ذكريات سكن الجامعه

بعد تخرج ميمون من مقاعد المدرسة ، إلى التجليات و صراخ الطموحات التي تغسل أقدام القمر ،أدت بنا الأقدار للدخول سكن هاربين نحو الآتي ، وكل واحدة منا تساءَلت : كيف سأبدأ مشواري الجامعي ؟ فيما سأُكلل أيامي ؟ هل ستختلف حياتي في حرم االجامعه عن ما تعودنا عليه في مدارسنا ؟ ، وكيف ستكون حياتِي الجديدة فِ غرفة وزميلات اخر ومكان جديد ،
فَ ألتقينا بأرواح كانت الدافع للتغلب على مشاعر الفقد في غياب الأهل وصعوبات الدراسة وما يؤول إليها ، جمعتنا الألفة ومواقف زرعت فينا بسمة كقرص الشمس فكانت بداية لطفولة جامعية ، تراكضنا خلالها في ممرات السكن ، وتسكعات ما بعد الثانية عشر ، وحب السهر واللعب ، ف كم شهدت الأزقة عبير ضحكاتنا ، وكم أمتلئت سجلات السكن بأسماءنا ، كم تزاحمنا في كل صباح لنستبق لمقاعد الباصات وعدنا إليها منهكين لا نشعر بدفء الفراش، من النهار المزدحم بالمحاضرات ، منا من يلتزم بتوقيع اسمه عند العوّدة ، وأُخريات متمردات ، فيلحقها نداء المشرفات ، فَ يفترق الجميع وكل واحدة تدخل غرفتها لها قصة تختلف عن الأخرى ، هنالك من تنتظرها صديقتها على الغداء ، وهناك من تعود لتكمل نومها ، وأخرى ترتب أولوياتها ..
ناهيك عن حلاوة التجمعات في ساحة السكن وداخله ، أحاديث لا تنتهي ، ولحظات أعمق من أن تنسى ، مناسبات أشتركنا فيها ، ومفاجآت أنبتت الفرحة في قلب صاحبتها... حتى أصبحنا أسرة واحدة في السكن الجامعي الذي بات جزءاً منا ، وساكنيه قطعة من قلوبنا ، كُلٌ منا تعيش دورها كأخت أو أم أو صديقة تخاف على الأخرى في ألمها ، تحزن حيال حزنها ، تفزّع في حاجة أختها ، فأدمنا القرب وأصبح التخرج من حلم إلى شبح البعد يلاحقنا بعد أن صافحت قلوبنا بعضها .