[2] والحقيقة أنّ الإنسان ليس ظالما ولا جاهلا بطبعه، ولكنّه يضع
نفسه في حالة الجهل. لأنه لو كان ظالما وجاهلا لما حمّله الله تعالى
الأمانة. قال الله تعالى: « إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا
حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ
نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
» (النساء، 4 / 58).

والآية الثالثة والسبعون من سورة الأحزاب تزيد الموضوع وضوحا. قال تعالى: «لِيُعَذِّبَ
اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ
وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
» (الأحزاب، 33 / 73).

النّفاق
والشرك في الآية بمعنى الجهل والظلم. وهما يحدثان نتيجة فساد الفطرة.
فالفطرة؛ هي التي يجب أن تُتَّبع. وهي النظام الإلهي والبنية الأساسية التي
تدل على الخلقة والتغير والتطور والمبدأ والنظام. وعليها بُني نظامُ
السماوات والأرض والبشر والحيوان والنبات وغيرها من الموجودات، أي أنّها
المحرك الأساسي للكون. والآيات التي يراها الإنسان في الأنفس والآفاق هي
آيات الفطرة، و بمعنى آخر هي الآيات الكونية. فالقرآن هو آيات الله
المسطورة في المصحف، كما أن الفطرة، آيات الله المنثورة في الآفاق والأنفس.
من أجل ذلك يمكننا أن نقول إن السعي في إفساد الفطرة هو سعي في إفساد
قوانين الله في الكون. ومن فعل ذلك فإنّ الله يعذبه في الدنيا والآخرة. قال
الله تعالى: « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
» (الروم، 30 / 41).
Amiir
Amiir
عدد المساهمات : 3023
المغرب
ذكر
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
تاريخ الميلاد : 24/06/1998
المزاج : عبقري
نقاط النشاط : 17863
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
مدير مميز

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Empty رد: لغة الأشياء في القرآن الكريم

02/04/13, 08:57 pm
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
عاشق الاحزان
عاشق الاحزان
عدد المساهمات : 1117
السودان
تاريخ التسجيل : 01/04/2013
تاريخ الميلاد : 18/03/1998
المزاج : حالة حب
نقاط النشاط : 15554
السٌّمعَة : 0
العمر : 26

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Empty رد: لغة الأشياء في القرآن الكريم

03/04/13, 12:04 am
يسلموووووو جازكي الله خيرا
AmEr DeSiGN
AmEr DeSiGN
عدد المساهمات : 2451
سوريا
ذكر
تاريخ التسجيل : 14/09/2012
تاريخ الميلاد : 18/09/1999
المزاج : عسل
نقاط النشاط : 7243
السٌّمعَة : 0
العمر : 25
مدير مميز

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Empty رد: لغة الأشياء في القرآن الكريم

04/04/13, 04:48 am
شكرا لك
Amiir
Amiir
عدد المساهمات : 3023
المغرب
ذكر
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
تاريخ الميلاد : 24/06/1998
المزاج : عبقري
نقاط النشاط : 17863
السٌّمعَة : 0
العمر : 26
مدير مميز

 لغة الأشياء في القرآن الكريم Empty رد: لغة الأشياء في القرآن الكريم

03/05/13, 01:25 am
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى