- benghazi
- عدد المساهمات : 785
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 6192
السٌّمعَة : 0
الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
07/02/13, 05:18 am
[b]
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
أهـــلا بكـم أحبائنا زوار و رواد و اعضاء منتدى الحديث والسيرة النبوية
الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
فإن خُولف بأرجح، فالراجح المحفوظ، ومقابله الشاذُّ. ومع الضعف فالراجح المعروف، ومقابله المُنكر.
هذا
راوي الحديث الحسن وراوي الحديث الصحيح، لو خولف برواية أرجح منه،
فالرواية الراجحة هي التي يقال لها: المحفوظة والرواية المرجوحة يقال لها:
الشاذة.
انتهينا
من هذا، ومع الضعف فالراجح المعروف يقول: إذا اختلف الأمر، فأصبح الراوي
الذي إما زاد الزيادة أو لم يزدها راويا مضعفا، هذا يقال لروايته: منكرة،
وللرواية الراجحة، نقول: الراجح المرجوح، ومقابله الممكن، نمثل على هذا
بمثال حتى يتضح .
هناك
حديث أيها الإخوة يرويه سعيد بن منصور في سننه يقول: حدثنا هشيم قال:
حدثنا ليث وهو ابن أبي سليم، عن طاووس وهو ابن كيسان اليماني، عن ابن عباس
-رضي الله تعالى عنهما- أنه كان يقرأ: فدية طعام مساكين يعني الآية في صورة
البقرة يقرأها يقول ليث بن أبي سليم في حديثه هذا: إن ابن عباس قرأها وعلى
الذين يطيقونه فدية طعام مساكين أعيده، طيب قال سعيد بن منصور: حدثنا
هشيم، قال: حدثني ليث عن طاووس، عن ابن عباس أنه كان يقرأ: فدية طعام
مساكين .
لاحظوا
الآن مساكين هنا جاء بصفة الجمع هذه القراءة عن ابن عباس ليست صحيحة
الإسناد بهذا الصورة، ضعيفة؛ لأن فيه ليثَ بن أبي سليم، وهو ضعيف، لكن هل
نكتفي بالحكم على هذا الحديث أنه ضعيف، أقول: لا نكتفي بالحكم عليه أنه
ضعيف، بل نقول: هذا الحديث زيادة على الضعيف، فهو منكر، كيف عرفنا أنه
منكر؟ لأن ليث بن أبي سليم خالف من هو أوثق منه جاءت هذه الرواية مخالفة
للصحيح الثابت عن ابن عباس.
وذلك
أننا وجدنا البخاري -رحمه الله- في صحيحه أخرج بالإسناد الصحيح من طريق
عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع ابن عباس -رضي الله تعالى
عنهما- يقرأ " وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين " أيش؟ الإفراد فهذه
قراءة ابن عباس "يطوقونه" بدل "يطيقونه" و"مسكين" بدل "مساكين" هذا هو
الصحيح، وهو الذي أخرجه البخاري في صحيحه، فإذن أصبح الثابت عن ابن عباس
ماذا؟ قراءة مسكين بلفظ الإفراد، فتبين بهذا أن ليث بن أبي سليم قد أخطأ في
تلك الرواية، فمع كون حديثه ضعيفا، فهو أيضا حصل فيه المخالفة، فنقول: عن
رواية ليث بن سليم هذه: إنها رواية منكرة.
إن شاء الله بهذا المثال يكون واضحا الأمر يعني في أي طبقة ليث بن أبي سليم؟ يعني من الذي يوازيه؟ يمكن عمرو بن دينار.
فإذن
يعني بهذا نعرف أن الحديث الشاذ والحديث المنكر نستطيع أن نعرفهما
بالتعريفين الآتيين، لو سألنا ما هو تعريف الحديث الشاذ، وما هو تعريف
الحديث المنكر، فالحديث الشاذ نستطيع أن نعرفه، فنقول: هو ما يرويه الثقة
مخالفا من هو أوثق منه.
[b]والحديث المنكر: هو
ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، فلا بد إذن في الحديث الشاذ
والحديث المنكر من قيد المخالفة، فيشتركان في قيد المخالفة، لكنهما يفترقان
في كون هذا راويه ثقة، وهذا روايه ضعيفا، أعيد تعريف المنكر.
تعريف المنكر: هو ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، والشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه.
الآن
أيها الإخوة بهذا التعريفات، يعني: أنا أذكر لكم الشيء الراجح، وليس معنى
هذا أنه ليس هناك خلاف في تعريف الشاذ أو تعريف المنكر، بل هناك خلاف، يعني
أشير إليه إشارة عابرة حتى تكونوا يعني فقط على اطلاع، لو جاء مثلا من
يذكر لكم خلاف هذا تقولون: نعم، لكن هذا هو الرأي الراجح، فتعريف الشاذ هو
التعريف الراجح، هو الذي رجحه الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-.
لكن
هناك من جعل الشاذ مجرد التفرد، فقال: الشاذ هو: ما يرويه.. ما يتفرد
بروايته الثقة، أو ما ينفرد بروايته الثقة، فبهذا الاعتبار يكون حديث: «إنما الأعمال بالنيات»(1)
على
هذا القول حديثا شاذا؛ لأنه ينفرد بروايته ثقة، وهو علقمة بن وقاص، بل
وينفرد به أيضا عن علقمة محمد بن إبراهيم التيمي، بل وينفرد به عن محمد
إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد الأنصاري، فإذن هذا لا خلاف بأنه بناء على هذا
الرأي يعتبر شاذا.
كذلك
أيضا المنكر، بعضهم يعتبر المنكر هو ما ينفرد به الراوي المستور أو المضعف
الذي في حفظه ضعف يسير مجرد ما ينفرد بأي حديث يسمونه حديثا منكرا، ولكن
كلا هذين الأمرين مرجوح، والصواب أنه لا بد من قيد المخالفة.
فنقول في الشاذ: ما
يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه، وفي المنكر: ما يرويه الضعيف مخالفا
من هو أوثق منه، لكن لو جاء حديث ينفرد بروايته الراوي الثقة نقول عنه:
حديث أيش؟ صحيح، ولو جاءنا حديث ينفرد بروايته الضعيف نقول عنه: حديث ضعيف،
فمعنى هذا أيهما يعني أشد ضعفا؟ الضعيف أو المنكر؟ المنكر ما دام أنه يعني
اجتمع الضعف والمخالفة، فظلمات بعضها فوق بعض، يعني ضعف مع ضعف، لا حسن
غريب، هذا يعني له تفصيل آخر، نتركه الآن في الأسئلة، يعني نقف عند هذا
الحد، وبعد ذلك نتابع إن شاء الله في الحديث، أو بعض أنواع الحديث، وهو
المتابع والشاهد والاعتبار، ونجيب أول شيء عن سؤال الأخ حينما قال: على
فكرة أيها الأخوة يعني جاءني ملاحظة: يقول بعض الأخوة: إن غدا بعض الأخوة
يكون صائما وقد لا يناسبهم الدرس بعد المغرب فهذا أيضا إشكال، طيب تفضلون
بعد العصر وننتهي يعني قبيل المغرب بيسير حتى يعني الذي يكون صائما يفطر،
أو بعد العشاء؟.
طيب
اللي يفضل بعد العصر نشوف الأكثر عددا بعد العصر، طيب، والذي بعد العشاء
يفضل بعد العشاء من؟ إذن يكون بعد العصر نشوف اللي بعد العصر أكثر، نعم
خلاص ما في شيء إن شاء الله نعم الشيخ الفراج يعتذر غدا قبل الظهر، ما فيه
درس، لكن بعد الظهر فيه نحو، وبعد العصر فيه مصطلح، العصر إن شاء الله
الساعة أربعة ونصف، يعني من أربعة ونصف إن شاء الله ننتهي حوالي السادسة أو
السادسة وربع إن شاء الله، ونحن منتهون أحسنت.
س: أخي يقول بالنسبة للشاهد يعني الحافظ ابن حجر يقول: مخالفة المقبول لمن هو أرجح منه يعني من حيث الثقة أو من حيث كثرة العدد؟.
ج:
فأقول: نعم يعني هذا أولى؛ لأن المقبول يدخل فيه الصدوق، وليس المقصود به
الثقة فقط، أما بالنسبة لسؤال الأخ عن قول الترمذي: حسن غريب، فقول
الترمذي: حسن غريب، إما أن يكون يريد الغرابة الاصطلاحية، أو يكون يريد
الغرابة المتنية، وهذا يتبين بما لو جاءنا الحديث من أكثر من طريق، فإذا
كان الترمذي مثلا روى الحديث، ثم قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن
فلان وفلان، فهنا في هذه الحال نعرف أن الترمذي لم يقصد الغرابة
الاصطلاحية، فإذن نظرنا في ذلك الحديث الذي قال عنه الترمذي: حسن غريب،
فوجدنا فيه ضعفا يسيرا مثلا فعرفنا أن الترمذي -رحمه الله- قصد بالحسن هنا
أي الحسن لغيره، يعني هذا الحديث فيه ضعف، قال: وفي الباب عن فلان وفلان
فبين أنه حسن هذا بمجموع طرقه، لكن لو لم يقل الترمذي وفي الباب عن فلان
فنعرف أن مراد الترمذي بالغرابة هنا الغرابة الاصطلاحية وأنه يحسن هذا
الحديث لذاته يقصد أن هذا الحديث بهذا الإسناد حسن، وأنه لم يرد إلا من هذا
الطريق فكلا هذين محتمل.
س: خلاص يقول أحد الأخوة: هل ورد في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآثار الصحابة لفظ: «من بات وفي يده ظفر فلا يلومن إلا نفسه»(2)
ج: أقول: نعم لكن ليس هذا لفظه بالضبط، وإنما الحديث رواه الترمذي وغيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من بات وفي يده ريح غمر فلا يلومن إلا نفسه»(3)
وفي الحديث وفي بعض طرقه زيادة «أن الشيطان حساس لحاس، فمن بات وفي يده ريح غَمَر، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»(4)
قد تقولون: ما مدى صحة هذا الحديث؟.
فأقول:
إن شاء الله إنه صحيح من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نعم
نعم. الغمر: هو الظفر، الأخ عبر بالمعنى يعني في الحديث الحث على غسل اليد
بعد الطعام نعم.
س: يقول: هل التزم البخاري ومسلم بشرطيهما في جميع الأحاديث التي أخرجاها في صحيحيها؟.
ج:
أقول: نعم التزما بشرطيهما في جميع الأحاديث ما عدا الأحاديث التي يردانها
في الشواهد والمتابعات، فهذه لا تعتبر في الأصول، وإنما المقصود بشرطيهما
في الأصول يعني الأحاديث التي يحتجان بها.
س: وأحد الأخوة يسأل يقول: ما هي أصح الكتب في الحديث بعد البخاري ومسلم؟.
ج:
الحقيقة أيها الأخوة يعني الحكم على كتاب أنه أصح الكتب بعد البخاري ومسلم
يعني قد أنازع فيه، لكن حتى هذه الساعة بحسب اجتهادي أنا أرى أن أصح الكتب
بعد البخاري ومسلم ابن خزيمة، هناك من يرى أن صحيح ابن حبان أصح من صحيح
ابن خزيمة، ولي في هذا كلام؛ لأنني ذكرت في شرح ألفية السيوطي، وإن شاء
الله يعني أقوم بدراسة لبعض الأبواب التي يشترك فيها ابن خزيمة وابن حبان
للخروج بنتيجة مبنية على أسس علمية، هل فعلا صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح
ابن حبان أو العكس؟.
لكن
صنيع العلماء المتقدمين يفيد بأن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان،
فإنهم قدموا الكتب بهذه الصورة، قالوا: صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم
صحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم.
ومن
الموافقات العجيبة أن الترتيب في الأصحية في هذه الصورة جاء بناء على
الترتيب؛ فالبخاري متوفى قبل مسلم، ومسلم متوفى قبل ابن خزيمة، وابن خزيمة
متوفى قبل ابن حبان، وابن حبان متوفى قبل الحاكم، بل إن كل واحد من هؤلاء
يعتبر شيخا للآخر، فالبخاري شيخ لمسلم، ومسلم ذكر فهو أيضا شيخ لابن خزيمة،
وابن خزيمة شيخ لابن حبان، وابن حبان شيخ للحاكم.
فهنا هو الترتيب يعني كما قلت لكم الآن، وقد أغير وجهة نظري إذا تبين لي من خلال الإحصائية التي سأقوم بها أن صحيح ابن حبان أصح.
س: يقول: أيهما أقوى الحديث الصحيح أو الحديث الحسن الصحيح إذا كان به أكثر من سند؟.
ج: أقول: بل الحديث الحسن الصحيح إذا كان حسنا من طريق وصحيحا من طريق أقوى من الحديث الصحيح فقط.
يقول:
هل شرط البخاري ومسلم في قبول الرواية فيمن عاصر وعنعن وذكر في المدلسين؟
أقول: أيها الأخ السائل جزاك الله خيرا، يعني أنا مثلا بعض الأخوة يريدني
أن أتكلم في بعض المسائل، وأنا اجتنبتها عمدا، لأني أخشى مثلا لو تكلمت في
مسألة التدليس والمدلس والعنعنة، أضيع السامع، ونحن هنا نراعي كما قلت:
الضعيف أمير الركب، أراعي يعني أناسا يمكن أول مرة يحضرون دروس المصطلح،
فلا أريد المعلومات تتداخل في أذهانهم، وينسي بعضها بعضا، فأرجأت الكلام عن
التدليس في موضعه إن شاء الله، نأخذه مرة تلو الأخرى، فعلى كل حال جوابا
لسؤال الأخ، قد يكون يعني مستفسرا: البخاري ومسلم يتكلمان عن العنعنة لغير
المدلس، أما المدلس الذي يرد تدليسه فعلا فهذا ليس من الرواة الذين
يتنازعان فيه.
س: أحد الأخوة يقترح أن آتي في وقت الشيخ محمد الفراج، ويكون الدرس في غير النخبة للاستفادة من الوقت.
ج: أقول: ذهب الأخوة ولو كان هذا الاقتراح، يعني جاء مبكرا أن آتي أنا ما عندي مانع إن شاء الله.
س: أحد الأخوة يقول: نرى بعض المحققين إذا خرج حديثا يقول بعد ذلك: وفي الباب عن فلان وفلان، ويذكر بعض الصحابة هل تعتبر هذه شواهد؟.
ج: أقول: هذا إن شاء الله في الليلة القابلة؛ لأننا وقفنا الآن على المتابع والشاهد، نعم غدا يعني إن شاء الله.
س: يقول الأخ: عندي رغبة في معرفة رجال السند أو الإسناد فما الطريقة المثلى في ذلك مع ذكر الكتب؟.
ج:
هذا إن شاء الله أيضا سيأتي، لأن إن شاء الله في هذه الدورة سننهي الكتاب
وبانتهاء الكتاب يكون الواحد، إن شاء الله يعني عارفا بالطرق الأساسية في
تخريج الحديث، وللحكم على السند، وعلى كل حال يعني أجيب الأخ جوابا عاجلا،
وأما التفصيل ففي وقته، الطريقة المثلى أن تتعرف على كتب الرجال ما هي
الكتب التي تعتبر أصلية، وما هي الكتب التي تعتبر أخذت خلاصة الأحكام على
أولئك الرجال وكيف رتبت هذه الكتب وما هو الكتاب الذي صاحبه يعتبر متساهلا
والكتاب الذي يعتبر، ينبغي أن يشد على قول صاحبه بالناجبين، يعني مثلا لا
نعتبر ثقات ابن حبان، ابن حبان حينما يوثق راويا مثل توثيق أبي حاتم
الرازي؟ ابن حبان متساهل في التوثيق، وأبو حاتم الرازي إذا وثق رجلا فشد
عليه بيدك لا تطلقه، لكن لو ضعف أبو حاتم الرازي رجلا فهو معروف بالتشدد،
فقد يضعف من هو موثق في بعض الأحيان، معرفة مناهج المحدثين هذه مهمة،
وسيأتينا إن شاء الله أيضا الكلام عليها فكل شيء في حينه.
أيضا
بالنسبة للترتيب بعض الكتب رتبت على الطبقات يعني الراوي الأقدم، فالراوي
الأقدم، وبعض الكتب جمعت بين الترتيب على الطبقات، والترتيب على الحروف،
فلذلك ترتيبها على الحروف ترتيب غير دقيق، وبعض الكتب رتبت الرواة على
الحروف فعلا ترتيبا دقيقا، مثل تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وبعض الكتب
تنتقي خلاصة الأقوال، كتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، يقول: هذا الراوي
ثقة، هذا ضعيف، هذا صدوق، هذا يخطئ، وهكذا يعني هو يأخذ خلاصة الأحكام،
بعضها قد يضعف، لكن لو رجعت إلى التهذيب تجحد مثلا ترجمة الراوي قال فيه
ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، ثم تضيع طيب ما
هو الصواب؟ قول ابن معين، ولا قول أحمد، ولا قول البخاري، ولا قول من؟ هذا
لا بد من التعرف على مناهج المحدثين، وما دمت مبتدئا في طلب الحديث فيمكن
أن تلجأ إلى العلماء المتبحرين كالحافظ ابن حجر، فتستفيد من اختياره للقول
الراجح في ذلك الراوي.
س:
يقول: هل كان رواة الحديث الأولون يراعون لفظة "عن" أو "سمعت" في نقل
الأحاديث، وهل ينقلها عنه تلميذه بنصها، أم يعبر عن هذه اللفظة من نفسه؟.
ج:
أقول: ما شاء الله الأخ يعني يأتي بمسألة من معضلات المسائل يقول: إنه وقف
على كلام الشيخ عبد الرحمن المعلم -رحمه الله-، المسألة هذه يعني مسألة
عويصة، يعني حينما يأتينا إسناد من الأسانيد، فيه راو يروي عن شيخ بصيغة
عنعنة، مثل كأن يقول مثلا: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فمن الذي جاء
بصيغة، عن بين الأعمش وبين أبي صالح، هل هو الأعمش نفسه هو الذي أطلق كلمة
عن، أم من دون الأعمش؟ أطلقها اختصارا، يعني مثلا حينما نجد الراوي عن
الأعمش مثلا سفيان الثوري، والراوي عن سفيان الثوري وكيع، هل ممكن أن يكون
وكيع هو الذي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح مع العلم أن
في الأصل أن الأعمش يقول: حدثنا أبو صالح، فيكون من هو دون؟ نقول: هذا
محتمل، والرأي الآخر أيضا محتمل أن يكون الأعمش هو الذي استعمل صيغة عن،
فكل هذا محتمل، فما دام أنه محتمل، ففي هذه الحال الحيطة دائما تقتضي
التوقف في قبول عنعنة المدلس إلا إذا جاءتنا قرينة تجعلنا نختار أن عنعنة
المدلس في هذا الموضوع محمولة على السمع، وهذه يعني تحتاج أيضا إلى طول،
ولا أستطيع أن أفصل فيها في هذه العجالة.
الشيخ
عبد الرحمن المعلم كأنه يختار القول بأن الذي يستعمل صيغة عن هو من دون
المدلس، لكن هذا يعني عليه بعض المؤاخذات ومن الأدلة يعني على الاختصار،
أقول: هذا الكلام ومن الأدلة على هذا أن سفيان بن عينية مثلا، مرة قال عن
الزهري، أو الزهري قالوا له: سمعته من الزهري؟ فرددها مرة أخرى، فردوا
عليه، قالوا: سمعته من الزهري؟ فلما وجدهم يلحون عليه قال: لا، ولا ممن
سمعه من الزهري أخبرني عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، فأصبح بينه وبين
الزهري كم واسطة؟ اثنين من الرجال.
فهذا
يدل على أن الراوي أحيانا هو نفسه يستخدم صيغة عن، فلذلك لا بد من قرينة
تدلنا أن ذلك الراوي هو الذي استخدم صيغة عن، أو لم يستخدمها، وما دام أننا
لا نعرف، فالاحتياط يقتضي التوقف، نعم من القرائن التي تدل على أنه هو ليس
الذي أطلقها، كأن يرد الحديث من طريق أخرى مثلا، المثال الذي مثلت به قبل
قليل، وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، لو جاءنا مثلا مرة أخرى من
رواية شعبة، قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو صالح، ففي هذه الحال أعرف
أن العنعنة هذه جاءت ممن هو دون الأعمش، وأن الأعمش فعلا سمع هذا الحديث من
شيخه، فهذه قرينة أيضا وليست على الإطلاق.
س: أحد الإخوة يقول: حديث أبي سفيان عند مسلم وزوجتك ابنتي هل هو معلل، وهل يكون ضعيفا بهذا؟.
ج:
هذا أجبت عنه الليلة البارحة ويبدو أن الأخ الذي سأل ما كان حضر في الليلة
البارحة أنا قلت الذي يعني ترجح لي أن هذا الحديث لا يعتبر من الأحاديث
المعلولة عند مسلم وإن كان بعض العلماء انتقده كابن حزم، لكن الصواب أن هذا
الحديث يمكن أن يوفق بين هذا القول وبين كون النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان متزوجا بأم حبيبة قبل ذلك بأمور، ذكرت بعضها ليلة البارحة، ومن أراد
الإفاضة في هذا يمكن أن أدله على المرجع إن شاء، أو ينتظر حتى نواصل الحديث
في درس صحيح مسلم إن شاء الله.
س:
يقول: يعاني كثير من الأخوة وأنا منهم أننا لم نعرف الاستقامة إلا بعد أن
جاوزنا العشرين وبعد أن أضعنا سنوات العمر الذهبية، فيصاب الإنسان أحيانا،
بل كثيرا كأنه يقول بيأس: الظاهر أن يصل إلى منزلة في العلم، ويشعر أنه
مهما فعل فلن يصل إلى شيء، فيدخل عليه الشيطان من هذا المدخل، فماذا نفعل؟.
ج:
أقول: لا أيها الأخ بالعكس، لو كنت في سن الخمسين إذا وفقك الله جل وعلا،
وشعرت أن ساعات العمر فعلا، كما قلت: ساعات ذهبية، بل هي أغلى من الذهب،
فإنك تستطيع في تلك الفترة الباقية من عمرك أن تكون بإذن الله من العلماء،
فأضرب لك مثالا على ذلك: ابن حزم الظاهري، يعني أتعب الناس في كثرة علمه
بسبب يعني أنه كان يخالف في بعض المسائل، ووجدوا أن هذا المخالفة نشأت من
جهل ابن حزم، بل هو بحر في كل ما ألقي فيه، لكن هل ابن حزم طلب العلم من
صغره؟ .
لا
ابن حزم كان أولا ولدا مرفها، فأبوه كان وزيرا، وكان يعيش عيشة المرفهين،
وبعد أن مضت عليه فترة من العمر طويلة ابتدأ يطلب علم الحديث، وإلا كان في
السابق مشغولا بالآداب والأمور التي تشغل الإنسان هذه؛ ولذلك هو له نصيب
مما يسمى بالأدب، وما إلى ذلك، فهو ما طلب علم الحديث إلا متأخرا، ومع ذلك
انظر إلى كتابه المحلى تجد فيه علما جما بل كيف لو وصل إلينا كتابه الأصلي
وهو الإيصال الذي هو أصل المحلى، المحلى هذا يعتبر مختصرا، يعني على ما فيه
من الدسومة، يعتبر مختصرا فكيف بأصله، بل انظر إلى كتابه إحكام الأحكام،
ولست يعني بكلامي هذا يعني أقول: إن جميع ما في الأحكام أو ما في المحلى
صواب، بل أقول: لا بد للذي يريد أن يقرأ هذين الكتابين أن يكون متبحرا حتى
لا يغتر بأسلوب ابن حزم؛ لأن بعض الناس يغتر بأسلوبه، فوقعوا في بعض
الشذوذات العلمية، لكن ما ينبغي أن يقرأ هذين الكتابين وأمثالهما من كتب
ابن حزم إلا إنسان متبحر هذا مثال لابن حزم.
هناك
أيضا مثال عبد الله بن وهب فهو في بداية عمره، لم يكن طلب العلم حتى ألقت
إليه شبهة من الشبه، فذهب إلى عالم يسأله عن تلك الشبهة، فعرف ذلك العالم
أن هذه الشبهة ما وردت على عبد الله بن وهب إلا بسبب قلة علمه، فقال له:
عبد الله بن وهب؟ قال: نعم. قال: اطلب العلم، فتنبه من الجحيم، فطلب العلم
بعدما كبر ولازم الإمام مالكا -رحمه الله- وغيره من العلماء، فأصبح عبد
الله بن وهب من خيرة العلماء، ومن فطاحلة العلماء، وله مؤلفات عدة منها
الجامع والمسند، وهو أحد الرواة لموطأ الإمام مالك وغيرها كثير، والأمثلة
على هذا كثيرة يعني لو فتحنا في كتب التراجم نجد كثيرا من الرواة ما طلبوا
العلم إلا في حال الكبر وما طلبوا العلم إلى في حال الكبر، لكنهم بعد ذلك
يعني شعروا فعلا بأن ساعات العمر التي مضت ينبغي أن يعوضوها، فكثفوا من
الجهود ووفقهم الله جل وعلا وعلى كل حال كل إنسان بحسب نيته، فالذي يصدق مع
الله جل وعلا يصدق الله معه، فيوفقه لحافظة قوية يسهل أموره في الطلب وما
إلى ذلك.
يقول: وجد في بعض نسخ الفتح ضبط الحميدي هكذا الحُمَيِّدي بالتضعيف فهل هما رجلان أم أنه تصحيف في النسخ؟.
إذا
لم يكن فيه إحراج على الأخ السائل يمكن أعرفه؟ على أساس يعني نعرف أن أنت
السائل على أساس أعرف أي نسخة من الفتح ورد فيها هذا؟ نعم .
على
كل حال قد يكون خرج، وقد يكون يعني لا يريد الظهور أمام الأخوة، فأنا لا
أشك في أن هذا خطأ؛ لأنني ما أعرف أن الحميدي هناك من صغر اسمه، وعلى كل
حال يعني إن كان بعض الأخوة يبحث أيضا في كتب الترجمة؛ فيفيدنا جزاه الله
خيرا، لكن إذا كانت هذه النسخة من الفتح من النسخ التي تضبط إن كانت يعني
الفتح التي طبعتها المطبعة السلفية، فهذه في الغالب طبعة يعني جيدة خاصة،
أنا أقصد الطبعة الأولى، أما إن كانت الطبعة الأخيرة أو الطبعات الأخرى من
الفتح، فقد يكون فيها تصحيف.
س: أحد الأخوة يسأل عن صحة حديثين الأول: يقول: روي عن عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن
قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا فنقر رجل منهم موضعه
بفأس فقالوا: ما تصنع؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت فلم يأخذوا على يديه
فهلك وهلكوا»(2) يسأل عن صحة هذا الحديث.
ج:
أقول: هذا الحديث إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك رواه عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- مباشرة فهذا إسناد معضل؛ لأن بين عبد الله بن مبارك وبين
النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة رجال، أما إن كنت تقصد أن عبد الله بن
المبارك أحد رجال السند وأنه ساق الحديث بسنده إلى النبي -صلى الله عليه
وسلم- وأن هذا الحديث قد يكون رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له،
فالحديث صحيح، لكن هذا أحد ألفاظه، فقد يكون مثلا في هذا الطريق الذي ساقه
عبد الله بن المبارك شيء من الضعف فأنا لا يحضرني الآن، لكن أصل الحديث
صحيح ومعروف في الصحيحين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مثل
القائم على حدود الله، ومثل الواقع فيها كمثل قوم ركبوا في سفينة، فصار
بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا في نصيبا
خرقا، فلم نؤذ من فوقنا»(5) إلى آخر الحديث معروف في الصحيح.
يسأل عن الحديث الآخر روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني؛ أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد»(2) هذا
الحديث الحقيقة أخشى بأنه يكون التبس عليه بحديث آخر، فلا أريد أن أتعجل
إطلاق الحكم عليه، وإن شاء الله سأنظر إليه، ويا حبذا لو كان الأخ يعرف من
أخرجه؛ لأنه فيه حديث آخر، رواه الترمذي ما أدري هل هو هذا أو غيره؟ يعني
يحتاج مراجعة.
بعض
الأخوة يستفسر عن الكتب الموجودة على الأرفف، هل هي للتوزيع؟ إمام المسجد
أثابه الله، يقول: نعم، إنها للتوزيع من شاء أن يأخذ منها فليأخذ.
تكلمنا
بالأمس عن الحديث الحسن سواء لذاته أو لغيره، وعن زيادة الراوي المقبول من
ثقة أو صدوق فمن من الأخوة يعرف لنا الحديث الحسن لذاته؟ نعم. ارفع الصوت
هو ما اتصل سنده بنقل العدل خفيف الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا
علة، طيب حينما نقول: عن مثله إلى منتهاه هل هذه العبارة على ظاهرها؟
يشترط أن يكون الحديث الحسن من أوله إلى آخره كلهم خفيفو الضبط؟، نعم.
المقصود
هذا هو أدنى حد، لكن لو جاءنا حديث كل رجاله ثقات ما عدا راو واحد هو الذي
خف ضبطه، فهذا يقال له: حسن، وهو أعلى حد ولو جاءنا كل الإسناد من أوله
إلى آخره كلهم ممن خف ضبطه، فهذا هو أدنى حد من الحديث الحسن لذاته،
وبينهما درجات ما كان فيه راويان وما كان فيه ثلاثة، وهكذا -بالنسبة للبخور
الموجود في المسجد يعني من كان صائما لا يتحرج لأنه لا يفطر- طيب قلنا في
تعريف الحديث الصحيح: إنه ينقسم إلى قسمين الحديث الصحيح لذاته، هذا
عرفناه، فما هو تعريف الحديث الصحيح لغيره؟ أحسنت بارك الله فيك، نعم هو
الحديث الحسن لذاته الذي عرفناه قبل قليل إذا تعددت طرقه إذا روي من طريقين
أو أكثر، فهذا يصبح حديثا صحيحا لغيره.
هناك
قسم آخر للحديث الحسن، وهو الحديث الحسن لغيره عرفناه أيضا ليلة البارحة،
نعم، هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه بشرط ألا يكون ضعفه شديدا، مَن من
الأخوة يمكن يصور شدة الضعف ما المراد بها؟ نعم .
تفضل ارفع صوتك شوية، من أمثلته أن يكون الراوي متهما بالكذب، فهذا حتى لو جاءنا من مائة طريق كلهم بهذا الصفة لا ينجبر ضعف الحديث.
طيب
هل هناك صورة أخرى أيضا؟ نعم كثرة العلل في إسناد الحديث ممكن تمثل على
هذا؟ نعم. لو جاءنا حديث في إسناده انقطاع، وفيه راو ضعيف، وفيه راو مجهول،
فربما زاد مثلا الحديث مع ذلك أيضا مرسل،ا فهذه الطعون إذا تجمعت في
الحديث بهذه الصورة، فإن الحديث لا ينجبر ضعفه؛ لأن كل واحد من هذه العلل
كافية في أن يحكم على الحديث بسببها بأنه ضعيف، فضعيف مع ضعيف مع ضعيف، مثل
إنسان يعني ضرب برمية في صدره وأخرى في رأسه وأخرى في بطنه، وهكذا يعني
طعون أردته حتى لا يستطيع أن يتحرك، هذا أيضا مثال الحديث الضعيف حينما
تكثر فيه العلل فتقصمه.
تكلمنا
أيضا عن زيادة الراوي المقبول وزيادة الراوي غير المقبول، والراوي المقبول
قلنا: إنه يقصد به الثقة والصدوق على حد سواء فما هو حكم زيادة الراوي
المقبول؟ نعم حكم زيادة الراوي المقبول أنها مقبولة ما لم تكن مخالفة لمن
هو أوثق منه أو أكثر عددا، بهذا إذن نستطيع أن نفصل في الزيادة فنقول: إن
الزيادة تنقسم إلى كم؟ إلى قسمين: زيادة فيها مخالفة، وزيادة ليس فيها
مخالفة فالزيادة التي ليس فيها مخالفة فهذه حكمها أيش؟ .
القبول،
والزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد، حينما نقول: الزيادة التي فيها
مخالفة حكمها الرد هل يمكن أن يطلق عليها اصطلاح معين عند علماء الحديث؟
نعم، الشاذة لو أردنا أن نعرف الشاذ ماذا نقول؟ .
الشاذ: هو
ما يرويه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه هل هناك اختلاف في تعريف الحديث
الشاذ ولا باتفاق بين العلماء أن هذا هو تعريفه؟ نعم بعض العلماء يقول: إذا
تفرد الراوي المقبول أيا كان ثقة أو صدوقا، فهذا هو الحديث الشاذ فيجعلون
مطلق التفرد. طيب هل هذا التعريف صحيح أو غير صحيح؟ بس نريد يعني بانتباه
نعم، وغيره أيضا من الأحاديث، هذا التعريف غير صحيح؛ لأننا لو قلناه للزم
عليه أن نرد كثيرا من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد إلينا إلا من طريق
واحدة كحديث «إنما الأعمال بالنيات»(1) لكن
يعني هل يمكن أن نفهم من هذا أن الذي عرف الحديث الشاذ بمطلق تفرد الثقة
أنه يرد الحديث الشاذ هذا طبعا ما افترقنا، لكن تفهمون يعني أنه لا يلزم من
كون العالم الذي اختار هذا التعريف أنه يرد الحديث الشاذ، لا هو قد يكون
يطلقه إطلاقا اصطلاحيا فقط، مثل ما لو يعني يريد تعريف الحديث الذي لم يروه
إلا راو واحد حينما نقول: هذا حديث غريب هو يسميه ماذا؟ يسميه حديثا شاذا.
فإذن
لا يلزم عليه الرد عنده، هو لكن بعد أن استقر الاصطلاح، فالحديث الشاذ
يلزم منه الرد، لكن بناء على التعريف المختار ما الذي يقابل الحديث الشاذ
الطرف الآخر؟ نعم الراجح ما هو ماذا يسمى؟ ارفع صوتك أحسنت المحفوظ، فإذا
جاءنا حديث فيه اختلاف الرواية المردودة التي نسميها شاذة والرواية
المقبولة هي الراجحة نسميها المحفوظة، هناك نوع شبيه بالشاذ يشتبه معه
اشتباها كبيرا ما عدا بعض الأمور التي يختلف فيها فما هو؟ المنكر ما هو
تعريف الحديث المنكر؟ أحسنت الحديث المنكر هو ما يرويه الضعيف مخالفا للثقة
هذا التعريف متفق عليه أيضا أو فيه اختلاف بين العلماء؟ نعم بعضهم سمى
المنكر ما ينفرد به الراوي المستور أو الضعيف في حفظه دون أن يشاركه أحد
يسمي هذه الرواية على الإطلاق رواية منكرة دون اشتراط المخالفة.
تبين
بهذا أن المنكر والشاذ يشتركان في بعض الأمور، ويختلفان في بعضها، فما
الذي يشتركان فيه؟ يشتركان في المخالفة فكل من الشاذ والمنكر فيه مخالفة
للراوي الأوثق، لكن ما الذي يفترقان فيه؟ نعم الذي يختلفان فيه أن الشاذ
يرويه الثقة والمنكر يرويه الضعيف مع وجود المخالفة في كلا النوعين مستوي
معه، هذا سيأتي اليوم إن شاء الله يعني نحن الآن نتكلم عن وجود الاختلاف
بين الثقتين هذا ثقة وهذا ثقة، لكن أحدهما أوثق من الآخر، لكن إذا استويا
هذا سيأتي اليوم إن شاء الله.
طيب بعد هذا الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد
يقول الحافظ -رحمه الله-:
(1)
البخاري : بدء الوحي (1) , ومسلم : الإمارة (1907) , والترمذي : فضائل
الجهاد (1647) , والنسائي : الطهارة (75) , وأبو داود : الطلاق (2201) ,
وابن ماجه : الزهد (4227) , وأحمد (1/25).
(2)
(3)
الترمذي : الأطعمة (1859) , وأبو داود : الأطعمة (3852) , وابن ماجه :
الأطعمة (3297) , وأحمد (2/263) , والدارمي : الأطعمة (2063).
(4) الترمذي : الأطعمة (1859).
(5) البخاري : الشركة (2493) , والترمذي : الفتن (2173) , وأحمد (4/269).
[/b][/b]
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
أهـــلا بكـم أحبائنا زوار و رواد و اعضاء منتدى الحديث والسيرة النبوية
الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
فإن خُولف بأرجح، فالراجح المحفوظ، ومقابله الشاذُّ. ومع الضعف فالراجح المعروف، ومقابله المُنكر.
هذا
راوي الحديث الحسن وراوي الحديث الصحيح، لو خولف برواية أرجح منه،
فالرواية الراجحة هي التي يقال لها: المحفوظة والرواية المرجوحة يقال لها:
الشاذة.
انتهينا
من هذا، ومع الضعف فالراجح المعروف يقول: إذا اختلف الأمر، فأصبح الراوي
الذي إما زاد الزيادة أو لم يزدها راويا مضعفا، هذا يقال لروايته: منكرة،
وللرواية الراجحة، نقول: الراجح المرجوح، ومقابله الممكن، نمثل على هذا
بمثال حتى يتضح .
هناك
حديث أيها الإخوة يرويه سعيد بن منصور في سننه يقول: حدثنا هشيم قال:
حدثنا ليث وهو ابن أبي سليم، عن طاووس وهو ابن كيسان اليماني، عن ابن عباس
-رضي الله تعالى عنهما- أنه كان يقرأ: فدية طعام مساكين يعني الآية في صورة
البقرة يقرأها يقول ليث بن أبي سليم في حديثه هذا: إن ابن عباس قرأها وعلى
الذين يطيقونه فدية طعام مساكين أعيده، طيب قال سعيد بن منصور: حدثنا
هشيم، قال: حدثني ليث عن طاووس، عن ابن عباس أنه كان يقرأ: فدية طعام
مساكين .
لاحظوا
الآن مساكين هنا جاء بصفة الجمع هذه القراءة عن ابن عباس ليست صحيحة
الإسناد بهذا الصورة، ضعيفة؛ لأن فيه ليثَ بن أبي سليم، وهو ضعيف، لكن هل
نكتفي بالحكم على هذا الحديث أنه ضعيف، أقول: لا نكتفي بالحكم عليه أنه
ضعيف، بل نقول: هذا الحديث زيادة على الضعيف، فهو منكر، كيف عرفنا أنه
منكر؟ لأن ليث بن أبي سليم خالف من هو أوثق منه جاءت هذه الرواية مخالفة
للصحيح الثابت عن ابن عباس.
وذلك
أننا وجدنا البخاري -رحمه الله- في صحيحه أخرج بالإسناد الصحيح من طريق
عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع ابن عباس -رضي الله تعالى
عنهما- يقرأ " وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين " أيش؟ الإفراد فهذه
قراءة ابن عباس "يطوقونه" بدل "يطيقونه" و"مسكين" بدل "مساكين" هذا هو
الصحيح، وهو الذي أخرجه البخاري في صحيحه، فإذن أصبح الثابت عن ابن عباس
ماذا؟ قراءة مسكين بلفظ الإفراد، فتبين بهذا أن ليث بن أبي سليم قد أخطأ في
تلك الرواية، فمع كون حديثه ضعيفا، فهو أيضا حصل فيه المخالفة، فنقول: عن
رواية ليث بن سليم هذه: إنها رواية منكرة.
إن شاء الله بهذا المثال يكون واضحا الأمر يعني في أي طبقة ليث بن أبي سليم؟ يعني من الذي يوازيه؟ يمكن عمرو بن دينار.
فإذن
يعني بهذا نعرف أن الحديث الشاذ والحديث المنكر نستطيع أن نعرفهما
بالتعريفين الآتيين، لو سألنا ما هو تعريف الحديث الشاذ، وما هو تعريف
الحديث المنكر، فالحديث الشاذ نستطيع أن نعرفه، فنقول: هو ما يرويه الثقة
مخالفا من هو أوثق منه.
[b]والحديث المنكر: هو
ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، فلا بد إذن في الحديث الشاذ
والحديث المنكر من قيد المخالفة، فيشتركان في قيد المخالفة، لكنهما يفترقان
في كون هذا راويه ثقة، وهذا روايه ضعيفا، أعيد تعريف المنكر.
تعريف المنكر: هو ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، والشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه.
الآن
أيها الإخوة بهذا التعريفات، يعني: أنا أذكر لكم الشيء الراجح، وليس معنى
هذا أنه ليس هناك خلاف في تعريف الشاذ أو تعريف المنكر، بل هناك خلاف، يعني
أشير إليه إشارة عابرة حتى تكونوا يعني فقط على اطلاع، لو جاء مثلا من
يذكر لكم خلاف هذا تقولون: نعم، لكن هذا هو الرأي الراجح، فتعريف الشاذ هو
التعريف الراجح، هو الذي رجحه الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-.
لكن
هناك من جعل الشاذ مجرد التفرد، فقال: الشاذ هو: ما يرويه.. ما يتفرد
بروايته الثقة، أو ما ينفرد بروايته الثقة، فبهذا الاعتبار يكون حديث: «إنما الأعمال بالنيات»(1)
على
هذا القول حديثا شاذا؛ لأنه ينفرد بروايته ثقة، وهو علقمة بن وقاص، بل
وينفرد به أيضا عن علقمة محمد بن إبراهيم التيمي، بل وينفرد به عن محمد
إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد الأنصاري، فإذن هذا لا خلاف بأنه بناء على هذا
الرأي يعتبر شاذا.
كذلك
أيضا المنكر، بعضهم يعتبر المنكر هو ما ينفرد به الراوي المستور أو المضعف
الذي في حفظه ضعف يسير مجرد ما ينفرد بأي حديث يسمونه حديثا منكرا، ولكن
كلا هذين الأمرين مرجوح، والصواب أنه لا بد من قيد المخالفة.
فنقول في الشاذ: ما
يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه، وفي المنكر: ما يرويه الضعيف مخالفا
من هو أوثق منه، لكن لو جاء حديث ينفرد بروايته الراوي الثقة نقول عنه:
حديث أيش؟ صحيح، ولو جاءنا حديث ينفرد بروايته الضعيف نقول عنه: حديث ضعيف،
فمعنى هذا أيهما يعني أشد ضعفا؟ الضعيف أو المنكر؟ المنكر ما دام أنه يعني
اجتمع الضعف والمخالفة، فظلمات بعضها فوق بعض، يعني ضعف مع ضعف، لا حسن
غريب، هذا يعني له تفصيل آخر، نتركه الآن في الأسئلة، يعني نقف عند هذا
الحد، وبعد ذلك نتابع إن شاء الله في الحديث، أو بعض أنواع الحديث، وهو
المتابع والشاهد والاعتبار، ونجيب أول شيء عن سؤال الأخ حينما قال: على
فكرة أيها الأخوة يعني جاءني ملاحظة: يقول بعض الأخوة: إن غدا بعض الأخوة
يكون صائما وقد لا يناسبهم الدرس بعد المغرب فهذا أيضا إشكال، طيب تفضلون
بعد العصر وننتهي يعني قبيل المغرب بيسير حتى يعني الذي يكون صائما يفطر،
أو بعد العشاء؟.
طيب
اللي يفضل بعد العصر نشوف الأكثر عددا بعد العصر، طيب، والذي بعد العشاء
يفضل بعد العشاء من؟ إذن يكون بعد العصر نشوف اللي بعد العصر أكثر، نعم
خلاص ما في شيء إن شاء الله نعم الشيخ الفراج يعتذر غدا قبل الظهر، ما فيه
درس، لكن بعد الظهر فيه نحو، وبعد العصر فيه مصطلح، العصر إن شاء الله
الساعة أربعة ونصف، يعني من أربعة ونصف إن شاء الله ننتهي حوالي السادسة أو
السادسة وربع إن شاء الله، ونحن منتهون أحسنت.
س: أخي يقول بالنسبة للشاهد يعني الحافظ ابن حجر يقول: مخالفة المقبول لمن هو أرجح منه يعني من حيث الثقة أو من حيث كثرة العدد؟.
ج:
فأقول: نعم يعني هذا أولى؛ لأن المقبول يدخل فيه الصدوق، وليس المقصود به
الثقة فقط، أما بالنسبة لسؤال الأخ عن قول الترمذي: حسن غريب، فقول
الترمذي: حسن غريب، إما أن يكون يريد الغرابة الاصطلاحية، أو يكون يريد
الغرابة المتنية، وهذا يتبين بما لو جاءنا الحديث من أكثر من طريق، فإذا
كان الترمذي مثلا روى الحديث، ثم قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن
فلان وفلان، فهنا في هذه الحال نعرف أن الترمذي لم يقصد الغرابة
الاصطلاحية، فإذن نظرنا في ذلك الحديث الذي قال عنه الترمذي: حسن غريب،
فوجدنا فيه ضعفا يسيرا مثلا فعرفنا أن الترمذي -رحمه الله- قصد بالحسن هنا
أي الحسن لغيره، يعني هذا الحديث فيه ضعف، قال: وفي الباب عن فلان وفلان
فبين أنه حسن هذا بمجموع طرقه، لكن لو لم يقل الترمذي وفي الباب عن فلان
فنعرف أن مراد الترمذي بالغرابة هنا الغرابة الاصطلاحية وأنه يحسن هذا
الحديث لذاته يقصد أن هذا الحديث بهذا الإسناد حسن، وأنه لم يرد إلا من هذا
الطريق فكلا هذين محتمل.
س: خلاص يقول أحد الأخوة: هل ورد في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآثار الصحابة لفظ: «من بات وفي يده ظفر فلا يلومن إلا نفسه»(2)
ج: أقول: نعم لكن ليس هذا لفظه بالضبط، وإنما الحديث رواه الترمذي وغيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من بات وفي يده ريح غمر فلا يلومن إلا نفسه»(3)
وفي الحديث وفي بعض طرقه زيادة «أن الشيطان حساس لحاس، فمن بات وفي يده ريح غَمَر، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»(4)
قد تقولون: ما مدى صحة هذا الحديث؟.
فأقول:
إن شاء الله إنه صحيح من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نعم
نعم. الغمر: هو الظفر، الأخ عبر بالمعنى يعني في الحديث الحث على غسل اليد
بعد الطعام نعم.
س: يقول: هل التزم البخاري ومسلم بشرطيهما في جميع الأحاديث التي أخرجاها في صحيحيها؟.
ج:
أقول: نعم التزما بشرطيهما في جميع الأحاديث ما عدا الأحاديث التي يردانها
في الشواهد والمتابعات، فهذه لا تعتبر في الأصول، وإنما المقصود بشرطيهما
في الأصول يعني الأحاديث التي يحتجان بها.
س: وأحد الأخوة يسأل يقول: ما هي أصح الكتب في الحديث بعد البخاري ومسلم؟.
ج:
الحقيقة أيها الأخوة يعني الحكم على كتاب أنه أصح الكتب بعد البخاري ومسلم
يعني قد أنازع فيه، لكن حتى هذه الساعة بحسب اجتهادي أنا أرى أن أصح الكتب
بعد البخاري ومسلم ابن خزيمة، هناك من يرى أن صحيح ابن حبان أصح من صحيح
ابن خزيمة، ولي في هذا كلام؛ لأنني ذكرت في شرح ألفية السيوطي، وإن شاء
الله يعني أقوم بدراسة لبعض الأبواب التي يشترك فيها ابن خزيمة وابن حبان
للخروج بنتيجة مبنية على أسس علمية، هل فعلا صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح
ابن حبان أو العكس؟.
لكن
صنيع العلماء المتقدمين يفيد بأن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان،
فإنهم قدموا الكتب بهذه الصورة، قالوا: صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم
صحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم.
ومن
الموافقات العجيبة أن الترتيب في الأصحية في هذه الصورة جاء بناء على
الترتيب؛ فالبخاري متوفى قبل مسلم، ومسلم متوفى قبل ابن خزيمة، وابن خزيمة
متوفى قبل ابن حبان، وابن حبان متوفى قبل الحاكم، بل إن كل واحد من هؤلاء
يعتبر شيخا للآخر، فالبخاري شيخ لمسلم، ومسلم ذكر فهو أيضا شيخ لابن خزيمة،
وابن خزيمة شيخ لابن حبان، وابن حبان شيخ للحاكم.
فهنا هو الترتيب يعني كما قلت لكم الآن، وقد أغير وجهة نظري إذا تبين لي من خلال الإحصائية التي سأقوم بها أن صحيح ابن حبان أصح.
س: يقول: أيهما أقوى الحديث الصحيح أو الحديث الحسن الصحيح إذا كان به أكثر من سند؟.
ج: أقول: بل الحديث الحسن الصحيح إذا كان حسنا من طريق وصحيحا من طريق أقوى من الحديث الصحيح فقط.
يقول:
هل شرط البخاري ومسلم في قبول الرواية فيمن عاصر وعنعن وذكر في المدلسين؟
أقول: أيها الأخ السائل جزاك الله خيرا، يعني أنا مثلا بعض الأخوة يريدني
أن أتكلم في بعض المسائل، وأنا اجتنبتها عمدا، لأني أخشى مثلا لو تكلمت في
مسألة التدليس والمدلس والعنعنة، أضيع السامع، ونحن هنا نراعي كما قلت:
الضعيف أمير الركب، أراعي يعني أناسا يمكن أول مرة يحضرون دروس المصطلح،
فلا أريد المعلومات تتداخل في أذهانهم، وينسي بعضها بعضا، فأرجأت الكلام عن
التدليس في موضعه إن شاء الله، نأخذه مرة تلو الأخرى، فعلى كل حال جوابا
لسؤال الأخ، قد يكون يعني مستفسرا: البخاري ومسلم يتكلمان عن العنعنة لغير
المدلس، أما المدلس الذي يرد تدليسه فعلا فهذا ليس من الرواة الذين
يتنازعان فيه.
س: أحد الأخوة يقترح أن آتي في وقت الشيخ محمد الفراج، ويكون الدرس في غير النخبة للاستفادة من الوقت.
ج: أقول: ذهب الأخوة ولو كان هذا الاقتراح، يعني جاء مبكرا أن آتي أنا ما عندي مانع إن شاء الله.
س: أحد الأخوة يقول: نرى بعض المحققين إذا خرج حديثا يقول بعد ذلك: وفي الباب عن فلان وفلان، ويذكر بعض الصحابة هل تعتبر هذه شواهد؟.
ج: أقول: هذا إن شاء الله في الليلة القابلة؛ لأننا وقفنا الآن على المتابع والشاهد، نعم غدا يعني إن شاء الله.
س: يقول الأخ: عندي رغبة في معرفة رجال السند أو الإسناد فما الطريقة المثلى في ذلك مع ذكر الكتب؟.
ج:
هذا إن شاء الله أيضا سيأتي، لأن إن شاء الله في هذه الدورة سننهي الكتاب
وبانتهاء الكتاب يكون الواحد، إن شاء الله يعني عارفا بالطرق الأساسية في
تخريج الحديث، وللحكم على السند، وعلى كل حال يعني أجيب الأخ جوابا عاجلا،
وأما التفصيل ففي وقته، الطريقة المثلى أن تتعرف على كتب الرجال ما هي
الكتب التي تعتبر أصلية، وما هي الكتب التي تعتبر أخذت خلاصة الأحكام على
أولئك الرجال وكيف رتبت هذه الكتب وما هو الكتاب الذي صاحبه يعتبر متساهلا
والكتاب الذي يعتبر، ينبغي أن يشد على قول صاحبه بالناجبين، يعني مثلا لا
نعتبر ثقات ابن حبان، ابن حبان حينما يوثق راويا مثل توثيق أبي حاتم
الرازي؟ ابن حبان متساهل في التوثيق، وأبو حاتم الرازي إذا وثق رجلا فشد
عليه بيدك لا تطلقه، لكن لو ضعف أبو حاتم الرازي رجلا فهو معروف بالتشدد،
فقد يضعف من هو موثق في بعض الأحيان، معرفة مناهج المحدثين هذه مهمة،
وسيأتينا إن شاء الله أيضا الكلام عليها فكل شيء في حينه.
أيضا
بالنسبة للترتيب بعض الكتب رتبت على الطبقات يعني الراوي الأقدم، فالراوي
الأقدم، وبعض الكتب جمعت بين الترتيب على الطبقات، والترتيب على الحروف،
فلذلك ترتيبها على الحروف ترتيب غير دقيق، وبعض الكتب رتبت الرواة على
الحروف فعلا ترتيبا دقيقا، مثل تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وبعض الكتب
تنتقي خلاصة الأقوال، كتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، يقول: هذا الراوي
ثقة، هذا ضعيف، هذا صدوق، هذا يخطئ، وهكذا يعني هو يأخذ خلاصة الأحكام،
بعضها قد يضعف، لكن لو رجعت إلى التهذيب تجحد مثلا ترجمة الراوي قال فيه
ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، ثم تضيع طيب ما
هو الصواب؟ قول ابن معين، ولا قول أحمد، ولا قول البخاري، ولا قول من؟ هذا
لا بد من التعرف على مناهج المحدثين، وما دمت مبتدئا في طلب الحديث فيمكن
أن تلجأ إلى العلماء المتبحرين كالحافظ ابن حجر، فتستفيد من اختياره للقول
الراجح في ذلك الراوي.
س:
يقول: هل كان رواة الحديث الأولون يراعون لفظة "عن" أو "سمعت" في نقل
الأحاديث، وهل ينقلها عنه تلميذه بنصها، أم يعبر عن هذه اللفظة من نفسه؟.
ج:
أقول: ما شاء الله الأخ يعني يأتي بمسألة من معضلات المسائل يقول: إنه وقف
على كلام الشيخ عبد الرحمن المعلم -رحمه الله-، المسألة هذه يعني مسألة
عويصة، يعني حينما يأتينا إسناد من الأسانيد، فيه راو يروي عن شيخ بصيغة
عنعنة، مثل كأن يقول مثلا: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فمن الذي جاء
بصيغة، عن بين الأعمش وبين أبي صالح، هل هو الأعمش نفسه هو الذي أطلق كلمة
عن، أم من دون الأعمش؟ أطلقها اختصارا، يعني مثلا حينما نجد الراوي عن
الأعمش مثلا سفيان الثوري، والراوي عن سفيان الثوري وكيع، هل ممكن أن يكون
وكيع هو الذي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح مع العلم أن
في الأصل أن الأعمش يقول: حدثنا أبو صالح، فيكون من هو دون؟ نقول: هذا
محتمل، والرأي الآخر أيضا محتمل أن يكون الأعمش هو الذي استعمل صيغة عن،
فكل هذا محتمل، فما دام أنه محتمل، ففي هذه الحال الحيطة دائما تقتضي
التوقف في قبول عنعنة المدلس إلا إذا جاءتنا قرينة تجعلنا نختار أن عنعنة
المدلس في هذا الموضوع محمولة على السمع، وهذه يعني تحتاج أيضا إلى طول،
ولا أستطيع أن أفصل فيها في هذه العجالة.
الشيخ
عبد الرحمن المعلم كأنه يختار القول بأن الذي يستعمل صيغة عن هو من دون
المدلس، لكن هذا يعني عليه بعض المؤاخذات ومن الأدلة يعني على الاختصار،
أقول: هذا الكلام ومن الأدلة على هذا أن سفيان بن عينية مثلا، مرة قال عن
الزهري، أو الزهري قالوا له: سمعته من الزهري؟ فرددها مرة أخرى، فردوا
عليه، قالوا: سمعته من الزهري؟ فلما وجدهم يلحون عليه قال: لا، ولا ممن
سمعه من الزهري أخبرني عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، فأصبح بينه وبين
الزهري كم واسطة؟ اثنين من الرجال.
فهذا
يدل على أن الراوي أحيانا هو نفسه يستخدم صيغة عن، فلذلك لا بد من قرينة
تدلنا أن ذلك الراوي هو الذي استخدم صيغة عن، أو لم يستخدمها، وما دام أننا
لا نعرف، فالاحتياط يقتضي التوقف، نعم من القرائن التي تدل على أنه هو ليس
الذي أطلقها، كأن يرد الحديث من طريق أخرى مثلا، المثال الذي مثلت به قبل
قليل، وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، لو جاءنا مثلا مرة أخرى من
رواية شعبة، قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو صالح، ففي هذه الحال أعرف
أن العنعنة هذه جاءت ممن هو دون الأعمش، وأن الأعمش فعلا سمع هذا الحديث من
شيخه، فهذه قرينة أيضا وليست على الإطلاق.
س: أحد الإخوة يقول: حديث أبي سفيان عند مسلم وزوجتك ابنتي هل هو معلل، وهل يكون ضعيفا بهذا؟.
ج:
هذا أجبت عنه الليلة البارحة ويبدو أن الأخ الذي سأل ما كان حضر في الليلة
البارحة أنا قلت الذي يعني ترجح لي أن هذا الحديث لا يعتبر من الأحاديث
المعلولة عند مسلم وإن كان بعض العلماء انتقده كابن حزم، لكن الصواب أن هذا
الحديث يمكن أن يوفق بين هذا القول وبين كون النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان متزوجا بأم حبيبة قبل ذلك بأمور، ذكرت بعضها ليلة البارحة، ومن أراد
الإفاضة في هذا يمكن أن أدله على المرجع إن شاء، أو ينتظر حتى نواصل الحديث
في درس صحيح مسلم إن شاء الله.
س:
يقول: يعاني كثير من الأخوة وأنا منهم أننا لم نعرف الاستقامة إلا بعد أن
جاوزنا العشرين وبعد أن أضعنا سنوات العمر الذهبية، فيصاب الإنسان أحيانا،
بل كثيرا كأنه يقول بيأس: الظاهر أن يصل إلى منزلة في العلم، ويشعر أنه
مهما فعل فلن يصل إلى شيء، فيدخل عليه الشيطان من هذا المدخل، فماذا نفعل؟.
ج:
أقول: لا أيها الأخ بالعكس، لو كنت في سن الخمسين إذا وفقك الله جل وعلا،
وشعرت أن ساعات العمر فعلا، كما قلت: ساعات ذهبية، بل هي أغلى من الذهب،
فإنك تستطيع في تلك الفترة الباقية من عمرك أن تكون بإذن الله من العلماء،
فأضرب لك مثالا على ذلك: ابن حزم الظاهري، يعني أتعب الناس في كثرة علمه
بسبب يعني أنه كان يخالف في بعض المسائل، ووجدوا أن هذا المخالفة نشأت من
جهل ابن حزم، بل هو بحر في كل ما ألقي فيه، لكن هل ابن حزم طلب العلم من
صغره؟ .
لا
ابن حزم كان أولا ولدا مرفها، فأبوه كان وزيرا، وكان يعيش عيشة المرفهين،
وبعد أن مضت عليه فترة من العمر طويلة ابتدأ يطلب علم الحديث، وإلا كان في
السابق مشغولا بالآداب والأمور التي تشغل الإنسان هذه؛ ولذلك هو له نصيب
مما يسمى بالأدب، وما إلى ذلك، فهو ما طلب علم الحديث إلا متأخرا، ومع ذلك
انظر إلى كتابه المحلى تجد فيه علما جما بل كيف لو وصل إلينا كتابه الأصلي
وهو الإيصال الذي هو أصل المحلى، المحلى هذا يعتبر مختصرا، يعني على ما فيه
من الدسومة، يعتبر مختصرا فكيف بأصله، بل انظر إلى كتابه إحكام الأحكام،
ولست يعني بكلامي هذا يعني أقول: إن جميع ما في الأحكام أو ما في المحلى
صواب، بل أقول: لا بد للذي يريد أن يقرأ هذين الكتابين أن يكون متبحرا حتى
لا يغتر بأسلوب ابن حزم؛ لأن بعض الناس يغتر بأسلوبه، فوقعوا في بعض
الشذوذات العلمية، لكن ما ينبغي أن يقرأ هذين الكتابين وأمثالهما من كتب
ابن حزم إلا إنسان متبحر هذا مثال لابن حزم.
هناك
أيضا مثال عبد الله بن وهب فهو في بداية عمره، لم يكن طلب العلم حتى ألقت
إليه شبهة من الشبه، فذهب إلى عالم يسأله عن تلك الشبهة، فعرف ذلك العالم
أن هذه الشبهة ما وردت على عبد الله بن وهب إلا بسبب قلة علمه، فقال له:
عبد الله بن وهب؟ قال: نعم. قال: اطلب العلم، فتنبه من الجحيم، فطلب العلم
بعدما كبر ولازم الإمام مالكا -رحمه الله- وغيره من العلماء، فأصبح عبد
الله بن وهب من خيرة العلماء، ومن فطاحلة العلماء، وله مؤلفات عدة منها
الجامع والمسند، وهو أحد الرواة لموطأ الإمام مالك وغيرها كثير، والأمثلة
على هذا كثيرة يعني لو فتحنا في كتب التراجم نجد كثيرا من الرواة ما طلبوا
العلم إلا في حال الكبر وما طلبوا العلم إلى في حال الكبر، لكنهم بعد ذلك
يعني شعروا فعلا بأن ساعات العمر التي مضت ينبغي أن يعوضوها، فكثفوا من
الجهود ووفقهم الله جل وعلا وعلى كل حال كل إنسان بحسب نيته، فالذي يصدق مع
الله جل وعلا يصدق الله معه، فيوفقه لحافظة قوية يسهل أموره في الطلب وما
إلى ذلك.
يقول: وجد في بعض نسخ الفتح ضبط الحميدي هكذا الحُمَيِّدي بالتضعيف فهل هما رجلان أم أنه تصحيف في النسخ؟.
إذا
لم يكن فيه إحراج على الأخ السائل يمكن أعرفه؟ على أساس يعني نعرف أن أنت
السائل على أساس أعرف أي نسخة من الفتح ورد فيها هذا؟ نعم .
على
كل حال قد يكون خرج، وقد يكون يعني لا يريد الظهور أمام الأخوة، فأنا لا
أشك في أن هذا خطأ؛ لأنني ما أعرف أن الحميدي هناك من صغر اسمه، وعلى كل
حال يعني إن كان بعض الأخوة يبحث أيضا في كتب الترجمة؛ فيفيدنا جزاه الله
خيرا، لكن إذا كانت هذه النسخة من الفتح من النسخ التي تضبط إن كانت يعني
الفتح التي طبعتها المطبعة السلفية، فهذه في الغالب طبعة يعني جيدة خاصة،
أنا أقصد الطبعة الأولى، أما إن كانت الطبعة الأخيرة أو الطبعات الأخرى من
الفتح، فقد يكون فيها تصحيف.
س: أحد الأخوة يسأل عن صحة حديثين الأول: يقول: روي عن عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن
قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا فنقر رجل منهم موضعه
بفأس فقالوا: ما تصنع؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت فلم يأخذوا على يديه
فهلك وهلكوا»(2) يسأل عن صحة هذا الحديث.
ج:
أقول: هذا الحديث إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك رواه عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- مباشرة فهذا إسناد معضل؛ لأن بين عبد الله بن مبارك وبين
النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة رجال، أما إن كنت تقصد أن عبد الله بن
المبارك أحد رجال السند وأنه ساق الحديث بسنده إلى النبي -صلى الله عليه
وسلم- وأن هذا الحديث قد يكون رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له،
فالحديث صحيح، لكن هذا أحد ألفاظه، فقد يكون مثلا في هذا الطريق الذي ساقه
عبد الله بن المبارك شيء من الضعف فأنا لا يحضرني الآن، لكن أصل الحديث
صحيح ومعروف في الصحيحين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مثل
القائم على حدود الله، ومثل الواقع فيها كمثل قوم ركبوا في سفينة، فصار
بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا في نصيبا
خرقا، فلم نؤذ من فوقنا»(5) إلى آخر الحديث معروف في الصحيح.
يسأل عن الحديث الآخر روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني؛ أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد»(2) هذا
الحديث الحقيقة أخشى بأنه يكون التبس عليه بحديث آخر، فلا أريد أن أتعجل
إطلاق الحكم عليه، وإن شاء الله سأنظر إليه، ويا حبذا لو كان الأخ يعرف من
أخرجه؛ لأنه فيه حديث آخر، رواه الترمذي ما أدري هل هو هذا أو غيره؟ يعني
يحتاج مراجعة.
بعض
الأخوة يستفسر عن الكتب الموجودة على الأرفف، هل هي للتوزيع؟ إمام المسجد
أثابه الله، يقول: نعم، إنها للتوزيع من شاء أن يأخذ منها فليأخذ.
تكلمنا
بالأمس عن الحديث الحسن سواء لذاته أو لغيره، وعن زيادة الراوي المقبول من
ثقة أو صدوق فمن من الأخوة يعرف لنا الحديث الحسن لذاته؟ نعم. ارفع الصوت
هو ما اتصل سنده بنقل العدل خفيف الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا
علة، طيب حينما نقول: عن مثله إلى منتهاه هل هذه العبارة على ظاهرها؟
يشترط أن يكون الحديث الحسن من أوله إلى آخره كلهم خفيفو الضبط؟، نعم.
المقصود
هذا هو أدنى حد، لكن لو جاءنا حديث كل رجاله ثقات ما عدا راو واحد هو الذي
خف ضبطه، فهذا يقال له: حسن، وهو أعلى حد ولو جاءنا كل الإسناد من أوله
إلى آخره كلهم ممن خف ضبطه، فهذا هو أدنى حد من الحديث الحسن لذاته،
وبينهما درجات ما كان فيه راويان وما كان فيه ثلاثة، وهكذا -بالنسبة للبخور
الموجود في المسجد يعني من كان صائما لا يتحرج لأنه لا يفطر- طيب قلنا في
تعريف الحديث الصحيح: إنه ينقسم إلى قسمين الحديث الصحيح لذاته، هذا
عرفناه، فما هو تعريف الحديث الصحيح لغيره؟ أحسنت بارك الله فيك، نعم هو
الحديث الحسن لذاته الذي عرفناه قبل قليل إذا تعددت طرقه إذا روي من طريقين
أو أكثر، فهذا يصبح حديثا صحيحا لغيره.
هناك
قسم آخر للحديث الحسن، وهو الحديث الحسن لغيره عرفناه أيضا ليلة البارحة،
نعم، هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه بشرط ألا يكون ضعفه شديدا، مَن من
الأخوة يمكن يصور شدة الضعف ما المراد بها؟ نعم .
تفضل ارفع صوتك شوية، من أمثلته أن يكون الراوي متهما بالكذب، فهذا حتى لو جاءنا من مائة طريق كلهم بهذا الصفة لا ينجبر ضعف الحديث.
طيب
هل هناك صورة أخرى أيضا؟ نعم كثرة العلل في إسناد الحديث ممكن تمثل على
هذا؟ نعم. لو جاءنا حديث في إسناده انقطاع، وفيه راو ضعيف، وفيه راو مجهول،
فربما زاد مثلا الحديث مع ذلك أيضا مرسل،ا فهذه الطعون إذا تجمعت في
الحديث بهذه الصورة، فإن الحديث لا ينجبر ضعفه؛ لأن كل واحد من هذه العلل
كافية في أن يحكم على الحديث بسببها بأنه ضعيف، فضعيف مع ضعيف مع ضعيف، مثل
إنسان يعني ضرب برمية في صدره وأخرى في رأسه وأخرى في بطنه، وهكذا يعني
طعون أردته حتى لا يستطيع أن يتحرك، هذا أيضا مثال الحديث الضعيف حينما
تكثر فيه العلل فتقصمه.
تكلمنا
أيضا عن زيادة الراوي المقبول وزيادة الراوي غير المقبول، والراوي المقبول
قلنا: إنه يقصد به الثقة والصدوق على حد سواء فما هو حكم زيادة الراوي
المقبول؟ نعم حكم زيادة الراوي المقبول أنها مقبولة ما لم تكن مخالفة لمن
هو أوثق منه أو أكثر عددا، بهذا إذن نستطيع أن نفصل في الزيادة فنقول: إن
الزيادة تنقسم إلى كم؟ إلى قسمين: زيادة فيها مخالفة، وزيادة ليس فيها
مخالفة فالزيادة التي ليس فيها مخالفة فهذه حكمها أيش؟ .
القبول،
والزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد، حينما نقول: الزيادة التي فيها
مخالفة حكمها الرد هل يمكن أن يطلق عليها اصطلاح معين عند علماء الحديث؟
نعم، الشاذة لو أردنا أن نعرف الشاذ ماذا نقول؟ .
الشاذ: هو
ما يرويه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه هل هناك اختلاف في تعريف الحديث
الشاذ ولا باتفاق بين العلماء أن هذا هو تعريفه؟ نعم بعض العلماء يقول: إذا
تفرد الراوي المقبول أيا كان ثقة أو صدوقا، فهذا هو الحديث الشاذ فيجعلون
مطلق التفرد. طيب هل هذا التعريف صحيح أو غير صحيح؟ بس نريد يعني بانتباه
نعم، وغيره أيضا من الأحاديث، هذا التعريف غير صحيح؛ لأننا لو قلناه للزم
عليه أن نرد كثيرا من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد إلينا إلا من طريق
واحدة كحديث «إنما الأعمال بالنيات»(1) لكن
يعني هل يمكن أن نفهم من هذا أن الذي عرف الحديث الشاذ بمطلق تفرد الثقة
أنه يرد الحديث الشاذ هذا طبعا ما افترقنا، لكن تفهمون يعني أنه لا يلزم من
كون العالم الذي اختار هذا التعريف أنه يرد الحديث الشاذ، لا هو قد يكون
يطلقه إطلاقا اصطلاحيا فقط، مثل ما لو يعني يريد تعريف الحديث الذي لم يروه
إلا راو واحد حينما نقول: هذا حديث غريب هو يسميه ماذا؟ يسميه حديثا شاذا.
فإذن
لا يلزم عليه الرد عنده، هو لكن بعد أن استقر الاصطلاح، فالحديث الشاذ
يلزم منه الرد، لكن بناء على التعريف المختار ما الذي يقابل الحديث الشاذ
الطرف الآخر؟ نعم الراجح ما هو ماذا يسمى؟ ارفع صوتك أحسنت المحفوظ، فإذا
جاءنا حديث فيه اختلاف الرواية المردودة التي نسميها شاذة والرواية
المقبولة هي الراجحة نسميها المحفوظة، هناك نوع شبيه بالشاذ يشتبه معه
اشتباها كبيرا ما عدا بعض الأمور التي يختلف فيها فما هو؟ المنكر ما هو
تعريف الحديث المنكر؟ أحسنت الحديث المنكر هو ما يرويه الضعيف مخالفا للثقة
هذا التعريف متفق عليه أيضا أو فيه اختلاف بين العلماء؟ نعم بعضهم سمى
المنكر ما ينفرد به الراوي المستور أو الضعيف في حفظه دون أن يشاركه أحد
يسمي هذه الرواية على الإطلاق رواية منكرة دون اشتراط المخالفة.
تبين
بهذا أن المنكر والشاذ يشتركان في بعض الأمور، ويختلفان في بعضها، فما
الذي يشتركان فيه؟ يشتركان في المخالفة فكل من الشاذ والمنكر فيه مخالفة
للراوي الأوثق، لكن ما الذي يفترقان فيه؟ نعم الذي يختلفان فيه أن الشاذ
يرويه الثقة والمنكر يرويه الضعيف مع وجود المخالفة في كلا النوعين مستوي
معه، هذا سيأتي اليوم إن شاء الله يعني نحن الآن نتكلم عن وجود الاختلاف
بين الثقتين هذا ثقة وهذا ثقة، لكن أحدهما أوثق من الآخر، لكن إذا استويا
هذا سيأتي اليوم إن شاء الله.
طيب بعد هذا الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد
يقول الحافظ -رحمه الله-:
(1)
البخاري : بدء الوحي (1) , ومسلم : الإمارة (1907) , والترمذي : فضائل
الجهاد (1647) , والنسائي : الطهارة (75) , وأبو داود : الطلاق (2201) ,
وابن ماجه : الزهد (4227) , وأحمد (1/25).
(2)
(3)
الترمذي : الأطعمة (1859) , وأبو داود : الأطعمة (3852) , وابن ماجه :
الأطعمة (3297) , وأحمد (2/263) , والدارمي : الأطعمة (2063).
(4) الترمذي : الأطعمة (1859).
(5) البخاري : الشركة (2493) , والترمذي : الفتن (2173) , وأحمد (4/269).
[/b][/b]
رد: الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
07/02/13, 11:24 pm
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
رد: الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
06/05/15, 11:13 am
دائما متميزون في الاختيار
سلمتم على روعه طرحكم
نترقب المزيد من جديدكم الرائع
دمتم ودام لنا روعة مواضيعكم
اخوكم انور ابو البصل
سلمتم على روعه طرحكم
نترقب المزيد من جديدكم الرائع
دمتم ودام لنا روعة مواضيعكم
اخوكم انور ابو البصل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى