خطبة السيده زينب والامام السجاد التي هزت مجلس يزيد لعنه الله
21/11/12, 06:04 pm
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد (لعنه الله )
روىالشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » ما يلي : « إحتجاج
زينب
بنت علي بن أبي طالب
،
حين رأت
يزيد ( لعنه الله ) يضرب ثنايا الحسين عليه السلام بالمخصرة (1).
روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم وغيره من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسين ( عليه السلام ) وحرمه على يزيدوجيء برأس الحسين ( عليه السلام ) ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة
كانت في يده ، وهو يقول :
لـعبت هـاشم بـالملك فلا ----- خـبر جـاء ولا وحي نزل
لـيت أشـياخي ببدر شهدوا------ جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلوا و اسـتهلوا فـرحا----- و لـقالوا يا
يزيد
: لا تشل
-------------------------
(1) المخصرة ـ على وزن مكنسة ـ : عصا أو شبهها ، يتوكأ عليها ... ويأخذها الملك بيده ليشير بها إلى ما يريد ، وقيل : هي عصا في رأسها حديدة محددة ، مثل حديدة رأس السهم.
المحقق
فـجزيناه بـبدر مـثلاً(1) ------- و أقـمنا مـثل بـدر فاعتدل
لـست من خندف إن لم نتقم ------- من بني أحمد ما كان فعل (2)
قالوا : فلما رأت
زينب
ذلك أهوت إلى جيبها فشقته (3) ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب:
«يا حسيناه ! يا حبيب رسول
الله
، يا بن مكة ومنى ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى. »
---------------------------
(1) وفي نسخة : قد قتلنا القوم من ساداتهم.
(2) خندف : لقب امرأة في الجاهلية وإلى لقبها إنتمت قبيلتها .
كما يستفاد ذلك من كتاب « لسان العرب » لإبن منظور ، وقيل : هي من جدات معاوية
.
المحقق
(3) جيب القميص : ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص، كما في « المعجم الوسيط » .
قال بعض المحققين من الخطباء « كانت المرأة المحجبة تلبس أكثر من ثوب ـ في ذلك الزمان ـ ، فإذا هاج بها الحزن لدرجة كبيرة ، تشق جيبها كرد فعل طبيعي للحزن الشديد الذي صار يعصر قلبها بكيفية خطرة ، ويبقى
عليها
أكثر من ثوب غير الثوب الذي شقت جيبه .
المحقق
قال : فأبكت ـ والله ـ كل من كان ، ويزيد ساكت ، ثم قامت على قدميها وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة إظهاراً لكمالات محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإعلاناً بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخوف ولا دهشة فقامت إليه زينب بنت علي ، ( عليهما السلام )
(( الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول:
« ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون » (1)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (2)
وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً
---------------------------
(
1) سورة الروم ، الآية 10.
(2) وفي نسخة : حيث أخذت...
وامتنانا (1) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، (2) ، والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل) : »ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين» (3)
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن
---------------------------
(1) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا.
المحقق
(2) لعل الأصح : مستوثقة .
المحقق
(3) سورة آل عمران ، الآية 178
.
من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر .
فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم :
لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً------ ولقالوا يا يزيد : لا تشل
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه .
لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (1) ، وشمس آل عبد المطلب.
وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ، ثم صرخت بندائك
ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (2) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل
---------------------------
(1) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(2) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .
حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ، وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ » (1)
وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت
----------------------
(1)سورة آل عمران ، الآية 169- 170
عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج (1)
فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!
تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل . (2)
فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد
---------------------------
(1) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(2) وفي نسخة : الفراعل
.
فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل . ثم كد كيدك ، واجهد جهدك ، فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (1) لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها.
وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي.
والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة.
ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك ، ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ))
روىالشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » ما يلي : « إحتجاج
زينب
بنت علي بن أبي طالب
،
حين رأت
يزيد ( لعنه الله ) يضرب ثنايا الحسين عليه السلام بالمخصرة (1).
روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم وغيره من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسين ( عليه السلام ) وحرمه على يزيدوجيء برأس الحسين ( عليه السلام ) ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة
كانت في يده ، وهو يقول :
لـعبت هـاشم بـالملك فلا ----- خـبر جـاء ولا وحي نزل
لـيت أشـياخي ببدر شهدوا------ جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلوا و اسـتهلوا فـرحا----- و لـقالوا يا
يزيد
: لا تشل
-------------------------
(1) المخصرة ـ على وزن مكنسة ـ : عصا أو شبهها ، يتوكأ عليها ... ويأخذها الملك بيده ليشير بها إلى ما يريد ، وقيل : هي عصا في رأسها حديدة محددة ، مثل حديدة رأس السهم.
المحقق
فـجزيناه بـبدر مـثلاً(1) ------- و أقـمنا مـثل بـدر فاعتدل
لـست من خندف إن لم نتقم ------- من بني أحمد ما كان فعل (2)
قالوا : فلما رأت
زينب
ذلك أهوت إلى جيبها فشقته (3) ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب:
«يا حسيناه ! يا حبيب رسول
الله
، يا بن مكة ومنى ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى. »
---------------------------
(1) وفي نسخة : قد قتلنا القوم من ساداتهم.
(2) خندف : لقب امرأة في الجاهلية وإلى لقبها إنتمت قبيلتها .
كما يستفاد ذلك من كتاب « لسان العرب » لإبن منظور ، وقيل : هي من جدات معاوية
.
المحقق
(3) جيب القميص : ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص، كما في « المعجم الوسيط » .
قال بعض المحققين من الخطباء « كانت المرأة المحجبة تلبس أكثر من ثوب ـ في ذلك الزمان ـ ، فإذا هاج بها الحزن لدرجة كبيرة ، تشق جيبها كرد فعل طبيعي للحزن الشديد الذي صار يعصر قلبها بكيفية خطرة ، ويبقى
عليها
أكثر من ثوب غير الثوب الذي شقت جيبه .
المحقق
قال : فأبكت ـ والله ـ كل من كان ، ويزيد ساكت ، ثم قامت على قدميها وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة إظهاراً لكمالات محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإعلاناً بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخوف ولا دهشة فقامت إليه زينب بنت علي ، ( عليهما السلام )
(( الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول:
« ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون » (1)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (2)
وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً
---------------------------
(
1) سورة الروم ، الآية 10.
(2) وفي نسخة : حيث أخذت...
وامتنانا (1) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، (2) ، والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل) : »ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين» (3)
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن
---------------------------
(1) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا.
المحقق
(2) لعل الأصح : مستوثقة .
المحقق
(3) سورة آل عمران ، الآية 178
.
من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر .
فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم :
لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً------ ولقالوا يا يزيد : لا تشل
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه .
لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (1) ، وشمس آل عبد المطلب.
وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ، ثم صرخت بندائك
ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (2) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل
---------------------------
(1) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(2) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .
حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ، وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ » (1)
وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت
----------------------
(1)سورة آل عمران ، الآية 169- 170
عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج (1)
فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!
تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل . (2)
فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد
---------------------------
(1) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(2) وفي نسخة : الفراعل
.
فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل . ثم كد كيدك ، واجهد جهدك ، فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (1) لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها.
وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي.
والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة.
ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك ، ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ))
- فيلة جميلة
- عدد المساهمات : 302
تاريخ التسجيل : 31/08/2012
نقاط النشاط : 4876
السٌّمعَة : 0
رد: خطبة السيده زينب والامام السجاد التي هزت مجلس يزيد لعنه الله
21/11/12, 08:11 pm
يسلموُِووالايادي عُِلى هيُِك طرح O.o°¨
¨°o.O بأنتظآُِر جديدك ٍُبكل ُشوقًِ O.o°¨
- énergie
- عدد المساهمات : 410
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
تاريخ الميلاد : 01/03/1987
المزاج : الحمد لله
نقاط النشاط : 4756
السٌّمعَة : 0
العمر : 37
رد: خطبة السيده زينب والامام السجاد التي هزت مجلس يزيد لعنه الله
30/11/13, 01:04 am
شكرا على الموضوع بارك الله فيكم اخوكم انيرجى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى