العفو والتسامح
11/02/13, 08:47 pm
قال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].
من
السبل التي كان يسلكها النبى صلى الله عليه وسلم في تأليف مدعويه الإحسان
إليهم بالعفو والامتنان ، وذلك من كمال حكمته صلى الله عليه
وسلم
حيث كان يتألف الناس بما يعلم فيه صلاحهم ، فإن كانوا ممن يؤثر المال
تألفهم بالمال ، وإن كانوا سوى ذلك تألفهم بما يتناسب وحالهم ،
فكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يتألف بالعفو ممتثلا قول الله عز وجل : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
} سورة الأعراف ، الآية : 199 ، وقوله سبحانه : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } سورة فصلت ، الآية : 34 .
ومما
يدل على ذلك من أفعاله صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري « عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما أنه غزا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم
قبل نجد ، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه فأدركتهم القائلة
في واد كثير العضاه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة ، فعلق بها سيفه ، قال جابر : فنمنا نومة فإذا
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه ، فإذا عنده أعرابي جالس ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم ،
فاستيقظت
وهو في يده صلتًا ، فقال لي : من يمنعك مني ؟ قلت : الله ، فها هو ذا جالس
، ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم » . ففي
هذا العفو
والمن دليل على شدة رغبته صلى الله عليه وسلم في تأليف الكفّار ليدخلوا في
الإسلام . وقد كانت نتيجة هذا العفو كما يرغب صلى الله
وسلم ، حيث
أسلم الرجل ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير. لو علم الناس أن لذة العفو
خير من لذة التشفى؛ لأن العفو يأتى بالحمد والتشفى
بالندم ، لو
علموا هذا ما انتقم لنفسه إنسان ، لأنه لو فعل كل إنسان هذا وانتقم لنفسه
لانحطّ عالم الإنسان إلى درك السباع والوحوش. التعريف:
في أَسماءِ
الله تعالى العَفُوُّ وهو فَعُولٌ من العَفْوِ وهو التَّجاوُزُ عن الذنب
وتَرْكُ العِقابِ عليه وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس وهو من أَبْنِية
المُبالَغةِ يقال عَفَا
يَعْفُو عَفْواً فهو عافٍ وعَفُوٌّ قال
الليث العَفْوُ عَفْوُ اللهِ عز وجل عن خَلْقِه والله تعالى العَفُوُّ
الغَفُور وكلُّ من اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ عنه .
ومعني العفو كما قال الإمام الغزالي: أن يستحق حقاً فيسقطه ويبرئ عنه. وهناك فرق بين العفو والصفح فى قوله تعالى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } سورة المائدة آية 13.وقال أيضًا: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } سورة الحجر آية 85 .
ومعنى
العفو : ترك المؤاخذة بالذنب ، ومعنى الصفح : ترك أثره من النفس وكونه لم
يبق أثره في النفس قمة في التسامح وهو بغية المؤمن الذي
يدعو الله تعالى : {
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا } سورة
الحشر آية 10 . الحث على العفو: وقد وردت في القرآن الكريم مادة "عفا" في مواضع كثيرة بلفظ الماضي والمضارع والأمر وغيرها من
منها:
قوله تعالي: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) هنا
بين الله سبحانه وتعالي أن من فعل سيئة فجزاء فعله المسئ سيئة
مثلها. ثم يبين ما هو أعلي من ذلك وأحسن وهو العفو والإصلاح. وجزاء فعله هذا على الله من غير أن يعينه وهو يدل على عظمة ذلك الجزاء.
وقوله تعالي: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) هنا أمر الله سبحانه وتعالي نبيه أن يأخذ العفو عن
الناس
عما صدر منهم عن أخلاقهم السيئة مصداقاً لما رواه البخاري بسنده عن عبد
الله بم الزبير في هذه الآية قال: ما أنزل الله إلا في أخلاق
الناس. وقوله تعالي: (وأن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسوا الفضل بينكم).
قال ابن القيم رحمه الله :
ياابن آدم ... إن بينك وبـين الله خطايـا وذنـوب ...
لايعلمها إلا هو... وانك تحب ان يغفرها لــك...وإن
أحببت أن يغفرها لك...فاغفرأنت لعباده...وان احببت
أن يعفو عنك... فاعف أنت عن عباده...تعفو هنا...
يعفو هناك... تنتقم هنا...ينقم هناك...تطالب بــالحق
هنا..يطالبك بالحق هناك...لهذا عوّد نفسك ان تقول
كل ليلة..( اللهم أيما عبد أو أمة من أمة محمدصلى
الله عليـه وسلم يحبني ويـدعو لي ... فأسـألك لــه
الفردوس الأعلى..والملك يرد عليك ويقول ...ولك
مثل ذلك ثم تقول..وأيما عبدٍ أو أمةٍ من أمة محمد
صلى الله عليه وسلم اغتابني أوظلمني أوبهتني ...
أو قذفني... أوقال فيّ ماليس فيّ فإني عفوت عنه...
وتركتها له .. ويقول الملك ولك مثل ذلــك..أي لـــك
العفو من الله
- علي الرسام
- عدد المساهمات : 1065
تاريخ التسجيل : 01/10/2012
تاريخ الميلاد : 01/01/1992
المزاج : عادي
نقاط النشاط : 15547
السٌّمعَة : 0
العمر : 32
رد: العفو والتسامح
12/02/13, 12:00 am
شكرااااااااااااا ع الموضوع
رد: العفو والتسامح
12/02/13, 09:16 am
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى