أحقاً هذه الجنة

أحقاً هذه الجنة
رحلة فريدة إلى الحياة السعيدة
عنوان كتاب شيق يصف الجنة ونعيمها وما بها من خيرات حبيت أن أضيفه في مكتبة المنتدى للاستفادة منه والاستمتاع بقراءته فجزا المؤلف كل خير على بحثه الممتاز . وزادنا طاعة ومحبة ورغبة في جنة الخلد جنة النعيم المقيم . فهيا جميعا نرى ونسمع ونتصور ونتخيل ونتجول في ربوع جنات الله وما بها من خيرات حسان .
بارقة
عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الدين النصيحة "قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم : . رواه مسلم ج1 ص 74 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر " فاقرؤوا إن شئتم : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }. رواه البخاري ج3 ص 1185
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر , لا تضامون في رؤيته ؛ فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا , ثم قرأ { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } . رواه البخاري ج1 ص 203 .
وعن عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا , في كل زاوية منها أهل مايرون الآخرين , يطوف عليهم المؤمنون , وجنتان من فضة .. آنيتهما وما فيهما ؛ وجنتان من ذهب .. آنيتهما وما فيهما , وما بين القوم وبين أن ينظروا إل ربهم إلا رداء الكبر على وجهه , في جنة عدن " رواه البخاري ج1 ص 1849 .
وعن البراء رضي الله عنه قال : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير . فجعلنا نلمسه ونتعجب منه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من هذا ؟ قلنا : نعم . قال : مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا : متفق عليه , رواه البخاري ج5 ص 2195 و مسلم ج4 ص 1915 .
وعن سعيد بن عبد العزيز قال : لما حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته : واويلاه . فكان يقول هو : وافرحاه ؛ غدا نلقى الأحبة , محمدا وحزبه .تاريخ مدينة دمشق ج10 ص 475 .
توطئة
ما أجمل حديث الجنة 000
دار النعيم , ومستقر المؤمنين , وقدم الصدق , وأرض الميعاد الحق , نُزل الروح والريحان , والرضى والرضوان ,والفرحة والأمان , على أرضها تتناثر حبات اللؤلؤ , وفي مجالسها يظهر الحبور والسرور , آنيتها الذهب والفضة , وخيامها اللؤلؤ , وشرابها بارد , وهواؤها عليل , ونساؤها ( كأنهن الياقوت والمرجان ) , فيها البهجة والكثرة , والسعادة والمتعة , الجمال فيها متجدد , ونضرة النعيم فيها تزداد كل أسبوع , بعد رؤية الرب الرحيم , والمساكن الفخمة يتضوع عبقها , وتنشرح الصدور من سعتها وبديع تصميمها 0
في مساكن الجنة تتنوع اللذات , ويظهر رونق النعيم ! ومن أشجارها الخضراء الباسقة تتدلى الثمار الزكية الشهية , ورائحة المسك تعبق من كريم تربتها , وبديع مياثرها وثياب أهلها , أجسام أهل الجنة مترعة في شبابها والوجوه المسفرة يزداد بهاؤها وتشتد نضارتها , هي دار النعيم , ومحلة الخلود ... خلقها الرحمن بيده , وأبدع وصفها في كتابه , وأودع فيها من الأحوال السعيدة ومباهج اللذات والنعيم ما تشتاق إليه الأنفس الرضية , والأذواق السوية 0
فيالها من محلة سعادة ما أبهجها ! ومنزل كرامة ما أمتعها ... كلّت العقول عن إدراك جمالها وعجزت اللغات عن وصف حسنها :
هي جنة طابت وطاب نعيمها ... فنعيمها باقٍ وليس بفانِ
دارُ السلام وجنة المأوى ومن ... زل عسكر الإيمان والقرآنِ
فالدار دار سلامة وخطابهم ... فيها سلام واسم ذي الغفرانِ
1- ولا أشرف من دعوة الله جل جلاله لعباده ؛
فهي دائرة بين دعوتهم { ليغفر لهم من ذنوبهم } , ودعوتهم { الجنة والمغفرة بإذنه } , قال تعالى : { والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } يونس 25 . ودعوته , تقدست أسماؤه , إلى جنات النعيم تأخذ بمجامع القلوب , وتخاطب سائر الحواس , وتأسر كل عين مبصرة , وتُسمع كل أذن مرهفة , ولها تشتاق الفطر السوية , وبها يصلح حال العباد ومآلهم , وكل مافي القرآن الكريم عن جنات النعيم غاية في الجمال , لو تأملته القلوب بأنوار بصائرها , والعقول بكمالات خيالها . قال تعالى : { ياعبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تُحبرون * يطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي أُورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون } الزخرف 68-73 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " فاقرؤوا إن شئتم { فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون } .
ومن عقد حياة حقيقية مع القرآن الكريم أوشك أن يطير قلبه شوقا إلى دار النعيم ؛ فهاهم جيران الله فيها , أمامه رأي العين , قد سمو بنعيم ملكهم , واتكأوا على أسرّة الخلد في أعالي شرفاتهم , بعد أن أمدتهم كرامة النظر إلى وجه ربهم شرف الدهر وحبوره , والرفاه الكبير لأقلهم منزلة , واسع ٌ يفيض على ملك الدنيا عشر مرات , والأبرار في غرفهم تلك .. فارهون { على سرر متقابلين * يطاف عليهم بكأس من معين * بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون * وعندهم قاصرات الطرف عين * كأنهن بيض مكنون } الصافات . والمقربون في منازل السعادة يرون ربهم بكرة وعشيا : { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } .
ولا دعوة إلى الجنة بعد كلا م الله تعالى أكمل ولا أجمل من وصف رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث اجتمع له في خبرها طريقان لم يجتمعا لأحد من قبله ولا بعده , سوى ما كان لأبيه آدم عليهما الصلاة والسلام . علمُ اليقين الذي تضمنه الوحي , المنزّل بجميل صفاتها , وعين اليقين الذي تحصّل له عند دخولها . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلتُ الجنةَ , فأبصرت قصراً فقلت : لمن هذا ؟ قالوا لعمر بن الخطاب ؛ فأردت أن أدخله فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك " قال عمر بن الخطاب : بأبي أنت وأمي يا نبي الله , أوعليك أغار ؟ والأسفار بعد ذلك , مهما بلغ رصفها ونظمها , لن تصل إلى مقارنة بديع كلام الله تعالى وبيانه , ونظمه وإتقانه ، ثم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم 0
ومن ذا يطيق الحديث عن دار الأبرار , ومستقر المتقين الأخيار , أو يشوّق الناس إليها , ثم لا يقف مذهولا أمام وصف من خلقها فسوّاها , ورفع بالدر والياقوت شرف ذراها , وأقام كثبان العود والمسك الأذفر في قبابها وثراها , ونجّد بالزرابي فسيح خيامها وبسط العبقري في بطن رحابها , وزينها برفارف إستبرقها , وحفّ بالديباج فُرُشها ونمارقها , وكساها جلبابا من نور عرشه , ثم قال وهو أصدق القائلين ( ولدينا مزيد ) ؟!
والأنفس المؤمنة الرضية سريعة الاستجابة لحديث الجنة إذا استنارت بمشكاة الوحي , وهي شديدة الشوق إليه .. تأذن لأخباره , وتستحضر لذاته , وتطوف في نعيمه الذي يستغرق اللذات كلها ! وسريعا ما تنفر عن حديث الجهل والخرافة والمبالغة والدجل والتهويل 0

شكرا على الموضوع بارك الله فيكم اخوكم انيرجى