نهاية حصار الأسد

مجلة "بروفيل" تنشر مقالة تحليلية مطولة، يطرح الكاتب فيها قراءته لواقع الساحة السورية، وتنبوآته بالمسار الذي يمكن أن تتخذه لأحداث، في ذلك البلد، في المستقبل المنظور.

يقول الكاتب إن بشار الأسد تمكن من الصمود في السلطة حتى الآن بسبب انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية. ذلك أن تلك الانتخابات، ما أن وضعت أوزارها، حتى قام رئيس الوزراء البريطاني ـ ديفيد كاميرون، بزيارة لمعسكر اللاجئين السوريين في الأردن، يوم الـ8 من شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي وأدلى هناك بتصريح جاء فيه:

"من الآن فصاعدا، وبعد أن تحررت الولايات المتحدة من أعباء الانتخابات الرئاسية، أصبحت يداها وأيدي حلفائها طليقة. وأصبح بإمكانهم أن يساهموا بنشاط أكبر في حل الأزمة السورية."

لم يكن تصريح كاميرون مجرد كلام فقد بدأت تظهر بوضوح معالم التدخل الغربي النشط في الأزمة السورية. فوفقا للسيناريو الذي اتبعه الغرب في معالجة الأزمة الليبية، تم تشكيل ائتلاف لقوى المعارضة السورية، يلبي، من حيث الشكل، المتطلبات الغربية. ومن الواضح أن الغرب يريد لهذا "الائتلاف" أن يكون الأساس الذي سيتم عليه تشكيل "الحكومة" التي ستتولى إدارة شؤون سورية ما بعد الأسد. وانتخب لرئاسة ذلك "الائتلاف" الداعية الإسلامي المعروف ـ أحمد معاذ الخطيب، البالغ من العمر 52 عاما. ويعتبر الخطيب شخصية توافقية، بين المعارضة العلمانية والإخوان المسلمين.

مما لا خلاف عليه هو أن دول الخليج العربية تتدخل بشكل كبير في الأزمة السورية، فهي تمول بسخاء كتائب المعارضة المسلحة. وفي شمال البلاد ينشط تشكيل مسلح يسمى "لواء الأمة"، الذي يقوده قادة "لواء طرابلس" الليبي السابق، برئاسة مهدي الحارثي. وبالإضافة إلى ذلك يقوم خبراء عسكريون غربيون بتدريب المتمردين السوريين في معسكرات تنتشر في تركيا وسورية، وغيرهما. وعلى الرغم من كل ما تقدم، لا تزال المعارضة السورية غير قادرة على تحقيق نصر عسكري ساحق أو نهائي.

أما المرحلة النهائية من هذا السيناريو، فسوف تبدأ عندما تقرر تركيا شن عملية عسكرية على سورية. وعند ذلك سيكون على دول الخليج العربية أن يباشروا بتنفيذ عملية "اصطياد الأسد"، التي ستنطلق من قاعدة للمتمردين، تقيمها دول الخليج العربية في محافظة درعا. ومن تلك القاعدة، سوف يبدأ "أصدقاء سورية" بالزحف نحو دمشق. وسوف يقوم الغرب بتأمين الدعم الجوي اللازم لكل تلك العمليات. وحتى إذا تسنى للمتمردين وأصدقاء سورية أن يحتلوا العاصمة بدعم جوي من قبل قوات الناتو، فلن يكون ذلك نهاية الحرب. لأن جيوبا مثيرة في الأرض السورية سوف تبقي تحت سيطرة أنصار الاسد، الذين سيقاومون القوات "المعادية" بشراسة.

أما السيناريو الذي يمكن التنبؤ به بكل ثقة ودون الخوف من الوقوع في الخطأ، فهو الأحداث التي سوف تشهدها سورية بعد الإطاحة بنظام الأسد فبحسب الباحث في مركز مكافحة الإرهاب، في كلية ويست بوينت جيمس دينسلو فإن التجربة الليبية أثبتت أن "زواج الإكراه" الذي تم في سورية بين المعارضة العلمانية والمعارضة الإسلامية المتطرفة، سوف ينتهي حتما بـ"طلاق دموي".

وعلى الرغم من كل هذه المحاذير والمخاطر فإن الولايات المتحدة تبدو مصرة على المضي في تنفيذ هذا السيناريو حتى النهاية. حيث يرجح الكثير من الخبراء أن تتمكن واشنطن من الإطاحة بنظام الأسد في الربيع القادم.

يبدو أنه لا بد من الذي لا بد منه. فبعد العملية العسكرية التي نفذها الغرب في ليبيا، لاحظ الكثيرون أن باراك أوباما يستكمل ما بدأه جورج بوش الابن وتحديدا التخلص من الأنظمة الحاكمة في البلدان التي أدرجها المحافظون الجدد في قائمة الدول المارقة التي تشكل ما يسمى ـ"محور الشر".

سلمت يدآكـ..
على جميل طرحكـ وحسن ذآئقتكـ
يعطيكـ ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدكـ بكل شوق.
..}~ مودتي

شگرآ لمرورگم آلطيپ لموضوعي

پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ