مقعد التدريب الساخن بالدوري الممتاز السوداني يجذب جزائريين ..والمصريون والتوانسة ثبتوا تواجدهم

بعد نحو ثلاثة أسابيع تقريبا ينطلق الدوري السوداني الممتاز لموسمه الجديد 2013 , وقد وقد قامت أندية البطولة ال14 بترتيب أوضاع أجهزتها الفنية لتكتمل الصورة بكامل تفاصيلها بعد تغييرات جذرية أحدثها المسؤولون بتلك الأندية ما جعل الصورة مختلفة عن حال الإدارة الفنية عن الموسم الماضي الذي أفلت منه ثلاثة مدربين فقط من عملية التغيير, وهم مدرب الهلال دييجو جارزيتو الفرنسي, صلاح آدم مدرب هلال كادقلي والمدرب برهان تية, فالأول قرر مجلس الإدارة تجديد عقده إعجابا بسياسة الإنضباط التي اتبعها بالإضافة لقناعات فنية نجح بها المدرب في إسترداد لقب الدوري الممتاز للفريق في ظل مشكلات وصراع شرس وأزمات حاصرت المدرب بسبب قائد الفريق السابق هيثم مصطفى والذي في نهاية المطاف أجبر على مغادرة كشف الفريق بتوصية من المدرب نفسه.

أما مدرب هلال كادقلي صلاح فيبدو أن مجلس الإدارة إرتاح للعمل معه بعد نجاحه في تثبيت الفريق بالدرجة الممتازة بإرتياح...فريق المريخ غير جلده الفني بإنحراف كبير عن المدرسة الأوروبية واللاتينية التي ركن إليها مجلس الإدارة عدة سنوات فأقال مدرب البرازيلي ريكاردو بالتراضي وجاء بالتونسي محمد الكوكي الذي حقق نجاحا كبيرا مع فريق الأهلي شندي بقيادته له للتمثيل بكأس الكونفيدرالية الإفريقية في العام الماضي بعد أول موسم صعود للدرجة الممتازة وأردفه بنجاحه في الوصول به لدوري مجموعات البطولة, بل وأعاد الفريق للتمثيل الإفريقي هذا العام من خلال مركز متقدم بالدوري الممتاز هو الثالث وبعدد محدود من اللاعبين كانوا يشاركون مع الفريق محليا وإفريقيا فأجبر المريخ على التعاقد معه فنيا كسبب أول, وثانيا لمعرفته ودرايته باللاعب السوداني خلال عامين من العمل بالدوري الممتاز.

المدرب الثالث الذي حافظ على موقعه هو شيخ مدربي الدوري الممتاز برهان تِيَّة الذي ظل يعمل في الدوري الممتاز منذ أول موسم إنطلاق في العام 1994, وسبب بقاءه هو نجاحه في إنقاذ فريق عريق بالسودان من الهبوط في آخر ثلاث مباريات بعد توليه المهمة قبل شهر واحد من نهاية البطولة في الموسم الماضي, ثانيا كان شرطه مع مجلس الإدارة أن يتولى مهمة بناء الفريق في الموسم الجديد بعد تثبيته.

مقعد تدريب الأندية السودانية ساخن جدا فمن الصعب على مدرب أن يجلس فيه لمدة ستة أشهر متتالية بسبب إعتقادات المسؤولين الإداريين بالسودان في " المدرب المنحوس" أي المدرب الذي تستمر وتتالى الهزائم معه, بينما إبتدع بعض أولئك المسؤولين مصطلحا غريبا يسمح لهم بالتدخل في وضع تشكيلة الفريق ومشاركة المدرب في عمله وهو مصطلح "المدرب المرن" أي لديه مرونة وقابلية التدخل في عمله..والأمر المدهش أن بعض المدربون يستجيبون لذلك !!

لكن مقعد التدريب بالسودان وعلاوة على سخونته لم يقف حائلا أمام طموحات القادمين الجدد لخوض المغامرة بارض النيلين, فجذب إليه جزائريين إثنين سيعملان بالدوري الممتاز السوداني لأول مرة وهما مدرب الأهلي شندي زكري نور الدين والذي تعاقد لمدة ثلاث سنوات, والثاني هو عبد الله بلعيكوس الذي تعاقد مع النيل لمدة سنة واحدة فقط, وقد جاء المدربان في مكان الكوكي التونسي, ومدرب النيل السابق المصري محمود النحال على التوالي, والآخير تولى المهمة الفنية بفريق الأهلي عطبرة الذي صعد هذا الموسم, ومثله مواطنه محمود عز الدين الذي تعاقد مع الأهلي من ود مدني بقلب السودان وذلك بعد أن خاض تجربتين سابقتين مع الأمل ومع فريق الرابطة وفي الحالتين عجز فريق المريخ في الفوز عليه وهو ما لم يحدث مع مدرب في الدوري الممتاز السوداني الموسم الماضي , ليخوض هذا المدرب التجربة الثالثة مع ثلاثة أندية مختلفة بالدوري الممتاز في السودان في أقل من عامين.

وبهذا فإن المدربون المصريون مثلهم مثل المدربون التوانسة حافظوا على تواجدهم في الدوري الممتاز السوداني, فالتوانسة رسخوا لأسلوبهم ومنهجهم الفني بقيادة الكوكي وزميله لطفي السليمي الذي خاض تجربة ناجحة مع فريق الأهلي الخرطوم ومصدر النجاح أنه وجد فريقا يفقد في هيكله الأساسي ثمانية لاعبين دفعة واحدة حيث غادروا الفريق لأندية أخرى ولكن الرجل نجح بسرعة في بناء فريق وإستقر به في فوق الوسط ولكن السليمي وجد فرصته في نادي الخرطوم الوطني الذي خطفه من فريق الأهلي ليستعين به في التمثيل الإفريقي ببطولة الكونفيدرالية هذا العام.

الفريق الذي غير جلده الفني هو فريق النسور الذي يقود مجلس إدارته مجموعة من ضباط الشرطة السودانية حيث تخلى عن مدربه للموسمين الماضيين ياسر النور وجاء بالمدرب المعروف في أوساط الكرة السودانية الفاتح النقر وهو مدرب يحتاج إلى صبر شديد لصناعة فريق كما فعل مع فريق الخرطوم الوطني الذي قاده للتمثيل إفريقياً مرتين وقدمه بشخصية فنية جيدة.

ويبقى جناح الهلال والمنتخب السوداني السابق التاج محجوب هو أحدث مدرب سوداني يعمل بالدوري الممتاز السوداني ولأول مرة في تاريخه وذلك بعد أن تعاقد معه نادي الأهلي الخرطوم, ولمحجوب تجربة سابقة تجاوزت ال15 سنة بالدوري العماني وقبل ذلك بسنوات كان لاعبا هناك لعدة أندية...وسوف يعمل هذا المدرب بصلاحيات كاملة بعد أن عمل عدة أشهر الموسم الماضي مدربا عاما مع مدرب الهلال جارزيتو.

أما الفريقان الصاعدان لبطولة الدوري الممتاز السوداني هذا الموسم , المريخ من مدينة الفاشر بغرب السودان, والإتحاد من مدينة ود مدني بوسط السودان فقد إستقر المسؤولين بهما على الإستمرار بالعمل مع المدربين محسن سيد وياسر حداثة بسبب نجاحهما في الصعود بالفريقين للدرجة الممتازة.

يتلبور بهذا السرد حوار جدارة كروية قوي بين مدرب أوروبي واحد ستة مدربين أجانب في مواجهة سبعة مدربين محليين سودانيين وحتى مرور المباريات الأربع الأولى فإن حال المدربين لن يتغير بفضل نظرة الإدرايين التي سوف تتحول بداية من المباراة الخامسة إلى نغمة التغيير بناء على الإعتقاد الراسخ لديهم في "المدرب المنحوس".

چزآگ آلله گل خير آخي آلگريم

مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ

آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوع آلمميز