صدمة في أسبانيا بسبب النتائج الهزيلة لأنديتها على الساحة الأوروبية

حالة من الوجوم والشعور بالصدمة سيطرت على كرة القدم الأسبانية اليوم الجمعة بعد النتائج الهزيلة لفرقها في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي خلال الأيام الماضية.

وحققت الفرق الأسبانية الست ، التي تشارك في بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي ، انتصارين فقط مقابل تعادل واحد وثلاث هزائم.

و تحت قيادة المدرب المساعد خوردي رورا ، سقط برشلونة متصدر الدوري الأسباني والذي قاد صحوة الكرة الأسبانية في السنوات القليلة الماضية ، في فخ الهزيمة صفر/2 أمام مضيفه ميلان يوم الأربعاء الماضي في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

كما خسر مالاجا أمام مضيفه بورتو البرتغالي صفر/1 يوم الثلاثاء في البطولة نفسها بعدما خسر بلنسية أمام ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي 1/2 في الأسبوع الماضي الذي شهد أيضا تعادل ريال مدريد مع ضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي 1/1 في دوري الأبطال أيضا.

وما ضاعف من أوجاع وجراح الكرة الأسبانية في هذه الفترة هو الخروج المبكر لأتلتيكو مدريد من رحلة الدفاع عن لقبه ببطولة الدوري الأوروبي حيث خسر 1/2 في مجموع المباراتين أمام روبن كازان الروسي في دور ال32 للمسابقة رغم فوز أتلتيكو 1/صفر في لقاء الإياب أمس الخميس بالعاصة الروسية موسكو.

ولم تكن النتائج هي السبب الوحيد وراء حالة الصدمة والشك ولكن السبب يمتد أيضا إلى مستوى الأداء الذي قدمته الفرق الأسبانية في هذه المرحلة من البطولتين الأوروبيتين.

وتميزت الفرق الأسبانية في السنوات القليلة الماضية بالتفاؤل والانفتاح والنزعة الهجومية ولكنها بدت في الأيام العشرة الماضية ضعيفة في الناحية الهجومية كما افتقدت للدقة في أداء خط الوسط وللتنظيم الدفاعي.

وجاء العزاء الوحيد للكرة الأسبانية عبر ليفانتي ، الذي يشارك في البطولات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه ، حيث أطاح بأولمبياكوس اليوناني من دور ال32 لمسابقة الدوري الأوروبي بعدما تغلب عليه 4/صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب وهو الإنجاز الذي أشادت به وسائل الإعلام كثيرا.

وكان السؤال الذي فرض نفسه على وسائل الإعلام وطرحته إذاعة "كادينا سير" الأسبانية هو "هل تشير هذه النتائج إلى تراجع في الكرة الأسبانية أم أنها مجرد كبوة عابرة ؟".

وأقرنت محطة "كادينا كوبي" الإذاعية الأسبانية هذه السقطات لفرق كرة القدم بالهزيمة المفاجئة والمهينة للمنتخب الأسباني أمام نظيره الكندي المغمور في كأس ديفيز للتنس يناير الماضي.

وتأتي سقطات كرة القدم والتنس الأسباني في وقت صعب ودقيق للرياضة الأسبانية في ظل اتجاه معظم الأنظار في كل أنحاء العالم نحو المحاكمة الدائرة في العاصمة الأسبانية مدريد حاليا ضمن سير أحداث "عملية بويرتو" الخاصة بفضيحة تعاطي المنشطات والمتهم فيها الطبيب الأسباني يوفيميانو فوينتيس وبعض الأشخاص بتسهيل ترويج بعض المنتجات المنشطة إلى عدد من الرياضيين المحترفين.

وحظيت الأندية الأسبانية بأهمية كبيرة في مشاركاتها الأوروبية بالسنوات القليلة الماضية حيث أحرز برشلونة لقب دوري الأبطال أعوام 2006 و2009 و2011 كما فاز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الأوروبي في عامي 2010 و2012 وتوج أشبيلية بلقب نفس البطولة بمسماها السابق (كأس الاتحاد الأوروبي) في عامي 2006 و2007 .

إضافة لذلك ، فرض المنتخب الأسباني هيمنته على ساحة كرة القدم الأوروبية والعالمية في السنوات الماضية بإحراز لقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية الماضيتين (يورو 2008 ويورو 2012) كما فاز بلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وحاولت صحيفة "ماركا" الأسبانية الرياضية اليوم الجمعة تقديم لفتة تفاؤل حيث ذكرت في عنوان لها "نعم ، نستطيع" في إشارة إلى مقولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وذكرت "ماركا" أن الريال سيكون "في قمة حالاته" عندما يحل ضيفا على مانشستر يونايتد في الخامس من مارس المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الريال فاز على مانشستر يونايتد في المرات الثلاث التي خاض فيها لقاء الإياب على ملعب الفريق الإنجليزي باستاد "أولد ترافورد" وذلك في أعوام 1957 و2000 و2003 .

وعن برشلونة ، نقلت "ماركا" عن تشافي هيرنانديز صانع ألعاب الفريق قوله "جيلنا (من لاعبي برشلونة) يحتاج إلى تحقيق عودة تاريخية وسيكون هذا أمام ميلان".

كما أعادت "ماركا" على قارئيها ذكريات العودة الرائعة لبلنسية أمام أرسنال الإنجليزي في مواجهتهما بدوري الأبطال قبل عقد من الزمان وإمكانية تكرارها أمام باريس سان جيرمان هذا الموسم.

وتنبأت الصحيفة لفريق مالاجا بأن يقدم "أول إنجاز رائع في تاريخه" من خلال التغلب على بورتو إيابا في أسبانيا.

ورغم ذلك ، فضلت صحيفة "اس" الأسبانية الرياضية التعامل مع الوضع بنظرة أكثر إيجابية حيث أشارت إلى "شعور الاكتئاب الذي خلفته المباريات الأوروبية".

واعترفت الصحيفة بوجود "أجواء من الشك حول مستوى كرة القدم الاسبانية" حاليا.

ولكنها ذكرت أيضا "ما زال الوقت مبكرا للغاية للوصول إلى آراء واستنتاجات نهائية" في إشارة إلى ضرورة الانتظار لحين انتهاء مباريات الإياب في دور الستة عشر بدوري الأبطال.

وأضافت صحيفة "سبورت" الكتالونية إلى الأجواء القاتمة عندما أشارت إلى أن تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة لن يعود من رحلته العلاجية في نيويورك إلا في نهاية الشهر المقبل بعد 12 مارس المقبل موعد مباراة الإياب أمام ميلان.

ووصفت الصحيفة هذا بأنه "أخبار سيئة للغاية" ولكنها أعربت أيضا عن ثقتها في خوردي رورا المدرب المساعد لفيلانوفا والذي يقود الفريق في الوقت الحالي والذي حقق نتائج جيدة مع الفريق في الفترة الماضية قبل أن يسقط على استاد "جوزيبي ميازا" أمس الأول الأربعاء.

يسلموا