هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
souaze
souaze
عدد المساهمات : 102
المغرب
تاريخ التسجيل : 03/11/2012
تاريخ الميلاد : 01/03/1990
المزاج : sdd
نقاط النشاط : 4547
السٌّمعَة : 0
العمر : 34

والباقيات الصالحات خي Empty والباقيات الصالحات خي

03/01/13, 11:30 pm
من عادة القرآن الكريم بين الحين والآخر، أن يزهِّد عباده في الحياة الدنيا وزينتها، ويدفع بهم إلى التطلع إلى رحاب الآخرة؛ وذلك أن العاقل يعمل لما هو باق ودائم، ويدع ما هو فان وزائل. والبعيد النظر يسعى لما هو خير وأبقى، ويزهد بما هو أقل وأدنى.

ومن الآيات التي قررت هذا المعنى قوله سبحانه: { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} (الكهف:41). لنا مع هذه الآية الكريمة هذه الوقفات:

الوقفة الأولى: نزلت هذه الآية رداً على بعض المشركين، الذين كانوا يتباهون بأموالهم وبنيهم، ويحسبون أنهم بذلك يفضلون على المؤمنين. فأنزل الله سبحانه هذه الآية؛ ليبين أن ما افتخر به هؤلاء المشركون من المال والبنين إنما ذلك { زينة الحياة الدنيا} المحقرة، وأن مصير ذلك إنما هو إلى النفاد، فينبغي على العاقل أن لا يكترث بهذه المغريات.

الوقفة الثانية: { المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، أخبر تعالى أن ما كان من زينة الحياة الدنيا، فهو غرور غير باق، كالهشيم تذروه الرياح؛ إنما يبقى ما كان من زاد الآخرة. فقد كان يقال: لا تعقد قلبك مع المال؛ لأنه غُنْمٌ ذاهب، ولا مع النساء؛ لأنهن اليوم معك، وغداً مع غيرك، ولا مع السلطان؛ لأنه اليوم لك وغداً عليك. قال القرطبي: "إنما كان { المال والبنون زينة الحياة الدنيا}؛ لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوة ودفعاً، فصارا { زينة الحياة الدنيا}، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين؛ لأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة، فلا تتبعوها نفوسكم".

وقال أبو حيان: "كل ما كان { زينة الحياة الدنيا} فهو سريع الانقضاء؛ فـ { المال والبنون} سريع الانقضاء، ومن بديهة العقل أن ما كان كذلك، يَقْبُح بالعاقل أن يفتخر به، أو يفرح بسببه".

وثمة لفتة بلاغية ذكرها ابن عاشور هنا، قال: "وتقديم (المال) على (البنين) في الذكر؛ لأنه أسبق خطوراً لأذهان الناس؛ لأنه يرغب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه؛ ولذلك أيضاً قُدِّم في بيت طَرَفة:

فأصبحت ذا مال كثير وطاف بي بنون كرام سادة لمسود".

الوقفة الثالثة: { والباقيات الصالحات }، ذكر المفسرون عدة أقوال في المراد من هذه الجملة من الآية:
فقال بعضهم: هي الصلوات الخمس. روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الباقيات الصالحات): الصلوات الخمس.

وقال بعضهم: هي ذكر الله بالتسبيح، والتقديس، والتهليل، ونحو ذلك. روى الطبري عن الحارث مولى عثمان بن عفان، قال: قيل لـ عثمان: ما الباقيات الصالحات؟ قال: هن: لا إله إلا الله، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروي هذا أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، و مجاهد، و عطاء، وآخرين. وهذا هو اختيار جمهور المفسرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( استكثروا من الباقيات الصالحات)، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: ( التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، رواه مالك و ابن حبان، وصححه الحاكم. وقال بعضهم: هي العمل بطاعة الله. روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: { والباقيات الصالحات}، قال: الأعمال الصالحة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

وعن علي بن أبي طلحة، و ابن عباس رضي الله عنهما، قالا: { والباقيات الصالحات}: هي ذكر الله، قول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، وتبارك الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله، وصلى الله على رسول الله، والصيام والصلاة، والحج، والصدقة، والعتق، والجهاد، والصلة، وجميع أعمال الحسنات، وهن الباقيات الصالحات، التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السماوات والأرض. وروي عن ابن زيد، قال: { والباقيات الصالحات}: الأعمال الصالحة.

وقال بعضهم: هي الكلام الطيب. روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: { والباقيات الصالحات} قال: الكلام الطيب.

والحق، أن هذه الأقوال جميعها لا تعارض بينها، وهي متقاربة من حيث المعنى، ويكفيك في هذا، أن جميع الأقوال المذكورة في المراد من هذه العبارة، قد وردت فيها آثار عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وقد رجح الطبري أن أولى الأقوال بالصواب، قول من قال: هن جميع أعمال الخير؛ لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويثاب، وإن الله عز ذكره لم يخصص من قوله: { والباقيات الصالحات} بعضاً دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعد أن ذكر القرطبي ترجيح الطبري، قال: "وهو الصحيح إن شاء الله؛ لأن كل ما بقي ثوابه، جاز أن يقال له هذا. وقال علي رضي الله عنه: الحرث حرثان، فحرث الدنيا المال والبنون؛ وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهن الله تعالى لأقوام".

ولا يعارض ما اختاره الطبري ما جاء في الحديث المتقدم، الذي خصص به الجمهور هذه العبارة المطلقة، أن (الباقيات الصالحات) هن: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم اعتبر هذه الأمور هن من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هن جميع الباقيات الصالحات، ولا كل الباقيات الصالحات، وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البر أيضاً باقيات صالحات.

ثم إن ابن عاشور قال بخصوص هذه العبارة قولاً مفيداً، ونص قوله: "كان مقتضى الظاهر في ترتيب الوصفين، أن يقدم { الصالحات} على (الباقيات)؛ لأنهما وإن كانا وصفين لموصوف محذوف إلا أن أعرفهما في وصفية ذلك المحذوف هو { الصالحات}؛ لأنه قد شاع أن يقال: الأعمال الصالحات، ولا يقال: الأعمال الباقيات؛ ولأن بقاءها مترتب على صلاحها، فلا جرم أن { الصالحات} وصف قام مقام الموصوف، وأغنى عنه كثيراً في الكلام حتى صار لفظ { الصالحات} بمنزلة الاسم الدال على عمل خير، وذلك كثير في القرآن قال تعالى: { وعملوا الصالحات} وفي كلامهم. ولكن خولف مقتضى الظاهر هنا، فقدم (الباقيات)؛ للتنبيه على أن ما ذُكر قبله، إنما كان مفصولاً؛ لأنه ليس بباقٍ، وهو المال والبنون. فكان هذا التقديم قاضياً لحق الإيجاز؛ لإغنائه عن كلام محذوف، تقديره: أن ذلك زائل، أو ما هو بباق، والباقيات من الصالحات خير منه".

الوقفة الرابعة: { خير عند ربك ثوابا}، أي: أن الأعمال الصالحة دائمة باقية، وفعل الخيرات نافعة رافعة، وخيرات الدنيا منقرضة فانية، والدائم الباقي خير من المنقرض المنقضي.

الوقفة الخامسة: { وخير أملا}، أي: خير رجاء؛ لأن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ونصيبه في الآخرة، دون ذي المال والبنين العاري من الباقيات الصالحات، فإنه لا يرجو ثواباً. قال الرازي: "كل عمل أريد به وجه الله، فلا شك أن ما يتعلق به من الثواب وما يتعلق به من الأمل، يكون خيراً وأفضل؛ لأن صاحب تلك الأعمال يؤمل في الدنيا ثواب الله ونصيبه في الآخرة".

وقال ابن عاشور: "إن أمل الآمل في المال والبنين، إنما يأمل حصول أمر مشكوك في حصوله، ومقصور على مدته. وأما الآمل لثواب الأعمال الصالحة، فهو يأمل حصول أمر موعود به من صادق الوعد، ويأمل شيئاً تحصل منه منفعة الدنيا ومنفعة الآخرة، كما قال تعالى: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} (النحل:97).

الوقفة السادسة: هذه الآية الكريمة ورد لها شبيه، وذلك قوله تعالى: { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا} (مريم:76)، وقوله سبحانه: { قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا * وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا} (مريم:74).

ختاماً، نشير إلى أن هذه الآية ونحوها من الآيات، لا ينبغي أن يُفهم منها الزهد التام في الدنيا، والإعراض عنها، فليس هذا المراد من الآية حقيقة، وإنما المراد منها التنبيه على أن الدنيا لا ينبغي أن تكون هي الهم الأكبر للمؤمن، ولا أن تكون الشغل الشاغل للمسلم، بل الآخرة هي الأساس، والدنيا طريق إلى الآخرة. فلا يليق بالعاقل أن يجعل ما هو وسيلة غاية، فإن هذا قلب للموازين، وبُعْدٌ عن سواء السبيل.

المصدر: والباقيات الصالحات خير http://starmis.taro.tv/t308-topic#ixzz2GvWYkJgf
منتدى ستارميز -
G H O S T A H M E D
G H O S T A H M E D
عدد المساهمات : 45060
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 108163
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
مدير مميز
http://www.a-twer.com

والباقيات الصالحات خي Empty رد: والباقيات الصالحات خي

04/01/13, 12:21 am
ما شاء الله أبداع بلا حدود و بانتظار أبداعاتكالقادمة
avatar
روعة المعانى
عدد المساهمات : 3017
االعراق
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
نقاط النشاط : 10178
السٌّمعَة : 0

والباقيات الصالحات خي Empty رد: والباقيات الصالحات خي

04/01/13, 07:31 pm
سلمت يداك على هذا النقل المميز والهام جدا
نسال الله ان يثبتنا عند السؤال وان يقينا عذاب جهنم
وان يرزقنا الجنة نحن وجميع المسلمين
اللهم امين
G H O S T A H M E D
G H O S T A H M E D
عدد المساهمات : 45060
االعراق
ذكر
تاريخ التسجيل : 07/08/2012
تاريخ الميلاد : 23/07/1997
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 108163
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
مدير مميز
http://www.a-twer.com

والباقيات الصالحات خي Empty رد: والباقيات الصالحات خي

05/01/13, 03:10 am
ما شاء الله سلمت اياديك على موضوك المميز و جعلهافي ميزان حسناتك
( طريق التطوير )
( طريق التطوير )
عدد المساهمات : 1387
السعودية
ذكر
تاريخ التسجيل : 25/02/2013
تاريخ الميلاد : 30/01/1999
المزاج : رايق
نقاط النشاط : 5716
السٌّمعَة : 0
العمر : 25

والباقيات الصالحات خي Empty رد: والباقيات الصالحات خي

08/04/13, 07:15 pm
جميل نعبر ونوصف تلك المشاعر في رقيها وروعتها
جميل ان اضع بعض من النقد على خاطره ملأتها الدموع وحاصرها اليأس
جميل ان اعبر واوصف اكثر
وقد تعجز عباراتي عن الاطراء فأكتفي بشكر واختمها بشوقي ل انتظار جديده
عاشق الاحزان
عاشق الاحزان
عدد المساهمات : 1117
السودان
تاريخ التسجيل : 01/04/2013
تاريخ الميلاد : 18/03/1998
المزاج : حالة حب
نقاط النشاط : 15555
السٌّمعَة : 0
العمر : 26

والباقيات الصالحات خي Empty رد: والباقيات الصالحات خي

08/04/13, 11:33 pm
سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى