من ثمار الإيمان بالقدر
+4
همسات
الشافعي الصحراوي
روعة المعانى
AhmedRami
8 مشترك
- AhmedRami
- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 25/08/2012
نقاط النشاط : 4532
السٌّمعَة : 0
من ثمار الإيمان بالقدر
25/08/12, 08:38 pm
+
----
-
----
-
يزعم أعداء الإسلام أن الإيمان بالقدر هو سر تخلف المسلمين وقعودهم عن
اللحاق بركب الحضارة المادية ، مستدلين على ذلك بواقع المسلمين اليوم ، حيث
انتشر فيهم التخلف والفقر والجهل ، وربطوا الإيمان بالقدر وواقع المسلمين ،
زاعمين أن القدر يدفع الناس إلى الكسل وترك العمل ، تحت دعوى أن كل ما هو
مقدر فسيكون . وجواباً على هذا الزعم المفترى نقول : إن الأسباب الكامنة
وراء تخلف المسلمين كثيرة منها داخلية ومنها خارجية ، وإن كان الإيمان
بالقدر من بين تلك الأسباب فمردُّ ذلك إلى الفهم الخاطئ لهذا الركن العظيم
من أركان الدين ، ونقول لهم أيضاً : إنه من غير الممكن أن يكون حال
المسلمين حاكماً على الإسلام نفسه ، وإذا أراد هؤلاء أن يحاكموا الإسلام
بالنظر إلى حال معتنقيه فليحاكموه بحال معتنقيه الأوائل من الصحابة الكرام
رضوان الله عليهم ، وكيف أنهم في فترة وجيزة فتحوا جزيرة العرب وخضعت لهم
مملكتا فارس والروم ، فلو كان الإيمان بالقدر هو سر تخلف المسلمين ، لما
وصل المسلمون في العهد الأول - وكانوا مؤمنين بالقدر - إلى ما وصلوا إليه ،
ولقعد بهم عن العمل كما قعد بِخَلَفِهِم .
وبعد هذه المقدمة التي
لابد منها نعرض لبعض ثمار الإيمان بالقدر ، حتى يتضح عظم منزلة منزلته من
الدين ، وعظم آثاره وثماره على المسلمين ، ويتضح بذلك فساد زعم أعداء
الإسلام ، فنقول وبالله التوفيق:
إن للإيمان بالقدر ثمارا جليلة يدركها كل مؤمن به ، منها:
ربط
العبد بخالقه سبحانه ، ذلك أن الحياة مليئة بالمفاجآت ، فلا يدري المرء ما
يحصل له من خير ، أو ما يدهمه من شر ، فيأتي الإيمان بالقدر ليبقي قلب
المؤمن معلقاً بخالقه ، راجياً أن يدفع عنه كل سوء ، وأن يعافيه من كل بلاء
، وأن يوفقه لخيري الدنيا والآخرة ، فتتعلق نفسه بربه رغبةً ورهبةً.
ومن
ثمار الإيمان بالقدر معالجة أمراض المجتمع الناشئة عن عدم الرضا بقضاء
الله وقدره ، كالحسد الذي يدفع العبد إلى الضغينة والحقد ، فإن العبد إذا
علم أن الله هو المعطي وهو المانع ، وأن الرزق مقسوم والأجل محدود ، سلَّم
أمره إلى الله ، وقنع بما رُزِق ، وعلم أن ما كتب له سيأتيه . ولو لم يرد
أهل الأرض ، وأن مالم يكتب لن يأتيه ولو أراد أهل الأرض.
ومن ثمار
الإيمان بالقدر أنه يبعث في النفوس الشجاعة والإقدام والثبات في ساحات
القتال ، لإيمانها بأن الآجال محدودة ، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه ،
وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فيدفعه ذلك إلى الإقدام ، وترك الإحجام
والمقاتلة بكل قوة وشجاعة .
ومن ثمار الإيمان بالقدر أنه يورث العبد
قدرة على مواجهة المصائب والأحداث فلا يستسلم وينهار ، ولا تضعف نفسه ، بل
يسلم أمره لله قائلا ( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
واخلف لي خيرا منها ) كما روى ذلك مسلم في صحيحه.
ومن ثمار الإيمان
بالقدر تحرر العبد من الخوف إلا من الله جلَّ وعلا ، فإذا علم المسلم أن
لكل أجل كتاب ، ولكل أمر مستقر ، وأن نواصي العباد بيده سبحانه ، لم يرهبه
ظلم ظالم ، ولا تجبر جبار .
ومن ثمار الإيمان بالقدر الحرص على
الأعمال الصالحة ، لعلم العبد أن الموت قد يدهمه في أي لحظة ، فيكون حاله
كمن يسابق الزمن في سبيل التزود من عمل الخير .
هذه بعض ثمار
الإيمان بالقدر ، وهي غيض من فيض ، ونقطة من بحر ، ولن تتضح لك جلياً حتى
تتأملها في نفسك وإخوانك ، وحتى تتأمل نقيضها فيمن لا يؤمن بالقدر ، فكم
قتلت الحيرة نفوساً أرقها التفكر في المستقبل . أو أزعجها وقوع مصيبة
عليها، لذلك نجد أن الإسلام في سجون الكافرين يلقى قبولا عظيما - كما ذكر
ذلك بعض الكتَّابِ - وذلك لما يوفره الإيمان من راحة نفسية وطمأنينة قلبية
تحمل صاحبه على التسليم لله جلا وعلا ، وتفويض الأمر إليه
اللحاق بركب الحضارة المادية ، مستدلين على ذلك بواقع المسلمين اليوم ، حيث
انتشر فيهم التخلف والفقر والجهل ، وربطوا الإيمان بالقدر وواقع المسلمين ،
زاعمين أن القدر يدفع الناس إلى الكسل وترك العمل ، تحت دعوى أن كل ما هو
مقدر فسيكون . وجواباً على هذا الزعم المفترى نقول : إن الأسباب الكامنة
وراء تخلف المسلمين كثيرة منها داخلية ومنها خارجية ، وإن كان الإيمان
بالقدر من بين تلك الأسباب فمردُّ ذلك إلى الفهم الخاطئ لهذا الركن العظيم
من أركان الدين ، ونقول لهم أيضاً : إنه من غير الممكن أن يكون حال
المسلمين حاكماً على الإسلام نفسه ، وإذا أراد هؤلاء أن يحاكموا الإسلام
بالنظر إلى حال معتنقيه فليحاكموه بحال معتنقيه الأوائل من الصحابة الكرام
رضوان الله عليهم ، وكيف أنهم في فترة وجيزة فتحوا جزيرة العرب وخضعت لهم
مملكتا فارس والروم ، فلو كان الإيمان بالقدر هو سر تخلف المسلمين ، لما
وصل المسلمون في العهد الأول - وكانوا مؤمنين بالقدر - إلى ما وصلوا إليه ،
ولقعد بهم عن العمل كما قعد بِخَلَفِهِم .
وبعد هذه المقدمة التي
لابد منها نعرض لبعض ثمار الإيمان بالقدر ، حتى يتضح عظم منزلة منزلته من
الدين ، وعظم آثاره وثماره على المسلمين ، ويتضح بذلك فساد زعم أعداء
الإسلام ، فنقول وبالله التوفيق:
إن للإيمان بالقدر ثمارا جليلة يدركها كل مؤمن به ، منها:
ربط
العبد بخالقه سبحانه ، ذلك أن الحياة مليئة بالمفاجآت ، فلا يدري المرء ما
يحصل له من خير ، أو ما يدهمه من شر ، فيأتي الإيمان بالقدر ليبقي قلب
المؤمن معلقاً بخالقه ، راجياً أن يدفع عنه كل سوء ، وأن يعافيه من كل بلاء
، وأن يوفقه لخيري الدنيا والآخرة ، فتتعلق نفسه بربه رغبةً ورهبةً.
ومن
ثمار الإيمان بالقدر معالجة أمراض المجتمع الناشئة عن عدم الرضا بقضاء
الله وقدره ، كالحسد الذي يدفع العبد إلى الضغينة والحقد ، فإن العبد إذا
علم أن الله هو المعطي وهو المانع ، وأن الرزق مقسوم والأجل محدود ، سلَّم
أمره إلى الله ، وقنع بما رُزِق ، وعلم أن ما كتب له سيأتيه . ولو لم يرد
أهل الأرض ، وأن مالم يكتب لن يأتيه ولو أراد أهل الأرض.
ومن ثمار
الإيمان بالقدر أنه يبعث في النفوس الشجاعة والإقدام والثبات في ساحات
القتال ، لإيمانها بأن الآجال محدودة ، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه ،
وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فيدفعه ذلك إلى الإقدام ، وترك الإحجام
والمقاتلة بكل قوة وشجاعة .
ومن ثمار الإيمان بالقدر أنه يورث العبد
قدرة على مواجهة المصائب والأحداث فلا يستسلم وينهار ، ولا تضعف نفسه ، بل
يسلم أمره لله قائلا ( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
واخلف لي خيرا منها ) كما روى ذلك مسلم في صحيحه.
ومن ثمار الإيمان
بالقدر تحرر العبد من الخوف إلا من الله جلَّ وعلا ، فإذا علم المسلم أن
لكل أجل كتاب ، ولكل أمر مستقر ، وأن نواصي العباد بيده سبحانه ، لم يرهبه
ظلم ظالم ، ولا تجبر جبار .
ومن ثمار الإيمان بالقدر الحرص على
الأعمال الصالحة ، لعلم العبد أن الموت قد يدهمه في أي لحظة ، فيكون حاله
كمن يسابق الزمن في سبيل التزود من عمل الخير .
هذه بعض ثمار
الإيمان بالقدر ، وهي غيض من فيض ، ونقطة من بحر ، ولن تتضح لك جلياً حتى
تتأملها في نفسك وإخوانك ، وحتى تتأمل نقيضها فيمن لا يؤمن بالقدر ، فكم
قتلت الحيرة نفوساً أرقها التفكر في المستقبل . أو أزعجها وقوع مصيبة
عليها، لذلك نجد أن الإسلام في سجون الكافرين يلقى قبولا عظيما - كما ذكر
ذلك بعض الكتَّابِ - وذلك لما يوفره الإيمان من راحة نفسية وطمأنينة قلبية
تحمل صاحبه على التسليم لله جلا وعلا ، وتفويض الأمر إليه
- روعة المعانى
- عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 10177
السٌّمعَة : 0
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
25/08/12, 09:29 pm
جزاك الله خير ع الطرح القيم
- الشافعي الصحراوي
- عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
نقاط النشاط : 4593
السٌّمعَة : 0
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
27/08/12, 06:22 pm
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
- همسات
- عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
نقاط النشاط : 4489
السٌّمعَة : 0
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
27/08/12, 06:28 pm
راااائع جدااا
باارك الله فيك على مجهودك
راقني موضوعك المميز
تحياتي الحارة لشخصك المبدع
باارك الله فيك على مجهودك
راقني موضوعك المميز
تحياتي الحارة لشخصك المبدع
- العالمى 6
- عدد المساهمات : 296
تاريخ التسجيل : 13/08/2012
نقاط النشاط : 4779
السٌّمعَة : 0
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
27/08/12, 08:14 pm
شكرا
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
14/03/13, 03:22 pm
جزاكم الله خيرا على جهودكم الطيبة
و وفقكم لما يحبة و يرضاه
عافاكم المولى و رعاكم
رد: من ثمار الإيمان بالقدر
19/03/13, 12:12 am
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى